“أين كنتَ حتى الآن؟ لم تكن في قاعة الحفل، ولم نعرف إلى أين ذهبت. و ظللت أبحث عنكَ باستمرار.”
ولي العهد، الذي عاد أولاً عبر الطريق المختصر كما طلبت منه إيرينا، بحث عن لوغان في قاعة الحفل الفوضوية. فهو الوصي و الحامي و الحبيب لإيرينا ليونيد.
وكان يعتقد أكثر من أي شخصٍ آخر أن لوغان بحاجةٍ إلى معرفة الوضع، لكن لم يعرف أي شخصٍ من بين الحاضرين في قاعة الحفل مكان الدوق.
في النهاية، وبعد البحث المطول دون جدوى، استسلم وعاد، ليجد أن لوغان كان هنا طوال الوقت.
“كان لدي أمرٌ طارئ، لذا غادرت المكان لبعض الوقت.”
“….…”
أمام النظرات الباردة والصوت الهادئ، أغلق ولي العهد فمه، متراجعًا عن شرح الموقف.
تلك النظرات لم تكن تعبر عن غضب بسبب اكتشافه لإيرينا مغشيًا عليها دون علمه بالوضع.
بل كانت تعكس غضبه لأنه يعرف الوضع جيدًا جدًا.
“هناك أمرٌ عاجل، لذا سأنصرف أولاً، سموك.”
انحنى لوغان انحناءةً خفيفة متجهًا للرحيل، لكن قبل أن يتجاوزه، بادر ولي العهد سريعًا بالكلام مجددًا.
“دعني أقدم لك المساعدة.”
توقفت خطوات لوغان عند تلك العبارة. و التفت ببطءٍ برأسه نحو ولي العهد.
“أستطيع مساعدتكَ، دوق.”
كان هذا هو الوقت المناسب. إن لم يتحدث الآن، فإن لوغان سيغادر مجددًا.
تحدث ولي العهد على عجل.
“أليس هذا المكان هو القصر الإمبراطوري؟ لقد انتشرت الشائعات بالفعل، و لن يكون من السهل إخمادها بقوةِ الدوق وحدها.”
لو كان الأمر مجرد غيابٍ قصير، لكان الأمر مختلفًا.
لكن غياب إيرينا، التي كانت محور الاهتمام، وكذلك غياب لوغان، الذي لفت أنظار الجميع، كان طويلًا للغاية.
بل حتى أن لوغان و الآخرين عادوا إلى قاعة الحفل بوجوهٍ قاتمة في منتصف الأمر، مما كان كافيًا لتفاقم الشائعات وانتشارها.
“ما رأيك، يا دوق؟”
سألهُ ولي العهد بنبرةٍ خافتة.
كان قد عزم على أن يظهر بثقة، لكن لسببٍ ما، عندما يقف أمام لوغان، يتذكر طفولته حين كان يتعرض للتوبيخ من الإمبراطور، فيشعر تلقائيًا بالارتباك.
ربما بسبب تلك النظرات الباردة؟
“…….”
نظر لوغان إلى ولي العهد للحظة، ثم أطلق نفساً خفيفًا.
“سأقبل مساعدتكَ بكل امتنان، يا صاحب السمو.”
“…..!”
‘قبِل العرض!’
رفع ولي العهد رأسه لينظر إلى لوغان.
من المؤكد أن الدوق يدرك أن وراء تقديم المساعدة تكمن حقيقةُ طلب الدعم المستقبلي، وليس مجرد رغبةٍ في تحسين العلاقات.
ومع ذلك، ألم يقبل الأمر بسهولة أكبر مما كان يتوقع؟
‘هل كان ينظر إليّ بنظرةٍ إيجابية منذ البداية؟’
شعر ولي العهد بثقةٍ تتسلل إلى نفسه. وبينما كان يستعد ليقف شامخًا، تابع لوغان كلامه.
“وأرجو أن ترفع كتفيكَ.”
كان ذلك نصيحةً منه.
“لا ينبغي لمن سيحكم الإمبراطورية أن يظهر بمظهرٍ ضعيف كهذا.”
“……!”
رغم أن النصيحة من التابع إلى الأعلى عادةً ما تكون مزعجة، لكن، كان ولي العهد يدرك أنه، و في الواقع، أقل شأنًا أمام لوغان.
ولهذا، بدلاً من الشعور بالاستياء من نصيحته، شعر ولي العهد بسعادةٍ غامرة.
“أوه، أجل.”
تنحنح ولي العهد وهو يرفع كتفيه وفقًا للنصيحة، ثم ابتسم ابتسامةً واثقة.
كانت ابتسامةً تحمل القليل من الغرور.
“سأتقبل نصيحةَ الدوق.”
ابتسم لوغان أيضًا، وهو أمرٌ نادر من شخص قليل الابتسام.
بدا من المؤكد أن لوغان لديه انطباع إيجابي عن ولي العهد.
شعر ولي العهد أن مستقبله، الذي كان يخشى فيه فقط البقاء على قيد الحياة، بدأ يبدو أكثر إشراقًا.
“إذاً، سأعتمد فقط على سموك، ولي العهد.”
‘……هاه؟’
لكن يبدو أن المستقبل لن يبقى مشرقًا طويلاً. فقد قال وينفريد وهو يمر بجانبه.
“أشكركَ مرة أخرى، يا صاحب السمو، على وعدكَ بتحمل المسؤولية عما ارتكبتُه.”
“…..هاه؟”
شعر ولي العهد فجأة أن الظلام بدأ يخيم أمام عينيه.
أنا……لم أقل شيئًا كهذا؟!
لم يكن بإمكانه الرد بشكلٍ مختلف. و كل ما فعله ولي العهد هو أن يبتسم بخوفٍ ويهز رأسه.
“اعتمد عليّ، يا دوق!”
لم يكن يعلم أن تلك العبارة وحدها ستجعله يعاني من عبء العمل المفرط لعدة أشهرٍ قادمة.
***
بفضل التوضيح المسبق، كانت أجواء الغرفة هادئةً ودافئة. لكن، فقط تحسبًا لأي احتمال، وضع لوغان إيرينا بحذرٍ على السرير.
عيناها المغلقتان بهدوء جعلتها تبدو وكأن شيئًا لم يحدث لها.
“…….”
“عذرًا على الإزعاج، يا سيدي الدوق.”
مع صوت طرق الباب، دخل عددٌ من الأشخاص إلى الغرفة. و كان طبيبًا يعمل في القصر الإمبراطوري ومعه مساعدوه.
“لقد سمعنا ما حدث، ولكن هل يمكننا التحقق من حالة الآنسة الصحية أولاً؟”
كان الطبيب يدرك تمامًا أن لوغان الآن حساسٌ كحد السيف المشحوذ، لذا تحدث بأقصى درجاتِ الحذر.
أومأ لوغان برأسه وتراجع خطوةً للخلف.
“همم……”
قام الطبيب المسن بفحص إيرينا بعناية، ثم وصل إلى استنتاجه.
“حالتها تبدو جيدةً حاليًا.”
“حاليًا؟”
ارتفع حاجب لوغان قليلًا بقلق، وقبل أن يقول أي شيء أكثر برودة، سارع الطبيب إلى المتابعة.
“حالتها تبدو مستقرةً الآن، لكنني قلتُ ذلك لأننا لا نعرف نوع السم الذي تناولته.”
توقف الطبيب للحظة وهو يفكر، بينما كان يضع يده على ذقنه.
“هل تعرف الأعراض التي ظهرت فورًا بعد شربها للسم؟ إذا تمكنا من معرفة ذلك، فقد يساعدنا في تحديد نوع السم ولو قليلًا.”
هز لوغان رأسه نافيًا، لكنه كان قد كوّن بعض الاستنتاجات بالفعل.
“لابد أنها فقدت وعيها فور شرب السم، وسقطت في غيبوبةٍ عميقة أشبه بالموت. لهذا السبب لم تقاوم عندما تم سحبها. ولم يظهَر عليها علامات تقيؤ الدم أو اضطرابٍ في المعدة.”
أومأ الطبيب برأسه موافقًا على كلام لوغان، لكنه لم يكن مرتاحًا تمامًا.
“هناك بعض الأنواع من السموم التي يمكن افتراضها، لكننا نحتاج إلى تأكيد ذلك.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 137"