اخرج سولفير ليو و ديمتري من غرفته ليرتمي بتعب على سريره، التقط هاتفه الذي اخذه سابقاً من الكنبة، و فتح المحادثة تلك، لم يفكر بما سيرد فهو باشر بالاتصال عليها كاميرا
عدة رنات حتى فتحت فيفيان المكالمة، كانت متفاجأة من غيابة دون رد ثم اتصاله عليها بالكاميرا
خلع سولفير قناعة “ارني القميص مرة اخرى”
رمشت فيفيان عدة مرات ثم ضحكت “الهي ظننت انك ستغضب”
-“لما ساغضب؟ ثم لما هو كبير هكذا؟ هل كان فرق الحجم بيننا كبير لذلك الحد؟”
ثبتت فيفيان هاتفها على تسريحة الغرفة “هل بسفرك الى اليابان نسيت كيف ابدو؟”
-“مهلاً ماذا!؟” خرج سؤاله بنبرة متفاجأة، ثم استرسل “كيف؟”
اخرجت فيفيان قميصاً رسمياً من دولابه مع ربطة عنق “ارسالك صورة عليها كتابة يابانية ثم تسالني كيف؟ ماذا تظنني؟”
-“لم اقصد اخفاء الامر، انا فقـ.. مهلاً مالذي تفعليه!!” قطع سولفير كلامه حين رأى فيفيان تريد خلع القميص، لكنه صمت حين رأى قميصها اسفله
التفتت فيفيان الى الشاشة “ماذا بك؟ اكمل ما كنت تقوله بينما اجرب باقي الثياب، لقد اعجبني الامر”
ضحك سولفير بتكلف يطمطم على ظنه الاحمق، بالطبع لن تخلع ثيابها امامه، “فقط ظننت انكِ قد تنزعجين كثيراً او تقلقين”
اقتربت فيفيان تجاه الهاتف فورائه المرآة، اخذت تعدل ربطة العنق “ثم اجد زوجي الحذر على مشاعري قد سافر الى اليابان” اكملت كلامها وهي تنظر له عبر الهاتف
نظر الى تفاصيلها عبر الهاتف، تلك التفاصيل الغريبة، تجعل مشاعره اغرب، فقط قميصه على جسدها، فلماذا يدقق كيف ان حواف قميصه تصل الى منتصف فخذها، كيف ان الزر العلوي الذي يصل الى ترقوته قد دنى الى الاسفل مظهراً بداية فتحة صدرها، كيف لاكمام قميصه ان تكون بهذا الطول
فقط كيف لقميص رجالي ان يكون بهذا الجنون و الاثارة فقط لان فتاة ارتدته، حتى ادرك امر ما،
هذا كله لانها هي من ارتدته، تماماً كما حدث مع الفستان الازرق سابقاً، فقط حين اردته تحول من الفستان الساتر الى فستان كاشف يصرخ بتفاصيل جسدها
لن يمنع نفسه من النظر و التأمل في تفاصيلها، فعلى العكس الان، هي زوجته، ملكاً له، و خاصته، فتاته الخاصة التي لا يحتاج لتشتيت فكرة لكي لا ينظر لها بطريقة مختلفة كالسابق، على الرغم من هذا
كل ما يشتاق له الان هو حضنها و ملامسة خصلاتها الناعمة، لا بأس ببعض القبلات ايضاً، على الرغم من تقبيلها مرتين، لكنه يتوق للكثير من هذه القبل
مرر يده على شعره يهدئ من روع افكاره تلك، عائداً الى محور حديثهما باستسلام “انا اسف، فقط لم استطع فعل الامر كما يجب”
فتحت فيفيان الادراج “لا بأس فقط احرص على القدوم سالماً، لما لا توجد ارواج هنا؟”
تنهد سولفير “ربما لانها غرفتي؟”
اغلقت فيفيان الادراج “غير مهم، ساغير ثيابي الى خاصتك، لا باس ان خرجت بهم؟”
همهم سولفير بينما رمى هاتفه على السرير يبحث امر ما “افعلي ما ترغبين”
حالما التقط وحدة التحكم في التدفئة عاد الى هاتفه ليجد ان الصورة تشير الى السقف، لذلك اخذ ينتظر قدومها، بعض دقائق حتى حملت فيفيان الهاتف “ساذهب الان اشعر بالنعس، والدتك مثلك تماماً، تاتي لايقاظي صباحاً حتى و ان لم يكن هناك حاجة”
-“ما فائدة نومكِ صباحاً على اي حال”
استلقت فيفيان على السرير تغطي نفسها “ما فائدة استيقاظي صباحاً؟”
-“فيفي… كم عمركِ بالضبط؟” كان يبدو واضحاً انه يفعل امر ما غير منتبه الى الكاميرا
بينما صمتت فيفيان، لقد دلعها، بعض الصراصير اتجهت الى معدتها، لكنها همهمت له مغلقة المكالمة، اغمضت عيناها مباشرة تطرد تلك الصراصير لكنها فتحت عينيها على مصرعيها فجأة، لقد اغلقت الخط في وجهه دون توديعه، لذلك حملت هاتفها بسرعه من جديد
-تصبح على خير
-تصبحين على خير
اغلقت فيفيان الهاتف تدفن وجهها بالوسادة، نظرت الى النافذة لتجد السماء تهطل بثلوجها على الارض، تلألأت عينيها تتامل المنظر، حتى استقامت مرة اخرى، خرجت من الغرفة بهدوء، لا احد هنا، لذلك ركضت على اطراف اصابعها الى الباب الخارجي، هناك بعض الثلوج السابقة على الارض لكنها لم ترى السماء و هي تثلج، لم تلعب بالثلج منذ وقت طويل، الجو بارد للغاية، لكنها خرجت الى ساحة المنزل الامامية، ارتمت على الثلج بحماس، فقط لو كان سولفير هنا و لعبا مع بعضهما البعض، هذا ما فكرت به فيفيان وقتها
تماماً مثلما لعبا تحت المطر
اخذت تنظر الى السماء و الثلج شرع يتجمع على شعرها، لكنها رفعت راسها حين اتى صوت كرستين “ماذا تفعلين؟ ستمرضين”
حملت فيفيان كره ثلج بيدها لترميه على كرستين، توقفت كرستين عن الكلام، لكنها ركضت فجأة نحو فيفيان تقفز عليها، اخذت بعض الثلج و فركته على وجه فيفيان “هل تعبثين معي!” بنبرة ضاحكة اخذتنا تلعبان في الثلج
————
احضرت كرستين غطاء اخر الى فيفيان “خذيه”
اخذته فيفيان من يدها بعطسة “شكراً لك، لم اتوقع انضمامك لي”
-“ستتعرفين اكثر علي مع الوقت، الثلج ملعب حتى للمسنين وليس للاطفال فقط” قالتها و هي تعطي فيفيان كوب الشوكولاة
تقبلت فيفيان الكوب بابتسامة “سنمرض بلا شك”
-“لا بأس، لدي بالفعل درج مليء بالشوكولاة سريعة التحضير، و خافضات حرارة لدى امي، كل شيء تحت السيطرة” انهت جملتها ترتمي على الكنبة، ثم استرسلت “ماذا عن التدريب مع ابي؟ قال لي ان اساعدك ايضاً”
احست فيفيان باللسع من حرارة الشوكولاة، لكنها اجابت بعد ثواني “انا فقط اتبع ما يقول”
همهمت كرستين “ماذا عن اخي؟ هل يعرف؟”
رمشت فيفيان عدة مرات “لا، يبدو ان والدكِ لا يرغب باعلامه، لا ادري، تبدو علاقتهم متوترة للغاية”
همهمت كرستين تاخذ رشفة من الشوكولاة الحارة “والدي قد ظلم ادوارد كثيراً، لذلك يكره ادوارد تدخل والدي في شؤونه، قد يبدو انه لا يمانع وجود ابي و يدردش معه بعض الاحيان و كذلك لم يقطع معه التواصل، لكنه يفقد اعصابه بسهولة عندما يزعجه ابي”
صوبت فيفيان انتباهها اكثر “لما؟”
نظرت كرستين الى فيفيان بورطة اكثر، انها تشرح سؤون ادوارد دون اذن منه، والامر يثقلها، لكن من امامها هي خطيبته، من الظلم عدم اخبارها “كان ابي قاسياً للغاية، اجبره على الدخول في هذا العمل منذ الصغر”
•••
اخذ فريدريك فيفيان مجدداً الى مكان التدريب الخاص بهم، اثناء الطريق كان يشرح لها بعض الملاحظات “الاسلحة كبيرة و بارزة، تحملينها في حقيبتك عند الحفلات، و بنطالك في الايام العادية”
-“لكنه ثقيل..”
لينظر فريدريك لها مضيفاً “و غير مريح، لكن لا تستطيعين فعل امر عدى الانصياع له”
همهمت فيفيان, كلامها مع كرستين كان يرن في اذنها حتى الان، لم يبدو سولفير متضايقاً عند حديثه عن عمله، لما اخفى عنها جانباً من القصة.. “منذ متى اخذت عائلتكم هذا الطريق؟” سالت بهدوء
-“جدي بدأ هذه الرحلة، لقد تيتم بمراهقته في الحرب، اراد التطوع في الجيش، لكن تم رفضه بسبب سجله، كان مجرماً قبل ان يفكر بالتضحية لاجل الوطن، تعلمين عقول المراهقين كيف هي مندفعة للافكار”
استرسل ” و قد اراد تدمير حياته بيأس و الموت باي طريقة عدى الانتحار حين رُفِضَ، لذلك بدا التردد على العصابات حتى دعمته احداهن من اجل القتل، رضى بالامر لظنه انه سيموت لهدف ما”
-“انه انتحار بغض النظر..”
همهم فريدريك “كان عجولاً للموت، لكنه انخرط في هذه الحياة بعد ان فُتِنَ بابنة احد رجال كبار المافيا، عندها لم يستطع الخروج”
-“و توارثتم هذه المهنة، ماذا إن رفض احد الابناء العمل بها؟”
نظر فريدريك الى فيفيان دون رد، الكثير من الافكار و التساؤلات هاجمت عقله، لكنه اجاب بعدها “لا يوجد هذا الخيار، عليه الانخراط في هذا العالم او سيموت”
ارادت فيفيان الاعتراض، فلا يحق لهم اخذ قرار الاجيال الاتية بدلاً منهم، لكن فريدريك لم يسمح لها بالاعتراض “ابنتي، نحن قتلة وليس مافياً، ما فعلناه ليس داخل اطار الاختطاف و السيطرة و المخدرات، قتلنا الرؤساء من الاعداء و الحلفاء، الثأر يبقى في نفوس العوائل حتى لو مضى على الحادثة مئة عام”
طأطأت فيفيان رأسها دون قول شيء، حتى و إن اعترضت فلن يصغي لها احد، ولا حتى المنطق، مشاعرها من تحكم على سوء الامر لكن المنطق لا، فقط تجرعت الامر على مضض تنظر الى النافذة، تعلن انسحابها من هذا النقاش
————
-“فيفيان مالذي تفعلينه؟!” اتى الصوت متعجباً حين وقف مقابلاً لها بينما تشير بالمسدس
رفعت فيفيان راسها تكسر وضعية التصويب “ماذا فعلت الان؟ اين الخطأ؟” سألت بنبرة حائرة، حاولت تطبيق كل ما قاله لها و هي تتقدم بشكل جيد
-“هل تغمضين عين و تفتحين الاخرى؟” رفع حاجبيه باستنكار
اومأت فيفيان “الامر مستحيل ان اوازن علامات التصويب بعيناي الاثنين
مسح فريدريك على لحيته “الامر صحيح لكن لا تجري الامور هكذا، المحيط مهم و اغلاقك لعين واحدة يعني غياب تلك الجهة عن حواسك و ادراككِ هل تفهمين؟”
انزلت فيفيان المسدس تركز انتباهها على كلامه “كيف اذاً؟”
اشار فريدريك لها ان ترفع المسدس كي تطبق مباشرةً ما يقوله “اسمعي، صوبي انتباهك على جهة واحدة، افتحي عينيك الاثنتين، ثم ركزي على العلامة باحد الجهتين، لا توازني بين العينين”
من يسمعه سيظن انه يتكلم بالهراء، لكنها التقطت ما عناه و فعلته مباشرة، اصاباتها كانت افضل بكثير من اول مرة، لكنها كرد فعل طبيعي لارتداد المسدس اثناء الانطلاق، اخذت تخفض المسدس قبل ان تطلق بلحظات
تنهد فريدريك اخذاً المسدس من يدها “انتبهي لما سافعله”
سلمت فيفيان له المسدس مبتعدة عدة انشات عنه بايماءة، صوب على اللوحة يشرح “انظري، حين اضغط على زناد المسدس، اخفض ساعدي قليلاً و بقوة كي لا يرتد كثيراً” انهى كلامه يطبقه ليصيب منتصف الدائرة
حول بحدقتيه لها “هذا امر يخطئ به الجميع بالبداية، انزالك لساعدك قبل ضغطك على الزناد سيحرف الرصاصة الى الاسفل” اكمل كلامه يقلد حركتها
اومأت له فيفيان ليسلمها هو سلاحها، صوبت مرة اخرى على اللوحة، و لاول مرة تكون قريبة على الدوائر المتوسطة
ابتسم فريدريك برضى “استمري بهذا اليوم، و غداً سنبعد اللائحة قليلاً”
ابتسمت فيفيان بينما امتلأت معدتها بالدغدغة، مدحه لها يعني تقبله لها
استمرت على التدرب حتى انهك جسدها تماما، بينما يراقبها فريدريك دون ازاحة عينيه عنها، اعجبه عدم انخراطها بمشاعر اليأس كي تبقى جانب ابنه، و ركزت على التعلم فقط بهدوء، لم تقل كلاماً زائداً تمدح نفسها، كان قلقاً من كونها ستركز على الكلام و التذمر مهملة تفاصيل التدريب، لكن هذه الفتاة تركز على تطوير ذاتها لذاتها، وليس لاجل ابنه،
لقد درب الكثيرين، اجباراً، و بالرضى، من كانوا محتاجين، و من كانوا مدينين، من كان لهم ثأر ما، و غيره
ليقرر التاكد من ظنه حين سألها “ما رأيكِ بفكرة التدريب هذه يا ابنتي؟ رغم كونكِ امنة مع ابني و بيننا، هل تجدين من السيء اجباركِ؟” سأل بنبرة ابوية و ملامح حنونة
انزلت فيفيان السلاح بنظرات مستنكرة تملأها الغرابة من هذا التغير المفاجئ، ألم يجدر به طرح هذا السؤال مبكراً؟
لكنها نفت برأسها “كلا، إن كان امناً حقاً لما اضطررت لامساك هذا السلاح مرتين قبلاً” نظرت الى السلاح ثم اعادت بنظره اليه
-“هل تشعرين بالقلق من عدم قدرة بُني على حمايتكِ؟”
-“هذا” قالت فيفيان تفكر، ثم استرسلت “لمّا تستمرون بطرح اسئلة تعلمون اجابتها بالفعل؟ اعني انا لا افهم السبب”
ظهر شبح ابتسامة على ثغر فريدريك، انها مباشرة، لا تدور و لا ترضى بالدوران حولها “على ماذا تشيرين فيفيان؟ مالذي اعلمه؟” سأل يجبرها على التكلم، هي محقة، يعلم ما حدث لها بالملهى كما علمت ابنته، بالرغم من حجب ادوارد لجميع التفاصيل منذ اليوم الذي التقطها به الى الان، لكنه عجز عن حذف تلك السنة و النصف المشئومة من سجلها
علمت فيفيان انه يعبث لغرض ما، لكن ليعبث مع احد اخر، هي خطيبة ابنه لذلك لن تلعب معه لعبة الالغاز هذه “التخلي عني، النصب علي، خيانة العقد معي و بيعي، هذا ما اشير عليه، الهجوم على منزل ادوارد، و اصابة ادوارد بنفسه، هذا جميعه معلوم لكم لكنكم تسألوني كأنه..” صمتت تفكر في كلمة تعبر جيداً عنها، لتسترسل “هل يتم اختباري؟”
صمت فريدريك ثم ضحك بنبرته الغليضة “فيفيان ابنتي، انا اضحك ليس استهزاءً” اكمل جملته يريح بظهره على المقعد، ليشير لها ان تجلس ايضاً
جلست فيفيان تنظر له بعدم ارتياح، ليسترسل بكلامه بوجهه البشوش، لم تسقط عن معالمه علامات الضحك “معرفتكِ لغايتنا و مصارحتنا به بينما نحاول معرفة الحقيقة من بين السطور، أمر غريب بعض الشيء، لكنني سأوضح الامر” اخذت نبرته تزداد جدية شيئاً فشيئاً
-“المباشرة تنجح معنا احياناً، الدخول في صلب الموضوع، لكن هذا لا يعني ان باقي البشر كذلك، قد تحتاجين للتحدث ببعض الهراء من اجل الوصول لما تريديه، عليكِ ادراك الامر منذ ان دخلتي الى هذا المجتمع القذر”
زمت فيفيان شفتيها، كل شيء يرتبط بالمجتمع، المجتمع و المجتمع، اللعنة على هذا المجتمع
-“ما فائدة الكلمات ان كانت لا تستعمل لغرضها؟ لما نختار التحدث بالهراء و ما لا نحتاجه في حين ان المباشرة تختصر علينا الجهد و الوقت؟”
اجاب فريدريك “انهم بعض البشر من يختارون الثرثرة بكل شيء عدى ما تحتاجينه، يستمتع البعض بهذا، و البعض يشك انكِ ترغبين باستغلاله لذلك يصعب الامر، لذلك ستسالينه عن ما لا يهم كي يثرثر بالمهم”
همهمت فيفيان له دون رد، اي رد سترد على رجل في الخمسينيات من عمره؟ و هي كالدودة الصغيرة بخبرة قليلة جانبه، حتى و ان لم تقتنع فليس من الادب الرد عليه
عطسة داهمت فيفيان وسط الكلام ليبتسم فريدريك “هذا كافٍ لليوم” اكمل جملته يستقيم من كرسيه
••••
-“سيأتي الطعام بعد قليل” قال ديمتري داخلاً الى الغرفة
كان سولفير و ليو على الطاولة يناقشان الخطة، امامهم صور الجميع، فاليرو و زرجته مينا، و ابنهما لوثر
اعترض ديمتري بامتعاض “سيكون من الافضل بقاء احدنا هنا، من سيراقب ريوتا ان ذهبنا جميعنا الى ايطاليا؟”
نظر سولفير له “كنت ساقول لاحد الرجال ان ياتي هنا لمراقبته، لكن هل ترغب بالبقاء؟”
رمش ديمتري عدة مرات، ظن ان سولفير سيصمته دون استماع، حك خلف اذنه بارتباك “حسناً، لا مانع لدي.. الا تحتاجني في ايطاليا؟”
اعاد سولفير بصره الى الاوراق “كنت ستذهب كجاسوس في منزل فاليرو، شكلك يناسب الايطاليين اكثر من ليو، خادم او سائق و ما شابه لكن لا بأس”
اخذ ديمتري مقعداً بجانبهم “ماهي الخطة بالتحديد؟”
