Aporia - 7
مع كل صوت لضربة كانت فيفيان تجفل، بعد عدة دقائق لا تتجاوز العشر، خرج سولفير يسحل ذلك الطبيب من ياخته، و لم ينتظر منه ان يقف على قدميه بل رماه من الدرج حتى سقط على ارضية الطابق الاول امام اقدام فيفيان
توسعت عيناها عندما رأت وجهه، انه ينزف و الاماكن التي لا ينزف بها محمرة، امسكه سولفير مرة اخرى من ياخته يسحبه الى الخارج“انصحك ان تنتبه لمن هم حولك ايها العاهر، اقسم بالرب انك ستندم“
فتح سولفير الباب بقوة إذ دوى صوت صفعة الباب في كل ارجاء المنزل، استمر بسحبه الى الخارج تاركاً الباب مفتوح خلفه
تأخر عدة دقائق اخرى ليأتي الى المنزل، فقد قام برميه الى الخارج بعيداً عن المنزل، عندما عاد رأى ان فيفيان في نفس مكانها، لم تغير مكانها ولا تزال تجلس على الارضية
ذهبت مباشرةً لها جالسا على ركبتيه ليساويها بالطول، سحبها الى صدره“اسف، اسف بحق اسف، تعالي عندي ، انا هنا، لن ادع هذا يحصل مرة اخرى“
اخذها بين احضانه يمسح على رأسها تارة و يقبل رأسها تارةً اخرى، بقيا على هذه الحال العديد من الدقائق لم يحسب أي منهما كم طالت، كان يحاول بث الطمأنينة باحتضانه لها و كانت هي لا ترغب بمفارقته، لم يكف سولفير عن المسح على رأسها، و كل بضع دقائق كانت فيفيان تعيد دفن رأسها في صدره
-“لقد جعلته ياكل اسنانه، لن يجرؤ احداً على لمسك، لقد ظن انني خارج المنزل، سابقى عندك و لن يمسك احداً، اتفقنا؟“
كانت فيفيان تعيد ما تذكرته من تلك الحادثة، لقد استنجدت به، و الان ايضاً استنجدت به، هو امانها الان مرة اخرى، حتى بعد فقدانها لذاكرتها اثر الثمالة، هو لن يكف عن كونه امانها.
لم تبارح فيفيان مكانها عن جانب سولفير هذا اليوم، و اخذت تجلس حيثما يجلس، كان يخلع قناعه قليلاً عندما كانت تشاهد بعض الافلام او تأخذ قيلولة لكنها لم تفعل اليوم هذه الاشياء ليخلع قناعه قليلاً و يستراح، هو لم يأكل حتى، بات يخلع قناعه عند ذهابه الى الحمام فقط، لم ينزعج من التصاقها به لكنه منزعج من قناعه، بعد كل شيء يبدو ان ماحدثَ جعلها تثق به اخيراً
حتى اتى الليل، اخذت تمسك بيده تتوسل له ان يبقى بجانبها
-“لا فيفيان لا استطيع، لديكِ غرفتك و لدي غرفتي، لن انام هنا“
لكنه وافق بعد ان بدأت نبرتها بالتشحرج“ارجوك“
تنهد سولفير ليحضر مفرشه كي ينام على الارض، بينما هي ابتسمت بتعب له، عندما استلقى على الارض جذب انتباهه طلب فيفيان“يدك.. اعطني يدك“
لم ترى فيفيان توسع حدقتاه، لكنه لوهله شعر برغبة عارمة ان يستقيم بجلسته يتأكد ما إن كانت بوعيها ام لا، اليس هذا كثير؟ أم إن حادثة اليوم جعلتها تتصرف بطفولية؟
رفع يده الى مستوى السرير فهو بالتأكيد لن يعترض على رغباتها، امسكت هي بيده الخشنه“تصبح على خير“
همهم لها“انتِ كذلك“
بينما اصابع فيفيان ظلت تمسح على كفه، حيث جروح مفاصله اثر ما حدث صباحاً، حتى تراخت قبضتها على يده
—————
-“فيفيان.. انه الصباح” اتى صوت سولفير النعس
رمشت فيفيان عده مرات بسبب رؤيتها الغير واضحة وهي تهمهم له، حتى اتضحت ،نظرت الى سولفير لترى شعره المبعثر مره اخرى و عيناه النعسه، لاول مره تراه كشخص طبيعي، ليس ذلك الشخص الغامض والذي فقط يلبي طلباتها، ابتسمت بدفئ بملامحها الناعسة له، هو بجانبها
اخذ يفرك عينيه بابهامه و سبابته ثم استقام على قدميه بينما اثر النوم لم يذهب من جسده“انا جائع“
-“هل ستتناول الطعام معي؟” سالت بفضول
لم يفهم سولفير معنى سؤالها حتى تحولت نظراتها من عينيه الى قناعه، عندها تنهد بتعب مسقطاً الغطاء من يده“اللعنة“
حمل الفراش الى غرفته لينزل الى الاسفل و هو يعد طبقين كعادته دون ان يأكل، جلست فيفيان على الطاوله تنظر له، هل هذا لانه نائم بغير غرفته؟ لم يكن هكذا عندما نام في الصالة
ظل مغمضاً لعينيه و هو يسند راسه على قبضة يده، لتحمحم فيفيان“سولفير..”
