تمكنت إيرينا من المرور بسهولةٍ عبر بوابة القصر الإمبراطوري بفضل ضمان الماركيز فيدريك، ووقفت هنا.
“جلالتك.”
كانت إيرينا تلتقطُ أنفاسها بخفة، وجهها متوردٌ قليلاً، كما لو أنها ركضت بلا توقفٍ عبر الممرات الطويلة للقصر الإمبراطوري، وهي تحدق بالإمبراطور الجالس أمامها.
ملأت أصوات أنفاسها الخفيفة الأجواء الهادئة داخل قاعة المجلس.
“أشعر بأسفٍ بالغ لتطفلي فجأة على هذا المجلس المقدس بهذه الطريقة.”
قالت إيرينا ذلك وهي تنحني بانحناءةٍ تُظهر احترامها.
كانت إيماءتها البسيطة وحركتها الصغيرة، كل شيءٍ فيها بلا عيب، كان أداءً كاملاً.
“أنا إيرينا ليونيد من عائلة الكونت ليونيد……وأنا أيضًا ضحيةُ حادثة الاختطاف الأخيرة.”
عضت شفتها السفلى الممتلئة للحظة ثم تركتها، قبل أن ترفع رأسها. و كان في عينيها الزرقاوين رجاءٌ عميق.
“أعلم أنني لا أملك الإذن للتدخل في مكانٍ كهذا، لكن إذا تظاهرتُ بعدم معرفة أن الدوق وينفريد، الذي ساعدني، قد أصبح في خطرٍ بسببي……”
أخذت إيرينا نفسًا قصيرًا.
“……سأشعر بالخجل لدرجة أنني لن أتمكن من رفع رأسي أمام والديَّ أو أي شخصٍ آخر، ولهذا جئت مسرعةً إلى هنا.”
نادته مرة أخرى برجاء.
“جلالتك، أرجوك، لا تجعلني ناكرةً للجميل. أتوسل إليكَ أن تظهرَ لي لطفكَ بمنحي لحظةً من وقتكم.”
حين انتهت إيرينا من كلامها، خيم الصمت على المجلس.
حتى الذين كانوا على وشك استدعاء الخدم لإخراجها أغلقوا أفواههم، وأولئك الذين فتحوا أفواههم لانتقادها تجمدوا في مكانهم، ولم يحركوا سوى أعينهم.
“ما هذا……”
فتح كارل عينيه على وسعهما ومسح زاوية فمه.
‘ما الذي يحدث بحق؟’
لم يكن يتوقع مطلقًا أن تظهر إيرينا هنا فجأة.
‘هل كانت دائمًا بهذه الجرأة؟’
“حسنًا، ربما كانت كذلك.”
إذا حكمنا من مظهرها وما تظهره عادةً، يبدو أنها هادئةٌ تمامًا. لكن في باطن شخصيتها شيءٌ آخر.
في العادة، كانت مرحةً إلى حدٍ ما. و ربما لأنها لم تعتد بعد على مجتمع النبلاء.
وأحيانًا أظهرت جوانبَ غريبة إلى حدٍ ملحوظ.
لكن أن تقتحم القصر الإمبراطوري، وتحديدًا قاعة المجلس حيث يوجد الإمبراطور؟ لم يكن ليتوقع ذلك أبدًا.
‘هل كان لوغان يتوقع مجيء الآنسة إيرينا؟’
قبل قليل، قال شيئًا عن أن شخصًا آخر سيبلغها بالأمر.
تحركت نظرةُ كايل بشكلٍ طبيعي إلى الجانب.
“هاها……”
ضحكَ كارل بخفة.
لم يكن بحاجةٍ إلى أن يسأل، كان يمكنه معرفةُ الجواب من التعبير الظاهر على وجه لوغان الآن. فحتى هو لم يكن يتوقع مطلقًا مجيء إيرينا.
هل سبق له أن رأى لوغان بهذا القدر من الدهشة في حياته؟
حتى لو سقط الأعداء فجأةً من السماء، لم يكن ليهتزّ قيد أنملة. ومع ذلك، ها هو يُظهر دهشةً كبيرة لمجرد ظهور شخصٍ واحد.
‘هل يمكن أن يكون الأمر أعمق مما كنتُ أتصور؟’
بدأ كايل يعبث برباط شعره الطويل بينما يسند ذقنه بيده.
لم يكن لوغان هو الوحيد المندهش. فالإمبراطور أيضًا كان في موقفٍ لا يقل ارتباكًا.
لم يكن يتوقع أن تظهر بنفسها.
كان البارون فينترين قد أخبره بأن حادثة الاختطاف لم تحدث. لكن بما أن كلام ذلك الرجل لم يكن جديرًا بالثقة، فقد توقع الإمبراطور أن الحادثة وقعت بالفعل، وكان توقعهُ صحيحًا تمامًا.
ومع ذلك، حتى مع اعتقاد الإمبراطور بوجود حادثةِ اختطافٍ بالفعل، كان هناك سببان جعلاه يتجاوز الأمر بهدوء.
السبب الأول هو أن الحقيقة، مهما كانت، قد تصبح سلاحًا لمهاجمة الدوق.
أما السبب الثاني، فهو أن الإمبراطور كان يعلم جيدًا أن الضحايا، خصوصًا النساء، يميلن دائمًا إلى إخفاء الأمر.
القتل، الاختطاف، الاغتصاب. بل وحتى التعرض للضرب دون سببٍ أثناء السير في الطريق، كنّ يصمتن لذلك.
الأشخاص الذين يرفعون أصواتهم نيابةً عنهن كانوا رجالًا، والذين يقومون بمعاقبة الجناة كانوا رجالًا أيضًا. لذلك، ربما اعتقدن أنه لا داعي لرفع أصواتهن بأنفسهن.
أو ربما كان الأمر بسبب شعورهن بالخجل من ملابسهن أو سلوكهن الذي اعتقدن أنه السبب في تلك الحوادث.
‘لذا، مهما حدث، كنتُ أعتقد أنها ستبقى صامتةً وتعتمد فقط على الدوق.’
لكن أن تأتي مسرعةً إلى قاعة المجلس وترفع صوتها بشجاعةٍ هكذا……؟
“…….”
بدأ برسم عدة سيناريوهاتٍ في ذهنه.
استدعاء الخدم لطرد الآنسة ليونيد، أو السماح لها بالكلام والاستماع لما ستقوله.
والخيار الذي اختاره الإمبراطور كان……
“قلتِ أنكِ الآنسة إيرينا ليونيد من عائلة الكونت ليونيد؟”
اختار الإمبراطور الاستماع إلى ما تقوله الآنسة ليونيد.
لأنه بهذه الطريقة، يستطيع أن يتظاهر بعدم معرفةِ أي شيء، ويُقصي البارون فينترين، مع الحفاظ على صورةٍ إيجابية لنفسه.
“أنا والد ينظر بعطفٍ إلى أبناء الإمبراطورية، لذا فإن الاستماع إلى مظالم الابنة ليس مجرد لطف، بل هو واجبٌ طبيعي.”
ابتسم الإمبراطور بوجهٍ ودي.
بسبب الإذن غير المتوقع من الإمبراطور، تجمد وجه البارون فينترين، بينما أضاء وجه إيرينا بسعادة.
“شكرًا لكَ، جلالتك!”
ابتسمت إيرينا ابتسامةً مشرقة مليئةً بالامتنان.
وعندما أشار الإمبراطور بيده نحو الأمام، تقدمت إيرينا بحذرٍ إلى وسط قاعة المجلس، مشبكةً يديها معًا وكأنها أمام كاهن.
“أقدم تحياتي مجددًا. أنا إيرينا ليونيد من عائلة الكونت ليونيد.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات