الفصل الخامس عشر
* * *
“إنّه من فرسان الإمبراطوريّة، لذا يبدو أنّه يمتلك مهارة لا بأس بها.
لكن، حتّى مع ذلك، لا يمكنه هزيمة دبّ مقدّس تناول عقارًا. حتّى لو هاجمه عشرة فرسان، لن يتمكّنوا من الفوز-”
“إذًا، ما هي هذه السحليّة المتحوّلة بحقّ الجحيم!”
صاح بيانته بغضب، وكأنّ صوته سينفجر.
“هل استخدموا عقارًا أقوى من الذي استخدمته أنا؟”
“س، سأتحقّق من الأمر!”
“التحقّق لن يحلّ المشكلة! لقد هُزم وحشي المقدّس بالفعل!”
بل إنّه تلقّى أمرًا بتسليم جميع الوحوش المقدّسة إلى إيدنفير خلال ثلاثة أيام.
كان خائفًا من تجاهل أوامر والده.
والده، الذي عاش في ساحات الحرب، كان يتخطّى العقبات بالقوّة إذا لزم الأمر.
لم يره بيانته غاضبًا إلى هذا الحدّ من قبل.
لذا، هذه المرّة، قد يرى الدم فعلًا، كما حدث مع الآخرين الذين عصوه.
‘اللعنة، إيدنفير ذلك الوغد!’
ما الذي يجعله مميّزًا إلى هذا الحدّ حتّى يتجاهل والده ابنه ويركّز على حفيده؟
هل هو متلهّف لرفع مكانة ذلك الوغد حتّى لو كان ذلك على حسابه؟
لم يفكّر بيانته أبدًا أنّ قدراته قد تكون أقلّ من ابن أخيه الصغير، بل كان ممتلئًا بالغضب والغيرة فقط.
‘إذا وصل الأمر إلى هذا، سأتخلّص من والدي.’
أخرج بيانته زجاجة عقار كان قد أعدها مسبقًا.
كان يحملها دائمًا في جيبه العميق تحسبًا لهذا اليوم.
شحب وجه مساعده عندما تعرّف على محتويات الزجاجة فورًا.
“هذا…!”
كان سمًا قاتلًا، يكفي قطرة واحدة للقتل.
أجبر بيانته زوجة التابع على أخذ الزجاجة وخفّض صوته:
“بعد يومين، في الغداء، سأرتب لقاءً مع والدي، فاسكبي هذا في زجاجة الخمر.”
كان من المثاليّ التخلّص من إيدنفير والسحليّة أيضًا، لكنّ الذيل الطويل يُطأ.
اختار هذه المرّة أن يرتكب جريمة مثاليّة باستهداف شخص واحد فقط.
“لكن، هذا…”
ارتجفت زوجة التابع كما لو كانت تمسك بحشرة.
كانت على وشك رفض الأمر، لكن كلمات بيانته التالية جعلت الدم يغادر وجهها وشفتيها ترتجفان.
“إذا لم تستطيعي، فليس لديّ خيار. لا أعرف ماذا سيحدث لزوجكِ.”
“…!”
“لقد بذلتُ جهدًا لأعهد إليكِ بهذا، لكن إذا لم ترغبي، سأكلف شخصًا آخر. وسأترك مصير زوجكِ لشخص آخر أيضًا.”
“س، سأفعلها. سأفعلها!”
انحنت زوجة التابع المحاصرة بسرعة.
رفع بيانته إحدى زوايا فمه بابتسامة ملتوية وطبطب على كتفها.
“حسنًا، افعليها جيّدًا هذه المرّة. فهمتِ؟”
“نعم، لن أخيب ظنّك أبدًا!”
“حسنًا، اخرجي الآن.”
عند كلماته الباردة، انحنت المرأة حتّى كاد رأسها أن يلمس الأرض، ثمّ خرجت على عجل.
نظر بيانته إلى الباب المغلق وابتسم بشراسة.
“انظر إلى هذا، تتخبّط دون أن تعرف أنّه سيموت قريبًا.”
استدار نحو مساعده.
“بعد وقوع الحادث، تخلّص من المرأة أيضًا.”
“…حسنًا.”
أجاب المساعد بنبرة متردّدة وهو يخفض رأسه، مفكّرًا أنّه بمجرّد انتهاء هذا الأمر، يجب أن يهرب من هذا الرجل الذي يرتكب حتّى جرائم ضدّ عائلته.
دون أن يعرف أفكار مساعده، ابتسم بيانته.
الفاشلون لا يستحقّون العيش.
بل إنّ من يعرفون تفاصيل هذا الحادث يجب أن يتمّ التخلّص منهم بسرعة.
كان ينوي إرسال التابع الذي فتح حظيرة الدبّ وزوجته إلى العالم الآخر.
“يجب أن أستعدّ لدور الابن الثكلى الذي فقد والده.”
ابتسم بمظهر غير إنسانيّ وهو يرفع إحدى زوايا فمه.
كان متحمّسًا جدًا لليوم القادم.
* * *
بعد يومين.
حلمت أسيل حلمًا مثيرًا للغاية.
كانت زعيمة مونليف، تتربّع فوق البشر.
“بيات بي بيا!” (الجدّ من اليوم فصاعدًا هو المخاط!)
“حسنًا، أنا المخاط. أنتِ تنين رائع جدًا، يا أسيل.”
كان الجدّ ينبطح ويتذلّل،
“تزوّجيني، سأجعلكِ تعيشين في بحر من الفراولة طوال حياتك.”
وكان إيدنفير يقدّم باقة فراولة ويعرض عليها الزواج بحماس.
“بييا هيا هيا!”
شعرت أسيل بسعادة غامرة، فوضعت قدميها الأماميتين على خصرها وضحكت بصوت عالٍ.
لكن…
“كوووو!”
فجأة، ظهر دبّ ضخم وأطاح بجميع البشر بنطحة واحدة.
ولم يتوقّف الأمر عند هذا.
من بعيد، بدأ بشر يحملون سيوفًا ومشاعل يقتربون بسرعة بوجوه مخيفة.
“لنأكل تنينًا صغيرًا مشويًا!”
“تنين صغير مشوي! تنين صغير مشوي!”
“بيت…!”
تجمّدت أسيل من الرعب.
في تلك اللحظة، عاد إيدنفير، الذي أُطيح به مع الدبّ، متكئًا على عصا ويعرج.
“بيات بي! بيا بيا بي!” (زوجي! اضرب هؤلاء الفرسان البشر!)
“آسف، لا أستطيع مساعدتكِ.”
وأدار ظهره لها ببرود.
في تلك اللحظة، عاد الجدّ الذي أُطيح به أيضًا.
“بيات بي!” (جدّي! ساعدني!)
ركضت أسيل نحوه وتعلّقت به.
فضحك إلكاي بتعبير يثير الشفقة.
“هذا الجدّ لا يستطيع فعل شيء، أنا مجرّد مخاط. أعتمد فقط على أسيل، زعيمة مونليف.”
“بييت!”
في هذه الأثناء، اقترب البشر الذين يحملون السيوف والمشاعل حتّى أصبحوا على بُعد خطوة.
صاح إلكاي، الذي غمرته موجة البشر:
“أعتمد عليكِ وحدكِ، يا أسيل! زعيمة مونليف!”
بجانبه، صرخ إيدنبير أيضًا:
“زعيمة مونليف! زعيمة مونليف!”
“بيا!”
أغمضت أسيل عينيها بإحكام وهي تفكّر في التنين الصغير المشوي.
لا، أسيل لا تريد أن تكون زعيمة.
أسيل تكره هذا النوع من الزعامة!
“بييا، بييا، بييا…”
استيقظت أسيل، ممسكة بصدرها الخافق بقوّة، وهي تتنفّس بصعوبة.
كانت قد تعرّقت كثيرًا حتّى ابتلّت بطانيتها.
استيقظ الأرنب النائم بجانبها بفوضويّة.