فتح عينيه بتعب لتسترسل هي “ساذهب للاستحمام.. تستطيع تناول طعامك.. لن انزل حتى نصف ساعه او اكثر“
ارخى كتفه “لا تحتاجين لفعل ذلك“
لكنها لم ترد عليه واضعه صحنها في الحوض راكضه الى الحمام، تنهد هو الاخر بعد ان ذهبت من امام عينيه، ثم نظر الى مفاصل يده، هذا يلسع، لم يسمح لاحد ان يلمس مفاصل يده، كان عليه ان يحضر حديدات الملاكمه لا ان يؤذي مفاصله
نظر الى الدرج حيث ذهبت فيفيان، إنها تراعيه الان، علمت انه لم يأكل بسبب لحاقها به، لم يسعه الابتسام بسبب تعبه و صداعه لكن داخله كان سعيداً بعض الشيء كونها تراعيه و تنظر له كشخص اخر ليس خاطفاً بعد الان
—————
مرت الايام بالنظام الجديد، و هو لحاق فيفيان لسولفير اينما يكون غالباً، ونومه عادة في غرفتها، تبادرت عده مرات الى ذهنه ان يجعلها تنام في غرفته، حيث ان السرير اوسع ولا يحتاج الى النوم ارضاً كالمتشرد، لكنه يدحض هذه الفكرة بسرعة من رأسه
اما اليوم فهما يحظران الدجاج لشوائه امام النهر كما تناقشا سابقاً، وقفت فيفيان على حافه التل تتنفس الهواء البارد و المنتعش بينما سولفير يجلب الحاجيات
-“فيفيان! لدينا ساعات لتأمل النهر، تعالي و ساعديني الان النهر لن يهرب!”
قهقهت فيفيان على كلماته، لتساعده في فرش الحصيرة، و توزيع الاغراض في اماكنها، عندها دنا سولفير على الحصيرة يضع وعاء الدجاج على الارض، ليلمع مسدسه من خصره، تناقلت فيفيان عينيها منه و الى المسدس، هو ليس بالشخص السيء، لما لديه مسدس؟
انتبه انها تنظر له لينظر لها، حاولت ان تقرأ ما يحدث بينما تنظر فيما يبان لها من وجهه فقط، لكنها كالعاده لم تستطع ايجاد ما تريده من وجهه، لتسأله“لما لديك مسدس؟“
نظر الى حزام بنطاله حيث حامل المسدس، ثم اجاب“للحماية بالطبع“
تنهدت هي الاخرى براحة، كما توقعت، هو ليس بالشخص السيء، ابتسمت بمرح “متى ستجلس؟“
بانت ابتسامته من صوته “دعيني احضر الفحم ثم آتي“
اومأت له ليحضر هو الاخر الفحم، مضرماً به النار، تقربت هي نحو الجمرات تتدفأ لتلتفت له دون مقدمات “ارغب بحضن!”
رفع سولفير حاجبيه ،انها تصبح اكثر راحة معه ام اكثر جرأة ؟ ، فتح ذراعيه لها لتذهب بين احضانه، بادلته الحضن “انت دافئ..”
-“و انتِ صغيرة..”
لم يمسح على رأسها كعادته عندما يحضنها، لذلك التفتت الى يده لتجد انها مليئة بصخام الفحم، عده ثواني مرت لتبتعد عنه“دعنا نشوي“
اومأ لها و اخذ يشوي قطع الدجاج، اعتاد هو على مواقفها العشوائية لكنه لا يعترض ولا ينزعج، من الجيد انها تتخذه اماناً لها الان بعيداً عن عائلتها، وهو لن يمانع اي شيء يجعلها تشعر بالامان و الراحة معه،
عندما نضج السيخ الاول مرره لها“تذوقيه، لكن احذري، ان المعدن حار“
امسكت فيفيان بداية السيخ بكم ثيابها، تناوت القطعه الاولى لتنذهل بطعمه الحار و اللذيذ، ارادت ان ترى رأي سولفير بهذا الدجاج، حسناً هي لا تعلم لما تريد رأيه فهي لم تشارك بأي شيء، فلو مدحه او ذمه فهو يصف طبخه لا طبخها، نظرت الى سولفير، حمحمت بتردد“سولفير..”
لم تعتد بعد بمناداته باسمه، لذلك تحمحم قبل كل مره تنطقه بها
التفت لها نصف التفاتة لتمد له سيخ الدجاج“جربها!”
نظر لها بطرف عينيه بشك كانه يقول لها (ما اللعنه التي تقوليها؟)
و قبل ان يعيد بصره الى الصندوق الدجاج متجاهلاً الهراء الذي نبست به ،استرسلت هي“ساشيح بنظري! لن انظر لك! اقسم بالرب!”
نظر لها مرة اخرى ثم الى سيخ الدجاج، فكر بكلامها حتى تنهد بسخرية رافعاً يده و بظهر كفه اشاح بوجه فيفيان الى الجهه الاخرى برفق ، ظنت فيفيان انه يرفض ما عرضته عليه الا انه امسك بيده الاخرى كفها التي تمسك بالسيخ، جرها برفق بعد ان انزل قناعه يتناول احدى القطع، ترك يدها لكنه لا يزال لم يبعد ظهر كفه من مستوى عينا فيفيان، اكمل تناوله للقطعة ثم ابعد يده الاخرى بعد ان وضع القناع مره اخرى“انه لذيذ…”
ابتسمت هي الاخرى لتجلس معاكسه له، مسنده بظهرها على ظهره“تناول الطعام سولفير، في الحقيقة كنت انزعج من حقيقة انك تعد لنفسك الطعام معي لكنك لا تاكل، لن انظر لك لذلك انزع قناعك“
ثم استرسلت بمزاح“حتى لو حاولت النظر، فلن ارى سوى قفاك“
ضحك هو الاخر بخفوت، لينزل قناعه “حسناً“
اصبح صوته اوضح من اي مره سَمَعَتْهُ يتكلم بها، كان صوته هادئاً و قد خف ذلك التعتيم الطفيف على صوته“الجو نظيف حقاً.. و منعش“
-“صحيح“
شعرت فيفيان بغصة في معدتها، غصة الفرح، سولفير هذا لطيف، هي تعترف بذلك
اما هو فقد سخر من نفسه و ما يفعله مع هذه المراهقة، و كيف انه يستجيب لطلباتها و يسخر من نفسه بالوقت ذاته، هل اصابه الفصام ام انها و رغم عدم تذكرها للورطة التي احدثتها فهي تحدث ورطة اخرى داخله
اخذا يتناولان الطعام و هما بهذه الوضعية بهدوء، بينما كلاهما مرتاحين بما يفعلانه
••••
مرت الايام كعادتها، ولا جديد سوى انه الايام التي كانت سوداء الى فيفيان في هذا المنزل اصبحت ملونة، فرغم اشتياقها الى اسرتها لكن ما باليد حيلة؟ لن تكره هذا المكان فقط بسبب بعد عائلتها، هي سترى عائلتها في النهاية لكنها لن تبقى هنا
بدأت تتخيل بين حين و اخر كيف تجلس في غرفتها الوردية التي كلمت سولفير عنها العديد من المرات، كيف انها تتكلم لجدران غرفتها عن لياليها مع هذا الرجل المقنع، و كيف ان الوضع سينقلب من الذكريات عن غرفتها و منزلها الى الذكريات عن هذا الرجل و منزله
رن جرس المنزل لتذهب فيفيان وتفتحه بمرح، كما هو متوقع ان سولفير من كان خلف الباب، بيده اكياس و حاجيات ،دخل للمنزل بسرعة “اغلقي الباب بسرعة، ان الجو بارد“
همهمت له وهي تنظر الى الاكياس التي بيده، لم تساله بل انتظرت منه ان يشرح هو بنفسه ما هو بداخلها، و لم يخيب انتظارها“انها لكِ“
حولت بنظرها عدة مرات بينه و بين الاكياس حتى تقدمت تنظر ما بداخلهم، لتجد اشياء عشوائية غريبة..
اخرجت بعض العطور و مستحضرات التجميل، ثياب، اكسسوارات، شراشف سرير و دمى؟ لما بحق الجحيم هناك دمى؟
نظرت له بعدم فهم“لما كل هذه؟“
-“لا ادري، اردت شراء شراشف للسرير، لكن يبدو ان مالك المتجر اوقعني بالفخ“
-“سولفير! كيف لمالك المتجر ان يجعلك تشتري دمى؟“
حك قفاه و هو يشيح بنظره“اظن انها جميله على السرير“
نظرت له بصمت حتى ضحكت “بجدية! عدى الدمى، كل شيء يبدو رائعاً، هل الثياب من كرستين ايضاً؟“
نفى برأسه“كلا، لقد ابتعتها بنفسي“
اخرجت احد الفساتين الزرقاء بلون الازرق الداكن النيلي، انيق لكن اين سترتديه؟ لا يناسب الفستان اي مكان “لما؟“
-“لقد اعجبني” خلع معطفه يرميه على طاولة المطبخ
ابتسمت بفرح بعد ان شمت العطور و رات باقي الثياب، اتجهت له بابتسامة واسعة“شكراً لك ان الاشياء جميلة جداً” اكملت كلامها و هي تفتح ذراعيها، ابعد قبعته عن راسه ليظهر شعره البني، اشار لها بيده ان تتقدم لتفعل هي الاخرى و يحضنها“من جيد إنها اعجبتك“
ضمته بقوة “لم افكر بنفسي و احتياجاتي، لقد اسعدني اهتمامك“
-“بالطبع سأهتم بكِ، من عساي ان اهتم به ان لم اهتم بك؟“
قهقهت فيفيان على كلامه لتبتعد عنه“ساذهب لتجربتهم!”
اومأ لها لتاخذ الاكياس الى غرفتها
ارتدت جميع الثياب و منهم الفستان الازرق، ارادت ان تنزل و تريه الفستان لكنها ترددت كثيراً حتى خلعته مره اخرى دون ان تنزل له، جربت جميع المستحضرات والتي كان معظمها احمراً و ذهبياً.. يبدو ان ذوقه اصبح واضحاً الى فيفيان، انه يحب الاشياء الفخمة الغالية، يبدو كشقيقته
غيرت شراشف سريرها واضعة عليه الدمى، ثم اختتمت الامر بوضعها لاحد العطور و ارتدائها احدى البجامات التي احضرها هو لها..
نزلت الى الاسفل لتريه ان ما اختاره كان مناسباً، تفحصها من الاعلى حتى الاسفل“من المريح انه مناسب..” ثم اردف “ماذا عن الفستان؟“
ابتسمت له“كان مناسباً لقد جربته“
نظر لها بصمت، كان يرغب بالفستان ايضاً وليس البجامة فقط، على كلٍ هي قالت انه مناسب، ربما عليه الاتصال بكرستين لتأخذها الى احد الحفلات الصغيرة المغلقة؟ اللعنة لما اشترى لها فستاناً للحفلات وهي لن تخرج، لابد ان صاحب المتجر اوقعه بالعديد من الفخاخ
لم يرد عليها بالنهاية بل اكتفى بتقليب قنوات التلفاز، لتجلس بجانبه كالعادة يشاهدان احد الافلام سوياً
••••
فيفيان:-
استيقظت من نومي و انا متكورة على ذاتي، ان الالم يسحقني حقاً، مالذي حدث؟ لم اتناول شيئاً غريباً يوم امس..
عندها تبادر الى ذهني اننا في نهاية الشهر هذا، تشنجات الدورة.. رائع
ابعدت الغطاء عن جسدي اسير بخطوات صغيرة، كم الساعة الان؟ لما لم ياتي سولفير بعد؟
نزلت الدرج حتى التفتت على يساري لارى ظهر سولفير و هو يضع سماعة هاتفه على اذنه، لكنه… اللعنه!! بدون قناع!!
حالما ادركت انه دون قناع انزلت نفسي الى اسفل سور الدرج امنع نفسي من النظر له، لا بأس استطيع الانتظار حتى ياتي، كل ما علي فعلة هو الصعود الى غرتي مجدداً..
-“اخيراً اجبت!” قال سولفير بنفاذ صبر بعد ان رفع احدهم السماعة من الطرف الاخر
-“صباح النور سولفير.. ماذا تريد في هذه الساعه؟ انها بالفعل الثامنه صباحاً“
انها الثامنة، بالعادة يقوضني سولفير على العاشرة، عندما ينهي مكالمته فقط ساقول له انني هنا، لن انتظر ساعتين بتشنجات الدورة هذه!
-“سألتك عن اساف و عن اخر تحركاته.. لكنك لم تعطني اي خبر“
العمل إذن، مالذي يعمل به هو؟ اننا في حي للاغنياء و كل ما يبتاعه و يرتديه للاغنياء فعلاً، هل هو رئيس تنفيذي لاحدى الشركات؟
تنهد الطرف الاخر بتعب “سولفير اخبرتك انه لم يكن عليك التورط مع اساف، انت لم تخطف فتاتهم فقط، بل حرقت ملهاهم..”
شعرت بثقل وجنتاي و برودة تعتصر معدتي، اختطاف؟ هل يعنيني انا؟ حرقَ الملهى؟ الم اكن انا من حرقته؟ مهلاً أهذه المكالمة عن العمل ام عني؟!!
-“حدث ما حدث و الفتاة عندي الان، ماذا فعل اساف؟” اجابه سولفير بنبرة حادة
انها انا..
-“انهم يبحثون عنك لكن لا اثر لك لديهم، ابقى حيث انت“
اخذت احبس انفاسي غير قادرة على الصود، هل علي الصعود اصلاً؟
-“معلوماتك ضعيفة فقط ساعذرك طالما انها الثامنة، ساتصل بك بعد ساعة لتعطيني شيئا قيماً لأسمعه لا بعض الهراء، هل تفهم؟“
همهم له الاخر ليغلق سولفير الهاتف
عندها اتى صوت سولفير يخاطب نفسه” علي الذهاب لاشتري بعض البيض.. اين قناعي..؟“
يجب ان اذهب الى غرفتي.. علي الذهاب بسرعة، سوف يذهب الى غرفته الان
و كما هو متوقع لن ينزل الرب وحيه لياخذني من الدرج، توقف في مكانه بعد ان رآني على السلالم،
-“ماذا تفعلين هنا؟ كلا.. منذ متى انتِ هنا؟“
اهدأي يا نفسي، اهدأي، انتِ الضحية هنا و لم تفعلي شيئا خاطئاً..
امتعض وجهي اجيبه“منذ المكالمة!”
استقمت على رجلاي و تراجعت الى الخلف عندما تقدم نحوي بخطوة“هل ما سمعته صحيح!!” قلت بانفعال
-“مالذي سمعتيه؟!” بان القلق على صوته و نظراته، انها المره الاولى التي استطيع بها فهم هذا الرجل من عيناه فقط.. لم اتوقع ان تكون اول مرة بهذا الوضع
-“هل انت من حرق الملهى!!”
لم يجبني بل اكتفى بالسكوت
-“سولفير اجبني!! من هو هذا اساف!! ماذا عنى بكوني فتاته!؟ كنتما تتكلمان عني!” قلت بامتعاض اجز على اسناني، لما لا ينفي؟
استمر بالسكوت دون كلام، لتتدحرج دموعي على وجنتاي“انت..”
جزيت على فكي“انت انت ..!!!!! هل كنتَ تخدعني منذ البداية!!! ماذا بحق الجحيم لماذا لا تبرر لماذا لا تتكلم!!”
-“بماذا اتكلم؟ انها ليست كذبة.. انا من حرقت الملهى اخذاً اياك معي، لكن لا تحكمي على الامر هكـ..”
