ملاحظة: هنا وصف لشقة سولفير لمن يرغب بالتخيل، تستطيعون تخطي هذه الملاحظة،
الشقة مستطيلة كبيرة، واجهة الشقة عند الدخول من الباب هناك ضلع زجاجي على كامل الصالة لتطل على المدينة، الشقة مفتوحة على بعضها، أي ان المطبخ و الصالة لا يفصل بينهما جدار، على اقصى اليسرى (نهاية الشقة من اليسار) هناك غرفة واسعة و هي مكتب سولفير، على نقيض هيئة المنزل بين الاسود و الرصاصي و اللون الاخضر الزمردي، فإن مكتبه بالخشب الغامق و الكريمي مع الاحمر، كأنه تصميم منفصل عن المنزل باجواء اخرى، بينما على اقصى يمين المنزل هناك ممر مفتوح على الغرف، غرفتان على يسار الممر و على يمينه غرفه سولفير و الحمام
الصالة صغيرة و بسيطة نصفها يطل على الزجاج و النصف الاخر في الاتجاه المعاكس، يطل على المطبخ، بينما المطبخ في ركن على اليسار بجانب بال الدخول
•••
أبي؟ تعليمي بعض الاشياء؟ ما هذه اللعنة التي تتفوه بها؟ ما هذا التدخل الذي فعله فريدريك اثناء غيابه
هذا ما فكر به ادوارد، خرجت انفاسه الحارة يحاول السيطرة على غضبه، امسك ذراع فيفيان ليجرها معه، اراد فريدريك التدخل الا ان فيفيان التفتت له بسرعة تؤشر له ان لا يفعل شيء، ثم سارعت بخطواتها تتبعه
امام السيارة افلت ادوارد ذراع فيفيان، فتح الباب ليدفعها الى الداخل “ادخلي” ظهرت نبرته الغاضبة
حالما دخلت فيفيان اغلق سولفير الباب بقوة، ثم ذهب ليجلس في مقعد السائق،
-“مالذي حدث لذراعك؟” سألت فيفيان بقلق لينهال الاخر بغضب “مالذي كنتِ تفعلينه!!! فقط لمَ لمْ تخبريني بالامر!! لما اختفيتي الامر!! ابي؟؟؟ تنادينه بأبي!! منذ متى؟؟؟ لماذا حتى!!” صرخ ادوارد بغضب
عضت فيفيان على شفتيها تصمت، تشتت من ما فعله، لقد سحبها ثم صرخ بوجهها فجأةً دون حتى كلام
فيفيان:-
لا تردي، لا تجيبي، في كل مرة تتكلمين سوف يغضب اكثر، دعيه يخرج ما في داخله دون اعتراض
عضضت على شفتي حين حرك السيارة بسرعة، نسيت اخذ هاتفي، نسيت كل شيء لدى ابي.. اهخ تباً
توقفت السيارة عند اشارة التقاطع، استرقت النظر له، غضبه سيطر على جسده، عروق يده البارزة و قبضته المحكمة على مقود السيارة، عروق صدغيه، فكه البارز اثر الجز على اسنانه، ارغب باحتضانه و احتوائه، لكن لا استطيع
سارت السيارة مرة اخرى مع هذا الصمت المطبق، سينسحق جسدي بهذا الضغط، و بسرعة قيادته ايضاً..
انه يقودنا الى شقته، هذا ليس طريق منزل والديه، اخذت اتفرج على الشارع بصمت،
حتى وصلنا بعد عشرين دقيقة، ترجل من السيارة ليقف عند بابي، ترجلت من السيارة وحدي، لم يفتح لي الباب كالاول،
امسك ذراعي يجرني، حاولت مجاراته بسرعته كي لا اقع، هذا مذل بعض الشيء، علي الاسراع معه لكي اتجنب ابداء مظهر رديء للاخرين،
حالما وقفنا في المصعد افلت يدي، لقد طبعت اثار اصابعه على ذراعي، لا بأس فيفيان، لا بأس اصمتي الان
صعد بنا المصعد الى شقته، ليتقدمني دون جري كالسابق، على الاغلب انه لاحظ ذراعي، او توقف عن اذلالي امام الاخرين، لا يوجد هنا احد ليذلني امامه..
فتح الباب و تنحى جانباً لكي ادخل، دخلت لاجفل بعد سماع صوت صفق الباب بقوة، نظرت خلفي لاراه يرمي بمعطفه متجهاً لي “لما بحق الجحيم!! لما انتِ!! انتِ من بينهم لما انتِ!!” صرخ بجملته بينما يقترب، حتى اصطدم ظهري بالجدار، لم ارى سابقاً عينان تجدح شراراً، لكنني رأيت اليوم
-“انتِ تشعريني بالقرف!! صمتكِ هذا!! يشعري بالقرف!! هل تعلمتي هذا منهم!! هل كان يجدر بي تركك هنا تتعفنين!!” اكمل يرمي بغضبه علي
كلامه قاسٍ، قاسٍ علي و على قلبي ، يهشمني، لا تقل لي هذا ارجوك،
شعرت بتدمع عيناي، لكن لا يجدر بي البكاء، ملامح الانكتام بدت على وجهي، توسع حدقتاي و زم شفتي ايضاً، سيعود من اجلي كالسابق و سأؤنبه بلا شك، سأتشاجر معك فيما بعد..
ابتعد عني يسير و هو يشد شعره، يحاول تمالك اعصابه اكثر لكنه فشل، ليعود لي صارخاً “لما تفعلين هذا بي!!! لما لا تقولين شيء!!” انه يحترق
يذبل، انه يعاني، الهي لا استطيع، ارغب باحتضانه، ارغب بتهدئته، اهخ يا الهي، اشتقت له،
ظهرت علامات الازدراء على محياه مني، انه منقرف، ليبتعد يشتم و يلعن حتى صفق باب غرفته خلفه، جلست تدريجياً على الارض، بينما يحتك ظهري بالجدار، اخيراً استطيع البكاء
لقد افزعني للغاية، انا خائفة، لن يحدث شيء فيفيان، انه سولفير، لن يؤذيك،
حاولت اقناع ذاتي بهذه الجمل، انا التي ابكي كالمجنونة محتضنة قدماي
مر بعض الوقت، حتى تمالكت نفسي، لقد حل المساء بالفعل، اخذني بينما الشمس تغرب، و الان غربت بالكامل، اشعر بالجوع، هل هو جائع ايضاً؟
مسحت بقايا دموعي، انا ابكي كثيراً، علي الصمود اكثر
توجهت الى المطبخ، جميع الخضروات تالفة، اغلقت الثلاجة ارمي بالتالف في القمامة، اذكر انه لا تزال هناك معكرونة، بحثت بين الادراج حتى وجدتها اخيراً
طبخت كل الموجود، بعض البهارات و الصلصات، لقد وزعت الكمية على طبقان، و لادوارد الحصة الاكبر بالطبع، هو رجل و يبدو مصاباً، لابد انه يحتاج للطعام
حملت طبقه، و اتجهت الى غرفته، طرقتها عدة طرقات، لم اجد جواباً لذلك فتحت باب الغرفة بصمت، كان جالساً على الكرسي، مسنداً بظهره على الكرسي مفرجاً بين ركبتيه، واضعاً ذراعه اليمنى على المسند، بينما اليسرى المكسوره على جذعه
هو مستيقظ،
دلفت الغرفة لكنه لم يغير بناظريه لي، وضعت الطبق على الطاولة، بينما تقدمت له اكثر، على الرغم من كوني اقف جانبه، لكنه لم يغير ناظريه عن السقف، انظر لي.. ارجوك كف عن تجاهلي.. ارغب باحتضانك
-“هل تحتاجني لاغير ثيابك؟” سألت
-“اخرجي” قال بهدوء بينما لم يزحزح حدقتاه
زممت شفتاي، متجهة الى خارج الغرفة، عند اغلاقي للباب سمعت صوت انكسار بعض الزجاج، لقد طردني بالنهاية، مالذي كنت اتوقعه؟
تناولت طبقي، ثم اتجهت للنوم في غرفتي، كالسابق تماماً، كما تشاجرنا اول مرة، عدى انه لا يحتجزني، لكنني دون سولفير، انه يحرمني من نفسه، و هذا مزعج
استلقيت على ظهري انظر للسقف، لا يزال بعض المرض في جسدي، لقد تعبت من التدريب احتاج للنوم حقاً
————
صباح اليوم التالي:-
فتحت عيناي، لقد نمت بعمق لدرجة ان الوسادة ليست اسفل رأسي حتى، لكن عادت لي طاقتي، صرفت نصفها على التدريب، و النصف الاخر على ذلك الزوج الهائج، لم ابقى معه لمدة طويلة لكن افزاعه لي سلب لي طاقتي
استقمت بجلستي على السرير، ارغب بالاستحمام
خرجت من غرفتي اجر منشفتي خلفي، اخذت حماماً دافئاً ابعد ما تبقى من خمول النوم، خرجت بمنشفتي انظر حولي، يبدو اننا في بداية الصباح، اكره هذا الوضع، بدون ساعة او ما يشير الى اليوم، كيف استطعت تحمل هذ.. اه، لقد كان يخبرني كم الساعة عندما استيقظ
لمحت حقيبته عند باب الدخول، الفستان الزهري.. هل احظره؟
جثيت على ركبتاي افتح الحقيبة، احتاج لتنظيم ثيابه، لديه بعض الثياب المتسخة، عزلتهم جانباً، عطوره نظمتهم على الطاولة، نظرت الى ثيابه النظيفة، ليست سوى قطعتين، لذلك رميتهم مع المتسخ
رأيت الفستان الزهري اخيراً، تفحصته ثم وضعته جانبا بينما ارتب حولي، رميت ثيابه في غسالة الثياب، ثم اخذت الفستان، كويته ثم ارتديته، بقيت اتامل تفاصيل الفستان امام المرآة، انه انيق للغاية
ذوقه يعجبني، لونه زهري فاتح، كحليب الفراولة تماماً، ناعم للغاية و بارد، لكنه كاشف جداً، بدون اكمام و بفتحة صدر واسعة، سولفير هذا السافل،
بحثت بين الثياب عن ستره مناسبة، و وجدت احداهن مناسبة للمنزل كذلك و مريحة، بيضاء اللون،
خرجت من الغرفة باتجاه غرفة سولفير، طرقت الباب عدة مرات، لم يأذن لي بالدخول لكنني دخلت كالامس دون اذن، لأجده مستلقٍ على السرير، بثياب الامس، دخلت للغرفة “هل انت مستيقظ؟”
اقتربت منه”ادوارد؟”
-“لا تنطقي اسمي” قال و هو مغمض العينين
-“حسناً،…اسفة..”
حطام اخر داخلي، لا بأس
امسكت ذراعه احاول مساعدته على الاستقامة، لم يطلب مني لكنه استجاب للامر، جلس باعتدال على السرير دون كلام، لابد ان الاشمئزاز يملؤه بسبب ثيابه، هل اساعده؟
مررت اصابعي ببطء على ياخته لكنه لم يبدي اي انفعال لذا شرعت افتح ازرار قميصه اسفل نظراته لي، اشعر و كأنه سيحفر رأسي بنظراته تلك “ساساعدك على تغيير قميصك، يبدو لي انه مزعج”
توقفت عن الحركة حين انتبهت الى خاصرته، هل انعكست الادوار؟
لما هذه الكدمات؟
نظرت له بقلق، لكن نظراته كانت باردة هادئة،
-“ألا يوجد مرهم لاضعه؟”
ظل صامتاً دون كلام، صمته يقتلني، لما لم تطردني ان كنت لن تجيبني، تكلم ارجوك
خرجت تنهيده مني اساعده على خلع قميصه، و بحذر من ذراعه المكسورة، عندمت كُشِفَ ظهره لم يسعني فعل شيء سوى الصمت، اجل الصمت، كان الاصفرار في خاصرته اليسرى يتوسطهن اللون البنفسجي، نزيف داخلي، و على مكانين موزعة في ظهره كذلك،
-“هل تحتاج للأستحمام ادوارد؟”
-“لا تنطقي اسمي..” مرة اخرى رفضني
تنهدت باختناق، كان بجانب السرير كيس من الادوية، تفحصتهم و لحسن الحظ لا ازال اتذكر استعمال هذه الادوية، كذلك بعضهم من الذي كنت اضعه سابقاً
عقمت كفاي ثم اتجهت له، كانت نظراته لا تنزاح عني، يخنقني بنظراته، يضغط علي، ماذا ترغب مني بفعله؟ اخبرني و سأفعل فقط توقف عن النظر لي هكذا
جثوت على الارضية، لكي اسيطر على خاصرته، دهنتها بالمرهم ثم بالضمادة غلفتها، كما كان يفعل لي، احاول قدر الامكان ان الطف من لمستي
-“هل تتألم؟ هل تحتاج للابر التي في الكيس؟”
-“…”
صمت كالعادة، العادة الجديدة اللعينة، ارغب باحتصانة بشدة و غلغلة اصابغي في خصلات شعره، لكنني فقط تنهدت
فعلت المثل في ظهره، لابحث عن قميص له، لابد انه يشعر بالقرف من ثيابه لدرجة سماحه لي بلمسه، ساعدته على ارتداء قميصه، ثم نظرت الى بنطاله، هذا محرج بعض الشيء لا استطيع فعلها، اعتقد انه يستطيع ارتداء بنطاله بيد واحدة
-“هل كان من الضروري اخفاء الامر عني؟” قال بينما ينظر لي بهدوء
طأطأت رأسي “اخبراني انه من الافضل عدم القول لك”
-“لماذا؟ هل سألتي؟” طرح سؤاله و هو يتقدم لي، حتى وقف امامي
-“لا لم اسأل”
اخذ بظهر سبابته يبعد غرتي عن وجهي، لتدنو اصابعه على خدي ثم رقبتي، ازدردت ريقي بتوتر “لما لا؟”
اصمتي فيفيان، سيفقد صوابه ان ذكرتي فريدريك امامه، اصمتي، اصمتي اصمتي اصمتي اصمتي فقط
دنت اصابعه الى السترة، ليبعدها عن كتفي كاشفاً عنه “صمتك.. صمتك يجعلني اشعر بالغثيان، تجعليني اشعر بالغثيان اكثر فأكثر، القرف، انتِ تصبحين مثلهم” اخذت نبرته تقسوا شيئاً فشيئاً و هو يبعد السترة عن كتفي، حتى اسقطها على الارض
اشعر بالخوف… انا خائفة للغاية
خرج من الغرفة تاركاً لي وحديد لتخور قدماي، جلست على الارض و العرق البارد قد ملأ ظهري، انه مخيف، مرعب، لا لا لا لن يفعل لي شيئاً اليس كذلك؟
مسحت على وجهي اتمالك نفسي
صمتي يشعره بالقرف، هل كنت على حق؟ هل يحتاج الى من يكون بجانبه، احتوائه، هل يرغب بمن يعانده، لا ادري، ارغب بهاتفي لأقرأ اكثر عن مرضه
عاد تنفسي الى طبيعته، لأخرج من الغرفة، هل علي النوم معه في نفس الغرفة و فرض نفسي عليه؟ لكنه طردني يوم امس، عليك اللعنة يا ادوارد اقسم بالرب انه لو كنت رجلاً اخر لوضعت اضطرابك هذا في مؤخرتك و جعلته يشتعل، اتحمل هذا الذل فقط لاجل احسانك معي سابقاً
كما انني اشعر بالجوع، و لا طعام هنا،
كان يشرب بعض المياه، لادنو منه “لا نملك طعاماً، اشعر بالجوع..”
وضع كوب الماء جانباً دون رد، لكنه اجاب بعد عدة ثواني “سأحضر بعض البيض، هل هذا كافٍ؟”
-“هل آتِ معك؟ ارغب بالذهاب الى المتجر”
-“لا، ستبقين هنا” رفض يتحرك، لأتبع خطواته “ارجوك، ارغب ببعض العصائر، و الجبن، مربى، زبدة مملحة كذلك!!”
توقفت عن الكلام عندما ارتطم وجهي بظهره، التفت لي يشدد على كلامه “لا يعني لا”
تنهدت باستسلام، لا بأس فيفيان، لا بأس
تركته اجلس امام الكنبة، اشاهد بعض القنوات، كالايام السابقة لكن بقنوات اكثر، على هذه الذكرى، كيف لم انتبه على فرق السنوات عندما كنت اشاهد التلفاز؟ علي سؤاله عن هذا
————
طرقات سولفير المعتادة على الباب، طرقتين ثم طرقة، لقد احضر البيض على ما اتعقد، فتحت الباب لاجد بكفه العديد من الاكياس، و خلفه عامل صغير يحمل بعض الاكياس، هل اشترى المتجر؟ ما كل هذه الاكياس
اخذت الاكياس من يده ليخرج من جيبه بعض النقود ثم سلمها لذلك الفتى، ثم اخذ من يديه الاكياس داخلاً للمنزل، وضعت ما في يدي على ارضية المطبخ، توقفت لحظات عندما ادركت ان سولفير خلفي، ظننته سيجعلني احظر الاكياس كلها بنفسي، افعاله تجعلني اشعر بالاضطراب
-“ماذا تحب أن تأكل؟” سألت آملة ان يجيبني، لتلمع عيناي حين رد “أي شيء، انا جائع” لقد اجابني!! الهي!!
لم استطع كتم بسمتي، علي اخماد صراصير معدتي انها تزعجني، ايتها الغبية لا تفرحي على هذا!
بدأت اتمتم بلحن معين، بينما اقلي النقانق، لقد اجابني دون عراك او انقراف، هناك امل، اجل فيفيان لا حاجة لخيباتك، بالتأكيد سيكون بمزاج سيء حينما يكسر ساعده و جسده مليء بالكدمات،
التفتت التقط البيض لتتلاقى اعيننا، كان يراقبني..
زممت شفتاي احاول عدم اظهار سعادتي، لديه بعض الاهتمام اليس كذلك؟ هو لا يظن انني مقرفة، لو كان لذهب الى مكتبه، فقط لا تتوتري لا تتوتري، وضعت البيض على النقانق و عندما التفتت مرة اخرى لارمي القشر تعثرت بقدمي، كنت على وشق السقوط لكنني لم اسقط، هذا محرج
و اصبح الامر اكثر احراجاً عندما سمعته يضحك، لابد انه علم سبب عثرتي، لقد تلاقت اعيننا سابقاً لذلك يعلم انه السبب، هذا محرج
-“هل تضحك علي؟”
ارجع رأسه قليلاً يبتسم باتساع “على من اذاً؟”
اخذت شهيقاً اتمالك به نفسي، ثم اكملت عملي، وضعت الطعام على الطاولة بعد ان جهز “كل شيء جاهز، سولفير هيا لنأكل”
ينزعج من مناداتي لاسمه، لا بأس عندما يعود لرشده سأناديه بادوارد، لقد سجل نفسه في هاتفي باسم ادوارد، هو لا يعارض، عندما ناديته باسمه في سفره لم يعارض ايضاً، صحيح؟ اجل، هذا صحيح
•••
جلس سولفير على مائدة الطعام، مقابل فيفيان، ظل يشاهد الطعام دون الاكل، و فيفيان كذلك انتظرته، حاولت فهم الامر على الرغم من هذا الصمت المطبق، حتى تذكرت الصلاة، شبكت كفيها ببعضها “هل نصلي؟” سألت تذكر سولفير بشكل غير مباشر عن الصلاة، لتسترسل “سأصلي انا”
نظر بحيرة لها و اضطراب، هل عليه الصلاة؟ هل يستحق الصلاة؟ هل سيقبل الرب صلاته مع قذارته هذه، هل صلاته هي للرب اصلا ام لاخماد ضميره؟ ، برائحة الموت و الدماء التي لا تبرح انفه
-“ايها الرب، نشكرك على هذا الطعام الذي انعمت به علينا، باركنا و بارك طعامنا و ايدينا التي اعدته، واجعله دواءً و قوة في بدوننا، و اذكر يا رب اولئك الذين ليس لديهم ما يكفي، امين” صلت فيفيان
-“امين” ردد سولفير بعدها
شرعا بالأكل بهدوء دون كلام، بينما ترددت عينا سولفير على كف فيفيان المبسط على الطاولة، اتته رغبة بامساكها، يرغب بالاعتذار منها، احتضانها، عاد اشتياقه لها لكنه يصارع نفسه، لما تكذب عليه، لما تغيرت في هذه الايام القليلة، لما تصمت، لما تشبه عائلته بتصرفاتها الان، ماذا فقط.. ماذا لو عادت الى قديمها، لا يرغب بتطورها هذا، يكرهه، يكرهها الان، يكره ما هي عليه الان، بدأ يشعر بالقرف منها من جديد، كيف لها ان تصمت و تقف حين رأته، لما لم تبادر له، كان يتألم،
تسللت حدقتاه من كفها الى الاعلى حتى حطت على وجهها، محياها البريء الهادئ، بشرتها البيضاء، شعرها الفاتح، جميلة حتى عندما تأكل، يرغب بضمها الان، احتضانها، تقبيلها،
تلاقت حدقاهما لتنزل الملعقه من فمها، ظلت تنظر الى حدقتاه دون كلام، نظراته لم تكن منقرفة، لم تكن سوى بهوت منه و من مشاعره، بعد تلاشي الغضب و الكره و القرف على حين غفلة، بعد ان ابصر من جديد جمالها، بعد ان لاحته نقاوتها و البعض من انكسارها، شعر بتلهفها لنظراته الهادئة، شعر بها لأول مرة، غاص في مشاعر اخرى بسبب اضطرابه اللعين، غاص بمشاعر الاشتياق لها و الذنب، ذلك التخبط بسبب شخصيته الحدية،
-“لماذا كذبتي علي؟” سأل بهدوء دون علامة للغضب
غصت فيفيان في طعامها لتشرب بعض الماء، سألها هذا السؤال مرة اخرى بعد ابدائه لتلك المشاعر في عينيه، اتاها بصيص امل في التحسن لكن يبدو انها هاوية اخرى للانهيار
-“لم اكذب، لم اتكلم حتى، لم يكن بيدي” اجابت و هي تمسح فمها و تسعل
-“لما لم تتكلمي؟ هل اخبركِ ابي بشيء؟ هل قال لكِ انني لن اوافق؟” سأل بينما القهر اخذ يظهر على عيناه
مسحت فيفيان على وجهها لا تعلم ما ترد، مالذي عليها قوله؟
-“لم احسب انك ستنزعج، لم اضع هذا في الحسبان، لو علمت انك ستغضب لم اكن لافعله، قال والدك انني لن استطيع الوقوف بجانبك و انا ضعيفة”
جز الاخر على اسنانه”انه يتكلم لنفسه!! بحقك إننا متزوجين بالفعل!! كيف لك القلق من كلماته و قد اقسمت و رتلت اقسام الزواج معك!!”
انعصر محيى فيفيان تحاول منع نفسها من البكاء، انه يضغط عليها كثيراً، ملامحها تصرخ بالبكاء لكن دون دموع، تحاشت نظراته بينما تهدئ نفسها، لتجيبه بعد ثواني بهدوء “كنت خائفة ايضاً، انا كنت خائفة بسبب ما مررت به، رغبت ان امسك شيء لاحمي به نفسي، انت لم تكن بجانبي” مسحت بكفها على وجهها تصبر حالها
بهت سولفير مع كل وصف تصف به خوفها، حتى ضغط على فكه يحاول ان لا ينهال بالصراخ عليها، برز وريد فكه، مع تقطيبة خفيفة بين حاجبيه
-“من ماذا؟ مالذي كان يخيفك، لم اجعل احدهم يمسسكِ باذى منذ ان اخذتكِ، مالذي افعله اكثر لاجعلك تشعرين بالامان!؟” اخذت نبرته تزداد حدة شيئاً فشيئاً
-“لم تكن بجانبي” قالت بهدوء و اختصار، ليصمت هو الاخر، جوابها ليس بجواب حتى، متى لم يكن بجانبها، لقد راكم عمله من أجلها كيف لهذه الفجوة ان تتولد ؟
خيم الجو الثقيل عليهم و على الرغم من انقطاع شهية فيفيان الان الا انها استمرت بالأكل، حتى و إن تخاصما الان لن تترك المكان، هذا الفعل للاطفال، وهي ليست طفلة
اخذ اليوم يسري و الساعة تتقدم حتى غابت الشمس، غابت الشمس بهدوء قاتل بينهما، حتى بعد الغداء و العشاء لم يتكلما، حتى الصلاة كانت صامتة صلى كل منهما في قلبه، يتحاشى كل منهما النظر الى الاخر،
بينما فيفيان كانت امام التلفاز تشاهد الفلم الثالث الذي يتم عرضه، اجفلت بعد سماعها لتكسر الزجاج في غرفة سولفير، هرعت بسرعة الى الغرفة بينما لا تتوقف اصوات التكسير عن الصدور، دخلت الى الغرفة باندفاع لتجد الارضية مليئة بالزجاج المتكسر، اخذت ضربات قلبها تكبر و تنفسها يضطرب عندما وقعت عيناها على سولفير
كان يلهث كالمجنون وسط الغرفة و عندما ابصرها صاح بغضب و قهر “لم افهم!!! لم افهم متى تركتكِ!!! الهي!!! اغغغغ” صاح بينه و بين نفسه يشد شعره الى الخلف
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 27"