أخذت تساورها مشاعر القلق التي لا تستطيع تفسيرها، وكأن هناك شيئًا يطاردها.
“صحيح، هل سمعتم عن تلك الشائعات؟”
غير أحدهم الموضوع فجأة.
“بما أننا نتحدث عن الدوق وينفريد، يُقال أن هناك شابةٌ تقيم حاليًا في قصره بالمدينة. هل هذا صحيح؟”
“هذا صحيح.”
أكملت سيدةٌ اخرى الحديث.
“يُقال بأنه حضر معها حفل التبرعات الذي نظمه الفيكونت بيرسي.”
“حقًا؟ ألم تسمعوا المزيد عنها؟”
“هممم……”
توقفت السيدة للحظة قبل أن تضيف.
“سمعت أنها جميلةٌ جدًا. ومن رآها قال بأنها أشبه بالجنيات.”
“لقد سمعت شيئًا أيضًا.”
رفعت سناير رأسها، تحاول التركيز على الحديث.
“قالت لي خادمتي بأنه خادمةً من قصر الدوق كانت تشتري رداءً نسائيًا داخليًا قبل فترة. ومن حجمه يبدو أن السيدة صغيرةُ الحجم ورفيعةٌ للغاية.”
ازداد اهتمام الحاضرين بالقصة أكثر فأكثر، بينما كان وجه الكونتيسة يزداد ظلمةً تدريجيًا.
“أتمنى لو أتمكن من رؤيتها يومًا ما.”
لم يكن ذلك مستغربًا، فالدوق وينفريد كان بالفعل أحد أكثر الشخصيات شهرةً في المجتمع الراقي.
مكانةٌ رفيعة، ثروةٌ هائلة، أراضٍ شاسعة، وجه وسيم وجسدٌ رياضي.
ورغم كل ذلك، لم يكن يظهر في النوادي ولا في المجتمع الراقي، مما جعل الشائعات عنه تتزايد باستمرار.
والآن، مع ظهور امرأةٍ شابة وجميلة فجأة، باتت الأحاديث أكثر إثارةً وتشويقًا للجميع.
“إنها الآنسة ليونيد.”
رفعت سناير صوتها، فتوجهت أنظار الحاضرين نحوها.
“إيرينا ليونيد.”
“هل تعرفينها؟”
ابتسمت سناير بلطف وأومأت برأسها.
“في الواقع، التقيت بها عندما ذهبت إلى قصر المدينة سابقًا.”
“حقًا؟”
تركزت أعين الجميع على سناير.
“إنها لطيفةٌ جدًا وجميلةٌ للغاية……هي أشبه بالجنيات حقًا! أعجبتُ بها كثيرًا، وأردتُ أن أكون صديقتها، لذا أرسلتُ لها دعوة……”
توقفت سناير عن الحديث فجأة، وابتسمت بشكلٍ مرتبك، وكأنها لا تريد إكمال كلامها.
كانت سناير تبدو وكأنها مُحبطة.
“لا يمكن أن يكون!”
لم يكن الحاضرين هنا ليفوتوا حتى أصغر الإشارات.
“ألم تتلقَي ردًا؟”
لم تجب سناير. و اكتفت بابتسامةً غامضة، مما جعلها تبدو وكأنها مترددة.
كانت هذه الابتسامة مثاليةً تمامًا لتوليد سوء الفهم.
قبل لحظةٍ فقط، كانت السيدات هنا يتحدثن عن إيرينا بكل اهتمام، لكن الآن أصبحت وجوههن أكثر جدية.
“يبدو أنها ليست شخصًا يهتم بالآداب.”
“لا ترد على الدعوة؟ لم اكن أتوقع مثل هذه الإهانة.”
عندما لاحظت ردود الأفعال الباردة من السيدات، تنفست سناير بارتياحٍ خفي.
كان الجميع هنا من أصحاب النفوذ، والآن يبدو أن تقييم إيرينا سينخفض بشكلٍ أكبر.
“ما هي هذه الأحاديث الممتعة التي تدور بينكن؟”
في تلك اللحظة، امسكت يدٌ كبيرة كتف سناير. و التفتت لترى الكونت فلورنس يقف خلفها.
