ترددت أصوات إيقاع منتظمٍ فوق موسيقى ذات إيقاعٍ سريع.
“جيد، لنقم بدورةٍ واحدة هنا……”
“……!”
كادت إيرينا أن تفقد الإيقاع للحظة.
عندما ألقت إيرينا نظرةً سريعة نحو السيدة هيلبريتون، أومأت السيدة بخفة وكأنها تشير بأنها ستتغاضى عن هذا الحد.
“جيد! لنعد هنا ونقوم بدورةٍ خفيفة. واحد، اثنان، ثلاثة!”
على وقع التصفيق، حرّكت إيرينا قدميها بنشاط. ورغم افتقادها لشريك، مما جعل يدها المعلقة في الهواء تبدو كأنها تفتقر إلى شيء، إلا أن حركاتها كانت أشبه برقصةٍ إلى حد ما.
مع حركات القدم الخفيفة، ارتفع طرف ثوب الشيفون الذي يُرتدى عادةً في الصيف قليلاً ثم انخفض برفق.
دان-!
انتهت الموسيقى مع صوت البوق. و مسحت إيرينا حبات العرق التي تجمعت على طرف ذقنها وهي تتنفسُ بصعوبةٍ قليلاً.
“لقد تطورتِ كثيراً!”
“أجل، صحيح.”
عندما صاحت دلفيا، التي كانت تجلسُ على كرسيٍ و تأكل البسكويت، فأومأت السيدة هيلبريتون برأسها موافقة.
“في البداية كنتِ متوترةً جداً وقلقتُ إن كان ذلك مناسباً، لكنكِ بالتأكيد تحسنتِ كثيراً.”
يبدو أنها تسترجع اللحظات التي تعلمت فيها إيرينا الرقص لأول مرة، فتجمعت دموع في زوايا عيني السيدة هيلبريتون.
كانت إيرينا، التي كانت تتعلم أي شيءٍ بسرعة، تراجع وتتدرب بجد، و قد أظهرت نمواً سريعاً.
“هممم، صحيح!”
كان الرقص مختلفاً قليلاً. و قد بذلت جهداً كبيراً، بل كانت تبذل كل ما بوسعها.
كانت الحركات مثالية تماماً، دون أي خطأ.
“واو! السيدة إيرينا، تبدين وكأنكِ رجلٌ ثلج ثلاثي الطبقات مع عصا خشبيةٍ عالقةٍ فيه و يرقص!”
“هههه!”
انهارت إيرينا تماماً من الضحك بسبب كلمات ليتون، التي لم تحمل أي سوءَ نية.
وهكذا استمر التدريب الذي لا يمكن مشاهدتهُ دون دموع، إلى أن جاء اليوم الذي استطاعت فيه أخيراً أداء رقصةٍ حقيقية.
ومع ذلك، لم تفهم بعد ما يعنيه أن الرجل ثلج ثلاثي الطبقات مع عصا و يرقص.
“يا للراحة……أخيراً……”
لكن حتى بعد هذا الجهد القليل، كانت أنفاسها تتقطع، وخرجت كلماتها متقطعةً من شدة التعب.
كانت إيرينا تتنفسُ بشدة.
“يبدو أنكِ بحاجةٍ إلى تحسين لياقتكِ قليلاً.”
“همم.”
عند تعليق ديلفيا المحبط، أومأت السيدة هيلبريتون برأسها تلقائياً.
“السيدة ليونيد، كيف تسير تدريبات الفروسية مؤخراً؟”
“أنا أتعلمها بجدية!”
أجابت إيرينا وهي تشد قبضتيها بقوة.
لقد بدأت بالفعل تستمتع بركوب الخيل مع إيرين في الآونة الأخيرة. و بالطبع، لم يتعدَّ الأمر ركوباً حول ميدان التدريب أو دورةٍ واسعة حول الحديقة.
“لم أكن أعرف أن الخيول حيواناتٌ ذكية للغاية قبل أن أتعلم الفروسية.”
لطالما رأتها من بعيدٍ فقط، وكان لديها انطباعٌ بأنها مخيفةٌ بسبب حجمها الكبير.
لكن من خلال دروس الفروسية مع إيرين، كانت تتعلم أشياء جديدةٍ كل يوم.
“قال لي الدوق بأنني إذا شعرت بالخوف، فإن الحصان سيشعر بالخوف أيضاً.”
“صحيح. فالخيول ذكيةٌ للغاية لكنها تخاف بسهولةٍ أيضاً.”
بينما كانت دلفيا تلتهم ما تبقى من البسكويت، أومأت برأسها.
“إذا كان هناك شيءٌ خطير أمامها، فإنها غالباً ما ترفض التقدم، كما أنها تفهم مشاعر مالكها جيداً. لذا، هناك خيول تُقلل من شأن أصحابها أحياناً.”
“صحيح، هذا ما يُقال.”
لكن إيرين لم تكن كذلك. فمهما بدت إيرينا سهلةَ المنال، لم تكن إيرين تُقلل من شأنها أو تحتقرها أبداً.
‘ربما لأنها تحصل على مكعبات السكر مني سراً؟’
بدأت إيرينا تدندن بهدوء، مما دفع دلفيا إلى إمالة رأسها بفضول.
“جيد، جيد.”
لكن السيدة هيلبريتون، التي لم تلاحظ ذلك، كانت تواصل الإيماء برأسها.
“كنت قلقةً من أن جدول حفل الظهور الأول مزدحمٌ للغاية، لكن الأمور بدأت تتضح الآن.”
صحيح أنها لم تتعلم العديد من الرقصات، لكنها تعلمت الأغاني الشهيرة والأكثر شعبية في المجتمع الأرستقراطي مؤخراً.
‘في الواقع، كان من الأفضل أن تتعلم خمس رقصات إضافية على الأقل، ولكن بما أن الدوق وينفريد موجود لدعم السيدة ليونيد……’
في الأصل، كان الهدف من حفل الظهور الأول أن تتفاعل مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص وأن ترقص مراتٍ عديدة.
كانت الحفلة أشبه بفرصةٍ لمعرفة من سيكونُ شريكاً للزواج.
‘لكن يبدو أن السيدة ليونيد ستختار الدوق ليكون شريكها.’
إذاً، يكفي أن تتقن رقصةَ افتتاح الظهور الأول والرقصة التي قد تؤديها في منتصف الحفل.
‘لو أن الدوق كان لديه المزيد من الوقت لكان الأمر أفضل.’
لكن لسوء الحظ، كان شريكها شخصاً مشغولاً للغاية، لذا لم تتح لهما الفرصة للتدرب معاً سوى مراتٍ قليلة.
كان هذا مصدر قلقٍ بسيط، ولكنه لم يكن مشكلةً كبيرة.
‘على أي حال، لقد أحرزت الكثير من التقدم، أليس كذلك؟’
لا.
هزت السيدة هيلبريتون رأسها.
‘مجرد خروجها إلى المجتمع النبيل هو إنجازٌ بحد ذاته.’
فحتى وقتٍ قريب، كانت إيرينا محبوسةً في غرفتها بسبب حادثٍ مؤلم. لكنها استطاعت التغلب على ذلك بنفسها في فترةٍ قصيرة كهذه. كم هو أمر يستحق الإعجاب!
نظرت السيدة هيلبريتون إلى إيرينا بفخرٍ واضح.
لسبب ما، بدت عينا إيرينا مليئتين بالعزيمة. ربما بسبب ما مرت به من صعوبات؟
“سيدة هيلبريتون.”
“نعم؟”
“هل يمكنني تأجيل الدرس بعد غدٍ قليلاً؟”
“بالطبع يمكن، لكن هل هناك أمر ما، يا سيدة ليونيد؟”
سألتها السيدة هيلبريتون بقلق. فلم يكن من عادةِ إيرينا طلب تأجيل الدروس فجأةً هكذا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 109"