فُتح الباب فجأة، واندفعت هالي إلى الداخل وكأنها تطير. بدا واضحًا أنها ركضت كثيرًا، حيث كانت حبات العرق تتلألأ على جبينها رغم الطقس البارد الذي يتساقط فيه الثلج.
إيرينا، التي كانت تراقبها بصمت، انفجرت ضاحكة.
“صحيح، لم تتأخري.”
“هيهي!”
ضحكت هالي بمرحٍ وكأنها حققت إنجازًا.
كانت هذه الضحكة من النوع الذي لا تظهره إلا للعائلة وبعض الأشخاص المقربين.
“لا تعرفين يا إيرينا كم ركضتُ، ولا كم هو ماهرٌ خطيبي في ركوب الخيل. سأروي لكِ بعد قليل قصةً بطولية مذهلة……”
انقطعت فجأة ثرثرة هالي التي كانت تملأ المكان. و عندما أمالت إيرينا رأسها مستغربة، وأتبعت نظراتها إلى الخلف، رأت الدوق وينفريد يقف بجانب المدفأة ويرفع كتفيه بلا مبالاة.
آه، لقد لاحظته الآن.
شخصٌ مثل هذا من الصعب عدم الانتباه إلى وجوده. كان واضحًا أن هالي ركضت إلى الغرفة وهي تركز فقط على إيرينا.
“……!”
في غضون ثوانٍ قليلة، تحول وجه هالي وعنقها بالكامل إلى اللون الأحمر. و حاولت تدارك الموقف بالسعال.
“كح، كح.”
بعد عدة سعلات، ارتسمت ابتسامةٌ مشرقة على وجهها.
“تحياتي، الدوق وينفريد المبجل.”
خرج صوتها بنعومةٍ ورقة.
“أنا هالي ويلر. لا يسعني سوى أن أعرب عن امتناني لدعوتكَ الكريمة إلى هذا الحفل.”
وكأن شيئًا لم يحدث قبل قليل، بدأت هالي تتصرف بأناقةٍ وهي تلوح بمروحتها برشاقة. وكأنها تحاول خفض حرارة وجهها المتورد بمهارة.
“أنا لوغان وينفريد. أشكركِ على قدومكِ.”
ضحكت هالي بخجل، ثم نظرت حولها محاولِةً إخفاء توترها قبل أن تتابع الحديث.
في الواقع، كان الجو محرجاً بعض الشيء.
“رأيت لمحةً أثناء قدومي، ويبدو حقًا أن حفل البلاط الإمبراطوري هذا أكثر إتقانًا من غيره. سمعت أن ذوقكَ الرفيع لعب دورًا كبيرًا في ذلك، هل هذا صحيح؟”
“إن الفضل يعود إلى صاحبة الجلالة الإمبراطورة ذات الذوق الرفيع.”
“كما توقعت، أنتَ متواضعٌ كما يُقال عنك. لا عجب أنك تُلقب ببطل الحرب. في الواقع، كنت أشعر ببعض الأسف لأننا لم نتحدث كثيرًا خلال حفل التبرعات الذي أقامه الفيكونت بيرسي في المرة السابقة.”
‘انها ابنةُ عائلةٍ نبيلة بحق.’
إيرينا كانت تراقب هالي وهي تتحادث بأدبٍ مع لوغان.
لقد أصبحت هالي أكثر عفويةٍ في كلماتها وتصرفاتها بعد أن تعرّفت جيدًا على الأشخاص المحيطين بها، لذا كان من المثير للاهتمام رؤيتها وهي تتصرف بهذه الرسمية.
“على ذكر ذلك، آنسة ليونيد……”
فجأة تحوّل موضوع الحديث نحو إيرينا التي كانت تجلسُ بصمت.
“سيّدة……كلماتكِ التي قلتها……سأنقشها في قلبي، لا، بل في عظامي!”
“دوق، دوق……”
قامت إيرينا بلمس لوغان الذي يقف بجانبها برفق. نظرت إلى وجهه، فوجدت تعبيرًا جادًا للغاية.
انحنى لوغان بشكلٍ طبيعي ليقترب بأذنه منها، وعندما فعل ذلك، همست إيرينا وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة.
“ألا تعتقد أن الآنسة هالي قد وقعت في حب الكونتيسة فرانسيس؟”
تساءل لوغان عمّا كانت تقوله، ثم ابتسم بخفة.
