Chapters
Comments
- 1 - قبلت تحديك...الأدرينالين النقي 2025-08-29
1
الفصل الأول
قبلت تحديك…الأدرينالين النقي
إمتلأت صفوف المدرجات بأهازيج و هتافات
الجماهير المتحمسة في ليلة أُضيت بملايين المصابيح في حلبة مونستر موتور سبيد واي…
_” إنه السباق الفاصل يا جماعة ، مرحبا بكم في سباق أتلاتنا أربعمائة ، أنا شانون ويلسون هنا رفقة صديقي المذيع هاري سميث نترقب عن كبث السباق المؤهل لبطولة إفتتاح الموسم ، السباق الذي سوف يحدد من هم الست عشرة متسابقا الذين سوف ينتقلون لسباقات التأهيلية لبطولة كأس أتلانتا رُّود ، وهاهم الخمسة و الثلاثين متسابقا على المضمار للبدأ بدورة الإحماء …يوم جميل للسباق الحاسم ، أليس كذلك يا هاري ؟”
_” بالتأكيد يا شانون ، و ليس هذا فقط، فالليلة لن نشهد على المتسابقين المتأهلين فقط ، بل على ما يطلق عليه الخبراء” بموسم الحصاد للسنة !” أولا هذا الموسم سيكون موسم الوداع للمتسابق الأسطورة ، رقم 21 كروز إليوت من فريق بيست ليودع ساحة المضمار، فهل ستستطيع تحقيق اللقب و الفوز بالكأس السادس لفريقه ،ثانيا هذه البطولة أقيمت بإسم كروز تكريما له، مارأيكِ بمتسابقين وهذه البطولة التكريمية يا شانون ؟”
_”إنه لشرف عظيم حقا ، و أيضا كل المتسابقين لديهم المهارة و التحكم الجيد ليكونوا من المتأهلين المحظوظين و خاصة الجيل الجديد و النجوم الشابة الصاعدة أمثال مايك فاي و كايد بانكروفت !”
_” لنكن صريحين، يا شانون أليس من الممتع مشاهدة هذين المتسابقين؟”
_” أنت محق في هذا، هاري ، تشعر و كأن الأمر بينهم ليس فقط من الأفضل على الآخر !”
_” وعلى ذكر مايك فاي ، إنه ثالث متسابق حديث ينضم لفريق أسفلت رايدرز ، يبدو أن الأوضاع المالية
للفريق في حال يُرثى لها.”
_” ليس هذا فقط بل أيضا سيخوضون هذا السباق بدون رئيس للطاقم! “
_” و لكن لا يزال هناك أمل يتشبث به الفريق من خلال متسابقهم فاي ، فهل ستستطيع تحقيق التأهل لهم ؟”
_ ” نحن على وشك معرفة ذلك . آوه هاهو العلم الأخضر يلوح أخيرا ، و السباق قد بدأ “
إنطلقت خمسة و ثلاثون سيارة سباق ناسكار كأحصنة مزمجرة راكضة حول المضمار لضمان مكانها من بين المتأهلين ،في حين أن كل الكاميرات و الأضواء مسلطة على سيرورة السباق الذي يُبث مباشرة عبر الشاشات الضخمة للمضمار ، تم إكمال عشرين لفة ، السباق محتدم ، و ضجيج المتفرجين يكاد يُحس به أسفل قدمي مايك فاي بين دواسات سيارته السوداء التي تحمل الرقم 73 و هو يشعر بإهتزاز المقود بين يديه
و عينيه الزرقاوتين مركزتين على السائق الذي بجانب
يحاول تجاوزه ، حتى صدر صوت عبر سماعات مايك قائلا :
_” لا تعده يمر !”
فإبتسم مايك بثقة معلقا :
_” لا داعي للقلق يا توني فقط راقب عن كثب كيف سأغلق الفجوة عنه”.
إستطاع مايك المناروة بذكاء و إغلاق الباب عنه ، حتى قبل أن يتحرك الخصم الآخر .
_” آوه ، مايك فاي منع ماتو من تجاوزه !”
علق هاري ضاحكا وهو يحدق من خلال زجاج حجرة المذيعين المطلة على المضمار من الأعلى.
يبدو أن مايك لا يعير إهتماما لأي منافس من المتسابقين سوى شخص واحد وهاهو يتقدم خلفه،
كايد بانكروفت بسيارته حمراء ،تحمل الرقم 81 .
_”ها قد وصل الرعد المزلزل!” أردفت شانون مُعلقة هي تنظر إلى تقدم كايد بانكروفت بوجه صميم على تجاوز مايك و الفوز بالتأهل
في تلك الأثناء أحس مايك برعشة حماس تسير في عروقه ،شعور و كأنه إندفاع غاز يسير بداخل أنابيب محرك سيارة وهو ينظر عبر المرآة الأمامية تقدُمَ كايد خلفه فهمس قائلا بنبرة متحمسة :
_”ها قد وصلَ أخيراً !”
