أقيم حفل زفاف لوغان وينفريد وإيرينا ليونيد عندما كانت ألوان الربيع في أبهى حلتها.
لأن إيرينا ليونيد أقامت حفل تقديمها للمجتمع في القصر الإمبراطوري، توقع الجميع أن يكون الزفاف أيضًا في القصر أو في مكان فاخر، لكن المكان الذي أُقيم فيه الحفل كان حديقة قصر وينفريد في العاصمة.
مكان لا يبدو مناسبًا لإقامة زفاف لأحد أفراد النبلاء رفيعي المستوى.
عندما سمع البعض عن اختيار هذا المكان، وصفه بعضهم بأنه دافئ وبسيط، بينما انتقده آخرون قائلين إن ذوق الدوقة وينفريد المستقبلية يفتقر إلى الرقي.
لكن إيرينا أحبته. كان هذا المكان قد عانى من الدمار بسبب الحرب، وكانت تعتبره أجمل جزء في قصر وينفريد بالعاصمة.
كما أنه كان المكان الذي اختبرت فيه لأول مرة روعة الربيع. لذلك، بذلت قصارى جهدها في تزيينه.
زرعت الزهور التي قد تروق للضيوف، ونشرت على الطاولات المخصصة لحفل الشاي في أنحاء الحديقة مفارش بيضاء.
تطايرت الأقمشة البيضاء الخفيفة على الأعمدة، وحتى الممر الذي سارت عليه العروس كان مغطى بالقماش الأبيض ومزينًا ببتلات الزهور المتساقطة.
حتى تصميم الجلسة الحجري تزين بالزهور، وفي وسطه وضع مذبح صغير لعقد مراسم الزواج.
جلس الكاهن الذي سيتولى مراسم الزواج إلى جانب الطاولة المربعة.
“وهكذا…”
صدح صوت قوي في حديقة منزل وينفريد بالمدينة، التي زُينت بعناية من أجل الحفل.
“لوغان وينفريد من دوقية وينفريد، وإيرينا ليونيد من مقاطعة الكونت ليونيد…”
وقف العروسان متقابلين، يحدقان في بعضهما البعض بينما كان صوت الكاهن يتردد في الأرجاء.
إيرينا، التي ارتدت فستانًا أبيض ناصعًا لا تشوبه شائبة، نظرت إلى لوغان عبر طرحتها البيضاء، وهو يمسك بيدها بإحكام.
أما لوغان، فقد ارتدى بدلًا من البدلة الرسمية زيه العسكري الأسود، كما يليق ببطل الحرب. و كلما التقت نظراتهما، أو حتى دون ذلك، لم يتوقف عن الابتسام.
وسط الحاضرين الذين جاؤوا لتهنئتهم، وبين فرسان وينفريد والخدم، لم يكن هناك من رأى تعابير وجهه دون أن يبتسم بدوره.
وفي أثناء ذلك، استمرت المراسم.
بصراحة، لم تستطع إيرينا استيعاب كل ما قيل. لكنها فكرت أنه لابد أن تكون كلمات طيبة، ربما تمنيًا بالسعادة لها وللرجل الرائع الذي أمامها طوال حياتهما معًا.
وبينما كانت غارقة في تلك الأفكار، لم تفعل سوى أن تبتسم، وهي تشد بقوة على باقة زهور الليزيانتوس في يديها.
“وهنا أيضًا تصريح الزواج الذي منحه الإمبراطور والإمبراطورة بنفسيهما.”
رفع الكاهن تصريح الزواج الذي أحضره ولي العهد بنفسه، ليؤكده للحاضرين.
لم يقتصر الأمر على حضور ولي العهد و ولية العهد للزفاف، بل إن الإمبراطور والإمبراطورة أيضًا أرسلا هدايا تهنئة هائلة.
لم تكن الكمية فقط هي المذهلة، بل إن كل هدية كانت من النفائس التي لا يمكن لأي نبيل آخر حتى أن يحلم بامتلاكها، مما جعل الناس يتحدثون عن الأمر لفترة طويلة.
“الآن، يُرجى منكما التوقيع هنا.”
عند كلمات الكاهن، التقط الدوق وينفريد القلم ووقع اسمه أسفل الوثيقة بحروف قوية وثابتة.
و بعده، أخذت إيرينا القلم بحذر وكتبت اسمها بدورها.
لوغان وينفريد، إيرينا ليونيد.
لقد خاضت أمورًا أعظم من ذلك بكثير، لكن مجرد رؤية هذين الاسمين مكتوبين جنبًا إلى جنب جعلت قلبها ينبض بإحساس لطيف ودافئ.
“وبهذا…”
أخذ الكاهن وثيقة الزواج وابتسم وهو ينظر إلى العروسين.
“أعلن رسميًا أنكما أصبحتما زوجًا وزوجة.”
وما إن انتهى من كلامه حتى دوّى التصفيق في الأرجاء.
كانت هالي، التي تزوجت قبل إيرينا بفترة وجيزة، أول من صفق لهما.
“مبرو…..وك…..!”
لكن صوتها انقطع سريعًا بسبب بكائها. و كانت تحتضن زوجها بينما تحاول كتم دموعها بصعوبة.
“اجتمع شخصان رائعان، لذا لن يكون مستقبلهما إلا مليئًا بالسلام.”
كان الفيكونت بيرسي، الذي نظم حفل التبرعات الخيري، هو التالي في تقديم التهاني.
“أمي، العروس جميلةٌ جدًا…..”
“أليس كذلك؟ إنها الأروع بين كل من قمت بتعليمهن.”
قالت السيدة هيلبريتون ذلك، التي حضرت مع عائلتها، وعيناها مغرورقتان بالدموع.
“هاها، هذا هو أسلوب سيدتي حقًا!”
“كان سيكون من الرائع إقامة الحفل في مقاطعة ليونيد أيضًا.”
قال البارون كيريك وزوجته ذلك، رغم بعض الشعور بالأسف، إلا أنهما قدّما تهانيهما بكل صدق وفرح.
“…….”
ظلت البارونة جيب واقفةً مترددة حتى اللحظة الأخيرة، لكنها في النهاية تقدمت إلى الأمام وصفقت بحرارة، بعينين تحملان بعض القلق ولكن أيضًا تطلعات نحو المستقبل الذي سيتغير.
“هاهاها!”
انفجر كارل ضاحكًا بصوت عالٍ دون أي تحفظ.
أما النبلاء الذين حضروا فقط بدافع المصالح، فقد عبسوا منزعجين عند رؤيته.
“ما هذا التصرف السوقي…..؟”
“إنه أشبه بحفل زفاف لعامة الشعب، وليس لطبقة النبلاء الرفيعة.”
وقبل أن يتمكن أحدهم من التعبير عن اعتراضه، دوّى تصفيقٌ مفاجئ من المقدمة.
“إنها مناسبة سعيدة.”
“بالفعل، هي كذلك.”
كانا ولي العهد وولية العهدية.
وحين رأى الحاضرون أن الشخصين الأعلى مقامًا بين الجميع يصفقان ويبتسمان، لم يعد بإمكان من أرادوا التشكيك في الزواج باستخدام حجج تتعلق بالتقاليد والأعراف إلا أن ينضموا إلى التصفيق أيضًا.
وبعد أن هدأت موجة التصفيق، صعد ولي العهد إلى منصة المراسم.
عندها، وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة، ابتسم لوغان بخفة وتنحى خطوةً إلى الجانب.
أصبحت إيرينا الآن في مواجهة مباشرة مع ولي العهد، بمفردها في وسط القاعة.
“همم، إنه ليوم رائع، ويسعدني أن أزف إليكِ خبرًا سارًا آخر.”
قال ولي العهد ذلك وهو ينظر إلى إيرينا بابتسامة.
“إيرينا ليونيد، ابنة بطل الحرب والكونت أجين ليونيد، والكونتيسة لارا ليونيد.”
“نعم، سمو ولي العهد.”
انحنت إيرينا بخفة احترامًا، بينما استل ولي العهد السيف الذي ناوله له أحد المرافقين.
“باسم العائلة الإمبراطورية، أمنحكِ لقب الكونتيسة ليونيد. بالإضافة إلى ذلك، تكريمًا لإنجازات الكونت والكونتيسة الراحلين، سيتم ضم جزء من أراضي رينت الغربية إلى مقاطعة ليونيد.”
“……!”
شحب وجه بعض الحاضرين الذين حضروا الحفل دون أن يولوا اهتمامًا كبيرًا لما يجري. لكن كلمات ولي العهد لم تتوقف عند هذا الحد.
“إذ تدرك عائلتنا الإمبراطورية تضحيات الكونت والكونتيسة ليونيد، فإننا نمنح الكونتيسة ليونيد إذنًا بالدخول إلى القصر الإمبراطوري بحرية، كما نمنحها الحق في تقديم المشورة لضمان عدم انحراف قراراتي.”
