-“هناك بعض الشك يراودني حولها، انه زوجها بالنهاية كيف لها ان تقرر الليلة؟” قال ليو محاولاً اقناع سولفير
بينما كان سولفير ينظر الى اللامكان يفكر، لقد تحاور مع مينا، كانت متجاوبة معه بسهولة و اتفقا على اتمام الامر اليوم، الامر لصالحه لكن لا تجري الامور هكذا، صالحه لا يعني المنطق السليم دوماً
-“مينا تكره زوجها، كما انها قتلت بعض النساء بسببه، ربما هذا السبب في عدم ترددها؟” طرح سولفير هذه الفكرة على الرغم من عدم اقتناعه شخصياً
-“سولفير هذا زوجها، والد ابنها ايضاً، لابد ان تسألك عن مصالحها، كيف بحق الجحيم ان تتجاوب معك دون حتى اظهار بعض الشك في كلامها؟ اعني لقد قلتَ سابقاً انها وافقت على كلامك بسهولة!” شد ليو على شعره
همهم سولفير دون رد، ليو على حق، الامور لا تجري هكذا، لقد تكلما عن قتل زوجها زعيم المافيا، وليس عن اخراج فأر من المنزل و نحره، لكنه لا يستطيع الانسحاب فحسب، لكنها وافقت على اخذ الورقة بعد ان فكرت، خيانتهما هكذا بعد تسلمها للورقة لا يعد منطقياً، إلا بحالة واحدة، هي انها كانت مهددة عند مكالمة الصباح
اتفقت معه على القدوم ليلاً، بينما تسحب هي فاليرو الى احد الغرف الفخمة لشرب النبيذ، بينما تغريه للجلوس تحت ثرية حجمها يكفي لقتل شخص، تبتعد هي لتصب النبيذ ليبقى فاليرو وحده، ثم يقتله سولفير باسقاطه الثرية عليه بواسطة قناصة، و مينا تخبئ الرصاصة و يكون حادثاً غير متعمداً، على الرغم من كونها فكرة سولفير الا انها لم تعدل على الخطة او تضع لمستها، الصفقات بين المافيا هي ان تعبث بالعقد حتى و إن كان مثالياً، لتعطي انطباعاً للشريك انك تدقق بالتفاصيل ولست تتبعه مغمض العينين
-“سنذهب، لا خيار لنا، هناك امر مفقود سنحصل على اجابته هناك، لكنها ستخوننا الليلة” صرح سولفير بعد تفكير
اراح سولفير ذقنه على ظهر كفه “نتبع الخطة لكن نغير في مواقعنا، سأخبرها اين نحن لكن بشكل خاطئ، اما انت فلا تبقى في مكان ما لمدة طويلة، ابقى على تنقل بين النقاط”، استرسل بعد تفكير “إن حدث فقط و اصابني مكروه، هل ستقفز لأجلي؟ قد لا تكون حراً كالان بعد موافقتك” انهى سولفير جملته ناظراً بعينا ليو دون حراك، تجمد الاخر بعد لحظات من فهم المعنى الحقيقي، فهم ما عناه سولفير، بعد تسع سنوات من العمل لديه كطبيب، و رمي نفسه في المخاطر و السوء من اجله، و معرفته بجميع حالاته الجيدة و السيئة، هذه المرة الاولى التي يسمح بها سولفير له ان يخطو الى مساحته الشخصية، لكن لكل شيء مقابل، و لهذه المساحة كما ترفعه شأناً لدى سولفير، سترفع كذلك خطوره حياته
اومأ ليو بهدوء دون اعتراض، ان رغب سولفير باخذ حياته فيسسلمها له على طبق من ذهب، قوته الان سببها سولفير، و لن يتردد في رد هذا الدين
———
وضع سولفير قناصته على سطح المبنى، لم يكن المبنى الذي اتفق عليه مع مينا، كان البني الذي بجانب المتفق عليه، يراقب من بين النوافذ حركة الخدم باحثاً عن مينا، حتى رآها بفستانها الاحمر، مظهره بشرتها البيضاء و شعرها البني متدلٍ على كتفها، لا وجود لعلامات الخيانة، لقد تجهزت باجمل ما يمكن لاغراء زوجها، توقفت وسط الممر تبحث حولها، لكن المكان فارغ لذلك نظرت عبر النافذة، نظرت الى المبنى الذي اتفقا على كون سولفير فوقه، بعض الثواني لتكمل السير
ضغط سولفير بسبابته على سماعة اذنه “ما الاخبار ليو؟”
-“لا شيء حتى الان، ماذا عنك؟”
-“كذلك، انها تسير بحسب الخطة”
همهم ليو على الجانب الاخر، مكملاً عمله بالتفحص، عندما دخلت مينا تجر فاليرو الى الغرفة، عدل سولفير من وضعيته، من مراقبته لها الى ضبط انبطاحه بوضع التصويب، متجهزاً للاطلاق
فتح سولفير مستشعر الصوت في سماعته “ساخبرك بما يجري بالتفصيل، هل انت معي؟”
-“انا معك”
-“حسنا لقد دخلا الغرفة، هي تسحبه الان الى الكنبة، كل شيء جاهز من الثرية و الغرفة، لقد جلسا على الكنبة الان، هي فوقه، اعتقد انهما يقبلان بعضهما البعض، حسنا استطيع ملاحظه ابتعادها عن وجهه، لقد التفتت…”بعض الثواني حتى استرسل يردد ما تحركت به شفتاها من حروف “ا هـ ر ب … ليو هناك خيانة”
نظرت مينا الى خلفها حيث المبنى الذي اتفقا عليه سابقاً، تهجأت حروف اهرب بالانجليزية، هي واثقة من كون سولفير يراقبها، لذلك قالتها عائدة الى زوجها المثار بالفعل، تقبله بينما تبعد ربطه العنق عنه، ابعد سولفير عينه عن المنظار بسرعة “ليو اخرج الان”
-“سولفير هناك من يلوح لي من بعيد، وحيداً”
وضع سولفير قناصه في الحقيبة بانفعال و استعجال “لا تضيع الوقت، المكان خطر”
-“انه لوثر، ساذهب الان لن اصاب بمكروه”
اخذت الشتائم تخرج من سولفير، ابقى السماعة مشغلة في حال حدث خطب ما، لم تكن هنا كلمات ولا اصوات مضاربات لجهة ليو، وصل الى فوهة السلالم الطوارئ ليرى مجموعة كبيرة من الرجال بالطرقات يبحثون، علموا انه ليس بذلك المبنى، انهم يخرحون بكثره من المبنى ذلك بالاضافة الى الشارع، فقط كم رجلاً قد ارسله فاليرو؟
نزل عدة طوابق ليسمع اصوات صعود الدرج، اخرج مسدسه مدخلا به الكاتم، اغمض عينيه يسمع الى ضرب الاقدام، انهم ثلاثة
حالمها وصل احدهم ضرب سولفير بركبته بين رجليه ساحبها اياه بسرعة من عنقه، اداره حتى اصطدم ظهر الرجل بصدر سولفير، تردد الرجلان الاخران بالهجوم، صديقهم درع بشري الان الى سولفير
لم يتردد سولفير بالضرب على احشائهما، ثم انهى الامر بضربه طلقتان على فخذي الرجل الذي بين يديه، كانت صرخاتهم عالية مما دعاه للتحرك بسرعه راميا الرجل جانباً، اكمل نزوله لكن لم يكن الا طابقاً واحداً ليرى مجموعة كبيرة من الرجال امامه، حتى انه لا يستطيع رؤية ارضية السلالم
نظر الى ارتفاع نقطته عن الارض، لن يموت، لكن لن يحسده احد على حياته بعد ان يقفز، حسنا وضعه الان ليس اكثر حظاً و متعة، اراد القفز الا ان فكرة لمعت في رأسه، صعد بسرعة الى الاعلى حيث الرجال المصابين، ليرفع احدهم بذراعيه، قفز معه واضعاً الرجل اسفله، هكذا لن يحسده احد على حياته لكنه يعلم السبب على الاقل، ذراع يسرى مكسورة و ضربة قوية على الخصر، اما الرجل الذي امامه فقد لاقى حتفه
استقام سولفير بسرعة دون تأخير على قدميه يهرب “اين انت واللعنة؟”
حينها اتى صوت ليو “اعطاني لوثر ظرفاً ما، لم نتكلم يبدو انه تجنب الكلام ثـ..”
قاطعه سولفير بالم و هو يجري بين البنايات “سالتك اين انت وليس ماذا فعلت ايها الاخرق!! عليك اللعنة”
————
كان سولفير في احد الازقة الضيقة جالساً على الارض، يحتضن ذراعه اليسرى المكسورة، بينما الكدمة بدأت تتضح على خاصرته، و ذراعه شرعت بالتورم، لم يطلق احدهم النار عليه، اذاً قتله ليس رغبتهم، لابد ان فاليرو حريص على هذا لدرجة امرهم بعدم استخدام الاسلحة
رفع من قميصه مظهراً عضلات بطنه، بينما يتأوه الماً، يرغب بشدة لخلع قناعه، التنفس صعب عليه، كأنه يختنق
-“وجدتك اخيراً، لقد شتتهم” قال ليو بنبرة مرتاحة، انزل سولفير قميصه رافعا ذراعه اليمنى الى ليو
تقدم ليو له مباشرة يساعده على الوقوف “هل نذهب الى المشفى؟” سأل بقلق
نفى سولفير “الفندق” صرح سولفير بكلمة
اومأ له الاخر اخذاً له نحو الطريق “لا بأس ساعالجك، علي فقط شراء بعض الادوات و المسكنات، هل هـ..”
-“اصمت..، فقط اصمت، اشعر بالصداع ارحني من صوتك المزعج”
ابتلع ليو لسانه صامتاً، يدعو بداخله ان سولفير لن يستمر بهذا المزاج بعد العلاج، والا سيواجهون وقتاً عصيباً، اصفر وجهه حين سمع صرخةً خلفهم و كلام بالايطالية، لا يفهم الايطالية لكنه علم انهما محور الكلام
تجمد كلاهما عند سماع صوت طلقات النار، تحديداً على سولفير، بدأ العرق البارد باغراق ليو، لكنه استغل جميع الادرينالين و قوته البدنية بحمل ثقل سولفير و الارتماء داخل احد الافرع، يبدو ان حياة الفأر ليست مهمة الان، بل جثته الاهم
سار بين ازقة ايطاليا بسرعة، حتى تباعدت الاصوات الايطالية، انزل ليو سولفير على الارض بايدي مرتجفة “هل انت مستيقظ؟ سولفير!!” اراد صفعه لكن رفع المصاب رأسه بألم “ارتدي درعاً، لم تتم اصابتي”
تتفس الاخر الصعداء حتى هلع مجدداً “انت لا تتنفس جيداً، انظر سأخفض وجهي، فقط تنفس كما يجب، ثم.. ثم” كان يبحث حوله حتى خلع سترته بعد ان خطرت له فكرة
-“اعطني ثيابك، و خذ ثيابي، سأشتتهم بينما تذهب الى الفندق” قالها بذعر و هو يخلع معطفه
انزل ليو رأسه مباشرة بعد ان رأى كف سولفير تضع على قناعه، خلع قناعه يتنفس بصعوبة، ثم قال بتعب مسنداً برأسه على الجدار “ارفع رأسك ليو، لا بأس”
رغم هذا الاذن ألا ان صعوبة تقبل الامر هيمنت على عقله، استمر بنزع معطفه ثم توجه ينزع سترة سولفير “اعطني اياها، اذهب للفندق بينما اشتتهم انا ثم سأمر على صيدلية”
بينما كان سولفير يراقب افعاله، لا يبدو كطبيب يمكنه عمل عملية جراحية، كفاه ترتجفان و العرق البارد قد بلل جبينه، تنهد بتعب مشيحاً بوجهه الى الجانب
ارتدى ليو سترة سولفير، ثم اخذ القناع من كفه مرتدياً له، لكنه لاحظ بقاء سولفير دون حركة، لم يرتدي حتى معطفه
-“ذراعي مكسورة، ساعدني على ارتاء معطفك”
اومأ ليو يساعده، بعد ان اكمل وضع السترة على كتف سولفير دون ادخال ذراعه، رفع بصره على وجه رئيسة، توسعت عيناه باندهاش لتتلاقى عيناه مع سولفير
-“سيلفادور…” تمتم ليو بهذا، لكنه نفى برأسه يبعد الافكار المشوشه “هيا بنا” ،ساعده على الاستقامة و افترقا بعد خروجهم من الزقاق
•••
فيفيان:-
اين انا؟ اه.. غرفة سولفير،
استقمت بجلستي اتلمس رقبتي بتعب، انني اغرق في عرقي، مقرف
اعتقد انني ارتكبت الكثير من الاخطاء.. كم الساعة الان؟
ابعدت الغطاء عني اسير نحو الحمام، ارغب بغسل العرق هذا، لكنني اشعر بشعور افضل، افضل بكثير كأنني لفظت المرض عبر التعرق، لقد اعطتني والدة سولفير بعض الادوية، و حشت معدتي بالطعام سابقاً
كيف حال كرستين؟
غسلت وجهي و مضمضت فمي، ثم اتجهت الى الاسفل متجهة الى المطبخ، دلفت لأرى كاترينا مع فريدريك يحتسون الشاي،
ابتسمت كاترينا بوجهي حين لاحظتني، بينما فريدريك رمقني بهدوء، هل هذه شفقة على عينيه ام تعاطف؟ لا ادري
لابد انني افسدت الامر اثناء مرضي، عادتي اللعينة هذه لا تتغير
اقتربت منهم امرر كفي على الكرسي دون جلوس “اسفة إن قلت شيئاً عديم الفائدة..” رفعت بصري نحوهم “او عديم الاخلاق.. لم اكن في وعيي”
رمشت كاترينا عدة مرات تنظر الى فريدريك، ثم اعادت بنظرها لي، حتى شقت وجهها ابتسامة واسعة “يا للهول عزيزتي لما تعتذرين؟ لقد كنت سعيدة لكن الذنب اكلني”
رُفِعَتْ حاجباي دون ادراك،
هل هي تمزح؟ انا سيئة للغاية عندما امرض
-“لقد قلتي لي امي سابقاً، اشعر ان قلبي واسع للغاية” اكملت جملتها تضم كفيها الى خدها بسعادة
انا؟ قلت لها امي؟ لابد انني كنتُ اتمتم بسبب حلمي
-“لقد يأست من امر مناداتكِ لي بأمي لكنني فرحت يوم امس حقاً”
تركت الكرسي و اخذت امسح على رقبتي “هذا جيد.. يا امي، اخلاقي بعض الشيء تتبخر عندما امرض”
-“لقد لعنتي ادوارد صباحاً” اتى تعليق فريدريك بينما يعد لنفسه لقمة من القشطة و العسل
سعلت عدة مرات لارتشف من الماء الذي اعطتني اياه كاترينا، عضضت على شفتاي، لم يكن الامر جيداً تماماً..
لكن ابتسامه تسللت الى شفتيه “لكنه يستحق الامر، كيف له ان يسافر دون اخبارك، سوف يتزوج قريباً، عليه ابلاغ زوجته بسفره”
زوجة، هذه المفردة تشعرني بالهبطة من افواههم،
تراجعت عدة خطوات “سأذهب للاستحمام، ثم التمرين..؟”
-“لن نتمرن، ركزي على صحتك”
همهمت له اخرج من المطبخ، علي الاستحمام، اشعر بالقرف، على الرغم من عدم وجود رائحة سيئة لكن شعور التعرق و جفاف العرق على جسدي مزعج للغاية
بحثت عن هاتفي حتى وجدته بالغرفة، ساتصل بسولفير قبل الاستحمام،
فتحت الهاتف لاجد اشعارات منه،
اتصلت به مرة، و اثنين لكنه لم يرد، لا بأس، سأتصل به بعد الاستحمام
التقطت ثيابي ثم اتجهت للحمام، ارغب بمياه دافئة او حتى تغلي
————
ارسلت عدة رسائل الى سولفير بعد اكمالي حمامي، لكنه لا يرد ايضاً، بدأت اشعر بالقلق
نزلت الى الاسفل انشف شعري بالمنشفة، حتى دخلت الى الصالة، رأيت كاترينا.. او امي؟ لا ادري ساعتاد على الامر بمجرد تكراره، كذلك سولفير لم استطع الاعتياد على نطق اسمه الا بعد شهرين ؟
حمحمت اجذب انتباه كاترينا “امي.. لقد اتصلت بسولفير عدة مرات لكنه لا يجيب، هل تواصل معكما قبلاً؟”
نظرت لي بأعين لامعة، انها تتأثر بسرعة لدرجة تنسى صلب الموضوع احياناً، بعد لحظات حتى استوعبت ما اسأله ابعدت عن حضنها كيس البطاطا “لقد اتصل به فريدريك صباحاً على ما اعتقد، سأساله”
اتجهت كاترينا الى الحديقة الخلفية، بينما بقيت انتظر، لكن الامر طال لذلك اتجهت الى الخلف ايضاً، هذه اول مرة لي بالاتيان الى هنا، الحديقة جميلة للغاية مليئة بالاشجار و الزهور، للاسف ان الاشجار صلعاء الان
التفت فريدريك لي، ليشير لي ان اقترب
اقتربت منهما ليأتي صوته مستفسراً “هل حاولتي الاتصال بعدها؟”
اومأت له، لينظر الى كاترينا
همهمت الاخرى “دعونا ندخل، فيفيان لا تزال مريضةحتى و ان تحسنت، ان شعرها مبتل”
-“هذا صحيح..” اتفق فريدريك
دخلنا الى الصالة لتخرج كاترينا منها، اردت اتباعها لكن فريدريك اوقفني “ابقي هنا، اجلسي”
هناك امر ما يخفونه، هذا يقلقني للغاية
جلست على الكنبة بينما هو ظل واقفاً، غارقاً في التفكير، و يغرقني معه في التوتر، اصبح الجو خانقاً، مالخطب مع سولفير؟ هل اصابه مكروه؟ هل حدث له امر في عمله؟ الهي لابد انه بسببي.. لابد ان الامر بسبب تورطه مع اساف
اجفلت اخرج من دوامتي على سؤال فريدريك العادي “هل تعرفين اضطراب الشخصية الحدية ابنتي؟”
هاه؟ اضطراب؟
نفيت بوجهي الذي اجزم انه شاحب من القلق، هل هذا عرق بارد ام قطرات متساقطه من شعري على ظهري؟
-“هل تحبين ذاتك فيفيان؟” سأل بهدوء.. هل علي الكذب؟ لا احبها انا، اكره ذاتي لكن الامر لا يتمحور علي الان، لما يسأل؟
نفيت برأسي، ليسترسل “اذن تخيلي ان تحبيها حد الجنون فجأة، هل تحبين ادوارد؟”
احبها فجأة؟ الامر صعب، علي ابعاد ما اكرهه كي احب ذاتي، ان احببتها فجأة.. علي تقبل عيوبي
و اما ادوارد، لا اكرهه، لكن لم احبه كما يجب، لكن.. هل حقاً هذا ما اشعر به؟
اومأت له، و الى نفسي، يبدو انني بدأت احبه
-“تخيلي ان تكرهينه فجأة، دون حتى سبب كافٍ”
-“هذا مستحيل.. هل تحاول تشتيتي عن ادوارد؟ مالذي حدث معه؟”
-“انا فقط احاول اخباركِ انه غير متحكم في مشاعره هذه، الحب و الكره و غيرها، انه متخبط كثيراً حيال ما يحب حتى نفسه، الامثل لكِ الابتعاد كما نبتعد نحن عنه في هذه الاوقات”
مالذي يهذي به!!
نبتعد فقط لانه يريدنا ان نتبعد!! اذاً كيف بحق الجحيم يثق بنا إن لم نكن معه في اصعب اوقاته! اضطراب في مؤخرته
ظهرت معالم الغضب و الاستنكار على محياي ليسبقني بالكلام “ليس كلامي هذا يا ابنتي، هذا ما قاله الطبيب، ان لا نعترض على كلامه، فقط ان نستمع ما يريد ادوارد قوله”
اشعر ان رأسي سينفجر!! طبيب جاهل هذا فقط يرغب بامتصاص اموالكم!! سولفير لا يعاني اي شيء من هذه اللعنات التي قيلت، انا اعرفه منذ قرابة الست اشهر لم يظهر لي اي من هذا!
-“ما قاله الطبيب هراء! ماذا ان اصابه مكروه! ماذا ان احتاجنا! ماذا ان كان ينتظرنا!! دوما ما يساعدني بالاستماع و الكلام فكيف لي ان اقابله بالصمت!! إن كان مقتنع بالصمت كعلاج لتركني اتعفن في غفرتي!!” اخذت نبرتي تحتد شيئاً فشيئاً، انا الان سأجن، كيف لي ان اصمت و انا اكاد انفجر من القلق، كيف له ان يكون بهذا الهدوء
تنهد فريدريك بتعب، هذه الفتاة عنيدة “فيفيان، ادوارد ليس نفسه، ليس ذات الشخص الذي تعامل معكِ بحب و اهتمام، لن يمانع الصراخ في وجهك و نعتكِ باقبح الالقاب، المريح له و الافضل لكِ هو الابتعاد الان، هذا مرض وليس مجرد انتكاس، فقط تفهمي الامر كما نفعل نحن، راحته في الانعزال الان”
اسندت فيفيان مرفقيها على ركبتيها تشد خصلاتها الى الخلف، بدأت تقتنع بكلامه، لكن ماذا ان اصابه مكروه؟ ماذا ان كان بخطر، الا يحتاج مساعدة؟ لما لا تعلم اي شيء عن هذا؟ لما لم يخبرها بحق الجحيم اي شيء
اي لعنة هذه!!!
-“هو ايضاً ليس بالشخص الضعيف” حاول فريدريك طمأنة فيفيان
———
نزع الاشقر قناعة بسرعة يلهث، وضع محتويات الاكياس على الكنبة بعدم ترتيب، ثم ركض الى الحمام يغسل يده “الهي لم اقصد التأخر”
لم يجبه سولفير و ظل ينظر الى السقف، لم يخلع ثيابه حتى..
قبل نصف ساعة:-
خط سولفير قدمه بصعوبة، ليستلقي على السرير بتعب و الم، بحث عن هاتفه بجيبه لكنه تذكر ان هذه ليست ثيابه، لكنه استشعر بامر غريب و صوت لقعقعة ورق في جيبه
اخرج سولفير الورقة ليجدها ظرفاً، و بخط انيق للغاية، كُتِبَ اسم عائلة جيوفاني، كما اشار سولفير الى عائلة مينا وليس عائلة زوجها، هي كذلك اشارت الى عائلتها، إن كتبت اسم عائلة زوجها فهذا فخ منها و هي ستسخر منهما
لكن هذا يعني اتفقاهما الان، بشرة خير
فتح الرسالة بصعوبة، ليجد نفس الخط الانيق، و كتابة انجليزية
سولفير
اشكرك على ملاحظتك لوضعي و اختياري كشريك مناسب لهذا الامر
و اعذر غدري لكَ، و اتمنى انكَ بخير الان
خرج صوت سولفير الناقد “بخير؟ اجل مع ذراع مكسورة”
تابع قراءة الرسالة
لقد وجد فاليرو الصورة و الرسالة بالخلف، استطعت خداعه بصعوبة انني اخطط لاستدراجكم و الاطاحة بكم، فأنت على صدى واسع من الشهرة، و اطاحتك تعني صعوده على اكتافك
كان فاليرو موجود على الاتصال صباحاً، و لم يفارقني إلا الان، بالحمام تحديداً،
ارغب بدعوتك الى حفلة نقيمها كل سنة ترحيباً بالربيع و دعوة حلفائنا من الدول الاخرى للتمتع بالربيع في ايطاليا
5/17
تبدأ عصراً، ارسل لي احدهم بأي طريقة لاجل تفاصيل الدعوة، احضر معك فتاة ما او مثل انك حارساً لشخص معين
سوف ارسل الرسالة مع ابني لوثر، فهو يعلم بالتفاصيل ايضاً، و مستعد لتلقي الدعم منك
رمى سولفير الرسالة على الطاولة بجانبه، متأملاً السقف، اللعنة،
اجل اللعنة لا غير
الان:-
ابعد ليو ثياب سولفير عن جسده بحذر، حتى اصبح عارياً عدى ثيابه الداخلية، الكدمات في رجله اليمنى، و خاصرته اليسرى، و ظهره كذلك، مع كسر في ساعده الايسر
-“لديك كسر في عظم الزند، لحسن حظك انه ليس كسر معقد، لاضطررت الى عمل جراحة” قال بينما يمسح عرق جبينه
وضع قفازاته ثم عقمها، ارتدى كمامته الطبيه، و عقم يده مرة اخرى، امسك بالشاش و سكب عليه الكحول، ثم شرع يمسح على خدوشه ثم يضمدها
عقم ساعده المكسور برفق، ثم بدأ بوضع الجبيرة، لا يمتلك اشعة ليستند بها على صحة خطواته، لذلك عليه اتقان الجبيرة بشدة
بينما كان سولفير يتأمل السقف، القرف لا يفارقه، يشعر بالقرف من كل شيء، ربما…
اتت صور فيفيان و هي تحتضنه في رأسه، ليسأل “هل اتصلت فيفيان بي؟”
رفع ليو رأسه ينظر له، لينصدم مرة اخرى بوجه سولفير، لم يعتد بعد، ادوارد سيلفادور، بعد ان اعلن السيد سيلفادور بعدم توريط ابنه في هذه الاعمال، و قد صرح ان من يلمس شعره من ابنه سيعلق رأسه في وسط موسكو، كان ابنه قد افتتح شركةً له بالمشاركة مع ابنته،
لم تظهر ابنته للعلن و قد حافظ عليها بطريقة مهيبة حتى ان صورها غير معلومة، ظن الجميع ان سيلفادور قد اتقن عمله لدرجة انه اعلن عن امتلاكه ابنة لكن لم يجدوا حتى خيالها، و الان لم يكن سوى سولفير هو ابن سيلفادور المحمي، من تكون ابنته اذن؟… اشد خطراً؟
-“ما بك؟” سأل سولفير بهدوء ينظر الى ليو شارد الذهن
-“هذا.. لا اعلم، لم افتش في هاتفك” انهى كلامه يسلم هاتف سولفير الى مالكه
عاد الى الكحول ليعقم كفيه من الهاتف، عائداً الى عمله، يتحقق من الجبيرة المثبته
قلب سولفير في هاتفه ليجد عدة رسائل من فيفيان، بينما يصارع نفسه كي لا يشعر بالقرف منها، رمى هاتفه يفكر في ما فعلته من جميل له، يدحض به بذور القرف تلك
يشعر بالم كبير بالفعل بيده، يمنعه من تخيل اي شيء او تذكره حتى، ربما من الافضل عدم التفكير بها، نام على جانبه الايمن بعد ان طلب منه ليو فعل ذلك، ليكشف ظهره الذي شُوِهَ اثر الرصاص، رغم ارتداءه لدرعه، لكنه لم يمنع الكدمات من الظهور، من الجيد انه لم يكسر ظلعاً
نام على وضعه هذا، بينما كان ليو يضمد جراحه
————
استفاق من نومه على الم في كامل انحاء جسده، كل خليه تصرخ الماً، اخذ يتأوه حتى افاق ليو على صوته، هرع له و وجهه متورم اثر النوم “اصبر، سأضربك ابرة مسكنة، عشر دقائق و المك سيختفي” قال بنبرة ناعسة يبحث عن الابر، حتى وجدها اخيراً
سحب المحلول المخدر، و ضرب سولفير في عضلة وركه، بينما كان سولفير يلعن من الالم، كل شيء مؤلم الان و مقرف،
-“سأحجز الى روسيا، اقرب رحلة، هل توافقني؟”
لعن سولفير عدة مرات يتمتم بين شتائمه “لا… ليس هكذا”
مسح ليو على ذقنه بقلق “كيف اذن؟”
اخذ سولفير يتنفس بصعوبة، حتى هدأ من نفسه “طائرة خاصة، لا استطيع السفر هكذا”، اكمل يتنفس بألم
حك ليو رأسه يفكر، حتى اومأ له “حسناً، سأحجز”
عدة دقائق ظل ليو يراقب بها حالة سولفير، حتى نام مجدداً، كدماته سيئة، من المجنون الذي يقفز من الطابق الثالث؟ حتى و إن سحب معه احداً، هذا جنون
غطى ليو سولفير، محاولاً تناسي انه ابن سيلفادور، لم يظهر سولفير اي تحيزاً تجاه سيلفادور، على الرغم من قوله انه قد دربه، لكن هذا لا يدعو للشك حتى، لقد درب سيلفادور الكثيرين، سولفير هو ابنه، ادوارد، اللعنة هذا الشبل من ذاك الاسد، كلا.. هذا الشبل قد نمى و اصبح اسداً بالفعل
•••
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 25"