ترددت ضحكة صبيانية شقية عبر التلة. 

تألق شعره الأشقر تحت ضوء القمر الفضي بشكل غريب.

 

“أمزح. إذا فعلتُ ذلك، لن يتركني الدوق.”

 

“حسنًا، كلامك لا يبدو مزحة.”

 

عبست سو و ابتعدت قليلاً عن سينثيا. لم تعد الروح مرئية.

 

الجذع البني المهيب ، مغطى بأوراق فضية لامعة. 

تساءلت إن كانت تُزهر.

 

“لا أرى الشبه.”

 

“بل هناك شبه كبير. أنا أعرف ذلك جيدًا ، فأنا … أحب سينثيا كثيرًا.”

 

استدار الأمير لينظر إلى سينثيا بوجه جاد نادر. شعرت سو بالخوف منه بدون مظهره الطفولي، فابتعدت أكثر.

 

“سينثيا كنز مقدس، لا ينكسر مهما استُخدِمَت القوة.”

 

لكنه عاد ليبتسم بسرعة. ثم طار شيء بسرعة نحو وجهه المبتسم.

 

طق-! 

كان حذاء أحمر فاخر ، الذي أضاعته سو في الحديقة.

 

نظرت سو خلفها مذهولة. في ظلال الغابة المظلمة ، تحرك ظل طويل ، ثم خرج إلى النور ، عابسًا و ممدًا يده نحوها.

 

“ماغوا ، هل تريد الموت حقًا؟”

 

كان الدوق.

 

***

 

تحت ضوء القمر ، بدا الدوق مضحكًا لسو ، فضحكت. 

 

كان الرجل المتأنق دائمًا مغطى بأوراق الشجر. 

ربما بسبب عبوره الغابة.

 

كانت تعلم أنه جاء من أجلها، لكن المشهد كان مضحكًا. 

لاحظ الدوق ضحكتها، فرفع حاجبًا ونظر إليها. 

 

أغلقت سو فمها.

 

“لا يمكنني ترككِ دون مراقبة.”

 

كان صوته مملوءًا بالإرهاق. 

نفض الأوراق عن كتفه وأخفاها خلفه.

 

بسبب فارق الطول، لم ترَ شيئًا. 

سمعت فقط صوت الأمير المزعوج.

 

“لمَ تحجبها؟”

 

يبدو أن الأمير نسي مكانته كما فعل الدوق ، فتذمر كطفل.

مع كل خطوة قدم، اهتزت التلة كأنها تشعر بغضب صاحبها.

 

نظر الدوق إليه بهدوء و قال: “حذرتك.”

 

“لا تحجبها.”

 

“حذرتك بوضوح، ماغوا. هل تطمع بامرأة الدوق بسبب شجرة؟”

 

“سينثيا.”

 

تجعد وجه الأمير. أطلّت سو و رأت جسده يرتجف ، فاختبأت خلف الدوق خوفًا من غضبه.

 

“إنها مجرد شجرة.”

 

واصل الدوق بهدوء، غير خائف. 

 

نظرت سو إلى ظهره الأزرق الداكن ، مترددة في نزع ورقة خضراء علقت به. لكن صوت معدني-سارانج- جعلها تطل برأسها.

 

كان الأمير قد سحب سيفًا. لم يكن الدوق مسلحًا، فحمل السلاح في قصر الملك يُعد خيانة، إلا للعائلة المالكة.

 

“سموك … أكتور!”

 

عندما نطقت كلمة “سموك”، رأت وجهه يتجهم ، فسارعت لتصحيح اسمه.

 

ابتسم الأمير راضيًا لكنه لم يخفض السيف. 

عبس الدوق ونظر إليها، غير مبالٍ بالسيف على رقبته.

 

“أكتور؟”

 

“آه، أقصد … أبعد السيف!”

 

صرخت سو على الأمير تحت نظرة الدوق الحادة. 

لكن الأمير ضغط السيف أكثر، فجرح رقبة الدوق قليلاً.

 

لم يبدُ الدوق متألمًا، لكن سو شحبت. 

عندما صرخت ، أبعد الأمير السيف.

 

كان الجرح رفيعًا. 

 

حدق الأمير به و قال:  

“ليس لديك تعلق بالحياة ، ديونير. اسم شانتارك لا يستحق ذلك.”

 

مسح الدوق الدم بصمت.

 

“عيناك ميتتان ، فلا عجب أن جلالته قلق. ملك يتوسل لك ، لحياة تافهة كهذه. إلى متى ستُبقي والدي في هوان؟”

 

“ما الذي تريد قوله؟”

عبس الدوق ، غير نافيًا.

