الفصل 46
****ملاحظة: بما أنه العمل له مانهوا و ترجمة اسم البطل إدنبر حيضل إدنبر بدئا من هالفصول🫰
**********
“لكنني قلتُ إنني سأفعل كل ما تريده أسيل.”
لقد كان ذلك مكتوبًا بوضوح في عقد الزواج الذي استلمته من إيدنيفر ذات يوم.
أمالت أسيل رأسها بتعجب.
‘بما أنه قال إنه سيفعل كل ما أريده، إذا قلتُ له إنني سأذهب للمنزل، فسيقول لي: اذهبي بخير، باي باي.’
“أسيل.”
“نعم.”
“الإنسان أناني، ويبدّل كلامه دائمًا كما يُقلب راحة اليد. البشر جنس لا يجب أبدًا الوثوق به.”
“هُممم…….”
“لذلك يجب ألا يكتشف البشر أنكِ تستطيعين التحوّل إلى إنسانة.”
“هُممم…… فهمت.”
رغم أنها أجابت هكذا، إلا أنّ أسيل عقدت حاجبيها قليلًا.
‘لكن زوجي يبدو إنسانًا يمكن الوثوق به.’
ومع ذلك، لم يسبق أن أخطأت كلمات الكبار من السُوينيّين، لا أمها ولا معلّمات الروضة.
فبدلًا من معارضة أبيها، طرحت سؤالًا آخر.
“إذن، هل أستطيع أن أخبر صديقي الأرنب؟”
“الأرنب؟”
“نعم. الأرنب الذي يسير مع أسيل. أبيض وصغير.”
“همم، حسنًا، اخبري الأرنب فقط. على أي حال، البشر لا يفهمون لغة الحيوانات.”
وافق أرسيان بسهولة، لكنه فجأةً صلّب ملامحه وهو ينظر في الفراغ.
“يبدو أننا يجب أن نغادر الآن.”
“لماذااا؟”
“لأن دوق مونليف يستعدّ للرحيل.”
لو تأخر أكثر، سيُثير شكوكًا لا داعي لها.
أعاد أسيل إلى هيئة صغار التنانين الأصلية.
ثم ناولها عقدًا مرصّعًا بالجواهر كان قد أعدّه مسبقًا كهدية.
“لقد خزّنتُ قوة سحر أبيكِ فيه. بهذا ستتمكنين من التدرب على التحوّل حتى في غيابي.”
“بيهااا!”
يا إلهي! هذا يعني أنّ أسيل تستطيع التحوّل بمفردها الآن. لقد أصبحت سُوينية بالغة!
تلألأت عينا أسيل بالفرح وهي تتلقّى العقد بكل حماس.
“وأيضًا، إن ضغطتِ هنا، فسيظهر أبوكِ بِيونغ! فورًا. إذا حدث أمر طارئ، اضغطي بقوة، سأجيء حالًا.”
“بيي.” (نعم.)
لكن رغم إجابتها، لم تكن تنوي استدعاء أرسيان أبدًا.
أسيل الآن سُوينية بالغة.
أياً كان ما سيحدث، ستتغلب عليه بنفسها.
من كان يظن أنها ستستدعيه بالفعل بعد ساعات قليلة فقط؟
وضعت أسيل العقد داخل الفضاء الفرعي بخفية.
***********
داخل العربة العائدة إلى مونليف.
كان إيدنبر يتأمل أسيل التي بدت في مزاج جيد.
فهو في كل مرة يأتي إلى هنا، لم يكن يشعر بالراحة،
إذ كان أرسيان دائمًا يجد الحجج للإبقاء على أسيل عنده.
لكنه لم يُبدِ استياءه، ما دامت أسيل تبدو راضية بزياراتها لبيت الكونت.
‘اليوم تبدو أكثر سعادة من أي وقت مضى.’
وحقًا، فقد كانت أسيل تفكر في العقد الذي وضعته داخل الفضاء الفرعي.
‘حين نعود، سأبدأ فورًا التدريب على التحوّل.’
توهّج وجهها بالحماس وهي تضرب الأرض بأقدامها الصغيرة.
“بييا، بيي.” (اسمع يا زوجي.)
“نعم؟”
“بييا.” (أسيل عندها شيء لتتباهى به.)
“ما هو؟”
“بيااا بي.” (إنه سرّ.)
وضعت أسيل قدميها الأماميتين على فمها وضحكت “بيررررك”.
‘لو عرف أنني التقيت أبي هنا، سيندهش كثيرًا، أليس كذلك؟’
وإن علم أنني أستطيع أن أصبح إنسانة، فسوف يندهش أكثر!
لكن بما أن أبي أوصاني ألا أخبر أحدًا بقدرتي على التحوّل، فسأفاجئه فقط عندما نعود إلى المنزل.
كم هو شعور رائع أن أملك سرًا لا يعرفه أحد سواي!
‘اليوم أسيل هي تنين أسود شقي!’
“ما هذا السر؟”
“بييااا.” (لن أخبرك.)
كانت أسيل متحمسة وحدها، تضرب الأرض بقدميها وتواصل الضحك “بيهاهاها”.
أما نظرات إيدنبر الحائرة، فلم تعرها أي اهتمام.
وفي تلك الليلة بالذات،
كُشف سرّ أسيل، وظهر شكلها البشري أمام إيدنبر.
