تذكّرت أسيل صورة زوجة التابع التي أظهرها لها ديلان للحظة، وحرّكت وجهها محاولةً تقليدها.
فردّ الثّعلب، الذي كان يسير بنزق، بنبرةٍ حادّة:
“كُنغ.” (أنتِ قبيحة.)
“بِي؟” (هل رأيتِها؟)
“كيَآآآنغ.”
أصدر الثّعلب صوتًا غامضًا آخر، ثمّ صعد على كرسيٍّ مكسور وبدأ بلعق فرائه.
لم يقل إنّه لا يعرف، مما يعني أنّه يعرف شيئًا ما.
انتظرت أسيل أن يتحدّث الثّعلب.
“كِنغ؟” (ألن تذهبي؟)
لكنّه، إذ رآها مصرّةً على البقاء، بدا منزعجًا وأصدر أصواتًا متذمّرة.
ومع ذلك، لم تتحرّك أسيل، فطوى الثّعلب ذيله بشكلٍ دائريّ وسألها بنبرةٍ كأنّما يختبر نواياها:
“كيَآآوُنغ؟” (لماذا تبحثين عن المرأة البشريّة؟)
“بِيَيَا بِي.” (لأعاقبها.)
“كيَآآنگ؟” (لماذا؟)
“بِيَيَا.” (لأنّها آذت جدّي.)
“كُنغ…؟” (جدّك…؟)
نظر الثّعلب إلى أسيل من أعلى إلى أسفل بعينين متضيّقتين.
ثمّ أومأ برأسه كأنّه فهم أخيرًا.
“كيَآآرُرُرُنغ.” (إذن أنتِ تلك الوحشة الأسطوريّة. السّحليّة القبيحة.)
“بِيِت!” (أسيل ليست سحليّة!)
“كُنغ، كيَآآنگ. كيَآآنگ.” (اتبعيني. سأرشدكِ إلى حيث المرأة البشريّة.)
هزّ الثّعلب ذيله الكثيف بأناقةٍ وقاد أسيل.
خرجوا من الباب الخلفيّ للحظيرة، ومروا بممرٍ منعزل، حتّى وصلوا إلى مكانٍ يبدو أنّ أحدهم كان يتخفّى فيه.
كانت الرّائحة الشّبيهة برائحة زوجها تملأ المكان، وكأنّ صاحبها كان هناك قبل قليل.
على الأرض، كانت امرأةٌ تشبه تمامًا الصّورة التي أظهرها ديلان، فاقدةً للوعي.
“ملاحظات المترجمة: سيتم استبدال اسم ديلون بديلان لأن السابق كان خطأ بالترجمة “
كانت قد دهنت عنقها بزيتٍ عطريٍّ قويٍّ لمنع تتبّعها بالرّائحة، لكنّ الرّائحة كانت قويّةً بما يكفي لتنتشر من بعيد، ممّا يعني أنّها نُقلت إلى هنا من مكانٍ آخر.
نقر الثّعلب جسد المرأة وقال:
“كُنغ. كيَآآنگ.” (خذيها. إن استطعتِ.)
يبدو أنّه واثقٌ من أنّها لن تستطيع حملها بسبب صغر حجمها.
لكن هل كانت أسيل لتستسلم لهذا؟
بدأت أسيل تسحب المرأة البشريّة، التي كانت أكبر منها بأضعاف، بسهولةٍ نسبيّة.
“كيَآآنگ؟!”
قفز الثّعلب متفاجئًا.
لكن أسيل لم تهتمّ، وواصلت تحريك قدميها بجدّ.
ساعدها الأرنب الصّغير، رغم ضعفه، بكلّ قوّته.
عبرا الجدول، ثمّ الممر المنعزل.
حتّى تلك اللحظة، لم تستيقظ زوجة التابع.
ورغم أنّ جسدها امتلأ بالخدوش بسبب سحبها، لم تتحرّك، ممّا يعني أنّها ليست نائمةً فحسب.
‘يجب أن أسرع وأريه لزوجي وجدّي.’
كان جسد أسيل مغطّى بالتّراب والعرق، لكنّ ذلك لم يهمّها.
كان بطنها يزمجر من الجوع، إذ لم تأكل سوى الفراولة، لكنّها تحمّلت.
نقلت أسيل المرأة دون أن تعبّر عن أيّ تذمّر.
في الطّريق، وجدت عربةً مهجورةً، ففكّرت أنّها يمكن أن تستخدمها، وبدأت ترفع المرأة إليها بجهدٍ كبير.
التعليقات لهذا الفصل " 21"