قاطعتُ كلامه “انتَ.. اي حكم سولفير لقد قيدتني!! بحقك!! اساس القصة كذبة!! اذن وسطها” اخذت اتذكر كل ما اخبرني به و كل ما فعله معي على انه كذبة
تدحرجت دموعي غضباً “حتى صلواتي يا سولفير كذبة!! كنت اشكر نِعْم ليست سوى وهم!! لم اكن اكذب حين ظننت انني مختطفة!! لقد كذبت نفسي و دواخلي من اجلك!!”
تراخت ملامح وجهه من القلق، باهتاً في وجهي، ثانية حتى تجهم وجهه حيث تقطبا حاجبيه، كانت عيناه كفيلتان بايصال مدى غضبه نحوي لكن اللعنة لا اهتم!
صعد بسرعة ناحيتي ،لم استوعب انه علي الرجوع الى الخلف الا و انه امامي، امسكني من ذراعي بقوة يجز على اسنانه“لقد دخلتي الى حياتي مفسدة الهدوء الذي كنت به لكنني تغاضيت عن هذا كله سبيلاً في جعلكِ افضل ثم ماذا!!”
•••
سحبها من ذراعها صاعداً الى الاعلى لكنه توقف عن السير ينظر لها صارخاً“ماذا!!! ثم ماذا!!!”
اشاح بنظره عنها مكملاً الصعود جاراً لها خلفه، حالما وصل غرفتها رماها على سريرها بغضب، اخذ يجوب الغرفة ذهاباً و اياباً يمسح وجهه بكف يده، حتى التفت لها صارخاً“خاطف!! بربك!!! فيفيان!!”
ثم استرسل بنبرة اهدأ“إن كانت رفرفة فراشة تفسد جبل الثقة الذي حاولت بنائه! على ماذا كنت اتعب!! خاطف!! بربك فيفيان خاطف!! بعد اكثر من شهرين!”
عاد يجوب الغرفة ذهاباً و اياباً يشتم حتى توقف، نظر لها يؤشر بسبابته“اذاً! انا خاطف ،دعيني اتصرف كخاطف! في نهاية الامر لم يفرق ما ان فرشت لكِ الارض زهوراً ام حجزتكِ هنا، الامر سواء لك “
ثم اردف يشدد“انا لن اكون سوى خاطف لعين اختطف فتاة من الملهى كاذباً عليها“
لم يسمح لها بالرد او حتى استيعاب غضبه، حتى خرج صافقاً الباب بقوة، لحظات حتى اتى صوت المفاتيح معلناً عن قفل الباب ثلاث مرات
ذهبت فيفيان بسرعة ناحية الباب تحاول فتحة“بجدية!! الان تقرر احتجازي!! سولفير!!” قالت صارخة
ثم اخذت تضرب الباب “هل تظن ان هذا سيفلح!! الان من بين جميع الاوقات! اذن اذهب الى الجحيم لم افعل شيئاً انا!! لم يكن عليك الكذب!!”
انهت كلامها بضربة قوية بقدمها على الباب، جلست على السرير بغضب لكنها لم تحتمل ما حدث لتضرب الوسادة تشتمها و تشتم سولفير معها..
اخذت تارة تضرب الباب و تشتم و تارة تعم الفوضى في الغرفة ثم تعيد ترتيبها، حتى افرغت القليل من غضبها مما يسعها قليلاً التصرف بهدوء، و كعادتها المكتسبة في هذا المنزل، تضيع الوقت بالنوم او بالاستلقاء تعيد و تكرر ما يحدث معها دوما و احتمالات المواقف و عن ماكان قد نسته،فذهبت الى سريرها تعيد ما حدث بينها و بينه، و في كل مره تعيد بها الموقف هذا تلقي باللوم عليه
اخذت تفكر في الماضي و في عائلتها و في كل مره كانت تظن انهم بخطر، او انها سعيدة
-“كان علي ان اشك به عندما قال انه على معرفه بابي.. ابي لا يتورط مع هذا النوع من الاشخاص“
تقلبت على بطنها“لكن كان الاسلوب و الخط، كل شيء كان يشير الى ابي..”
————
فتحت الباب بعد عدة ساعات من احتجاز فيفيان و بيد سولفير صينية الطعام، لم ينظر الى فيفيان بينما هي اخذت تنظر له بامتعاض دون قول شيء، وضع الطعام على الطاولة ليلتفت للخروج الا انها اوقفته بقولها “انت وغد سافل“