Aporia - 6
كانت فيفيان تراقب كلا من سولفير و كرستين في المطبخ يطبخان، و كان كلما اراد سولفير وضع شيء ما ينادي على اخته لتشاهده، معطياً لها الملاحظات و هي تستمع له باهتمام..
منظرهما يذكر فيفيان بشقيقها، لم تستطع فيفيان المساعدة في اي شي لذلك اكتفت بالراقبة، هو يطبخ رغم انه لن ياكل معهم، متى ياكل؟
تراودت هذه الاسئلة الى ذهن فيفيان..
تنهدت و هي تستلقي على الكنبة تنظر الى التلفاز، ان هذه القناة مثالية، انها تعرض افلام دون تكرارها، امسكت بلوح التحكم و بدات بتقليب القنوات، لكن..
لا توجد سوى ثلاث قنوات، واحدة للافلام، و الاخرى للاغاني، الاخيرة للرياضة؟! بحق؟!
هي لم تتوقع ان يصل بانعزاله هذه المرحلة…
اغمضت عيناها تستمع الى الاصوات المحاطة بها، اكتسبت هذه العادة جديداً، حيث لا تمتلك شيئاً للعب و تقضية وقتها به، لذا هي تغمض عيناها تتامل الاصوات من حولها
حتى اخترقت ضحكة كرستين طبلة اذنها، لتدخل الى اعماق ذكرياتها..
•••
فيفيان:-
اغلقت سحاب فستاني الفضي، ثم ارتديت عليه سترتي ذات الفرو الابيض، نظرت الى نفسي اخر مرة بالمرآة.. عيناي المليئة بالكحل و الضلال المتدرجة، مستحضرات التجميل قد رسمتها باتقان رائع
التقطت لنفسي صورة سريعة ثم وضعت بعض الرشات من عطري المفضل نازلة الى الاسفل مع حقيبتي، لاجد اخي الغاضب بظرافة، بينما امي تضحك عليه
-“لما رأس اخي الظريف اصبح اشبه بالطماطم؟” قلتها اداعبة
-“هو لا يرغب منك الذهاب، لقد اخذ يشتكي لثلاثين دقيقة” قالت امي تقهقه
اما بيتر فقد صرخ “كلا لم اكن كذلك!! لما عليها الخروج في يوم مولدها! عليها ان تحتفل معنا!” قال يبرر كلامه
داعبتُ رأسه“لقد احتفلنا حتى العصر! لما تجعلني اشعر و كأني لم اجلس معكم اليوم!”
-“هذا صحيح بيتر، هي لن تختفي، ستعود بعد قليل“
قاطع كلامنا رنين هاتفي حاملاً اسم ايفي، ودعت امي سريعا و قبلت بيتر على وجنته “سآتي و سنلعب العاب الفيديو طيلة الليل حسناً؟”
اومأ لي بعبوس، اخذنا نضحك انا و امي على مظهره اللطيف لاغادر المنزل بعدها
عندما خرجت رايت ايفي مستندة على سيارة حبيبها تنتظرني، املت راسي انظر الى داخل السيارة لياتي ردها“ليس في السيارة، لقد اعطاني سيارته و قال انه سيذهب قبلي، هيا بنا عزيزتي” قالت اخر جمله بحماس
ابتسمت باتساع نحوها“هيا!!”
•••
فتحت فيفيان عينيها الرطبة، بالنهاية كان حدس شقيقها صحيح، هي لم تعد.. كان عليها ان لا تذهب الى تلك الحفلة، اعتدلت بجلستها تمسح دموعها عن رموشها بسكوت، لتقرر بعدها الذهاب الى غرفتها، سيكون من السيء ان لاحظ احدهما بكائها و اسبابه
ارتمت على سريرها تتذكر مرة اخرى و اخرى شقيقها، انها تشتاق اليه حقاً، لم يكن عليها حرق الملهى، او ان تثمل، لم يجدر بها اختيار هذا الملهى، و لم يجدر بها حتى مغادرة المنزل، على ماذا تلقي اللوم؟ في جميع الحالات افعالها هي الملامة
لم تتوقف دموعها عن التدحرج على وجنتيها، حتى تعبت هي من مسحهما تاركة لهما بالنزول بكل راحة
حتى سمعت صوت فتح الباب دون الطرقات، اخفت وجهها بمعطفها تمسح دموعها
-“ماذا حدث؟” اتى الصوت الهادئ من ذلك الذي دخل الغرفة، حاول قدر الامكان ان يلين من نبرته ، “لا شيء” اجابت فيفيان بنبرة مهتزة
مال لوح السرير الى الاسفل بسبب جلوس سولفير عليه، بدأ بالمسح على رأسها برفق“فيفيان..” تنهد وهو يجمع افكاره يفكر من اين يبدأ
-“عندما يأتي احدهم للسؤال عن حالكِ، لا ينفع ان تجيبيه بلا شيء، فلن يسأل احداً إن لم يرى شيئاً“
امسك بيده الاخرى كتفها ساحباً اياها الى صدره، احتضنها برفق آملاً بأن هذه الطريقة ستجعلها تثق به اكثر
اخذت فيفيان تبكي بحرقة، بكت طيلة مدة بقائها هنا بسبب اشتياقها لعائلتها، لكن ما يفرق الان هو انها تبكي للذنب و والاشتياق، بينما بكت سابقاً بسبب الخوف و الاشتياق
———
-“انا اشتاق لعائلتي، كان التلفاز يعرض فلماً عن العائلة.. ثم تذكرت امي و ابي.. هذا كل شيء” قالتها بعد ان ابتعدت عنه تمسح دموعها
كانت مطئطئة رأسها بين يديه ،و هو اخذ يقلب كلامها بينه و بين نفسه يتفحص ما ان كانت تقول الحقيقه ام ان هناك ما تخفيه في داخلها، لا يبدو انها تكذب نسبةً له
لم يعلم كيف يواسي اشتياقها لذلك ابعد نفسه بعض سنتيمترات كي يقرب جبينه من جبينها مغمضاً عينيه، تفاجأت فيفيان من فعله، لم تعلم ماكان يفعله و لأي غرض تحديداً
حاول كلاهما فهم بعضهم البعض، كان يحاول ان يفهمها بلغتها و هي بادلته الفعل، حاولت تقليب ما يفعله بينها و بين نفسها، ماذا يرغب بايصاله في وضع جبينه على جبينها؟
لكنها اغمضت عينيها مثله، بقيا في هذه الحاله مدة و في نقطه ما ،فهمت ما يفعله، هو يطمئنها بدون كلمات، فهمت انه لن يستطيع التخفيف عن حزنها بالكلمات، لذلك التجئ للصمت، واضعاً جبينه على جبينها و كأنه يقول لها انه يعي و يشعر لكن لا يتكلم، انه موجود لها لكن بالافعال لا الكلمات، انه بكامل وعيه لها متى ما ارادت لكن لن يتكلم
شعرت بالراحه و الطمأنينه، و كأن حاجزاً من كم الحجوز التي بينهم انهدم، علمت ماكان يرغب بايصاله لها طيله مده مكوثها هنا، و ها هي الان تفهم
بعد مده ليست بالطويلة ابعد سولفير رأسه بهدوء“دعينا ننزل، كرستين تنتظر في الاسفل“
-“لكن عينيي.. حمروتان“
-“و ما المشكلة؟“
صمتت فيفيان للحظات، لتذهب معه حيث كرستين..
كانت فيفيان في البداية و خلفها سولفير، عندما نظرت لهما منتبهة على احمرار عينا فيفيان، نظرت بسرعة الى سولفير ليومأ لها.. لذلك التزمت الصمت متجاهلة الامر
الليل:-
وضعت كرستين البطاطس بالجبن و المخلل و الفراولة مع بعض المشروبات الكحولية“من الجيد اننا جميعنا بالغين، سنتمكن من الثمل جميعنا!” انهت جملتها بحماس لكنه لم يكتمل برد سولفير“انا لا اتناول ولا اثمل..”
عبس وجهها لكنه اشرق مرة اخرى عندما نظرت الى فيفيان بامل لكنها الاخرى لم تعطها ما كانت تتمناه“انا لا اشرب”
عندها صرخت كرستين “اللعنه ما هذا!! هل ساثمل وحدي!!”
اخذ سولفير كيس المشروبات من يد كرستين يبحث به عن شيء خالي من الكحول لكنه لم يجد، هذه الامرأة احضرت اثنى عشر علبة من البيرة، غير معقول
-“هل احضر عصير البرتقال؟” وجه سؤاله الى فيفيان
-“لا، انا ساحضر لنفسي”
بينما جلست كرستين تتذمر، لكنها توقفت عندما اخرجت تلك الالعاب من الكيس الاخر“على الاقل تستطيعان اللعب“
احضرت فيفيان عصير الكرز لنفسها ثم جلست “ماذا سنلعب؟“
ابتسمت كرستين بشر لتفلت ضحكه من سولفير
-“بوكر، افعى و سلالم، دومينو، شطرنج، كان علي ان احضر جهاز العاب الفيديو خاصتي“
عندما سمعت فيفيان كلام كرستين اول ما خطر في رأسها، كم ان هالتها الاولى مختلفه عن ما تتكلم به الان..
بدأت كرستين بتوزيع الاوراق و كان هذا اعلان للحرب لم تشعر به فيفيان،
فازت فيفيان اول مرة لكن هذا لم يكن لحسن حظها، بل كان بداية فقدانها لاعصابها، فاخذت تخسر سبع لعبات حتى سأمت، رمت الاوراق في الوسط بعدم احتمال“انا لا احتمل هذا الهراء!! انا لا افوز!!” ثم اردفت“لن العب!”
-“اجلسي سنغير اللعبة” قال سولفير بضحك على غضبها، هذا ليس غريبا الجميع يغضب عندما تلعب كرسين
-“لقد سأمت من هذه الارقام، ارغب بمشاهدة فيلم“
ضحك سولفير بخفوت على فيفيان، كان يعلم بان هذا سيحدث، كرستين لا تسمح لاحد ان يستمتع باللعب سواها، كان فوزها ضربة حظ لا اكثر
بينما فيفيان اخذت تشاهد احد الافلام، بدأ سولفير و كرستين يلعبان الشطرنج،
—————
بعد ساعتين من اللعب، و خمس عشرة مرة يعيدان بها الشطرنج، كان لكرستين الفوز اخيراً، عندها التفتت الى فيفيان لتراها غارقة في نومها
-“لقد نامت“
-“لن تأخذين غرفتها“
-“اللعنة مابك!! لن اخذ غرفتها! اي نوع من الاشخاص انا كي اخذ غرفة احدهم!”
-“لكنك حقاً تاخذين غرفتي..”
-“انتَ لست احدهم“
قام من الارض متوجهاً ناحية فيفيان، وضع يده تحت رجليها و الاخرى خلف ظهرها، ثم حملها بين يديه مسنداً لها على صدره “سأذهب للنوم، انتِ غير مدعوة للمنزل لذا ستنامين هنا“
تنهدت كرستين بتذمر ليصعد الى الاعلى و بين يديه فيفيان، وضعها على سريرها ثم اتجه الى غرفته
————
اغلقت كرستين الاضواء بعد ان نظمت المكان و رتبته، نامت على الكنبة و هي تشتم “كيف بحق الجحيم له ان يتركني؟ اي نوع من التربية رباها له والدي، يجب ان اتصل بامي لتؤنب كلاهما” تمتمت بهذه الجمل بينها و بين نفسها
عندها ظهر هو فوقها حاملاً وساده بيد و بالاخرى يحمل غطاءً
-“كرستين” دنا منها يحملها من ذراعيها برفق“اذهبي الى غرفتي“
نظرتْ له لثواني ثم اجابت بتعجب“ماذا تسمي هذا التصرف؟“
-“شفقة، الان اذهبي بسرعة الى غرفتي ارغب بالنوم“
اعتدلت بجلستها تضع يدها على خده المغطى بالقماش“هل ستنام بالقناع؟“
-“اجل“
-“هذا صعب..” قالتها بلين
-“هذا ما يحدث عندها تاتين بدون دعوة، الان كفاكِ كلاماً اذهبي الى الاعلى، و احذري من السلالم انها صغيرة“
-“لا تقلق ساشغل ضوء هاتفي“
ربت على رأسها“هذا جيد، تصبحين على خير“
ابتسمت هي الاخرى له لتذهب الى الاعلى
•••
استيقظت فيفيان في موعدها المحدد دون قدوم سولفير، خرجت بشعرها المبعثر لترى كرستين تخرج من غرفة سولفير ايضاً، حيتها بتحيه الصباح لتردها كرستين
ظنت انه لم يسمح لها باستعمال غرفته، هل كان يمزح؟
نزلت فيفيان الى الاسفل بينما ذهبت كرستين الى الحمام، جالت عينيها على المنزل لترى سولفير وهو يحضن وسادته دافناً راسه بها، نظرت الى الجهة الاخرى لتجد ان اشعة الشمس ما تزعجه
ذهبت بهدوء الى هناك مغلقة للستائر، لكنها فقط ايقضته بصوت الستائر هذا، جلس باعتدال و نعاس“كم الساعة؟“
-“لا اعلم“
-“اين هاتفي؟“
-“لا اعلم ايضاً؟“
-“اين كرستين؟“
-“لا اعلـ..، مهلاً اعني في الحمام“
اومأ لها يفرك عينيه بسبابته و ابهامه“لم تأكلوا شيئاً؟“
-“لا، لم نفعل“
اومأ مره اخرى ثم قام باتجاه الحمام“تحركي لا تتصنمي في مكانك“
لم تفهم فيفيان ماذا يقصد حتى استوعبت انها لا تزال تمسك بطرف الستائر لتضحك قليلاً على نفسها
اتت كرستين ليتناول الجميع الفطور ثم انسحبت مرة اخرى نحو الاعلى، نصف ساعة حتى نزلت ايضاً و هي مرتدية ثياباً انيقة “سولفير… علي الذهاب“
-“لماذا؟” سالها بفضول
-“لقد اتصلوا علي، كنت ارغب بالبقاء اكثر لكن يبدو انهم نسو انني في عطلة“
تمتم سولفير“هذا جيد“
قبلت كرستين فيفيان على خدها “صغيرتي ساشتاق لكِ“
قهقهت فيفيان على فعلها و نعتها لها بصغيرتها ثم نظرت الى سولفير“بهذه السرعة ستذهب؟“
لم يفهم كِلا من سولفير و كرستين سؤالها لذلك ربتت كرستين على راسها
بينما كان سولفير ينتظر مغادرة شقيقته بابتسامه سعيدة اسفل قناعه، يبدو ان الرب استجاب دعواته ليخرجها اليوم، حالما لوح لها مودعاً صفع الباب خلفها، النساء متعبات و هو متعب جداً الان، تنهد بتعب ثم التفت الى فيفيان ليراها تنظر له بصمت، و لم تتحاشى نظراته،
سار نحوها ليربت على راسها“ساذهب للنوم، افعلي ما تشائين“
-“لماذا ذهبت بسرعة؟ كان يجدر بها البقاء قليلاً قبل المغادرة“
-“انها على عجلة، اعتقد هذا“
-“عادة ما نجلس في عائلتي عدة دقائق ندردش بها قبل ان نغادر، لقد غادرت بسرعة“
رفع سولفير رأسه قليلاً لأنه استوعب ما قصدها بإنها خرجت بسرعة، نظر لها مجدداً و ظل يلعب بخصلات شعرها حتى تبادر سؤال غريب الى ذهنه، قد يساعد في توطيد علاقتهما؟
-“اترغبين بحضن؟“
توسعت عينا فيفيان قليلاً “هاه؟“
-“حضن؟ كالامس..”
اشاحت بنظرها عنه تفكر ثم نظرت له مره اخرى، هو لا يمزح..
ترددت قبل ان تومأ له ، ليحول كفه من فوق رأسها الى قفاها، ساحباً لها برفق نحوه، احتضنها بينما كانت هي واقفه، ثواني حتى بادلته الحضن..
انه غريب.. لكنه لا يبدو سيئاً
هذا ما فكرت به فيفيان
•••
مرت الايام و زاد اعتماد فيفيان على سولفير، لا ارادياً بدأت تتبع خطواته في بعض الامور، كأن تصلي قبل الطعام و قبل النوم، و بين الحين و الاخر تحضنه ، بعلمه او فجأةً..
و قد احضر لها رسالة اخرى من والدها و هو يطمأنها ان الامور تتحسن لكن عليها الصبر اكثر…
بين الحين و الاخر كان سولفير يتنزه مع فيفيان ليلاً، تارة يكون حفيف الاشجار ما يستمعان له و تارة موسيقى المراهقين على طلب فيفيان..
•••
كان كلاهما جالساً في السيارة بينما النوافذ و الابواب مفتوحة، امام النهر ناعمان في هدوء الليل، حتى امال سولفير راسه نحو فيفيان، رفع كفه نحوها يبعد خصلات شعرها عن كتفها “الكدمات اختفت، هل تريدين ان اتصل بالطبيب مرة اخرى؟“
بادلته النظرات “سيكون افضل.. من المحتمل انني لن احتاج لوضع المرهم مرة اخرى“
-“هذا صحيح، الا تزالين تطفئين الضوء عند استحمامك؟“
اومأت له و هي تشيح بنظرها الى النهر“نعم“
اخذ يلعب بخصلات شعرها“لستِ بحاجة لهذا، كدماتك اختفت، اكاد افقد اثرها عندما اضع لكِ المرهم“
لم تجيبه بل اكتفت بالصمت، كان الارتباك واضحاً على محياها، فصور جسدها المغطى بالكدمات البنفسجية و الزرقاء تأتي واحدة تلو الاخرى في مخيلتها
-“علينا ان نجلب بعض الدجاج المرة الاخرى، عندما تتذوقين شوائي ستتعجبين” قالها ممتدحاً بنفسه يغير الموضوع
-“ثم نموت اليوم الاخر..”
صمت سولفير لحظات حتى خرجت منه ضحكة عالية“انكِ تتناولين ما اطبخة لشهرين و نصف، الان تتذمرين؟“
-“ااه.. هذا…، اذن ارغب بدجاج حار“
بانت ابتسامته من صوته“الشيف سولفير سيشوي الدجاج الحار كما ترغبين“
————
عاد كلاهما الى المنزل بعد مدة من الوقت، و في صباح اليوم التالي ايقظ سولفير فيفيان كعادته، لكنه اخبرها ان الطبيب في الاسفل و انه عليها ان تغسل وجهها ليبدأ بالفحص..
انه ذات الطبيب من المرة الاولى
فعلت ما قاله سولفير لتجلس على سريرها ، اخذت نفساً عميقاً، عليها ان لا تذعر كالمرة الاولى، هو فقط سيفحصها، لا شيء اخر، و عليها ان تكون متعاونه
طرق سولفير طرقته التي باتت معروفة له، ثم دخل و خلفة الطبيب، ابتسم هو الاخر باشراق“صباح الخير عزيزتي!”
ابتسمت بتكلف له ليجلس امامها واضعاً حقيبته على الطاولة“دون البدأ بفحصكِ و انا ارى ان النتائج ايجابية! دعينا نكن هادئين.. لن افعل شيء سوى النظر، اتفقنا؟“
نظرت فيفيان الى سولفير تحاول ان تجد الطمأنينة من عينيه،
كان متكئاً على مدخل الباب و هو يكتف ذراعيه، اومأ لها لتاخذ شهيقاً
-“اعطيني ذراعك اولاً“
اخذ يفحص ذراعها و الكدمات بينما يمدح التطور الملحوظ..
بعد دقائق استاذن سولفير بسبب رنين هاتفه تاركاً لهما وحدهما..
اكمل الطبيب فحصه لذراعيها ليعدل من نظاراته“تمددي على السرير كي ارى رجليك“
اومأت له لتفعل ما اراد منها، تفحص رجلها لكنه لم يرفع يده، بل اخذت يده تصعد نحو فخدها شيئاً فشيئاً، لم تفعل فيفيان شيئاً رغم تثاقل انفاسها، أخذت تطمئن نفسها بانه فقط يفعل عمله
لكن الامر زاد عن حده عندما دخل كف يده اسفل سروالها، فقد اجفلت منه منتفضة بشدة“ماذا تفعل!”
عدل الطبيب نظارته ناظراً الى الباب ،ابتسم لها“اتفص“
شرعت تزحف الى الخلف منه“انت لا تتفحص!!” بدات نبرة صوتها تعلو شيئا فشيئا
دنا عليها بنفس ابتسامته والتي كلما تزداد قرفاً“سولفير ليس هنا، دعينا نكمل الفحص عزيزتي“
-“انت مجنون!! اللعنه ابتعد عني!”
حاولت رفسه بقدمها الا انه امسكها من كاحلها شاداً اياها اليه بينما بيده الاخرى قبض على خصرها، يتلمسها بشهوة الحيوانات
—————
اخذ ذلك الرجل العجوز، والذي كتله كرشتة تساوي كتلة جسدها مرتين، بينما يدخل يده اسفل قميصها“ما بكِ؟! لا تتصرفي مثل صعبة المنال!! لن ياخذ الامر ساعه!!”
لم تكف عن الصراخ و الاستنجاد املة ان يخرجها احد ما من هذه الغرفه الحمراء اللعينة، لكن لا احد يستجيب، ظلت تفلت يديها بصعوبة من بين كف المسن هذا لكن ما الفائدة؟ هي بين رجليه بالفعل
حتى وصل الادرينالين حده لديها لتزحف بسرعه من بين رجليه ثم تنهي الامر بضربها للرجل هذا بين قدميه في منطقته الحساسة، بينما يتلوى هو من الالم ابتعدت عن السرير الذي يتوسط الغرفة تحاول الخروج من الغرفة، لكن الحياة لم تكن منصفة هذا اليوم، فالرجل شدها من شعرها طارحاً اياها ارضاً
زحفت مره اخرى ناحيه احد الطاولات والتي عليها مزهرية لتاخذها ضاربه الرجل على رأسه، عندها فتحت الباب تحاول الخروج لتتلاقى عيناها بالحارسين الشخصيين لذلك الرجل اللعين
صارت لحظة من الصمت بينهم ليضربها احدهما مرجعاً لها الى الغرفة، احدهما ذهب الى رئيسة و الاخر اخذ يضربها حتى سقطت قرب ثياب الرجل البدين
لتلمح ذلك الشيء اللامع، نعم.. الحياة قررت ان تعطيها فرصة اخيراً، امسكت بالمسدس ثم التفتت بسرعة الى ذلك الحارس، لتطلق عليه بوسط بطنه، و تهرب من تلك الغرفة الملعونة
لم يسمح لها الادرينالين ان تتدارك ان رأسها ينزف، و ان يداها مليئة بالجروح، و رجلها لا تفرق عن يدها
بينما تعثرت باحد زجاجات النبيذ، لكن لم يمنعها هذا من التقدم، فقد اخذت تزحف حتى رأت ذلك الرجل الذي يرتدي قناعاً في نهاية الممر“انقذني!! ارجوك!!”
————
-“سولفير!!!انقذني!!! ارجوك!!!” صاحت فيفيان و هي تركض ناحيته، توسعت عينا سولفير و هو ينظر الى شعرها المبعثر، و ثيابها الغير مرتبة، رمى هاتفه من يديه ذاهباً لها ، اما هي فقد تعثرت بالدرجة الاخيرة ليركض لها سولفير ملتقطاً لها قبل ان تسقط
اوقفها على رجليها يبعد خصلات شعرها عن وجهها“ماذا!!!!”
انتفضت مره اخرى عندما سمعت ضجيج الادوات في غرفتها، و لو كان بامكانها ان تدخل الى داخل سولفير لفعلت، لذلك اخذت تدفن راسها في صدره، و بين شهقاتها قالت المضمون“انه.. يتلمس..”
ابعد سولفير فيفيان عنه“ذلك السافل!” اجلسها برفق على الارض ثم سارع الى الاعلى..
يتبع…