“لا، ليس باهظًا إلى هذا الحدّ. لكن أين ذهب الوشاح الذي كنتِ ترتدينه حول رقبتكِ عندما التقينا أوّل مرّة؟”
“بِي.” (تَمزّق.)
تدلى ذيل أسيل بحزن.
“بِيَيَات بِي.” (إنسانٌ سيّئٌ مزّقه. لم أعد أستطيع ارتداءه.)
“أرى.”
ردّ إيدنيفر بهدوء ونظر إلى أسيل بعناية.
بدت حزينةً أكثر ممّا كانت عليه عندما لم تستطع أكل الفراولة، ممّا يعني أنّ الوشاح كان شيئًا ثمينًا جدًّا بالنّسبة لها.
‘الآن أتذكّر، كانت تبكي وهي تحتضن قطعة قماشٍ بيضاء يومها.’
يبدو أنّها كانت الوشاح الممزّق.
‘المجوهرات يمكن أن تنتظر، هذا أكثر إلحاحًا.’
كأنّه يفكّر في الشّيء نفسه، تحدّث إلكاي الذي كان يراقب بهدوء:
“سأشتري لكِ واحدًا. انزلي.”
وقبل أن يتمكّن أحدٌ من إيقافه، أوقف العربة ونزل أمام متجر الإكسسوارات وهو يحمل أسيل بين ذراعيه.
* * *
كان متجر الإكسسوارات، بمظهره الخارجيّ الرّائع، مليئًا بالمجوهرات التي تجعل العيون تتّسع دهشةً.
تألّقت الأحجار الكريمة بانعكاس إضاءة المتجر.
جاءت أسيل لشراء وشاح، لكنّها التصقت بزجاج واجهة العرض المليئة بالمجوهرات.
“بِيْهَيا…”
“يبدو أنّ وحش الدّوق المقدّس يعرف المجوهرات الجيّدة. هذه الأحجار-”
عندما رأى صاحب المتجر شعار العربة، عرف أنّهم من عائلة مونليف، وبدأ يتحدّث بسرعة.
يبدو أنّه لم يخطر بباله أنّ هذه السّحليّة هي الوحش المقدّس لمونليف.
أخرج صاحب المتجر بعض الإكسسوارات من العلب لتتمكّن أسيل من رؤيتها جيّدًا.
ثمّ ناولها بعض الخواتم لتجرّبها، لكن-
يا للعجب.
تحوّل الخاتم إلى سوارٍ فضفاضٍ يتدلّى من ذراعها.
في هذه الحالة، لم يكن هناك مجالٌ لتجربة الأساور أو القلائد.
ارتدت أسيل خاتم زمردٍ كبير وخاتم ياقوتٍ على ذراعيها، وخاتم سفير على ذيلها، وابتسمت بسعادةٍ وهي تدور.
“بِيَيَا!” (أسيل جميلة، أليس كذلك!)
“همم…”
“يبدو أنّها ستفقدها بسهولة.”
“ألا يوجد شيءٌ أصغر من هذا؟”
كان هؤلاء إيدنيفر، إلكاي، وسيلينا على التوالي.
ظنّ صاحب المتجر أنّ سيلينا، التي لم ترتدِ زيّ الكاهنات، ابنةٌ من عائلةٍ نبيلة، فتملقها :
“ليس لدينا الآن، لكن يمكننا صنع واحد.”
“بِيَيَا.” (أسيل تحبّ هذا.)
كان كبيرًا وفضفاضًا، ممّا جعلها تشعر بأنّها غنيّة.
يمكنها ارتداؤه لاحقًا عندما تتحوّل إلى بشريّة.
عانقت أسيل نفسها المغطّاة بالمجوهرات بإحكام. أحبّت الملمس البارد جدًّا.
أومأ إلكاي برأسه عند رؤية ذلك وقال:
“إذا فقدتِها، سنشتري غيرها. إذا أردتِ المزيد، قولي.”
“لا، يا سيد إلكاي. سأدفع أنا.”
“لا بأس، أنا مدينٌ بحياتي، لذا يجب أن أفعل هذا على الأقل. ألا أشتري المتجر بأكمله؟”
“بِيِت؟!”