“كيو؟”
“بيي.”
احتضنت أسيل الأرنب الذي فتح عينيه بنعاس بإحكام، وأدركت دون وعي:
‘زعامة مونليف جيّدة فقط عندما يكون الجدّ وزوجي بخير.’
إذا ضعفت قوّة الجدّ وزوجها، لن تستطيع هي أيضًا الهروب من خطر أن تصبح تنينًا صغيرًا مشويًا.
وسمعت، وسط حساسيتها المتزايدة، أصوات البشر يتحدّثون من الخارج.
كان من بينهم صوت إلكاي.
“يبدو أنّه يشعر بالندم. إذا كان قد دعاني لتناول الطعام أوّلًا، فهذا يعني شيئًا.”
يجب أن أخبره بسرعة أنّ الجدّ ليس مخاطًا! نهضت أسيل بسرعة، فتحت الباب، واندفعت إلى الخارج.
“بيا!” (جدّي!)
“مم؟”
نظر إلكاي، الذي كان يتحدّث عن بيانته مع أتباعه، إلى أسيل التي ظهرت فجأة.
ضيّق حاجبيه قليلًا عندما رأى خدّها المجعّد من النوم.
“الشمس في وسط السماء، وأنتِ تستيقظين الآن؟”
“بيات بي بيا!” (الجدّ ليس مخاطًا! إنّه إنسان رائع جدًا!)
“ما هذا الكلام فجأة؟”
ضيّق إلكاي حاجبيه أكثر ونظر إلى أسيل بتفحّص.
وجهها وكأنّها استيقظت للتو، وقشورها مبلّلة بالعرق.
أدرك، بحدسه السريع، أنّ أسيل رأت كابوسًا.
لذلك، قال بنبرة جافّة ليمنعها من التفكير أكثر:
“يبدو أنّكِ لم تستيقظي تمامًا. توقّفي عن قول أشياء سخيفة وهيّا بنا لتناول الطعام. سيكون هناك الكثير من الفراولة التي تحبّينها.”
“بي…” (فراولة…)
اهتزّت أذنا أسيل كأذني كلب.
نعم، رؤية الفراولات التي سُحقت من قبل الدبّ والبشر وهي بخير قد تحسّن مزاجها.
لكن غرفة الطعام بعيدة جدًا، وكانت تريد أن تشعر بدفء أحدهم-
تعلّقت أسيل بسروال إلكاي كما تتعلّق السيكادا بشجرة عتيقة.
[**معلومة للقارئ**
السيكادا (Cicada) هي نوع من الحشرات، معروفة بصوتها المميز العالي أثناء الصيف، وتعيش غالبًا على الأشجار القديمة أو الكبيرة، حيث تتشبث بفروعها.]
* * *
واصل إلكاي السير دون أي تغيير في تعبيره.
كان أتباعه المرافقون هم الوحيدون الذين نظروا إلى أسيل المتعلّقة بسرواله بوجوه مرتبكة.
سأل أحدهم بحذر:
“هل تنوون اصطحابها إلى مأدبة الطعام مع السيد بيانته؟”
“يجب أن يعرف ما يحتاج معرفته. سيكون من الجيّد إظهارها لهذه المناسبة.”
منذ فترة قصيرة، سمع من إيدنفير عن قراره بجعل أسيل الوحش المقدّس.
بدت القضيّة متسرّعة، حيث لم تُحلّ هذه الحادثة بعد، لكنّه افترض أنّ إيدنفير قد فكّر مليًا، فتراجع خطوة وأخذ يراقب.
‘سيكون من الجيّد أن يتعرّف عليها بيانته أيضًا.’
سواء أصبحت الوحش المقدّس لمونليف أم لا، ستظلّ تواجهه باستمرار في المستقبل.
كان من الأفضل تعريفهما الآن.
تفاجأ بيانته، الذي كان ينتظر إلكاي بمفرده، عندما رأى أسيل متعلّقة بسروال والده.
“ما، ما الذي أحضرته؟”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 15"