“ربما.”
“أليس كذلك؟”
هزّت إيرينا رأسها بحزم وكأن تأييد لوغان أكّد صحة رأيها.
ظل لوغان ينظر إلى جانب وجه إيرينا وهي تراقب الكونتيسة وهالي.
“أوه، يبدو أننا استمتعنا بالحديث كثيرًا حتى حان وقت الدخول.”
لوّحت الكونتيسة فرانسيس بيدها.
“هل نذهب؟”
أخيرًا.
ابتلعت إيرينا أنفاسها برفق. ثم أومأت برأسها ونهضت، لكن عيناها اصطدمتا بشيءٍ إلى جانبها.
كانت يد لوغان.
رفعت إيرينا عينيها ونظرت إلى لوغان، فهزّ رأسه مرة أخرى. و كأنه يقول لها: “لماذا لا تمسكين بها؟”
“يجب أن نذهب الآن. يُقال أن جلالة الإمبراطورة قد دخلت أيضًا.”
حثّتهم الكونتيسة برفق.
في العادة، كان الوصول متأخرًا عن أفراد العائلة المالكة يعتبر أمرًا غير لائق، وفي بعض الأحيان قد يُعتبر تصرفًا غير مهذب.
لكن السبب في السماح لإيرينا بهذا كان بسيطًا. فاليوم كان يوم ظهورها الأول في المجتمع.
وكان الدوق وينفريد هو من قام بتحضير كل هذا.
‘لم يكن من السهل التحضير لهذا.’
عندما سمعت القصة لأول مرة، لم تستطيع تصور الأمر.
و كأنها قصةٌ من بلدٍ بعيد، و لم تستطع أن تصدق أنه شيءٌ حقيقي سيحدث لها.
كلما عرفت أكثر عن حياة النبلاء، بدأت تقترب أكثر من تصور كم كان الدوق وينفريد قد تعب ليجعل هذا اليوم هديةً لها.
‘ما زلت لا أستطيع تصوره بشكل كامل، رغم ضخامته.’
ابتسمت إيرينا في سرها، ثم مدت يدها ووضعتهما فوق يد لوغان.
كانت يده الكبيرة تمسك يدها بشدة.
“لنذهب.”
بينما كانت إيرينا تخرج من الغرفة برفقة الدوق وينفريد، سارت عبر الممر القصير.
تبعتهم الكونتيسة فرانسيس، التي كانت ترافق هالي.
كلما اقتربوا من المدخل المعقود في نهاية الممر، ازدادت الأصوات من حولهم. و كان من الصعب تقدير عدد الأشخاص، حيث كانت الأصوات المتنوعة تملأ المكان.
فجأة، تذكرت ايرينا يوم حضورها لحفل تبرعات البارون بيرسي. حينها كانت تشعر بالتوتر والخوف من الظهور أمام الناس، لدرجة أنها أسقطت قبعتها وارتجفت.
“هل تشعرين بالتوتر؟”
همس لوغان بجانبها بصوتٍ منخفض. بدا أنه استذكر نفس الذكرى أيضًا.
“لا.”
ابتسمت إيرينا ابتسامةً صغيرة.
“لستُ خائفة، ولا أشعر بالتوتر.”
لم يعد الظهور أمام الناس أمرًا مخيفًا أو مرعبًا بالنسبة لإيرينا.
لكن أكثر ما كانت تخشاه الآن هو……
‘هل سنظل نُمسك بأيدينا بعد مرور هذه الليلة؟’
“…….”
في الحقيقة، كانت لا تزال تشعر برغبةٍ في الهروب. كانت تريد أن تغلق عينيها وتغرق في هذه الهدوء كما لو لم يحدث أي شيء.
لكنها كانت تعلم أنها لا تستطيع فعل ذلك. بل لم يكن يجب عليها أن تفعل ذلك.
أغمضت إيرينا عينيها ببطء ثم فتحتها مرة أخرى. ورسمت شفتيها منحنىً هادئًا.
“دوق، لنذهب.”
مهما كانت النتيجة، دعنا نذهب لنرى النهاية.
معاً.
__________________________________
ياخوفي من ذا النهاية
هالي تجنن لها كم شخصيه 😭🤏🏻
لوغان هنا رجع لوغان الطبيعي حركاته مع ايرينا نفسها بس بليز لاتفك يدها😔
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 119"