ذهلت أسيل من هذا العرض الضّخم، وقامت ذيلها. إذن، كلّ شيءٍ هنا سيصبح لها؟
“دينغ دينغ”، رنّ جرس الباب في تلك اللحظة.
“هههه، لذا أرجوكم، أخبروا دوق ستارافيت بولائي… هم؟”
توقّف رجلٌ دخل مع نبيلةٍ فجأة. كان شخصًا تعرفه أسيل جيّدًا.
“لقد ظننتُ أنّ هناك فارسًا مألوفًا واقفًا بالخارج، فإذا به دوق مونليف. طالت المدّة، يا سيلينا.”
كان تيودور، الكاهن الذي التقوه في إقطاعيّة مونليف.
لقد انتقل إلى العاصمة بعد أن أدرك أنّه لا يمكنه جني المال الكثير هناك، مقدمًا رشاوى.
ابتسم بسخرية، وهو مليءٌ بالطّمع للمال:
“هههه، يا دوق. يبدو أنّك لا تملك المال لإسعاد سيلينا، لكن لديك المال لتنفقه على وحشك المقدّس.”
تجمّد وجه إيدنيفر، الذي كان متوتّرًا منذ دخول النّبيلة، وبدا أكثر برودة.
لم يعرف تفاصيل الأمر، لكنّه أدرك أنّه يتعرّض للسّخرية العلنيّة.
من شعار ملابسه، يبدو أنّه كاهنٌ أدنى لا يملك قوّةً مقدّسة، فكيف يجرؤ على قول مثل هذا الهراء؟
لكن قبل أن يتدخّل، تدخّلت النّبيلة ذات المظهر الصّارم بجانبه أسرع:
“ما معنى هذا الكلام، يا كاهن تيودور؟”
“ألم ألمح لكِ من قبل؟ هناك عائلةٌ أخذت طفلةً دون إظهار أدنى صدق.”
“هل تقصد عائلة مونليف؟”
نظرت إلى إيدنبر بنظرةٍ متعجّبة.
ثمّ تراجعت مذعورةً عندما رأت إلكاي يضع يده على مقبض سيفه بعيونٍ تلمع بالغضب.
تقدّم إيدنبر أمام إلكاي وقال للنّبيلة:
“هل يمكنكِ توضيح الأمر بالتّفصيل، يا سيّدة دوقة ستارافيت؟”
“أخبرنا، يا كاهن تيودور.”
واصلت دوقة ستارافيت الحديث دون أن تأخذ عينيها عن إلكاي الغاضب.
تفاخر تيودور، الذي كان يعتمد عليها، وأشار إلى الخارج:
“ذلك الفارس الواقف هناك طلب من سيلينا، المتدرّبة الكاهنة، أن تعتني بحيوان الدّوق الأليف.”
تذكّر ذلك اليوم فاشتعل غضبه.
استمرّ تيودور، الذي احمرّ وجهه من الغضب، في الحديث:
“كما تعلمين، يا سيّدتي، يتحقّق المعبد بعنايةٍ من قدرة من يطلب طفلًا على العناية به. حتّى لو كان الدّوق من طلبها، لا يمكننا تجاهل إجراءات المعبد، لذا طلبتُ إظهار ثروته، لكن-”
أشار إلى ديلان بالخارج بنبرةٍ غاضبة ووجهٍ محمرّ:
“ذلك الفارس سخّر مني بأشياءٍ تافهة!”
“بِيَيَات بِي.” (كانت تلك كنوز أسيل.)
“ماذا، ما هذا؟!”
قفز تيودور مذعورًا من صوت “بِيَيَات” المفاجئ القادم من الأسفل.
نظرت دوقة ستارافيت إلى أسيل بعيونٍ متفاجئة.
“…سحر التّرجمة؟”
سحر التّرجمة حصريٌّ للعائلة المالكة.
لا يمكن استخدامه على وحشٍ مقدّس مهما أُنفق من المال.
في هذا العالم، هناك حيوانٌ واحدٌ فقط يمكنه التّحدث مع البشر.
التعليقات لهذا الفصل " 27"