بينما كانت إيرينا تسير في الطريق خلف الرجال الذين كانوا يطاردونها لاختطافها، ضغطت على صدرها بإحكام.
كان ذلك محاولةً منها لتهدئة أعصابها ولو قليلاً، و على الرغم من أن ذلك لم يكن يخفي صوت نبضات قلبها العنيفة.
“أيتها الآنسة النبيلة.”
توقف الرجل الذي كان يمشي أمامها.
عندما رفعت رأسها الذي كان متجهاً نحو الأرض، وجدت الرجل الذي سبقها قد عاد إليها. و كان هو الخاطف الذي أُرسل للبحث عن الدوق.
“هل وجدته؟”
“لم أجده.”
حك الرجل رأسه.
“ذلك الرجل ذو الشعر الأسود، وكذلك الرجل الذي تحدثتِ عنه مع القبعة، لم أجد أياً منهما.”
“هذا مستحيل……”
فتحت إيرينا فمها قليلاً من الصدمة.
“هل تأكدتَ تماماً……أعني، هل بحثتَ جيداً؟ شكلهما ليس من النوع الذي يُمكن تكرره.”
“بحثتُ بعنايةٍ في كل مكان. حتى أنني ذهبت إلى مكان بيع المشروبات الذي ذكرتِه. أليس هو المكان الذي تعمل فيه امرأةٌ مع طفلين صغيرين؟”
يبدو أن ما قيل عن كونه الأسرع بين الجميع كان صحيحاً.
“الرجل ذو الشعر الأسود اشترى مشروباً، ولكنه اختفى وسط الحشود فوراً، لذا لم يستطع أحد رؤية أين ذهب. حاولتُ البحث عنه، ولكن في تلك اللحظة، ظهر ‘الضوء الكبير’.”
‘الضوء الكبير؟’
لم تكن تعرف ما المقصود بذلك. لكن كان هناك سؤالٌ أكثر أهمية بالنسبة لها الآن.
“إذن، هل رأيتَ الرجل الذي كان يرتدي قبعة؟ القبعة ذات اللون البني والمزينة بريشةٍ صغيرة؟”
“لم أره أيضاً.”
مرة أخرى، كان الرد محبطاً.
عضّت إيرينا على شفتها السفلى.
‘ماذا أفعل الآن؟ لا أعلم ما الهدف من ظهور بِن المفاجئ أمامي.’
هل هو للانتقام من الدوق؟ أم أنه يريد تفريغ غضبه عليها؟
‘أم ربما يخطط لبيعي لشخصٍ آخر؟’
‘لا يمكنني معرفة أي شيء.’
لكن الشيء الوحيد الذي كانت متأكدةً منه هو أنها إن لم تتعامل مع بِن الآن، فلن تتمكن من التخلص منه أبداً.
‘ليس من السهل مواجهة شخصٍ كهذا، فقد كان حاكماً على حي الفقراء.’
إيرينا كانت تعرف بِن منذ زمن طويل. كان رجلاً ماكراً وخبيثاً للغاية.
لم يكن يكتفي باستخلاص آخر ما يملكه أهل الأحياء الفقيرة من موارد، بل كان ينبش حتى عن العملات المعدنية المخفية بين طيات ملابسهم.
كان هو الشخص الذي انتزع آخر أنفاسهم ليحولها إلى عملاتٍ معدنية.
ورغم ذلك، لم يُصب بِن بطعنةٍ واحدة من خلف ظهره طوال حياته.
كان دائماً يستغل أدنى فرصة ليجعل الآخرين دروعاً بشرية أو قرابين، ليخرج بنفسه سالماً دون أن يتعرض لجرح واحد.
ولكن هذه المرة، كان بِن مصاباً بجروحٍ خطيرة.
فقد كل ما كان يملكه، وجُرح جسده بالكامل.
‘مهما كان ذكياً وماهراً، لم يكن من السهل على بِن أن يفلت من قبضة الدوق.’
لذلك، كانت هذه هي الفرصة الأخيرة.
إن أفلت بِن هذه المرة، فلن تكون هناك فرصةٌ أخرى للإمساك به.
‘إنه شخص ارتكب أفعالاً لا تصدق و لن يوقفه شيء.’
إيرينا كانت تعلم ما فعله بِن عندما أرسل النساء إلى البارون باردون.
سواء كانت تلك النساء ممن عاملوها بلطف، أو كانوا يكرهونها، أو حتى اللواتي كنّ غير مبالياتٍ بها، فقد شملهن جميعاً عذاب بِن.
وفي النهاية، لقين جميعاً نفس المصير. فقد تحولن إلى جثث وأُلقي بهنّ في النهر.
“…….”
عضّت إيرينا على شفتها السفلى دون أن تدرك أن الدم بدأ يسيل منها.
كان طعم الدم في فمها يزداد قوة.
‘إذا هربتُ وحدي من هنا، فسيذهب بِن بالتأكيد إلى مكانٍ آخر ويفعل نفس الشيء.’
من أجل طمعه، ومن أجل مجده وثروته، سيدفع النساء مرة أخرى إلى الهلاك، ويلقي بجثثهن في النهر.
لم تستطع تحمل رؤية المزيد من هذه المآسي.
‘لهذا يجب أن أقبض عليه بأي ثمن.’
لكن الوقت لم يكن كافياً للبحث عن الدوق. وكل ما كان لديها في هذه اللحظة هو هؤلاء الخاطفون الذين يقفون أمامها.
ومع ذلك، لم تكن تثق بهم تماماً.
باختطاف نبيلةٍ كهذه، إن اكتُشف أمرهم، فإن العقوبة ستكون الإعدام الفوري.
لكن إن لم يُكشفوا؟
يمكنهم قتل أي شخصٍ دون أن يكون لذلك أي عواقب.
وإن مالت الكفة لصالح بِن، فبلا شك، سيغيرون ولاءهم وينضمون إليه كما لو لم يحدث شيء.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 88"