حاول كايد بانكروفت تجاوزه عند أول إنعطاف و لكن مايك دعس على الدواسة الغاز و فحجب الطريق أمامه محاولا منعه
_” سيطر على الوضع يا مايك ، لأن بانكروفت أكثر تصميما من ذي قبل !”
صرخ توني هارز كبير الميكانيكيين لفريق أسفلت رايدرز و مدير الطاقم المؤقت وهو يكلم مايك عبر السماعة و يستمر في النقر على القلم الذي في يده دون هوادة ،يرتدي قبعة مطرز عليها شعار عجلات سباق و يرتدي قميصا أسودا مهترءا يحمل الرقم 73
فجأة إستطاع بانكروفت تجاوزه من الجهة الأخرى و هو يرمقه بعينين عسليتين ساخريتين، فجن جنون الجماهير هتافا و تهليلا وكأنه نداء برّد الهجوم ، فشهق مايك ضاحكا عبر السماعة محدثا توني هارز قائلا:
_” قبلتُ تحديه !!، سأنطلق خلفه !”
فهتفت الجماهير وهي تلوح بشعارات متسابقينهم المفضلين، و أفراد طاقم فريق أسفلت رايدرز وهم يشاهدون مايك يتقدم بسرعة ندا لندٍ ضدد منافسه الشرس كايد بانكروفت ،فتنهد توني ببطء مخفيا إستياءا من عجلة مايك و هو ينظر إلى هتافات الجماهير المتحمسة و تشجيعات الفريق و لكن تعابير الإستياء على وجهه بادية فعلا …
_ “أوه نعم، حماس لا يوصف !!! يا جماعة ،هذه هي المتعة التي كنت أتحدث عنها ،كايد بانكروفت يحتل المرتبة التاسعة في حين أن فاي يصارع متجاوزا إلى المرتبة العاشرة ” علق هاري بحماس شديد ، فاتحا زر سترته الرمادية معتدلا في جلسته ثم أكمل قائلا:
_” نحن نقرب من إكمال اللفة السبعين من أصل مئتين و خمسين في حين أن المنافسة تشتد بين الشباب في الخلف ، كروز إليوت يحتل المقدمة!! “
ردت عليه شانون بصوت عال يخفي إعجابا:
” نعم، هذا هو أداء العظماء ، يا رفاق!! “
فجأة و بدون أي مقدمات إنزلقت سيارة سائق عند الزواية 1 وهي تخترق مسار الشظايا ، محدثا تراجعا رهيبا لمؤخرة المجموعة ، فحبس الجمهور أنفاسه خوفا من تعرض أحدهم للحادث خطير ،فصرخ هاري بتوتر :
_” يالهول!!! ،المتسابق رقم 17 ، دوني شِيفت فقد السيطرة وهو يدخل مسار الشظايا و كاد يصطدم بالجدار !”
فصرخ توني بذعر شديد قائلا:
_” خفف السرعة و إنعطف خارج المسار !!”
مما جعل مايك فاي يحاول تباطئ بصعوبة و هو يتنهد بقوة ، يحكم قبضته على مقوده ،ليبتعد عن الإصطدام الذي حدث في المقدمة ، لكن مقدمة سيارته نقرت الجدار قليلا سرعان ما إستطاع استرجاع السيطرة ، في حين أن كايد بانكروفت إستطاع النجوح خارج المسار عبر العشب و المرور بسهولة بشكل آمن
_” من جيد، لم يصب أحدهم بخطر! ، و إستطاعوا جميعهم المرور بأمان” ردت شانون بصوت مرتعش وهي تضع يدها على صدرها
_” يا فتى، هل أنت بخير ؟! ” قال توني عبر السماعة محدثا مايك وهو يحدق وسط إصطفاف السيارات وهي تسترجع توازنها و سرعتها على المضمار ،فتنحنح مايك مزيلا غصة من حقله الجاف ،مبتلعا ريقه قائلا بنبرة واضحة:
_” كل شيء بخير يا توني !”
فرد عليه قائلا بنبرة جادة :
_” منسوب الوقود منخفض لديك…
فأدار مايك عينيه مقاطعا توني بنبرة حادة:
_” لا توقف للصيانة ،حتى أبلغ اللفة مئة و خمسين!!”
فتنهد توني من كلام مايك ،ينظر بفقدان أمل إلى
أحد أعضاء الطاقم بإحباطا شديد .
لطالما كان هذا أسلوب مايك المتعاد في أي سباق ، لا يلتحق بمنطقة الصيانة إلا بعد أن يكمل اللفة مئة و خمسون
_” إنها اللفة مئة و عشرون ، ياجماعة و بعض المتسابقين إتجهوا إلى ركن الصيانة ” علق هاري وهو يطل من الأعلى في الحجرة على مسار منطقة الصيانة.
في تلك الأثناء ألقى توني هارز القلم بعيدا عن يديه وهو يتحدث عبر السماعات قائلا :
_”مايك هذا لن ينفع ، سوف تتسبب في تسخين…”
فجأة توقف محرك سيارة مايك تدريجيا ،فإنتشر دخان أبيض كثيف في كل مكان تسبب في تباطئ سيارة مايك فأثار هذا غضبه بشدة قائلا بنبرة منفعلة : توني !! لقد توقف محركي !؟”
فأجابه قائلا يعقد حاجبيه :
_” هل تستطيع اللإلتحاق بركن الصيانة ؟”
فأجابه بتوتر متمتما:
” نعم ، أظن ذلك… سأحاول ؟”
لوح العلم الأصفر من برج المراقبة وسط المضمار فإنطلقت سيارة الآمان لإبطاء المجموعة الراكضة خلفها بشكل مؤقت ريثما يلتحق مايك بفريق صيانته
_”ياإلهي ، ما لا يُصدق ،يحدث الآن !؟ ، مايك فاي يتباطئ بسبب عطل في محرك سيارته؟” صرخ هاري يتبع المبتدئ الصاعد بعينينه وهو يصارع للوصول إلى الحفرة
_” لنأمل أنه ليس عُطلا دامغا ” فأردفت شانون مُعلقة
فصرخ توني على الطاقم ليجهز نفسه ، فإذا تأخر الطاقم في صيانة عطل المحرك، فسيتأخر مايك في عدد اللفات و ربما يحل متأخرا عن المتأهلين ، ومع إحتدام الوقت و عدد اللفات المتبقية
وقف أعضاء طاقم الحفرة على إستعداد تام و تركيز حاد ، كل واحد منهم يعرف عمله ، عامل رفع السيارة ، فنيوا تغيير العجلات و عامل تزويد الغاز و توني فنيُّ المحرك .
عندما وصلت سيارة مايك أخيرا ، قفز الطاقم بسرعة لتنفيذ عمله على أمل اللحاق بالوقت ، بينما أخذ مايك قارورة ماء لترطيب حقله و إنعاش جسده فقال بصوت مرتعش يخفي قلقا:
_” ما مدى سوء الوضع ؟”
فرد توني عليه بنبرة جادة، يرمقه بعينين ضيقتين:
” لا شيء يدعو للقلق ،فقط مضخة الماء تتسرب ،مما تسبب في إرتفاع حرارة المحرك… و لهذا السبب كان يجب عليك الإلتحاق بمنطقة الصيانة منذ الوهلة التي أمرتك فيها “
فرد عليه مايك بإنفعال متباهٍ :
” أقود بهذه الطريقة منذ زمن طويل ، ولم أواجه أي مشكلة كهذه إطلاقا ، كنت أبلي جيد ، لا أعرف لماذا حصل لي هذا ؟!”.
فرد عليه توني قائلا :
_” لا تعرف آه؟؟ ألا تتذكر تلامسك بالجدار الذي حدث لمقدمة سيارتك أثناء الإنزلاق ؟ لقد تسبب بإتلاف مضخة الماء و لهذا سخن المحرك!”
في تلك الأثناء كان جسد توني يشتعل حرارة مثل المحرك غضبا حتى شد أحد أعضاء الطاقم على كتف توني وهو ينظر إلى برج قائمة المتسابقين مشيرا إلى تأخر مايك بلفة واحدة ،
قائلا :
_” نحن متأخرون بلفة و لم يبقى سوى مئة و ثلاثين لفة !”
فتصلبت عينا توني لوهلة و كأن شيئا ما تحطم بداخله و تمزق إربا ،
فشعر مايك بشيء غريب يضغط على صدره وهو يتفصح وجوه طاقم فريقه و كأنهم يعتمدون عليه إما في تحقيق حلم غاب عنهم لعقود ، أو التخلي عنهم و رمي كل شيء في أقرب سلة للمهملات !
فأخفض رأسه متنهدا بعمق ،وتمتم في نفسه مغمضا عينيه وهو يستحضر صورة رجل في الخمسينات فقال مايك :
_” إني بحاجة مساندتك الآن …” ، ثم كشف عن سوار جلدي رجالي مصنوع يدوياً ،كان مخبئا أسفل قفازه في يده اليمنى ،معلق عليه صامولة إطار قديم ،و بعينين راغبتين بالإنتصار و يدين تُحكمان القبض على المقود ،إنطلق يقود بسرعة و إلتحق بالمؤخرة المجموعة قائلا بنبرة عالية عبر السماعة :
_” سوف أسترجع هذه اللفة الناقصة و سنتأهل للبطولة !، هذا وعد مني !!”…
يُتبع
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات