ليس كل اللحظات الجميلة مكانها الهدوء، قد ينتظرك الدفئ داخل العاصفة، لا في الهدوء قبلها ولا في السكون بعدها
فيفيان:-
حوار الصباح لا يزال يدوي في رأسه!!! اي جنون هذا!! مالذي كان يغرق نفسه به!!
اراد التحرك لاصرخ به “لا تتحرك سوف تجرح قدمك!”
نظر الى الاسفل و كأنه استوعب ان الارض ستجرحه، توقف عن الحراك متأملاً الارض بعيناه المنزعجة
إن لم افعل شيء سيخطو على الزجاج، تقدمت نحو السرير “انا قادمة، ارتدي نعلاً لذا انا اتية لك!” خلعت نعلاي امام السرير لاصعد عليه، مالذي علي فعله، اهخ
ظللت اراقبه بعجز، ماذا افعل.. فكري يا فيفيان فكري، انسي ما قاله فريدريك انسيه، فكري مالذي سيرضي سولفير اااه
تقدمت بحذر امد يدي له “اصعد معي، تعال لنتفاهم عن غضبك”
نظر لي باستنكار ثم الى يدي، لحظات حتى امسك بكفي محتضناً اياه بكفه، صعد على السرير بركبتيه لأضمه بين اذرعي، ضممته بهدوء، هل ستشعر بالرضى الان؟ ارجوك كن راضياً
بينما امسح على رأسه اغلغل اصابعي بين خصلاته، اسند برأسه على صدري، لابد ان نبضات قلبي تدق في اذنه، سرت قشعريرة في جسدي حين لف بذراعه اليمنى حول جسدي، تنفسه لايزال غير منتظم، لا يزال مضطرب، اشتدت مسكته على جسدي لأخفض من جسدي قليلاً، احتضنه من رقبته ادفن وجهي بها، لتتسلل كفه اليمنى على شعري، واضعاً ذراعه المكسورة بخفة على ظهري، انفاسه الحاره تضرب على رقبتي، لا يزال مضطرب، لقد جعل من داخلي مضطرب ايضاً
-“مالذي كان يخيفك، لم افهم” قال هامساً
مالذي كان يخيفني، كل شيء يخيفني، كل شيء سواك يخيفني، هذا العالم يرعبني، الجميع يخيفونني، فكرة امساكي لسلاح كي انقذ نفسي تخيفني، و فكرة انني لا استطيع استخدام ذلك السلاح جيداً ترعبني، لم اكن واعية للأمر، لكنني اعترف.. انا عاجزة في هذا العالم، بدون حول ولا قوة.. انا لا شيء بدونك
“اخاف من غيابك عن جانبي، اخاف من تعرضك للخطر، انا خائفة من كل شيء يخلو منك او يعرضك للخطر” اجبته بنفس نبرته الهامسة
بعض الصمت خيم، لدقائق، نحتضن بعضنا البعض، لقد اشتقت له، لا ازال مشتاقةً له، على الرغم من كونه بين احضاني الان، إلا انني ارغب باحتضانه اكثر، لا ادري كيف، لا اعلم غير ان هذا الحضن يزيد اشتياقي ولا يرويه
ابتعدت بعض السنتيمترات كي انظر الى وجهه، لكن رأسه كان ثقيلاً “سولفي..؟”
حالما ابتعد رأسه قليلاً عني وجدته يتعرق بشدة، تسللت خيوط الفزع الى داخلي لكنني حاولت عدم الانفعال “مابك؟ هل تتألم؟” سألت اخفض قليلاً من رأسي
همهم لي وسط انفاسه المتألمة، انخفضت ذراعه عني لابتعد قليلاً عنه “أين الحقنة المسكنة؟” قلت ابحث حولي حتى وقعت عيناي عليها، التفتت له “خمس دقائق.. لا، دقيقتين فقط” قلتها بينما اخرج الدواء من الكيس، شرعت اسحب محلول المسكن
لم اكن استطيع السير على الارض، فهي مليئة بالزجاج المكسور، اخذت اتنقل على السرير، لحسن الحظ ان ما احتاجه قريب على السرير، التفتت له لاراه معتكف على ذاته من الالم، هل انت لهذه الدرجة تتالم؟ لو استطعت تقاسم الالم معك لفعلت، لكن لا يوجد طريقة لهذا
اكملت دس المسكن في جسده، لادنو منه على ركبتي حتى وصل كفي الى رأسه، انه يتعرق كثيراً، ارغب بضمه، ارغب باحتضانه بشدة، اعتقد انني لا استطيع السيطرة اكثر على نفسي و مشاعري و افعالي
مسحت على راسه ثم استلقيت بجانبه، حرك راسه قليلاً ينظر لي، لادنو اكثر منه حتى التصق جسدي بجسده، كنت اعلى منه قليلاً ليجابه وجهه رقبتي، حوطت كتفه بعناق كنت اشتهيه هذه الايام، كالجائع تماماً كان اشتياقي، و لا يازال
استنشقت رائحته التي اشتقت لها ايضاً، هل انا اغرق في هذه التفاصيل؟ اجل انا اغرق
مد ذراعه اليمنى اسفل جسدي يشدني اليه اكثر، و اراح ذراعه اليسرى على جسدي، دفن وجهه في رقبتي بينما انفاسه بدأت بالهدوء، الدواء اخذ مفعوله يسري، الحمدلله
بدأت العب في خصلات شعره اشتته عن المه “اشتقت لك سولفي، اشتقت لك كثيراً”
-“انا ايضاً” اتى رده الهادئ والذي يقارب ان يكون همساً، استرسل يسأل “لما لم تخبريني بهذا منذ البداية، شعرت بخيبة امل.. عند بقائك واقفة هناك” قال دون ان يحرك من نفسه، بعيناه المغمضتين و وجهه القريب من رقبتي، انفاسه.. اشعر بها
يقصد عندما كنت لدى والده، لن ارد، سيغضب فقط
بقينا على حالنا هذا لبعض الوقت، ظننته نائماً حتى قال “صمتكِ عندما اتكلم لا يعجبني، توقفي عن الصمت عندما نتشاجر، كفاكِ صمتاً، حسناً؟”
ظلت اصابعي تلعب بخصلاته “اتفقنا”
قبلته على جبينه اضمه اكثر “هل اتركك لتنام؟” في الحقيقة اخشى ان يطردني على غفلةً، لا ارغب بالكثير من الاذلال بعد هذه اللحظة الجميلة
رفع رأسه قليلاً ليتسنى له النظر و رؤية ملامحي، كانت عيناه لطيفة، كأرنب؟ لا ادري لكنها طفولية ببرائة “ستنامين هنا ايضاً، صحيح؟”
الهي، لما يتصرف هكذا، انه لطيف، لطيف للغاية، لطيف جداً، ارغب بعض وجنته،
ابتسمت في وجهه “لما لا”
•••
ظننت انه سيهدأ، لكنه فقط ظني، انه مجنون، مجنون كلياً
عندما استيقظت كنت وحدي، لقد نظفت فوضى الغرفة مباشرة، لاحظت اثار الدماء و يبدو انه جرح قدمه، لكنه فقط يمشي بشكل عادي، هل يستمتع بأيذاء نفسه؟
هالته اليوم سوداء تماماً، معتكفاً في مكتبه لم يخرج الا عند تناول الفطور، حتى انني خشيت التكلم معه، هذا يضغطني حقاً، لم يكن هكذا..
حتى عندما اصاب كتفه برصاصة سابقاً، كان بحالة جيدة تقريباً، اذكر غضبه ايضاً لكنه اقل من هذا بكثير، مالفرق اذاً؟
هل تأثير فريدريك لهذه الدرجة سيء؟ ام ان اصابته تجعله مضطرباً،
عدت لمكاني اراقب خطواته، ليفتح الباب، عندما تعرف على الزائر تنحى جانباً…
شعرت بثقل تنفسي و شحوب وجهي، حتى ان وجنتاي اصبحت اثقل، مالذي يفعله هذا السافل هنا؟؟
•••
تجمد ثلاثتهم، الفتاة الشاحبة، و الرجل المصاب والذي استوعب انه نسي شيئاً مهماً للغاية، و الاشقر الذي حول بنظره الى سولفير عندما علم بما يدور في عقل تلك الفتاة
التفت الى سولفير مباشرة يهمس “ألم توضح لها؟؟!”
اجابه الاخر بهمس “لقد نسيت”
طال الصمت لتسأل فيفيان بسخط “مالذي يفعله هذا هنا؟ لما لا تطرده!!” قالت بحدة
مسح سولفير على وجهه يقترب منها “انه سوء فهم.. دعيني اوضحه” صفعت فيفيان كفه التي اقتربت من كتفها “أي سوء فهم!! لقد تحرش بي سابقاً!! مالذي اصاب عقلك؟؟”
تراجع الاشقر “سأغادر”
التفت له سولفير يأمره “اذهب الى مكتبي”
ازداد السخط على محيى فيفيان، بالاخص حين ادركت ان ذلك المتحرش يعلم بوجه زوجها و شكله و زوجها لا يمانع، الكذبات تلك، الكذبات تزداد، ظنت انه انفتح لها اخيرا، عذرته لكذبه بخصوص الملهى لابقائها، و عذرته لتزوير كلمات والدها، و عذرته لعدم مصارحته اياها باسمه الا حين ترتيل الكلمات، عذرته لدرجة انها لم تفكر باسترجاع الذكريات هذه مرة اخرى
و عذرته حين رماها في منزل والداه دون حتى مقدمات، و عذرته على صراخه بوجهها لاتفه الاسباب بسبب مرضه اللعين الذي لم تعلم به الا من والده، عذرته على الكثير من الكذبات، لكن هذا لا يحتمل، كذب ايضاً بامر تحرش شريكه بها؟؟ سوء فهم؟؟ في مؤخرته!
اراد تهدأتها مرة اخرى لتتقدم نحوه تدفعه على صدره “ماذا قلت؟؟ سوء فهم؟؟ هل أنا من أسأت الفهم أم انك من نسيت انه من تحرش بزوجتك؟؟”
-“اهدأي فيفيان، دعيني اشرح”
-“ماذا تشرح!! هل تراني غبية؟؟ هل تراني طفلة؟؟ هل تراني سهلة المنال و لحمي رخيص لتبقي بذلك الوغد جانبك!!”
-“انا طلبت منه تخويفك!!” قالها بصوت مرتفع و هو يمسك بكفها يوقفها عن دفعه اكثر
جحظت عينا فيفيان من ما سمعته، لتجز على اسنانها “طلبت منه ماذا؟”
ترك يدها يمسح على وجهه “دعيني اشرح، أرجوكِ”
صمتت فيفيان بينما عيناها لم تصمت، بل ظلت تحرقه بسخطها و غضبها، ليسترسل “احتجت ثقتك، احتجتها لرؤيتي لكِ مشتتة، كنتُ انانياً لكن احتجت راحتكِ معي لجعل الامور افضل بيننا، كنتِ متشككة مني و كنا داخل المنزل لم اجد طريقة لكسب ثقتكِ اسرع من هذه، كان الامر كالقنبلة لم اعلم متى تهربين مني!!”
احتقن وجهها و اخذ دمها يفور، تشعر و كأن رأسها سينفجر، و كل ثقتها به تتكسر، تكاد تسمع صوت التكسير حتى
-“أناني، أناني للغاية، لقد كذبت حتى في هذا!! حتى في ثقتي بك!؟ لا اصدق هذا هل انت بهذه القذارة!! لقد تحرش بي أيها الوغد السافل الحقير!!” عادت تضرب صدره و دموعها تصب “مالذي ورطت نفسي به!! يا لك من رخيص، قذر للغاية، بدأت تشعرني بالقرف!!”
حالما اقتربا من الجدار امسك بكفها منزلاً اياه للأسفل ليدور يدفع ظهرها ضد الجدار، قيد كفاها بكفه بينما اليأس و الاسف ينفجر من محياه “لم ارغب بهذا، لم اقل له ان يتحرش بكِ، لم امثل ضربه سابقاً، لقد ضربته حتى ادميت وجهه فيفيان بالطبع لم و لن اخبره ان يتحرش بكِ لاسبابي الشخصية”
انعصر وجهها من البكاء لتنهار جالسة على الارض، انخفض سولفير معها مسترسلاً “اقسم لك فيفيان، بماذا اقسم؟ الرب؟ المسيح؟ هل اقسم بمعزتكِ لدي؟ لقد اخبرته أن يخيفك فقط، انا اسف، انا اسف فيفيان”
اتى صوتها الباكي “اين اضع اسفك؟ لقد وثقت بك، ثقتي بك كانت مصطنعة، لم تكن سوى كذبة مرة اخرى، لقد خدعتني لكي اثق بك، انك اناني، اناني للغاية يا سولفير، اناني حد الجنون” غطت وجهها بكفيها، بينما شحب وجه الاخر
بدأ يمسح على شعرها “أسف، مالذي افعله لاجلك؟ اسف فيفيان، اقسم لك انني اسف، كنت خائفاً من هروبك مني، كنت خائفاً من خوفك مني و قلقك، كنت طماعاً لاكسب ثقتك، اخبرتك فيفيان لقد ضربته كثيراً، لقد تصرف من تلقاء نفسه لاخافتك، لم يرغب بالتحرش بك لكنه اساء الفهم، لقد اساء الفهم، لا احد يجرؤ على التحرش بك او حتى اسماعكِ القذارات عندما يعلم أنكِ لي، ارجوكِ فيفيان، صدقيني”
أجهشت فبفيان بالبكاء و تعالت شهقاتها، كلماته لم تعد تطمأنها، الخوف بدأ يتسلل لها، عدم الامان اخذ طريقه لها و مِن مَن؟ من مصدر امانها سولفير، مفاهيم الامان اصبحت متشوشة عندها
احتضنها بين احضانه يقبلها تارةً من رأسها و تارةً ينهال بالاعتذار لها،
حتى قالت بصوتها المتعب “سأسامحك، فقط لأنك اعتنيت بي كثيراً و تحملتني، فقط لهذا، سأسامحك لمواقفك الجميلة السابقة، لكن ثقتي لا تزال متزعزعة بك، ارجوك إن رغبت ببنائها فقم ببنائها بصدق دون كذب، توقف عن الكذب علي حتى وان كان لمصلحتي”
شدد بحضنه لها “اعدكِ، اعدكِ بذلك، اسف”
عندها اردفت تبعده تتحشى النظر له “لما هو هنا؟”
ابتعد سولفير لرغبتها “ليفحصني”
ابعدته فيفيان اكثر برفق “اذهب له، ارغب بالنوم، لقد تعبت”
ظل سولفير ينظر لها و هي تبتعد عنه، حتى اغلقت باب الغرفة، تنهد باضطراب، لقد افسد الامر، فوق افساده باضطراب مشاعره هذه الفترة، لكنه افسده اكثر، شعور الحثالة الذي تخلص منه منذ تسع سنوات، عاد له ببؤس، عاد له الان
قام من مكانه متجهاً الى مكتبه، ليبصر وجه ليو المتوتر عندما دخل، يشعر انه سيتقيء في اي لحظة بسبب توتره هذا، هل سيضربه سولفير مثل السابق؟ هل سيلعنه؟ لقد تعدل الامر بشق الانفاس و تدخل لارين
قبل اربعة اشهر
ليو:-
-“هي اكثر راحة معي، لكنها قد تهرب في أي لحظة” قال سولفير بينما يحرك كرسيه يميناً و يساراً
جلست على الطاولة “و ماذا تريد؟ ستثق بك مع الوقت، انها مضطربة لكنها تسير بشكل جيد”
-“ماذا لو ساورها الشك بعد ان تطيل البقاء؟ قد تبحث عن الامان الان عندي لكن لو وجدته و ظمنته ستبحث عن المنطق بعدها”
رفعت كتفاي، لا افهمه لما هو قلق؟
-“اين المشكلة؟ على ذاكرتها ان تعود في النهاية، لا ادري لما تتردد في اخبارها.. لا علينا بهذا الان، لكن ارتيابك من بحثها عن المنطق و التفكير امر سيء”
-“دعها تبحث عندما تتحسن حالتها، جسدها و نفسها بصحة سيئة، إن هربت او التقطها احد اتباع اساف، قد تضطرب بسرعة و تتشتت، أن اكون خيارها الاول و الوحيد في تلك المواقف هو ما اريد، لا اعلم متى يهاجمنا اساف، لذلك علي بناء تلك الثقة بسرعة”
ما يفكر به منطقي، لا يرغب بالقتال و الدخول في المشاكل لأجل فتاة غير ثابتة، لا يرغب بالتخلي عنها بسبب عناده، لكنه سيبني هذه الثقة القوية لتجنب تلك الغدرات
-“و ماذا افعل انا في ما تريده؟ أين ستضعني؟” بالتأكيد لن يأخذ رأيي دون ان يقحمني بالامر
-“عندما تفحصها المرة القادمة اجعلها تخاف، ستناديني هي و سأبرحك بعض الضربات”
بدأت اشعر بالالم فقط من السماع، ابتسمت باتساع “ارفض يا سولفير”
بالتأكيد سارفض، لا ارغب بتلقي الضربات
-“انا لا اسألك ولا اطلب”
هل تورطت؟ اجل بالتاكيد دون شك
———
سرت خلف سولفير بينما يعطيني الارشادات بصوت خافت “تصرف بريبة، اجعلها غير مرتاحة ثم اجعلها تخاف، لا تؤذها!!” أمر في النهاية يلتفت لي،
ارغب بالموت او الانتحار، هل انتحر امامها و هكذا تخاف و انا اهرب قبل ان يضربني؟ لكنني وعدت لارين بكوب من المثلجات بعد ايام، علي اللعنة لما وعدتها
وقفنا امام غرفتها ليطرق طرقتين ثم طرقة، هيا ليو هيا، انت تستطيع، اجل اجل
دخلت الى الغرفة بابتسامة واسعة احاول قدر الامكان جعلها مشرقة غير مريحة، كوني غير مرتاحة، ارجوكِ “صباح الخير عزيزتي!”