**********
كانت ليلة لا يُطاق فيها النوم.
ظلّ إيدنبر يتقلّب طويلًا على السرير، قبل أن ينهض أخيرًا.
كلما أغمض عينيه، عاد أمامه مشهد أرسيان وهو يدلل أسيل.
حتى هيئة أسيل نفسها، التي بدت مثقلة بشيء من العبء لكنها في الوقت ذاته مستمتعة خفية، ارتسمت في الظلام من جديد.
أرسيان، الذي كان يرى أسيل كل يوم تقريبًا، ومع ذلك يلوّح بوجه حزين عند الفراق، ويؤكّد لها أن تعود للّعب معه ثانية.
وأسيل، التي كانت تظلّ ملتصقة بالنافذة تلوّح بيديها الصغيرتين حتى يختفي عن الأنظار.
‘لماذا؟ لأي سبب صارت قريبة منه إلى هذا الحد؟’
عندما التقت به أول مرة، كانت أسيل مليئة بالحذر تجاهي.
لكنها أظهرت ابتسامة مشرقة أمام كونت إرزبيت منذ البداية، وفوق ذلك، تلتقيه كل يوم!
إن استمرّ الزمن هكذا……
‘قد تتركني وتذهب إلى الكونت.’
وفي تلك اللحظة، قبض إيدنبر قبضته بشدة.
شعر أن القلق يغرز مخالبه في قلبه.
فمنذ ولادته، فقد أمّه مباشرة.
ثم حتى والده الذي تعلّق به، ألقى فوقه حملًا ثقيلًا ورحل.
لم يبقَ له سوى الجد “إلكاي”، لكن الجد لم يكن شخصًا يُعتمد عليه بالعاطفة، بل قدوة للتعلّم.
لم يكن هناك أحد يستطيع إيدنبر أن يُظهر أمامه ضعفه ويعتمد عليه تمامًا… سوى أسيل.
فمجرّد التفكير أن تلك الفتاة الثمينة قد تختفي فجأة كالدخان جعله يدور بدوار.
‘لا يمكن أن يكون اللورد أرسيان قد اقترب منها فقط ليأخذها مني، أليس كذلك؟’
حتى لو كان كذلك، إن اختارت أسيل الرحيل بإرادتها، فلن يستطيع منعه.
فخلافًا للأرواح المقدّسة الأخرى المرتبطة بعهود قديمة مع العائلات، لم يكن بينه وبين أسيل أي شيء من هذا القبيل.
حين أقامها للتو كروح مقدّسة،
نصحه التابعون أن يعقد معها اتفاقًا رسميًا.
لكنه لم يفعل.
لأنه ما دام هو الذي استدعاها بإرادته، فقد أراد أن يترك لها حرية تقرير مصيرها أيضًا.
ولا يزال هذا الفكر ثابتًا بداخله حتى الآن.
كان يتمنى أن تبقى أسيل معه طيلة حياته،
لكن في الوقت ذاته، كان مستعدًا لتركها متى رغبت في الرحيل.
إذ لو أمسك بها بالقوة، فسيبدو الأمر كسجن.
غير أنّ…
‘إن رحلت أسيل حقًا عني، فماذا أفعل؟’
لمجرّد أن يتخيّل رحيلها، كان يشعر وكأن العالم ينهار.
غطّى إيدنبر وجهه بكفيه وهو غارق في قتامة فكره.
‘……لا، عليّ فقط أن أكون أفضل.’
حاول بكل ما أوتي أن يفكر بإيجابية.
أسيل تُبدي اهتمامًا بكونت إرزبيت لأنه قدّم لها شيئًا أنا لم أستطع تقديمه.
ومهما يكن ذلك الشيء، فإن استطعت أن أكون أفضل منه، فلن تتركني أبدًا.
‘لو صرتُ أفضل بكثير مما أنا الآن……’
فلن يكون هناك أي احتمال أن تتركني.
ظلّ يردّد ذلك مهدئًا قلبه المضطرب، ثم نهض وفتح الستائر ليتنفس هواء الليل.
عندها رأى نافذة غرفة الروح المقدسة مضاءة.
‘هل لم تنم بعد؟’
الوقت متأخر جدًا…… أو ربما نامت والنور مضاء.
ولرغبته في رؤية وجهها والتخفيف من ضيق صدره، خرج إيدنبر من غرفته.
عبر الممر المضاءة بفوانيس برتقالية، متجهًا نحو غرفة الروح المقدسة.
“كيو…… كيوو…….”
كان أرنب صغير ينعس أمام الباب، لكن إيدنبر، الذي كان غارقًا في أفكاره، لم يلحظه.
طرق الباب بخفة.
“سأدخل.”
انتظر قليلًا حتى لا يفاجئ أسيل، ثم فتح الباب.
وفي اللحظة التالية، تجمّد مكانه من هول ما رأى.
“……فواااااااااااااانغ!”
صرخت بصوت عالٍ فتاة بشرية ذات شعر أسود وهي تفتح عينيها داخل الغرفة.
كانت ترتدي كيفما اتفق ثوبًا ضخمًا يخصّ إحدى الوصيفات.
********
“فواااااااااااااانغ!”
صرخت أسيل مفزوعة من ظهور إيدنبر المفاجئ.
لماذا يدخل زوجي فجأة الآن؟!
التعليقات لهذا الفصل " 46"