شبك سولفير اصابعه ببعضهم، شارعاً بالشرح “سنراقب فقط تحركات مينا، عادة ما تخرج من اجل الجمعيات الخيرية و ما شابه، لكن هناك حراس زوجها لن نستطيع التكلم معها بشكل مباشر”
-“اذاً؟” سال ديمتري يرفع احد حاجبيه
-“شكل ليو يصرخ بكونه من بلد اخر، لا حاجة له للكذب يستطيع القول انه من روسيا، كسائح غبي يلتقط صوراً لهذا و ذاك، يطلب من مينا التقاط بعض الصور لها طالما انها اسرت قلبه”
رفع ديمتري نظره الى ليو ليجده يزيف مشاعر الحب و العذاب، هذا الرجل مقرف بتصرفاته
اكمل سولفير يشد انتباههما “في حال رفضت هي عرضه، سيكون قد اخذ لها صورةً بالفعل، و يعتذر عن اخذه لها دون اذن، و يسلمها فقط الصورة”
ثم استرسل ينظر الى ديمتري “في ظهر الصورة هناك رسالة لها بطلب مساعدتها و بالمقابل تخليصها من زوجها”
-“و هل سترضى؟” سال ديمتري بعدم ثقة
اراح سولفير ظهره على الكنبة الجلد “سترضى، و إن لم ترضى فسادفعك بين الحرس فشكلك شبيه بالايطاليين ستضيع بينهم، ثم تتناقش معها او تهددها اياً يكن”
رفع رأسه للسقف “فقط في حال بقائك هنا، قد اضطر للتدخل بنفسي”
التدخل بنفسه اي دون الالتفاف حولهم، دون الاهتمام بمقدار الضرر، يدخل و يخرج معه ما يريد، بالتاكيد لن يفعل هذا
فكر سولفير عدة لحظات ثم اردف “حسنا ستبقى لمراقبة ريوتا، احجز لي و لليو الى روما”
اومأ ديميتري له مخرجاً هاتفة متجهاً الى خارج الغرفة مجدداً، بينما كانت عينا سولفير لاتزال على السقف
جذب انتباهه صوت ليو “هل حقاً يستحق الامر كل هذا العناء؟”
مسح ليو على قفاه يتكأ بعكسيه على ركبتيه، استرق النظر الى سولفير ليتاكد من ردك فعله، لكنه كان على نفس وضعيته تلك عدى حدقتيه التي ركزت على ليو بصمت
تنهد ليو”لا ارغب بافتعال مشكلة معك، لا احب هذا لقد حللنا مشاكلنا منذ فترة قصيرة، لكن لما تفعل هذا لها؟ هل كنتَ تحبها نظراً لعملها بنفس الملهى الذي ترددت عليه؟ اصبحت عدواً لاساف فقط بسببها”
ظل سولفير ينظر له دون كلام، هل يحاول حرقه بنظراته ام انه يفكر؟
تنهد ليو لعدم سماعه الجواب، لكن سولفير اجاب بعدها “انا لا احبها، لم تجذب نظري،اعلم انها كانت نادلة، لكن لم تتبعها عيناي قط،
وهذا لا يعني تركها، لم تكن انت من سجدت عند قدميه لشدة الاصابات ليو، و لم تكن انت من سمعت رجائها، صوتها يطن في اذني في كل مرة تاتي فكرة التخلي عنها عندي، رجائها، بكائها، لقد فقدت الوعي بين يدي انا الذي بسهولة كنت استطيع تسلميها لهم او اغتصابها ايضاً، لذلك لن تفهم طالما لم يحدث هذا معك”
صمت ليو دون كلام، سولفير ليس ذلك الرجل متحجر القلب، و هو كذلك ليس عديم الضمير ليرفض هذا السبب، ربما كلمات سولفير هذه جعلته يميل له بانقاذ فيفيان و حمايتها الان، هو يقدر سولفير لدرجة اسقاط نفسه وسط الجحيم إن اراد سولفير هذا، لقد اصبح مساعد سولفير عندما ساعده على قتل والده، بعد هرب والدته مع عشيقها و تركها لليو و شقيقته لارين الصغيرة مع والدهم السكير، صبر ليو على كل شيء حتى يكبر و يستطيع اخذ لارين معه دون مشاكل، لكن طفح به الكيل قبل ان يتمم الثامن عشر من عمره، عند اكتشافه لتحرش والده بلارين، حينها اخذ يبحث عن من يساعده للنجاة، لكن انغلقت جميع الابواب فلم تكن الاموال تكفي لربع المبلغ الذي يطلبونه، تمطر الحياة بفرصها على من لا يطلبها، بينما تغلق ابوابها على البؤساء
اما الشرطة، فقد حاول الابلاغ عن والده، لكن تم طرده من المنزل لا غير، اضطرت لارين لنفي هذا الاتهام امام الشرطة، و كذلك اتقن والده دور الاب الصالح، و قد غطى الامر بان ابنه الشقي غاضب منه، بعد ان وبخه والده عند رؤيته يدخن، و اراد فقط الانتقام
كمثل جميع اليائسين حينها، ذهب للكنيسة يبكي اثناء الصلاة و يتمتم بان يلعن الرب والده الحقير، حتى سمع اثناء بكائه لصوت خافت “هل ترغب بقتله؟ ام فقط تعذيبه؟ ابعاده؟”
رفع ليو رأسه نحو الصوت، ليرى فتى يبدو في بداية العشرين من عمره، لم يعلم كم عمره فوجهه مغطى بقبعة قميصه، ظلت الدموع تجري من عيونه كالنهر، هل هذا مخبول ام يستهزء به؟
التفت الفتى الى ليو ليبان لثامه الاسود “هل كانت صلاتك مجرد كلمات غاضبة؟ لم تكن تعني ما تقول؟” اتى الصوت الهادئ مستنكراً
-“ليس و كأنك تعرف شيئاً، هل تستهزء بي؟ لما تسترق السمع لصلوات الاخرين!” لو امتلك ليو اموال التعويض، كان سيبرح هذا الفتى ضرباً دون شك، لكنه اكتفى بغرز اظافره في كف يده
-“ماذا لو كنت اعلم الكثير؟ و استطيع فعل الاكثر؟ هل ترغب بمساعدة؟” سأل الفتى دون اي علامة للمزاح
رمش ليو عدة مرات، مسح دموعه ينظر بجدية له “ماذا ستفعل لي؟ ماذا تريد مقابلاً؟ لا املك الكثير من الاموال”
اجاب الفتى ناظراً الى تمثال الصليب الذي امامه “بين احضان الرب لا يقلق العبد، لا من سوء و لا من اموال، إن اراد العبد ان يقلق، فعليه القلق من غضب الرب فقط”
ثم استرسل يعيد ناظريه الى ليو “هل تدرس في الجامعة؟”
نفى ليو ليسال الاخر “ماذا ستدرس؟”
هذا الموقف الغريب و الحوار الاغرب لم يعد يماشي منطق ليو، لذلك تخلى ليو عن منطقه قافزاً في هذا الحوار الغريب دون بداية او نهاية او ربط حتى “طب إن استطعت”
ظهر شبح ابتسامه لم تُرى على ثغر الملثم، ليردف “كُن طبيبي و أعمل لي، هذا المقابل، دون مال”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 23"