ابتسمت بتكلف لي، انها بوادر خير، كيف اخيفها؟ بالتاكيد لن اهددها بالسلاح سيبدو الامر مبتذلاً و غير منطقي،
وضعت حقيبتي على الطاولة “دون البدء بفحصك و انا ارى ان النتائج ايجابية! دعنا نكن هادئين… لن افعل شيء سوى النظر، اتفقنا؟”
لم اكن اكذب، انها تبدو افضل من السابق، كانت تبدو مرعبة عند اول مرة،
هل ابدو كمتحرش؟
تحولت عيناها الى سولفير، اجل انها بوادر خير على نجاحي، او ضربي لا ادري، ساضرب في النهاية تقبل الامر يا ليو، وجهك الجميل سيشوه قليلاً
-“اعطيني ذراعكِ اولاً”
اخذت اتفحص ذراعها بينما اخبرها بالتحسن الذي حدث، لابد انها اعتنت بجراحها جيداً،
دقائق حتى رن هاتف سولفير، هل هذا اذن لبدء الخطة؟ انا خائف
-“تمددي على السرير كي ارى رجليك”
اومأت لي بارتباك، لستِ انتِ الوحيدة المرتبكة يا فيفيان!! انا ايضاً مرتعب!!
تفحصت رجلها اتاكد من اكمال عملي كطبيب، حالما تاكدت من سلامة كدماتها ابقيت على كفي في مكانها، اخذت ادنو الى الاعلى نحو فخذها بينما قلبي يتراقص رعباً، وجهي الجميل.. سيتشوه
زاد تنفسها ثقلاً، لكنها تصمد، هي تحاول التماسك، لكن تماسكها اندثر و تشتت عندما ادخلت اطراف اصابعي تحت سروالها، اشعر بالقرف من نفسي، اشعر بالقرف، انتفضت تبتعد عني “ماذا تفعل!!”
دنوت نحوها “سولفير ليس هنا، دعينا نكمل الفحص عزيزتي”
-“انت مجنون!! اللعنة ابتعد عني!!”
استشاط محياها رعباً و رهبةً ، لكن الامر يبدو كأنها ليست معي تماماً، انا حتى لم المسها اكثر، اخذت تختض و تضرب بهستيريته تصرخ بأن لا المسها، لكن اللعنة انا حقاً لا المسها الان!!!
بدأت بضرب نفسها بالجدار و السرير دون وعي، لقد تخطى الامر مجرد تخويفها انها في نوبة هلع!!
امسكت ذراعها بقوة امنعها من المقاومة و ضرب حالها “مالذي تفعلينة!! توقفي عن ضرب نفسك!!”
اخذت تختض بالبكاء لكنها اقل ضرباً بنفسها، لذلك ابتعد، حالما افلتت ذراعها رفستني في وجهي ثم انتفضت تركض خارج الغرفة بهلع
بقيت في مكاني انظر للامر، هذا جنون، لابد انها تذكرت امراً ما من الملهى، عدلت نظارتي و شعري المبعثر، لم استطع اكمال تعديل ثيابي بسبب ضربة سولفير الحقيرة،
سقطت على الارض بقوة، تلمست وجهي حيث لكمني “لقد كانت قوية جداً، اليس تمثيلاً؟”
لكنني توقفت عن الكلام عندما ابصرت نظراته، انه يشتعل غضباً بالفعل وليس تمثيلاً “مهلاً لماذا انت غاضب!! ليس و كأنني فعلت مالا تعلمه!”
لم يجبني بالكلام بل رفسني في بطني كأجابة، جز على اسنانه يخفض صوته “اخبرتك ان تخيفها!! لا ان تتلمسها و تتحرش بها!!”
هاه…
ماذا..؟
ما هذا الهراء؟
-“مهلاً توقف لم المسها بشهوة اقسـ..” لم اكمل جملتي للكمه لي مرة اخرى
عليه اللعنة، لما لا يفهم الامر!! دعني اكمل كلامي!!
لكمني كثيراً، كثيراً لدرجة فقدت الشعور بوجهي، اتمنى انه لم يكسر لي سناً، لم ينتهي الامر هكذا، بل سحلني حتى رماني من السلالم، حميت راسي بذراعي، لا ادري كيف لم اكسر جزءاً من جسدي الى الان، لقد تعبت
-“انصحك ان تنتبه لمن هم حولك ايها العاهر، اقسم بالرب انك ستندم”
توسعت عيناي على الرغم من تورمهما، لارين!! هل ستؤذي لارين بسبب طلباتك!!
حاولت شتمه لكن وجهي يؤلمني حقاً، لكن لارين..
خرجنا من المنزل ليرميني على الرصيف، القى علي بشتائمه التي لم افهمها، اذني تصن
-“لارين، لا تءذ لارين” (لا تؤذي لارين)
جلس القرفصاء امامي يرفع رأسي من شعري “هل تفكر في اختك بعد ان تحرشت بالفتاة!!”
بصقت الدم على الارض “لم ءتحس، اهه فمي.. كـ نت تكتـ د وهـ ده” (لم اتحرش، اهه فمي.. كانت تختض وحدها)
يبدو انه لم يفهم ما قلته، انا ايضاً لا افهم ما اقوله، لقد كنت خائفاً ايضاً لما هذه اللعنة،
اغمضت بعيني اسجل الخروج من هذا الوضع القذر، لا ادري هل نمت ام اغمى علي، لكنني كنت كالحاسوب المطفئ، لقد اطفيت حالي، ثم استيقظت في منزلي مع لارين بجانبي
وجهي ثقيل لكن لا يؤلمني كثيراً، يبدو انها اعطتني المسكنات، احبها كثيراً فهي تفهم ما عليها فعله، اهخ انا محظوظ لكونها اختي، كيف اصرخ انني احبها مع ثقل وجهي؟
-“لغين..” (لارين)
هذه اللفافات المزعجة تمنعني من نطق اسمها
نظرت لي لابتسم لها و اجزم ان شكلي مقزز من نظرتها لي “ءغبك” (احبك)
تشائم وجهها بأشمئزاز، اشعر بالسعادة لاصابتي في التخمين
-“لقد اخبرني سولفير بما فعلت، كان كريما باحضارك الى هنا”
تنهدت بتعب اعيد بنظري الى السقف، ارغب بالصراخ، لقد غدرني
حالما استطعت تفسير الامر في اليوم التالي، تفهمت لارين الامر متوقفة عن صبها الغضب علي، لقد اشترت لي الكثير من الموز تعبيراً عن اسفها، احبها كثيراً، اقسم انني سابكي بمثل كمية الماء الموجودة في البحار ان تزوجت، ساعيش معها و مع زوجها اربي اطفالها، احفادي اللطفاء
بعد مدة فسرت لارين الامر الى سولفير، لم يعتذر و لم اعتذر، لم يعتذر احد، اعتبرنا ان الامر تعادل، بالتاكيد لن ابقى غاضباً منه بعد ان دفع لي تكاليف رحلة جميلة الى هاواي مع اختي، الغضب غير جيد على اي حال
اكملت فحصه بينما اتذكر تلك الذكرى المشؤومة، لابد انه يغرق الان في افكاره، ارغب بالتشمت به، ان ابتعدنا عن عاطفتنا و تجاهلنا كون فيفيان لها نفسية مضطربة و انها انسان ايضاً فان ما فعله منطقي، فقد سطى اتباع اساف على المكان و قد علمت انه كذب عليها لكنها بقت الى جانبه، لقد جنى ثمار الثقة تلك، لكن العيب عيب، و عيب الامر ان سولفير طبق الامر هذا مع انسان
وضعت اللاصقات على ظهره”هل اطلب من لارين القدوم؟”
التفت لي نصف التفاته “هل تعتقد انها ستصلح الامر؟”
همهمت له “بالتأكيد، انها بنفس عمر فيفيان، سوف يشتمان كلانا بالنهاية لكنها ستقتنع، او ستخسر اختي بعض خصلات شعرها”
عاد للنظر الى الامام “يبدو جيداً”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 28"