ارتديت قبعة ايطالية كأخر لمسات على مظهري الروسي، اتمنى حقاً ان ابدو كسائح الان، تفحصت الكاميرا للمرة الاخيرة لكن طرق الباب جذب نظري
“ادخل” سمحت للطارق ان يدخل و لا غير سولفير خلف الباب، اتكأ على اطار الباب يقيم مظهري، ثم اومأ مرضى
هذا جيد، اعتقد ان بروش بيتزا لا بأس به على قيمصي، علي شراء واحد لانه يعجبني وليس من اجل المهمة، على الرغم من تعبي الشديد، كانت رحلة طويلة من اليابان الى روما، 12 ساعة لكنه افضل من التوقف، من المفترض اخذنا للقليل من الراحة لكننا ذهبنا لشراء بعض الملابس و الكاميرا ايضاً
تنهدت بتعب، ارغب بالعودة الى روسيا على الرغم من دفئ الجو هنا بشكل مريح، لكنه ليس مريح اثناء العمل بتاتاً
قطع سولفير افكاري “مينا الان في جمعية ملائكة روما، تقدم بعض التبرعات للجمعية، غالباً سنذهب الى المقهى المعتاد بعد خروجها من الجمعية هذه” اكمل جملته و هو يفرك عيناه بابهامه و سبابته
هو ايضاً متعب من السفر، اكثر من اليابان حتى، علينا اخذ قسطاً كافياً من الراحة عند اكمالي مهمتي
وضعت سماعتي الصغيرة في اذني، مقترباً من سولفير “سأذهب قبلك، ارغب بشراء بروش بيتزا ايطالية”
رمش سولفير عدة مرات لكنه استوعب ما اريده، خرج من غرفتي دون تعليق، افترقنا في الممر فهو ذهب لغرفته اما انا اكملت طريقي الى الخارج
————
قد مرت نصف ساعة منذ خروجي، و عشر دقائق على التقاط الصور كالاحمق، لكن لا باس هذه الساحة جميلة حقاً، بيازا دي اسبانيا،، اخذت ايضاً صوراً لبعض الغرباء، لم تكن هناك حاجة لفعل ذلك لكنني فقط احببت الامر، كذاك لم اجد بروش على شكل بيتزا ايطالية، لا ينبغي علي مغادرة ايطاليا قبل شراء تذكار على شكل بيتزا منها
-“ليو، مينا في مقهى جريكو، ابدأ بالذهاب هناك شيئاً فشيئاً” اتى الصوت من سماعتي
حسناً هو يراقبها الان، اخذت احيي السياح بلكنة روسية بالانجليزي تاركً و تارة بالايطالي
-“بوناسيرا* يا جميلة” لوحت بيدي الى تلك الفتاة السمراء اغمز، لقد اخذت قلبي اللعنة فقط لو كنتُ سائحاً حقيقياً لما اضعتها من يداي،
حالما دخلت شارع المقهى شرعت باخذ الصور للزبائن و عرضها عليهم، كانت بسماتهم تتسع باقصى ما يمكن، حتى رأيت الحارسان امام باب المقهى، حييتهم بلكنتي الروسية للتبادئ على محياهم علامات التعجب ثم الابتسام..
كان سولفير محقاً، حراس ايام التبرعات مختلفون، اكثر لطفاً بسبب الاطفال، تجنباً لخوفهم او عدم تصرف الحراس بشكل جيد، اخذت لهم بعض الصور السخيفة والتي راقت لهم، اخذا يمدحانني بالانجليزية باللكنة الايطالية
سلمتهم الصور لاسترق النظر على مينا بسرعة، تتابع ما نقوم به اذاً،
-“الهي!! من هذه السيدة الجميلة انها تبتسم لنا، ربما ترغب بصورة ايضاً” انهيت جملتي ارفع الكاميرا نحوها، لا ادري لما قلتها بالروسية، هما حتى لا يفهمان ما اقوله
اراد احدهم ايقافي لكن الثاني ردعه يتكلم بالايطالية بابتسامة، استطيع تخمين ما يقوله، ربما يقول الان (يا فتى انظر له انه كالنحلة الحمقاء ياخذ الصور للجميع)
اللعنة عليك يا سولفير، سأفضل كوني نحلةً سائحة على ان ازيف الامر، لقد اعجبني للأسف
ادرت الكاميرا الى مينا لتتأمل صورتها، عندها سألت احاول ايضاح ما اقوله بحركه شفاهي “هل ترغبين بها؟”
اخذت بعض الثواني كي تفهم ما اقول لكنها اومأت بابتسامة لطيفة، دخلت المقهى احيي صاحبة “بوناسيرا يا سيدي!!”
ابتسم صاحب المقهى او العامل اياً يكن، اثناء سيري لصقت الكلام على ظهر الصورة بسرعة، ثم وقفت مقابلاً لها امد الصورة، اخذتها من يدي بابتسامة ثم تفحصتها، حالما ادارتها رأت ما المكتوب في الخلفية،
-“مينا جيوفاني هذه رسالة من سولفير، من امامكِ هو مساعدي و يدي اليمنى، لدي بعض المصالح معكِ لكنكِ من سيخرج بمنفعة اكبر مني من هذا التعاون، اسلمكِ و ابنكِ سلطة زوجك الخائن فاليرو، بالمقابل تقطعين كل سبل الدعم الى روسيا”
كتبها سولفير بالانجليزية فهو لا يجيد الايطالية ولا انا، و لن يؤمن على مترجم ليترجم هذا الكلام، لذلك اخذ الانجليزية كالخيار الامثل
رفعت مينا عيناها لي تحاول التاكد من المكتوب، ثم حولته على حراسها، فقط لا ترفضي، لا ترفضي ارغب بالرجوع الى منزلي بسرعة رجاءاً
عندها وضعت الصوره في جيب قميصها، على صدرها، بابتسامة دافئة “شكراً لك انها جميلة” ثم اخذت تبحث في حقيبتها عن شيء حتى وجدته، كان محدد شفاه، امسكت منديلاً ثم كتبت به عدة ارقام، مسلمة اياه لي في النهاية “من السعيد رؤيتك ايها السائح، طاقتك ملأت المكان”
ابتسمت لها انحني، ثم لوحت لها متجهاً الى الخارج “* تشاو!!!” بادتلني الابتسامة ثم ودعت صاحب المقهى ايضاً، عندها اصبحت بين الحارسين، نظرت لهما “تشاو!!”
بادلاني التحية لاخذ طريقي
سرت عدة امتار ليست بقليلة حتى فتحت سماعتي بحماس و سعادة”بوناسيرا سولفير بوناسيرا!!”
انتظريني يا روسيا، سآتي اليك ثم انادي ايطاليا كسائح محب
-“مالاخبار ليو؟ يبدو انها وافقت” اتاني صوته الواثق، لما يسأل
-“اجل بالطبع، كيف ترفض و قد اغريتها بخصلاتي الشقراء!”
عطست كرستين قبل ان تجيب “نحن نتمرض، اليس هذا رائعاً؟” قالت جملتها الاخيرة و هي تدور بعينيها بقلة حيلة، لتسترسل “مرض في وسط اجازتي”
همهمت فيفيان تجلس على الارض”الصداع لا يفارق رأسي، ارغب بالنوم” لكنها رفعت راسها حينما وضعت كرستين كفها على جبهتها مغمضة عينيها،
-“الهي هذه حمى على ما اعتقد، لا ادري لكنكِ لا تحترقين” اكملت كلامها بعطسة منها
اخذت بيد فيفيان تجرها الى داخل المنزل تنادي بصوت مرتفع “امي!! اين انتِ!”
ظهرت كاترينا من المطبخ “مالامر؟” لتدفع كرستين فيفيان لها برفق “اعتقد ان فيفيان مريضة، اليست هذه حمى؟”
وضعت كاترينا كفها على جبهة فيفيان تتلمسها بينما اغمضت فيفيان عيناها براحة، لكنها ابتعدت قليلاً حين صرحت كاترينا بتفاجؤ “الهي انها تشتعل!!”
ثم توجهت الى كرستين تتفحص حرارتها “انتِ كذلك!! مالذي حدث لما الحمى؟! لكنكِ افضل حالاً من فيفيان!”
حينها دفعت كلتا الفتاتان الى السلالم “اذهبا للاستلقاء ساحضر لكما خافض الحرارة”
تلمست فيفيان جبهتها بكفها تحاول التعرف على حرارتها لكنها فقط فشلت بالامر مستسلمة لامر كاترينا و الذهاب الى غرفتها، حسنا انها غرفة سولفير لكنها اخذت ملكيته ببساطة، على كل حال انهم متزوجان اليس كذلك؟ اغراضها لها و اغراضه لها ايضاً، لن يستطيع وضع مستحظرات التجميل خاصتها او ارتداء ثيابها… سولفير بقميص مكشوف و ضيق؟ سيء للغاية
نفت برأسها تبعد صور سولفير بحمالة الصدر او اي شيء تافه، ارتمت على السرير ثم كورت الغطاء تحضنه بين ذراعيها، هذه العادة الغريبة لديها، احتضان اي شيء عند النوم
فيفيان:-
نمت لمدة لا اعلم طولها، لكن كلما استيقظ ارى ان الاستنشاق اصعب من ذي قبل، يبدو ان جسدي يتشاجر بقوة لكن ضد نفسه وليس ضد المرض، اللعنة ارغب بهواء منعش و بارد
قمت من السرير لتقع الكمادات وسط حضني، متى وضعتها؟ اعتقد ان احدهم وضعها لي، لابد انها كاترينا، اللعنة هذه المرأة دافئة للغاية لدرجة أن الطعام لا يبرد جانبها ولا يتعفن، تشبه امي بتصرفاتها كثيراً
ابعدت الغطاء عني متجهة الى النافذة، فتحتها رغم بعض المعاناة بسبب الضعف، لتلفحني نسمة الهواء القارصة، درجة الحرارة بالسالب على ما اعتقد لكنها منعشة، اجل منعشة جداً، كنت اذوب
لكن لوزتاي كأنها ستنفجر فقط من البرد، الهي ارغب بالبكاء اكره المرض، اكره ما انا عليه حقاً، حاولت تجاهل الامر لكنه يضغطني، لما تركني سولفير هنا؟ هل تعب مني؟ الهي ماذا افعل ارغب بالبكاء لكن لا طاقة لي
لما بحق الجحيم يحدث هذا مرة واحدة، هل مضى اسبوعين على استرجاعي لذاكرتي؟ تباً لهذه الذاكرة، لربما كانت الاحوال ستتحسن لو لم افقدها، اللعنة على جوزيف و اساف، ارغب بتمزيقهم، اللعنة على ذلك الحادث السخيف الذي سلبني عائلتي، لما كنت هنا الان، لكنت ادرس الان و اعود لارى حساء امي اللذيذ، ارغب بالبكاء حقاً
-“فيفيان؟ ابنتي لما انتِ هناك؟ عودي للفراش” اتى صوت كاترينا
و هي ايضاً تدعوني بابنتها، الهي انا لست ابنتها لما تصر على كوني ابنتها الامر مؤلم حقاً، مؤلم حد اللعنة، مؤلم حد التمزق، اعلم ما سيحدث بعد تقبلي لكوني ابنتهم، سيتم طردي فقط، طردي من كوني كأبنتهم و تصبح زوجة الابن الشريرة التي ترغب باحتكار ابنهم المدلل اللعيـ.. مهلاً فيفيان، سولفير ليس بلعين مالذي تهذين به؟
لكنه تركني، حسناً هو لعين الى ان يعود،
امسكتني كاترينا من ساعدي تجرني بعد فقدانها الامر في استجابتي، وضعتني على الفراش تبلل الكمادات بالماء “هل الغرفة خانقة؟ سأبقي النافذة مفتوحة قليلاً، اخبرتني كرستين انكما لعبتما بالثلج”
اشحت بوجهي على الجهة الاخرى، لاسمع ضحكاتها “انتما كالاطفال حقاً، لا بأس ستتحسنان”
لم ارد عليها، اللعنة على اخلاقي اثناء المرض، لكن… لمساتها مريحة كثيراً، مريحة لدرجة ارغب بالنوم فقط على مسحاتها، مريحة للغاية، كأن كفها لوحدة كفيل باخماد حمتي دون الكمادات،
———
-“فيفيان خذي الفشار”
فتحت عيناي انظر الى من تكلم، لاجد بيتر بوجهه المتهجم، اخذت صحن الفشار من يديه دون فهم، الم اكن مريضة؟ اشعر ان قوتي عادت و كاني لم اكن مريضة حتى
ارتفعت ذراع تفتح التلفاز، التفتت لارى ابي، انه ابي اجل، هذا ابي..
ليرتمي جسد على جانبي الاخر، نظرت له لاجد امي، انا وسط عائلتي، مالذي يحدث، هناك شيء غريب
هناك شيء غير صحيح، هنا حلقة مفقودة،
-“ما بكِ حلوتي؟ تبدين غير سعيدة” سألت امي بملامح قلقة،
حلوتي.. اهخ يا الهي، حلوتي، صوت الكلمة لقد اشتقت له، مسحت على وجهي لا تزال تتفحصني “هل من خطب؟ هل تشاجرتي مع اليان؟”
لما تقفز دوما الى اليان في سبب حزني، تنتظر اقل فرصة لانفصل عنه، بالطبع لن افعل، هي لا تحبه فقط لانني تعرفت عليه من الملهى،
نفيت “لا دخل لاليان يا امي، فقط اشعر انني اضعت امر ما، او نسيته”
همهمت لي تفكر، بعض الوقت القصير لتخاطب ابي “كارولس هل هناك شيء نسته فيفيان؟ قد يكون مهماً”
انها تكبر الامر لكن لا اشعر انني متضايقة، هل ما نسيته كبير لدرجة عدم معارضتي؟
رفعت نظري الى بيتر متجاهلة خطاب والدي، اشعر بالاشتياق له، ارغب باحتضانه فجأة، ارغب بقرص خده، قمت من مكاني نحو بيتر، مسحت على شعره ادخل اصابعي بين خصلاته الملتفة، رفع رأسه لي بأستنكار لكن لم يعارض، لكن… ملامحة تحولت الى حزن فجأة، حزن عاطفة شفقة، استياء على حالي وليس مني.. هل يتطلب الامر هذه النظرة عزيزي؟
صغيري اللطيف لما انت حزين؟ هل تحزن علي لانني لا اعلم ما فقدته؟ هل انتبهت لما قلته قبلاً؟
جثيت على ركبتي بمستواه، مسحت على خده بينما ظل هو ينظر لي، هو يفهمني، اجل يفهم ما فقدته، يفهم ما لا افهمه انا في ذاتي
احتضنته باشتياق غريب، اشتياق لدرجة اغرب بادخاله قلبي، انا احبه حقاً، احبه اكثر من نفسي حتى، هذا الفتى المشاغب
بادلني الحضن و بعض التمتمات كان يقولها، لم افهم ما يريد لكنني استنشقت رائحته، الهي
شعرت بنظرات امي و ابي، التفتت لهم لكنهم صبوا باهتمامهم على كلمات بيتر
-“انا احبك ايضاً فيفي، احبك كثيراً كما تحبيني، لكن لا يعني هذا ان اجدك بهذه الحالة” قطب حاجبيه بعدم رضى
كفاه احتضنت خاصتي “في الحقيقة كنت سعيداً لعدم قدومكِ معنا، سعيداً جداً لعدم سماعكِ شكواي، اكمالكِ لحياتك هذا ما فكرت به، قبل ان اعي حتى فيفي، داخل السيارة فقط وقتها صليت اشكر الرب انكِ لستِ معنا، لكن لما تجعلين الامر صعباً علينا؟ غرقكِ بسببنا بينما كنا فرحين لعدم تواجدك بيننا؟ انها انانية “
سيارة.. هل قال سيارة؟ سيارة الهي كان ينزف!! كان ينزف لقد مات من نزيفه!!
ظهرت علامات الفزع على محياي، شعرت بقلبي يغوص الى قدمي، كان ينزف اجل، وجهه البريء المليء بالكدمات، لا لا ارجوك لا تذكرني لم ارغب بتذكر وجهه
رفعت رأسي على لمسات امي التي جثت على الارض خلفي”ما يقوله بيتر صحيح حلوتي، تخطي الامر فقط، الامر صعب ان نراكِ تذبلين بسببنا”
-“ماما.. امي..” خرجت الكلمات بصعوبة من فمي، لانظر الى ابي الذي يتظاهر بعدم التركيز، لكنني استطيع الشعور به، اجل انه يذبل ايضاً معي، يذبل لذبولي، كان و لا يزال عاطفياً تجاهنا نحن عائلته..
لا يزال؟ لقد مات فيفيان لقد مات، مهلاً هو امامي لا
تلاقت حدقاتنا ببعضها البعض ليفرق شفتيه يحاول قول شيء، لكن الكلمات صعبة عليه ايضاً، كما هي صعبة علي، ارغب بسماع صوته، لا تقل لي انك خائب الامال مني، لا تقلها فقط
-“توقفي عن التشبث بنا، لديكِ زوج و ستكونين عائلة، لا يجدر بكِ صنع عائلة و انتِ متشبثة بنا”
صنع عائلة و الزواج؟ صحيح انا متزوجة.. ادوارد.. هل هم خائبون منه؟ كونه قاتلاً
-“ادوارد كذلك يبدو لطيفاً، على عكس اليان ذاك، يبدو واثقاً وليس طائشاً، لا يستحق رؤيتك منهارة، كأننا لا نزال نسلب زوجته منه” قالت امي
اومأت بهدوء “ادوارد اعتنى بي كثيراً، لا اعلم كيف يمكنني حتى مجازاته، كل ما ارغب بالتقدم و تصليح الامر اجد نفسي افشل و اقع، ينتهي الامر به يواسيني كالعادة”
قهقهت امي على كلامي لتقترب مني “تجازي الزوجة زوجها بالسرير عزيزتي، الرجال لا يحتاجون قوة المرأة، تلك الاحضان و اللمسات تكفي” غمرت لي نهاية الكلام لكن..
هو الوحيد الذي يبدو متعباً بينهم، امي التي تحاول تشجيعي، بيتر الغاضب قليلاً، لكن ابي متعب، عيناه تنضح بهذا
مسح على رأسي يتأمل وجهي، انت من فارقتني فلما تبدو مشتاقاً اكثر؟
مسحت على وجهه اتلمسه “تبدو متعباً يا ابي.. لما؟”
اغمض عينيه مستسلماً للمساتي “كوني بخير، و سأكون، كوني سعيدة و سأكون، ركزي على ما انتِ عليه، ثم سأكون، ابنتي و حبيبتي انتِ، استيقظي”
فتحت عيناي على سقف غرفتي، لم احضن بيتر، لم احضنهم، لما دفعني هكذا؟ اشعر بالاختناق
تجمعت الدموع بسرعة بمحجراي، اخذت تصب بحرقة و شهقاتي ليست اقل حرقة منهما، شهقاتي و اجهاشي بالابكاء، لم اودعهم اهخ، لم اودعهم لم تتح لي الفرصة
————
فتح باب الغرفة بسرعة لتكون كاترينا خلفه، اقلقتها شهقات فيفيان العالية حد الموت، ركضت لها بسرعة اخذة اياها بين احضانها “يا الهي مالذي حدث؟ فيفيان؟! مالامر!!؟”
ارتمت فيفيان في احضان كاترينا مواصلة البكاء “امي تركتني.. تركتني مرة اخرى، مجدداً تركتني، ابي و اخي، اهخ لقد عدت من جديد، ابي… اريدهم.. انا فقط اريدهم ” تعالت شهقاتها
عضت كاترينا على شفتيها تمسح على شعر فيفيان، بينما فريدريك كان امام الباب ينظر،
-“انا عندكِ فيفيان، كوالدتك تماماً، لستِ وحيدة ابنتي انتِ معي، لديكِ عائلة فيفيان” بدأت تغرق فيفيان بكلماتها المطامئنة، حتى غفت فيفيان بين احضانها
••••
استيقظ سولفير الساعة السابعة فجراً، هذا موعد خروج فاليرو من منزله عادةً، لذا فأن مينا تستطيع الرد دون عقبات
تفحص هاتفه بعدم ارتياح، لم ترد فيفيان على رسائله، هل هناك خطب ما؟
اجفل على اهتزاز هاتفه بين كفه فجأة، ليظهر اسم (الاب) على شاشته، فتح الاتصال واضعاً اياه على مكبر الصوت “مالامر ابي؟” سال سولفير بنعس
-“اين انت؟” سأل فريدريك
-“روما” اجاب سولفير بنبرة ناعسة
همهم فريدريك على اجابة ابنه، كانه اخبره انه في منزل صديقة الذي في الحي الاخر وليس ببلد اخر، على اي حال هو لن يتدخل، قارب ابنه على دخول الثلاثين
-“خطيبتك، فيفيان لا اعتقد انها بحالة جيدة”
نظر سولفير الى شاشة الهاتف يتاكد من اسم المتصل، لكنه والده، الم يكن معارضاً على هذه الخطبة؟ اذاً ما هذا الاهتمام؟
-“مجدداً؟ هل انهارت سابقاً؟ مناعتها ضعيفة؟” اغرق فريدريك ابنه بالاسئلة هذه، بينما توقف سولفير عن الحركة، مناعتها؟ لم تنهار بالبكاء؟
-“مهلاً هي مريضة؟” اتى صوت سولفير الجدي
-“اجل، التقطت مرضاً ما، لكنها ايضاً لا تبدو جيدة نفسياً، كانت تبكي فجراً، هدأتها والدتك حتى نامت بين احضانها”
حك سولفير قفاه، اخذ يسير يمينا و يساراً بالغرفة، كان يهدأها و لم تتحسن الا بعض ايام، كيف ستكون ان كانت وحيدة؟ هل والدته تستطيع الاعتناء بالامر
-“لا اعتقد استطيع العودة يا ابي، علي التخلص من فاليرو و قد تقدمت خطوة مهمة بالفعل، قد اتأخر اربعة ايام على اقل تقدير”
-“لا ادري ادوارد لا تبرر لي، لديك خطيبة بدون عائلة، انا فقط اخبرك بالامر و انت من ستجد الحل لا انا”
تنهد سولفير بقلة حيلة، فاركاً عيناه بابهامه و سبابته “سأنتهي من عملي باسرع ما يمكنني”
ودعة فريدريك مغلقاً الخط، ليتامل سولفير الهاتف حتى انفجر صارخاً على الهاتف “واللعنة ما فائدة هذا الاتصال الان!!! تخبرني انها مريضة ثم علي الاعتناء بالامر!! كيف هل سأطير مثلاً الى موسكو الان مثلاً!!؟ غير معقول!”
تنفس بغضب حتى هدأ بعد ثواني “دعني اتصل به مرة اخرى لا بأس ادوارد لا بأس”
حمل هاتفة يتصل على فريدريك ليحمله الاخر “ماذا الان؟”
-“هل انتَ بالمنزل؟ ان كنت بالمنزل دعني اتكلم مع فيفيان، لا اعتقد انها سترد علي ان اتصلت بها”
همهم فريدريك طالباً من سولفير الانتظار قليلاً،
اتى صوته الخافت “انها مريضة لا تجرحها او شيء”
نظر سولفير الى الاسم على الهاتف مجدداً، انه والده حقاً..
اتى صوت فيفيان المتعب على الخط ليجذب انتباهه مرة اخرى “مالامر؟”
ازدرد ريقه “فيفياني، كيف حالك؟” اتت نبرته بألطف ما يمكن
ثواني قصيرة قضت ليأتي الرد “اشعر بالاختناق، ماذا تريد؟”
بلل شفتيه بلسانه، علم ما حالها الان، لو كانت معه لاحتجزت نفسها كالعادة منعزلة لكنها تخجل من والديه، لا تستطيع طردهما او ما شابه، بدأ شعور الرضا يتسلل له بشأن تركها هناك
-“انه بالخارج، انا وحدي” اجابت تدفن رأسها في الوسادة
فريدريك مراعٍ للغاية مع فيفيان، هذا ما فكر به سولفير، ربما ظلمه بعض الشيء اثناء كلامه عنه مع فيفيان
-“هل اغلق الهاتف و تعودين للنوم؟”
اراد اغلاق الهاتف الا انه توقف عندما علت شهقات فيفيان عبر الهاتف، لذلك جلس على الكنبة يستمع الى شهقاتها بصمت، دون النطق و مقاطعتها
-“لقد رأيت امي بالمنام.. ابي و بيتر كذلك، اهغ”
فهم الامر، اذاً انهيارها بسبب المنام،
-“عندما اعود سنذهب لزيارتهم، ركزي على صحتك، تفكـ”
-“كانوا خائبين الامال مني، بسبب تفكيري بهم، كانوا يعلمون انهم ليسوا احياء، ادركوا موتهم سولفير.. لقد اخبرني كيف شعر عند موته سولفير، كان متعباً اهغ لقد كان متعباً بسببي”
ازدرد سولفير ريقه، مالذي عليه فعله الان؟ هل تسميهم الكنيسة اوغاد الشياطين لعبثهم بروحها؟ مهلاً هل من الجيد اصطحابها الى الكنيسة؟
-“ثلاثتهم اخبروني بتخطي الامر و عيش حياتي كما يجب..” قالتها بعد تهدئه نفسها، لكن نبرتها الباكية لا تزال حاضرة في كلامها
-“هذا..” نبس سولفير يحاول انتقاء كلماته جيداً، ثم اردف بهدوء “تخطي الامر لن يجعلهم خائبين منكِ، هل تخافين نسيانهم؟”
ظهر صوت استنشاقها للهواء بصعوبة، لتومئ له كأنها
يراها، لكنها اومأت بينها و بين نفسها،
سكوتها يعني الوافقة، لذلك استرسل بنبرة لطيفة “التخطي لا يعني النسيان، بل متابعة الحياة، فيفياني.. لقد توقفتي عن الحياة حداداً عليهم لسنة و نصف، ماذا عن استمراركِ بحبهم دون حداد؟ احبيهم كما يرغب قلبك، لكن كفاكِ بكاءً، كفاكِ حزناً، هذا ما يعني التخطي، ليس النسيان، بل التقبل و الاستمرار بالعيش كما يجب”
بعض الثواني الصامتة، لقد فهمت ما يقوله، حينها قالت بتعب باكٍ “ارغب بالنوم، انا حقاً منزعجة من صوتك اكثر من حلمي”
-“هاه؟” اتى صوت سولفير مستنكراً “مالذي فعلته انا؟”
-“اذهب الى احدى اليابانيات و اتركني اتعفن هنا، اخبرتك اريد النوم”
-“في الحقيقة انا في روما.. غادرت اليابان”
صمتت فيفيان عدة ثواني لتردف بسخط “عليكَ اللعنة، اذهب الى احدى الرومانيات ساغلق الخط”
قبل ان يرد سولفير سمع صوت اغلاق السماعة، رمش عدة مرات ثم انفجر ضاحكاً، شخصيتها و هي مريضة جديدة عليه، لم يراها بهذا الشكل من قبل
توجه الى الابريق الكهربائي يعد لنفسه بعض القهوة، ثم قلب في هاتفه حتى اظهر رقم مينا، اسقط ابتسامته الخفيفة تلك و بحمحمه منه عاد الى جديته، اتصل على مينا، عدة رنات حتى اجابت عليه
قال بلكنه انجليزية “مينا من معك الان هو سولفير..”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 24"