“سيدي الكونت.”
قامت السيدات بتحيةٍ خفيفة، فرد الكونت بتحيةٍ مشابهة احترامًا.
“عزيزي، متى وصلت؟ لقد قلت بأنك ستأتي في وقت العشاء.”
“سنحت لي الفرصة فأتيتُ للتحية.”
ابتسم الكونت بابتسامةً ودية.
“لقد كنت أفتقد زوجتي وابنتي كثيرًا.”
أضاءت وجوه السيدات بتعبيرٍ منبهر عند سماع هذه الكلمات.
“كم هو لطيف!”
“ما زالت العلاقة بينكما جميلةً كما كانت.”
ضحكت الكونتيسة بينما تورد خديها بخجل.
“لكن، ما هو الحديث الذي كنتم تدورون حوله؟ فقد سمعت الضحك من وراء الحديقة.”
“كنا نتحدث عن الآنسة فلورنس.”
“هممم.”
توجهت عيون الكونت إلى سناير.
وبمجرد أن شعرت بنظرته، ابتلعت سناير ريقها في غير وعي.
“ما هي بالضبط الأحاديث التي دارت بينكم؟”
كنا نتحدث عن جمال وطيبة الآنسة فلورنس، وكيف بأن الشخص الوحيد الذي يجب أن يقف بجانب الدوق وينفريد هي الآنسة.”
“هاها.”
ضحك الكونت ضحكةً واسعة.
“إنه أمرٌ معروف للجميع، لكن سماعه مباشرة يجعلني أشعر بمزيدٍ من السرور.”
“…….”
“على الرغم من وجود وعودٍ بين أجدادنا، لكن بما أن ابنتي كانت تقول منذ فترةٍ طويلة بأنها معجبةٰ بالدوق، كنت أتمنى أن تتواصل مع الشخص الذي تحبه.”
تصلبت اليد التي كانت على كتف سناير.
“أليس كذلك، سناير؟”
“نعم.”
أومأت ساينر برأسها.
“أنا حقاً أحب الدوق كثيرًا.”
“يا للعجب! أنتِ حقًا ابنةٌ رائعة! بالطبع، الحب هو الأهم، أليس كذلك؟”
“صحيح!”
“نعم هذا صحيح.”
“في قصر الكونت فلورنس فقط يمكننا قول مثل هذه الكلمات. تعليم السيدة ممتاز، وقلب الكونت الذي يحب ابنته رائعٌ أيضًا!”
استمر الثناء في التدفق، لكن سناير لم تكن قادرة على التركيز على أي شيء.
كانت تشعر بالتوتر والقلق.
“يا إلهي، سناير؟”
أول من لاحظ حالة سناير كانت الكونتيسة فلورنس.
“لماذا وجهكِ شاحب هكذا؟”
“يا إلهي، ابنتي!”
“ألا تزالين تشعرين بتوعك، سناير؟”
أومأت سناير بصعوبة برأسها عند سؤال الكونت.
“اذهبي إلى الأعلى لترتاحي.”
“لكنني أشعرُ بالخجل……”
“نحن بخير، يا آنسة. إذا كنتِ مريضة، فهذا أمر لا مفر منه، أليس كذلك؟”
في النهاية، نهضت سناير من مكانها. و من وراءها، استمرت أصوات الناس في الانتشار.
“أن تكون ضعيفةً ليس أمرًا سيئًا. الرجال في هذه الأيام يحبون النساء الضعيفات، أليس كذلك؟ التمرين لا يتطلب أكثر من نزهةٍ خفيفة. بالرغم من أن النساء يمكنهن أن يصبحن فرساناً في هذا الزمان……”
تسارعت خطوات سناير. وعندما ابتعدت الأصوات الطويلة التي كانت تلاحقها، بدأت تمشي بسرعةٍ أكبر حتى دخلت إلى الغرفة.
“كانا!”
رنَّ صوتُ سناير الحاد الذي ملأ الغرفة.
________________________________
يعني سناير عندها ضغطين ضغط ابوها وتوقعات امها بس ذاه مب مبرر لخباثتها
يعني يمدحون البنت بس ماقالو انها تزوجت الدوق خليهم شقومس ؟🤡
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات