دفعت إيرينا بصحنٍ مليء بكعك المادلين نحو الآنسة جايسير.
مدّت جايسير يدها بحذر وأخذت قطعةً و وضعتها في فمها.
“لذيذةٌ جدًا.”
اتسعت عيناها بعد اول قضمه.
“إنه لذيذٌ حقًا…”
نظرت الآنسة جايسير إلى قطعة المادلين غير مصدقة، واحمرت وجنتاها المنمشتان قليلاً.
“أعتقد أنني لم أتذوق شيئًا بهذا المذاق اللذيذ من قبل.”
“حقاً؟”
شعرت إيرينا بالفخر، كما لو أن الخبز الذي أُثني عليه كان من صنعها.
في الآونة الأخيرة، كان السيد بيدن يولي اهتمامًا خاصًا بصنع الحلويات. و قال بينما قدّم قطعة مادلين طازجة لإيرينا.
“بصراحة، لم أفكر أبدًا في صنع الحلويات من قبل. سيدي الدوق، وكذلك الفرسان، لم يكونوا مهتمين كثيرًا بالحلويات. حتى الذين يهتمون كانوا يفضلون الكمية على الجودة……ذات مرة صنعت لهم مافن، وتناولوه كما لو كانوا يشربون الماء.”
“آه.”
“طلبتُ منهم إعطائي رأيهم، لكن الإجابة كانت دائمًا أنها ‘لذيذة’، لا غير. حتى انني في مرة وضعت الملح بالخطأ، وقالوا بأنها لذيذة كذلك……”
بدا السيد بيدن محبطًا قليلاً وهو يهز رأسه.
“لكن مؤخرًا، لأن السيدة ليونيد تستمتع بالطعام الذي أعدّه بكل هذا الحماس، أشعر بالسعادة! من الآن فصاعدًا، سأبذل جهدي، بل وسأبذل المزيد من الجهد لأجل السيدة ليونيد!”
“أنا ادعمك سيد بيدن!.”
“هاها.”
تذكرت إيرينا ذلك الموقف فضحكت بخفة.
أمالت جايسير برأسها مستغربة، لأنها لم تعرف سبب ضحك إيرينا.
“آنسـة ليونيد……”
تحدثت جايسير بخجل، مترددةً بعض الشيء.
“هل يمكنني أخذ القليل من هذه الحلوى معي……؟”
كان السؤال حذرًا، لأنها أدركت أنه من غير المعتاد لنبيلةً أن تأخذ طعامًا من قصر نبيلٍ آخر، وقد يكون محرجًا لها بعض الشيء.
“بالطبع يمكنكِ ذلك!”
أجابتها إيرينا بنبرةٍ مشرقة بينما أومأت برأسها.
“انتظري هنا قليلاً بينما تتناولين بعض الحلوى، آنسة جايسير.”
نهضت إيرينا عن مقعدها بسرعه.
“سأذهب وأطلب من السيد بيدن أن يصنع المزيد من المادلين!”
كانت ايرينا تنوي طلب بعض الحلويات الأخرى أيضًا.
فمع أربعة إخوة، سيكون من المؤكد أن هناك الكثير من الطعام الذي سيحتاجونه.
“انتظري لحظة فقط!”
“آ……آنسة ليونيد؟”
قبل أن تمسك بها، خرجت إيرينا بسرعة من غرفة الاستقبال.
تُركَت جايسير بمفردها، فحركت عينيها ببطء.
مضغت المادلين بكل هدوء، لكنها كانت تشعر بالتوتر، فنظرت الى المكان حولها بحذر.
حركت يديها بقلق، ثم عضّت شفتيها، وأغمضت عينيها قبل أن تفتحها وتتنهّد بشدة.
“……لا أحد هنا، أليس كذلك؟”
تحدثت بهدوء و تنهدت مجددًا. ثم نهضت عن مقعدها.
صرير-
فُتح باب غرفة الاستقبال، وسارت جايسير ببطء في الممر.
رأت حارسًا عند نهاية الممر. و قبل أن يتم اكتشافها، اقتربت منه.
“عذرًا، هل تعرف أين يمكنني العثور على دورة المياه……؟”
“آه، إن التففتِ عند الزاوية هناك، ستجدين السلم المؤدي إلى الأعلى.”
“شكرًا جزيلًا.”
توجهت جايسير ببطء نحو الزاوية وبدأت في صعود السلم.
‘في الطابق الثاني، أليس كذلك؟’
نعم، كان الطابق الثاني.
كلما مر الخدم أو الخادمات، كانت تجلس وتتوتر، ثم تواصل سيرها بحذر، مختبئةً هنا وهناك، و تسير ببطء في الممر.
في النهاية، وصلت إلى مكتب الدوق وينفريد.
“…….”
بلعت جايسير ريقها بصوتٍ مسموع، وكان وجهها مشوهًا بالذنب.
أغمضت عينيها بإحكام، ومدت يدها لتمسك مقبض الباب.
‘إذا ضغطتُ بقوةٍ قليلاً، سيفتح الباب. فقط قليلاً……فقط قليلاً……’
لكنها لم تستطع.
سحبت يدها بسرعة كما لو أنها أمسكت بشيءٍ حار. وبدأت دموعها تتساقط من عينيها.
‘كما توقعت، لا أستطيع فعل هذا……’
أدركت جايسير بشكلٍ غريزي أن هذه هي النقطة التي يجب أن تتوقف عندها.
إذا نزلت الآن إلى غرفة الاستقبال، يمكنها ببساطة أن تقول بأنها ضاعت و طلبت من الخادمة أن توجهها.
وبذلك ستعود إلى روتينها اليومي دون أن يحدث أي شيء.
“هل تفكرين في العودة؟”
سمعت جايسير صوتًا خنقًا، وكأنه ينقبضُ حول جسدها.
ارتعشت من الخوف، وأبطأت في تحريك رأسها الى الخلف.
كانت هناك امرأة تقفُ خلفها، خادمةُ جايسير التي جاءت معها.
“هل كنتِ تحاولين الهرب الآن؟”
“آه، لا. أنا فقط!”
“اصمتِ.”
قالت الخادمة ذلك بغضب، وغطت فم جايسير.
كانت تنظر إليها بنظرةٍ حادة.
“حتى وإن كان المكان الآن هادئ، الا ان هناك دائمًا شخصُ أو اثنان يقفون في الممر.”
أومأت جايسير برأسها، والدموع تتساقط من عينيها.
عندها فقط سحبت الخادمة يدها، وهي تهز يديها كما لو أنها كانت تتجنب لمس شيءٍ قذر.
“حسنًا، إذا كنتِ تريدين الهروب، فاهربي.”
قالت الخادمة ذلك بصوتٍ غاضب، وهي تمسح يديها.
“لكنني سأخبرُ آنستي بكل شيء.”
ظهرت ابتسامةٌ ساخرة على وجهها. و امتلأت عيونها بشعورٍ بغيض من الرضا، وهي تنظر إلى جايسير التي كانت في حالةٍ من التوتر.
“وبهربكِ، ستسدين طريق أخواتكِ، حسنا؟”
كانت الخادمة التي أخفت شعرها الوردي تحت باروكةِ شعر بني، هي الخادمة التي تُدعى كانا.
“سيكون من الممتع أن أراهم يعيشون حياتهم في عذابٍ طوال حياتهم.”
_____________________________
ايرينا على نياتها رايحه تجيب المادلين وماتدري وش صاير🥲
على طاري المادلين الي ماتعرفه هذا هو له طرق واجده بس الاصل هذا الشكل:
معليه اثاري ذي كانا يعني خادمه سناير يعني سناير موصيتها بس ليه؟
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 60"