لا أحد يعلم كيف صُنعت، لكنها كانت مستديرةً ومنتفخة، وكأنها أرنبٌ صغير مكتملٌ بآذانه اللطيفة.
بل وحتى كانت هناك جزرةٌ صغيرة تمسكها أقدامه الرقيقة.
هل صُنعت هذه الكعكة لتؤكل؟
بدت لطيفةً جدًا لدرجةٍ يصعب أكلها.
“أليست لطيفة؟”
اسند كارل ذقنه على كفه وابتسم كاشفًا عن أسنانه.
“لكن إذا لم تأكليها بسرعة، ستذوب. إنها مصنوعة من الكريمة.”
عند سماع كلمات كارل، لاحظت إيرينا أن إحدى أذني الأرنب بدأت تفقد شكلها قليلاً.
“آه.”
رفعت الشوكة بسرعة لكنها توقفت فجأة.
تلاقى نظرها مع عيني الأرنب. كانت عيناه اللامعتان تنظران إليها وكأنهما تسألان: “هل ستأكلينني حقًا؟”
قضم-
لكن في النهاية، هذا موضوعٌ مختلف، الطعام يجب أن يُؤكل.
قطعت إيرينا قطعةً صغيرة من كعكة الأرنب ووضعتها في فمها.
‘لذيذة!’
كانت تعتقد أنها جربت الكثير من الطعام اللذيذ مؤخرًا، سواء في قصر وينفريد أو في المطاعم التي تأخذها إليها الآنسة هالي.
لكن كعكة الأرنب كانت الأفضل بينها جميعًا.
“إنها لذيذةٌ جدًا……”
بينما كانت إيرينا تتذوق قطعةً أخرى من الكعكة، انفجر كارل ضاحكًا.
نظرت إليهِ إيرينا بعينين متفاجئتين.
“كنت أعتقد بأنك لن تتمكني من أكلها. فقد كنتِ تنظرين إليها وكأنها لطيفةٌ جدًا لتؤكل.”
مسح كارل دموع الضحك من زاوية عينيه.
“لكن في النهاية، لم تترددي في غرز الشوكة فيها.”
“……الطعام للأكل، والأشياءُ اللطيفة للتأمل.”
ردت إيرينا بلا مبالاة بينما تمسك الشوكة بفمها.
“آه، كلام الآنسة ليونيد صحيح. الطعام للأكل.”
ثم تابع كارل حديثه بابتسامة.
“بما أننا نتحدث عن الطعام، هل سمعتِ من قبل عن سمكةٍ تدعى ريمون*؟” *السمكة خيالية
هزت إيرينا رأسها نافية.
واصل كارل الشرح.
“إذا أبحرتِ لمدة نصف يوم تقريبًا من ميناء فريدريك، ستصلين إلى منطقة شعابٍ مرجانية. هناك تُصطاد هذه السمكة. ألوانها زاهية وشكلها مستدير، إنها لطيفةٌ جدًا.”
بدأ كارل يرسم بإصبعه على الطاولة، فبدأ بدائرة مستديرة، ثم أضاف شيئًا يشبه أذني الأرنب فوقها.
“وتمتلك ريمو أذنين مثل هذا.”
“سمكةٌ لديها أذنان؟”
سألتهُ إيرينا بدهشة.
“نعم، في الواقع هي زعانف، لكنها تبدو مثل أذني الأرنب للوهلة الأولى. عندما تصادفينها تحت الماء، تتمايل وفقًا لحركة الأمواج.”
“واو……أعتقد أنها تبدو لطيفة.”
“إنها لطيفة.”
بدأ كارل يشرح بهدوء المزيد عن سمكة الريمون. و كانت إيرينا منتبهةً تماماً لشرحه.
‘يا للعجب.’
الأسماك التي رأيتها حتى الآن كلها متشابهةٌ في الشكل.
“لكن لم أكن أتصور وجود سمكة مختلفة تمامًا بهذا الشكل.’
انحنت إيرينا قليلاً لرؤية إيماءات كارل بشكل أوضح. فانسدل شعرها على وجهها ليحجب رؤيتها.
“وأخيرًا، الشيء المميز بشأن هذه الريمون هو……”
ابتسم كارل بثقة على وجهه.
“أنها لذيذةٌ جدًا.”
“…..!”
“لدرجة أن الطهاة المميزين يرغبون في الحصول عليها كمكونٍ لطهيهم.”
“هل لذيذةٌ حقاً؟”
سألت إيرينا وهي تدفع شعرها للخلف بشكل عشوائي.
“همم……”
مد كارل كلمته قليلاً وأشاح بنظره جانبًا.
“إذا قلتُ بأن هناك جيشًا من لوبرك استسلم بعد أن أكلها، فهل يمكنكِ تخيل مدى لذتها؟”
“واو، الى هذا الحد؟”
وسعت ايرينا عينيها.
لم تستطع حتى تخيل ذلك.
كيف يمكن أن تصل لذاذتها لدرجة تجعلهم يستسلمون؟
بدأت عيناها الزرقاوان تتلألآن بحماسٍ وفضول.
نظر كارل إلى عيني إيرينا وضحك بخفة.
“يا آنسة ليونيد.”
مد يده ودفع خصلة شعرها الذهبي التي كانت تحجب رؤيتها إلى الخلف.
وراء الرؤية الواضحة الآن، رأت وجه كارل يبتسم ابتسامةً مشرقة.
“يبدو أن مزاجك قد تحسن الآن، وهذا أمرٌ جيد.”
“آه……”
قبل لحظاتٍ فقط كانت تشعر بحزنٍ وألم شديدين،
لكن الآن أصبحت مشاعرها صافية كما لو أن ذلك لم يحدث أبدًا.
“من تجربتي الشخصية.”
تحدث كارل وهو يسكب كوبًا من الشاي ويضعه أمام إيرينا.
“عندما يكون المزاج سيئًا، فإن الأشياء الجميلة، والأطعمة الحلوة، وشيءٌ يشغل تركيزكِ يمكن أن تساعدكِ على تجاوز الأمر بسهولة.”
“…….”
“جربِ هذا. أحيانًا يكون المشروب الدافئ مواسةً كبيرة.”
“شكرًا لكَ.”
أعربت إيرينا عن شكرها وهي ترفع كوب الشاي.
عندما ارتشفت رشفة من الشاي الدافئ، شعرت وكأنها عادت للحياة.
“هذا جيد.”
ابتسم كارل مجددًا.
“ولكن، يا آنسة ليونيد.”
فجأة، انحنى بجسده إلى الأمام.
“لقد رفضتِ اللحاق بي في العربة سابقًا، أليس كذلك؟”
كان كلام كارل صحيحًا.
عندما قال كاي في العربة: “دعينا نخرج في موعدٍ سرًا دون أن يعلم لوغان”، حاولت إيرينا في البداية رفض الفكرة.
فهي لم تكن في مزاجٍ يسمح لها بالحديث مع أي أحد.
لكن إصرار كارل عدة مرات جعلها ترافقه في النهاية.
“نعم.”
أومأت إيرينا برأسها وهي تمسك بفنجان الشاي بإحكام.
“لكن لم يكن السبب هو أنكَ وغدٌ أو لعوب أو شيءٌ من هذا القبيل……”
“……بقولكِ لهذا، يبدو وكأنهُ هو السبب بالفعل.”
“…….”
“هاه……”
عندما لم تُجب إيرينا، بدأ كارل يتظاهر بأنه يشعر بالحزن وكأنهُ مصدوم.
“انتِ تجرحينني. لقد أتيت فقط لأنني أردت أن أرفع من معنوياتكِ يا آنسة ليونيد!”
انحنى كارل على الطاولة فجأة، وأخفى وجهه بذراعيه وبدأ في التظاهر بمسح دموعه.
“حتى هذا المكان، كان متجري السري……يا له من أمرٍ محزن……”
سُمع صوت بكاءه المصطنع.
هل يبكي حقًا؟
قبل لحظاتٍ فقط، بدا و كأنه يمزح، لكن صوت بكائه بدا حقيقيًا إلى حدٍ ما.
‘إنه الشخص الذي اشترى لي طعامًا لذيذًا وواساني……’
بدأت عينا إيرينا تدوران بارتباك.
“حسنًا……لم أقصد ذلك، أيها الأدميرال. لم أتعمد التفكير بهذه الطريقة، ولكن……”
كانت تحاول جاهدة تهدئته وهي تشعر بقلقٍ شديد.
“…….”
لكن، من خلال خصلات شعره المتساقطة، التقت عيناها بنظرات كارل، التي كانت ممتلئةً بالمرح وكأن الأمر يروق له.
بسرعة، غطى كارل وجهه بذراعيه مجددًا، لكن الأوان كان قد فات.
“أيها الأدميرال……أنت تضحكُ الآن، أليس كذلك؟”
كان صوت إيرينا باردًا.
يبدو أن كارل أدرك أن المزاح لن ينفع بعد الآن، فأسقط ذراعيه عن وجهه.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 71"