 

“من لا يتعلق بالحياة لن يأخذ امرأة. جلالته يثق بك ، لكن أنا لا” 

 

“أنت لا تعرف جلالته.”

 

نقر الدوق بلسانه و مسح عينيه بتعب ، ساحبًا سو إليه.

 

“أنا أقل من يثق به من رعاياه، ماغوا” 

 

تجعد وجه الأمير ، غير مصدق. 

 

ابتسم الدوق بسخرية ، و دمٌ على وجهه يتوهج تحت القمر.

 

“ولن تكون مع هذه المرأة أبدًا. سواء صدقت أم لا، لقد أخذتها. تحملتك مرتين، لن تكون هناك ثالثة، فاحذر خطواتك.”

 

كان طردًا واضحًا. حتى الأمير لا يمكنه دخول أراضي مايرامونتي إذا رفضه صاحبها.

 

تنهد الدوق و سحب سو. كانت قبضته قوية لكن غير مؤلمة كالأمير. لم تعرف ماذا تقول ، فأغلقت فمها.

 

“آه، نسيتُ حذائي.”

 

ندمت سو وهي تتبع الدوق إلى غابة كاستيلو. لم تكن الغابة ناعمة كالعشب ، فاضطرت للقفز على قدم واحدة. كان الدوق سريعًا ، فبالكاد تتبعه بقدمين ، فكيف بقدم واحدة؟ توقفت أخيرًا.

 

كانت الغابة ضحلة ، فظنت أنها تستطيع الخروج بمفردها.

لكن الدوق لم ينتبه لتوقفها و غاب رأسه الأزرق الداكن.

 

تنهدت سو و جلست.

 

كعبها المرتفع جرح كاحليها ، فلم تستطع المشي.

 

“يظنونني خادمتهم …”

 

شعرت بالظلم. 

 

خرجت لتأكل ، فسحبها أمير أصغر منها بخمس سنوات كلعبة ، و الدوق ، رغم قدومه لإنقاذها ، تركها و غادر.

 

“تأتي لإنقاذي ولا تأخذني؟” ، صرخت سو على الدوق البعيد.

 

“أنا بلا نفوذ أو مال، هذا ذنبي!”

 

رفعت شعرها المشوش ونظرت حولها. 

بدت الغابة مخيفة بدون الناس.

 

“آآآآه!”

 

قفزت سو مذعورة عندما خرج شيء من الظلام. 

كانت عينان صفراوان تواجهانها.

 

دار نمر حولها، مكشّرًا عن أنيابه.

 

“ما هذا؟”

 

فقدت سو الكلام. 

 

نمر في غابة اصطناعية داخل كاستيلو؟ هل الملك مجنون؟ ماذا لو أُكل أبناؤه؟ ثم هدأت ، مطمئنة أنه ربما حيوان مدرب.

 

ابتسمت سو ولوّحت للنمر.

 

“مرحبًا ، يا فراشة؟”

 

كررر-

 

“فراشة! لا تزم على أي شخص!”

 

وبّخت سو النمر ، فبدأ يخبط بقدميه كأنه يستعد للوثب.

 

“لمَ يستعد للقفز؟”

 

أدركت سو نيته و هزت رأسها شاحبة.

 

“أنا لستُ طعامًا!”

 

كرررر-

 

لم يفهم النمر. قفز نحوها.

 

غطت سو وجهها بذراعيها، غريزيًا، رغم علمها أن ذلك لن يوقف الألم. 

 

“الملك مجنون كابنه!”

لعنت سو الملك والأمير، والدوق الذي وصل الآن للخارج بأمان.

 

ماذا قال لي سابقًا؟ سيف ويليتان لا يواجه خطرًا؟ أنا على وشك الموت في كاستيلو!

 

مر الوقت دون ألم. فتحت سو عينيها قليلاً وأنزلت ذراعيها.

 

لم يكن النمر المرعب هناك. كان هناك قط أحمر يتأوه وينهار.

 

نظرت سو حولها مذهولة. 

 

في ظلام رؤيتها، رأت طرف بنطال أزرق داكن مغطى بأوراق الشجر. رفع الدوق عينيه المتعبتين نحوها.

 

“تعالي.”

 

كان صوته ناعسًا، يفرك عينيه كأنه مرهق.

 

قفزت سو نحوه. 

عبس الدوق وهو يراها تقفز على قدم واحدة.

 

“ألم تجلبي حذاءك؟”

 

“أنت من رميته!”

 

“ليس خطأي، لا تطالبيني بالتعويض”