“سـ……سموك!”
“وبالنظر إلى الطبيعة الخاصة لهذا الموقف، فإن إيرينا ليونيد ستكون أيضًا إيرينا وينفريد…..بل ستقف بجانب الدوق بصفتها إيرينا ليونيد، وليس أي لقب آخر.”
شحب وجه الحاضرين الذين لم يتوقعوا أكثر من تكرار ما حدث مع البارون جيب.
الحق في دخول القصر الإمبراطوري بحرية؟ بل ومنحها أيضًا سلطة تقديم المشورة؟ كان هذا إعلانًا واضحًا بأن العائلة الإمبراطورية ليست فقط في صف الكونتيسة ليونيد، بل تدعمها بشكل علني، على عكس ما حدث مع البارونة جيب.
حتى إيرينا نفسها لم تستطع إخفاء دهشتها.
كانت قد توقعت إمكانية الحصول على تصريح لدخول القصر، لكن لم يخطر ببالها أبدًا أن تحصل على حق تقديم المشورة.
كان ذلك يعني، ببساطة، أنها أصبحت من أقرب الأشخاص إلى الإمبراطور المستقبلي.
“…….”
لكن الشخص الأكثر ذهولًا لم يكن إيرينا، ولا حتى لوغان، بل البارونة جيب.
ظلت تحدق في ولي العهد وإيرينا، ممسكةً بمنديلها القديم بقوة، وكأنها لا تصدق ما تسمع.
“وأيضًا، إن كان هناك من تضرر بسبب قرارات خاطئة اتخذتها العائلة الإمبراطورية في الماضي، فسأسعى لتقديم العون له.”
كان من الواضح تمامًا أن هذه الكلمات موجّهةٌ إلى البارونة جيب.
وبدا أن هذا التصريح لم يكن متفقًا عليه مسبقًا، حيث ظهر التوتر على وجه النبيل الذي حضر ممثلًا عن الإمبراطورة.
كان ذلك التوتر مجرد لحظة عابرة. فسرعان ما تحول الأمر إلى تصفيق ودعم.
“كما هو متوقع، ستكون حاكمًا عظيمًا، سموك!”
بدلًا من الاعتراض، عبّر النبلاء عن تأييدهم لاختيار ولي العهد وصفقوا بحرارة.
“الآنسة إيرينا ليونيد…..لا، يجب أن أناديكِ بلقبك الجديد، الكونتيسة ليونيد.”
“نعم، جلالتك.”
أجابت إيرينا فورًا، بينما أعاد ولي العهد السيف إلى غمده وابتسم.
“أتمنى أن تعملي بجد إلى جانبي.”
“……!”
“قد يظن البعض أن هذا القرار مبالغٌ فيه، لكنني جادٌ تمامًا. لقد سمعت الكثير، بل أكثر مما تتخيلين، من الدوق عن الكونتيسة.”
استمع ولي العهد مطولًا لكلمات إيرينا، وأمعن التفكير مرارًا وتكرارًا. وفي النهاية، وصل إلى قناعة تامة.
“أعتقد أن الكونتيسة ستكون قادرةً على رؤية ما قد أغفله أنا.”
شخصٌ نشأ في الأحياء الفقيرة، وامرأة، ورغم ذلك وصلت إلى لقب الكونتيسة. لذلك، كان متأكدًا أن الكونتيسة ليونيد الجديدة سترى أمورًا لا يستطيع ولي العهد نفسه ملاحظتها أو حتى التفكير بها.
“أتطلع للعمل معكِ، كونتيسة. ومرة أخرى، أهنئكِ على زواجك.”
وضع ولي العهد سيفه على قطعة من القماش الأحمر، ثم مدّه نحوها.
“هذا هدية مني، رمزًا لصداقتنا.”
“أشكرك جزيل الشكر، سموك.”
أخذت إيرينا السيف وأغمضت عينيها للحظة، محاولةً استيعاب كل ما حدث.
بلا شك، كانت هذه مكانةً كبيرة وثقيلة المسؤولية. لكن مع ذلك…..
“سأبذل قصارى جهدي.”
لسبب ما، شعرت بأنها قادرة على النجاح. فقد كان بجانبها الكثير من الأشخاص الذين سيدعمونها إن تعثرت.
___________________
وين بوسة العرس؟
العرس حلو كيوت خفيف بس صار رسمي مع حكي ولي العهد ذاه
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 159"