كان سولفير منبطحاً على بطنه فوق احد البنايات العالية، و بين يديه قناصاً يراقب به صفقة اساف مع زعيم احد افرع الياكوزا، هيروشي ريوتا، الامور تسري بسلاسة بينهم
اتى صوت ليو خلفه “ديمتري جاهز، متى ستذهب؟”
ضغط سولفير على سماعته “ديمتري، انثر الاوراق في الشارع الرئيسي في لحظه خروج اساف، اعطه ترحيباً حاراً”
-“علم”
ترك سولفير قناصه حين تصافح كل من ريوتا و اساف، مفسحاً المجال لليو “راقب ما ان حدث اي امر خارج السيطرة، تعلم ما تفعله اليس كذلك”
اومأ ليو معطياً اياه الظرف “لا حاجة للتذكير”
اخذ سولفير الظرف من يده، و اتجه الى اسفل المبنى، حالما وصل الى الشارع اتى صوت ليو في سماعته “موقعك مكشوف يا سولفير”
سار سولفير الى احد الازقة الضيقة و القريبة، منتظراً خروج اساف، عندها اتى صوت مروحية عالية قادمة من بعيد،
ضغط سولفير على سماعته “ديمتري، انتظر حتى اقول لك”
اتى صوت الرجل المعني من السماعة “انتظركَ”
اتت ضحكات اساف، حيث يكلم احدهم من الهاتف “سارت الصفقة على ما يرام، اسيا تنتظرني”
عندها تكلم سولفير بصوت خافت بعد ان ضغط على سماعته”الان يا ديمتري” حيث وطأت قدم اساف على الشارع بدأت الاوراق بالهبوط على الشارع، لم يكن تهديداً الى اساف بل الى هيروشي ريوتا مباشرة، تهديداً مباشراً امام اساف
توقف اساف و حمايته عن الحركة ناظرين الى الامطار الورقية، امسك اساف احد الاوراق الهابطة و اخذ يلتفت بسرعة حوله، و اعاد النظر الى الورقة
الزعيم السابق، هيروشي كازوكي
الشقيق الاكبر لهيروشي ريوتا، تم كشف بعض الصور ذات المصدر الغامض لساعات قبل وفاته، تعرض بها اثار التعذيب و الضرب و الاذلال عارياً في البرد، قبل شهرين
كتبت هذه الجملة باليابانية و الانجليزية و الروسية، مع ثلاث اسطر فارغة بالاسفل، و صور لكازوكي عارياً ، علم اساف بان الامر يعنيه ايضاً بسبب اللغة الروسية، انها فضيحة تعنيه و تهدد ريوتا
شتم بعض الشتائم و هو ينظر حوله، لكن لا يوجد احد حتى ان المروحية تباعدت بعد نثرها للاوراق، ركب اساف سيارته بسرعة فاراً من المكان، عليه بالخروج من هذا الحي باسرع ما يمكن، هذا ما فكر به حين اتى احتمال وجود سولفير او احد تابعيه معه في نفس الحي،
ليخرج سولفير متجهاً الى داخل المبنى السابق بسرعة، اخرج مسدسه ممسكاً باحد الحرس “خذني الى ريوتا” قالها بالانجليزية
اراد الحارس المقاومة ليطلق سولفير على عضلة رجله، شاتماً بلغته الاصلية، ثم صوب على حارس اخر بمسدسه “هل سترشدني ام اطلق عليك؟” سأل سولفير بالانجليزية
ازدرد الحارس ريقه دون رد، ليومئ بعدها، سار سولفير وراء الحارس مخفياً المسدس في المسافة الصغيرة بينه و بين الحارس، سيخسر الحارس هذا اصبعاً على خيانته، افضل من خسارته لحياته بالكامل الان
حالما وصلاً الى الغرفة ضرب سولفير الحارس على قفاه مفقداً اياه وعيه، دخل الى الغرفة ليجد ريوتا ممسكاً بهاتفة يتكلم اليابانية بغضب اثناء نظره الى الشارع
سحب سولفير الجزء العلوي من مسدسه لياخذ انتباه ريوتا بطقطقة السلاح، عندما التفت البدين له اشهر سولفير بالسلاح في وجهه، و بحركة سريعة اشار له ان يجلس على الكرسي،
لم يغلق ريوتا هاتفه، مكتفياً بالجلوس متبعاً اوامر سولفير،
تقدم الملثم مشيرا بالسلاح على راس ريوتا، و بيده الاخرى اعطاه الظرف، فتح الاخر الظرف مخرجاً منه الورقة و الشريحة الذاكرة، فتح الورقة و اخذ يقرأ، و كل كلمة كانت تغير من لون وجهه، كانت نفس ما حملته الاوراق السابقة، مع اضافة في الاسطر الخالية
كشفت التسجيلات و بعض المصادر انه قُتِلَ بأمر من شقيقه الاصغر، هيروشي ريوتا، بطلب من القاتل X المعروف على مستوى اليابان
اشار سولفير الى ريوتا بان يذهب الى حاسوبه “ضع تلك الشريحة لتستمتع اكثر”
فعل الاخر مثل ما اراد سولفير، ليجلس سولفير على احد الكنبات الجلد، مشهراً باريحية على البدين بالمسدس، دقائق ليبدأ التسجيل بالعمل
كان باللغة اليابانية، يشرح المكالمات بين ريوتا و قاتل اخيه، و تسجيلات اخرى لمشاجرات بين الاخوة، قد تمت ترجمة التسجيل هذا سابقاً الى سولفير، فهو يعلم بالفعل ثقل التهديد هذا على ريوتا، خيانته لشقيقه تعني استعداده لخيانه الاعضاء ايضاً، بالتالي سيعدم من قبل باقي زعماء الافرع للياكوزا حين انتشار هذا التسجيل
لم يكمل ريوتا التسجيلات بل اغلق الحاسوب مباشرة “ماذا تريد؟ لم اتورط سوءاً مع المافيا الروسية، ما سبب هذا؟”
-“تواطئك معهم هو السبب، افسخ علاقاتك مع اساف، و ساحمي سمعتك بين باقي الياكوزا، دعمك له سيضرني”
-“غير ممكن، لقد عقدنا الصفقة للتو”
رفع سولفير كتفيه”افسخها كانها لم تكن، او اخبره انك تدعمني الان، سيعلم دون مشاكل”
-“من انت؟ ماذا سيربحني تعاقدي معك؟”
نظر سولفير الى الرجل الغبي امامه، هذا الرد مثير للسخرية، من رجل عليه التوسل راكعاً لأن لا يفتضح لكنه يبحث عن فائدة له بدلاً من ذلك، تنهد سولفير “انت لا تفهم الامر، لما وضعت نفسك في مكان الشريك بسرعة، انها حجة مجرد حجة، لن اتعاقد مع الياكوزا”
ثم اردف “ان تبحث عن ارباح، ستكون حياتك فقط، هيا اتصل به الان” انهى جملته و هو يشير بالمسدس الى هاتفه
رفع ريوتا شعره لضبط نفسه، مخرجاً هاتفه، كانت المكالمة السابقة قد اغلقت، لقد علم رجله الوضع بالتاكيد و هو يجهز الان ليحل الامر، اتصل باساف ليامره سولفير “مكبر الصوت الان”
فعل ريوتا الامر، عده رنات حتى اجاب اساف “مرحباً سيد هيروشي، هل من امر ما؟”
-“ايها الارعن لا تمثل الغباء، عقدي معك انتهى، عد الى بلدك” قالها ريوتا مغلقاً المكالمة في وجهه، ثم نظر الى سولفير
قام سولفير من مكانه، ضغط على سماعته يخاطب ريوتا “قد اذهب الان لكن اعلم انك مراقب”
عندما اكمل سولفير جملته انكسر زجاج مكتبه اثر رصاصة من الخارج، ثم ربت سولفير على كتف الرجل الاخر “قل لرجالك ان لا يعيقوا الامر اثناء خروجي”
—————
-“اليس الامر مبكراً؟” قالتها فيفيان و هي تتفحص المسدس
وضع فريدريك كفيه خلف ظهره”قد يعود ادوارد في اي وقت”
تنهدت فيفيان تحاول التصويب على الاشارات،
-“هل امسكتي واحداً من قبل؟”
-“اجل، مرتين” قالتها فيفيان بينما تمرر المسدس الى فريدريك
اقتربت فيفيان منه لتراه ياخذ احد الرصاصات “كي تدخلي احدهم، في حال وجدتي سلاحاً و ذخيرته بالخارج، تدفعين الرصاص الذي بالاعلى، و تدخلين الجديدة هكذا” شرح لها الامر اثناء فعله، ثم اعاد الذخيرة الى داخل المسدس
-“تسحبين الجزء العلوي بعد تاكدك انكِ ابطلتِ اجراءات السلامة، غالباً ما تكون الاسلحة لا تعمل مباشرة”
ثم اشار الى العلامة “لديكِ في مقدمة السلاح بالاعلى اشبه بنقطتين، و في النهايه فوق الفوهة بالمنتصف نقطه واحدة ( .•. )، عليكِ بوضع النقطة في المنتصف في الهدف، لتصيبيه، هكذا تصيبين الهدف”
اقتربت فيفيان منه تحاول النظر من منظوره، ليسترسل بالشرح “تحملين السلاح بكف، و بكفك الاخر تدعمين ثبات السلاح، كي لا يتضرر معصمك، انتبهي على مسكة السلاح، الجزء العلوي يعود للخلف في كل رصاصة تطلقينها، انتبهي ان لا يكون كفكِ فوق الجزء العلوي”
اكمل كلامه مطلقاً على اللوحة مصيباً لها، اخرج الذخيرة من السلاح معطياً اياه الى فيفيان “افعلي ما اخبرتك به”
اخذت فيفي السلاح و الذخيرة منه، متبعة خطواته التي كانت اصعب مما ظنته، كل شيء قوي و ثقيل
ارادت فيفيان سؤال فريدريك عما ان كانت كاترينا و كرستين ايضاً خضعتا لهذا، لكنها لم تعلم ما تناديهما به، لتتخلى عن هذه الفكرة
اطلقت فيفيان عدة رصاصات، لكن لم تصب احداهن الهدف ليعلق فريدريك “لا تميلي السلاح” تقدم منها اخذاً بكفها يؤشر على سلاميات الاصابع “سلاميتك العليا للسبابة، في وسطها تطلقين الرصاصة، لا في طرف الاصبع، ولا في السلامية الوسطى للسبابة، هذه الاختلافات ستجعل من سلاحكِ يميل اثناء الاطلاق فقط لا غير”
قضيا بعض الوقت الصعب الى فيفيان بالتدريب، حتى انتهيا بتقدم بسيط
ابتسم فريدريك و هو يمسح المسدس بقطعة قماش “انتِ تتعلمين جيداً، ساوصي كرستين ايضاً ان تعلمكِ البعض”
ليرفع نظره لها “كما ترين، فانا رجل كبير لا استطيع تعليمك الدفاع عن النفس”
————
في الطريق الى المنزل، بينما كانت فيفيان تتفرج على الشوارع بجانب فريدريك و هو يقود، اهتز هاتفها اثر الاشعار، حاملاً اسم ادوارد، تسللت ابتسامة الى ثغرها، لقد ارسل لها رسالة كما وعدها
فتحت الرسالة لتجد صورة لفستان ربيعي باللون الزهري على جسد لعابة المتجر، و تحته رسالة
هل هذا جميل؟ هل اخذه ام ابحث عن غيره؟-
دخلت فيفيان الى الصورة تتفحص الفستان، ذوقه جميل جداً، لكنها ضيقت عينيها عندما لاحظت الكتابة، هل هذه خرابيش اسيوية؟
-هل اخذت انت الصورة هذه؟
بعض الثواني كان يكتب بها حتى اتى الرد
اجل، هل تريدين رؤية المزيد؟-
-هذا جميل، اعجبني
حفظت فيفيان الصورة، ثم عرضتها على فريدريك “اي لغة هذه؟”
نظر فريدريك الى الصورة ثم اعاد بنظره الى الطريق “غالباً يابانية او صينية”
توسعت عينا فيفيان و هي تنظر مرة اخرى الى الصورة، اللعنة اين قفز هذا ؟
تجاهلت فكرة ان تسأل فريدريك عن مكان ابنه، و اخذت تنظر الى سقف السيارة بفراغ، ما هذه اللعنة التي حدثت للتو؟
وصلا الى المنزل، ليسمع كلاهما صوت كرستين من الداخل و هي تثرثر مع كاترينا، سارت فيفيان بخطوات بطيئة تتبع فريدريك حتى وصلا الى المطبخ، حيث يحتسيان الشاي، نظرت كرستين الى والدها ثم الى فيفيان، رمشت عدة مرات لتعيد بنظرها الى والدتها، ابتسمت لها كاترينا لتنظر كرستين مره الى فيفيان، قامت من مكانها “ما الذي تفعلينه هنا؟ هل سولفير معك؟”
طأطأت فيفيان راسها بارتباك، اخر لقاء بينهما كان غير جيد، كانت كرستين بحالة سيئة بسببها، نفت فيفيان برأسها “كلا، لقد احضرني و ذهب”
قوست كاترينا شفتيها بعدم فهم “هل تعرفان بعضكما البعض؟”
اومأت كرستين بابتسامة خفيفة “اجل، لقد بت مع اخي و فيفيان عدة ايام”
تقدمت فيفيان بخطوات بطيئة الى كرستين، بعض اللحظات مضت لتحتضن فيفيان الاخرى، احتضنها بدفئ دون قول شيء
وضعت كاترينا كفها على فمها “اوه يا الهي” ثم التفتت الى زوجها “دعنا نخرج عزيزي”
نظر فريدريك الى البنتين ثم الى زوجته بعدم فهم، لكنه خرج مع زوجته
مسحت فيفيان على رقبتها، بعيون تنضح ندماً “اسفة على اخر لقاء بيننا، لقد اثقلت على كاهلك الكثير، ارجو حقاً ان لا تكوني غاضبة مني”
طال الصمت قليلاً لتسترسل فيفيان “كان يتجنب تواصلنا معكِ، لاحظتُ الامر بعد ان كان يضعكِ في اول الاحتمالات لاستعين بكِ، اصبح يتجنب هذا الخيار او ذكره”
ظلت كرستين تنظر الى تلك الفتاة التي لو استطاعت لاصبحت غباراً من الندم و الحياء، لذلك انزلت من نفسها قليلاً كي يتسنى لها النظر في وجه فيفيان “استمعي لي، لم اكن لانهار لو لا اعتزازي بكِ، انتِ كالطفلة فيفيان وليس كالغريبة، مسؤوليات اخي هي كذلك مسؤولياتي و العكس، انا من عليه الاعتذار لعدم اعتنائي بكِ جيداً و دفعكِ للهروب”
زمت فيفيان شفتيها تمنع نفسها من البكاء، هي ليست طفلة كما يرون، لم يتبنوا طفلة وانما هي زوجة و فرد بالغ ايضاً
-“انا لست طفلة..”
نظرت كرستين بصمت ثم ضحكت “انتِ ظريفة، حسناً كالاخت الصغيرة انتِ بيننا 5 سنوات فقط، هل كان لديكِ اخوات؟”
تحركت كرستين تاخذ كوباً نظيفاً بينما جلست فيفيان على المائدة “كان لي اخ واحد فقط”
ابتسمت كرستين بينما تسكب الشاي “مثلي انا و اخي، لكنه اكبر مني”
تنهدت فيفيان تنظر الى كرستين و هي تسند خدها على كفها “انتِ تعلمين تفاصيل حياتي ايضاً، كسولفير تماماً، و تعلمين ان عائلتي ليست على قيد الحياة”
سكنت كرستين دون كلام، لتومئ بعدها بصمت “لم يكن الامر بيدي” عنت بهذا اخفاء الامر عن فيفيان
نفت فيفيان بينما تحتسي الشاي “انا لا الومكِ، ولا الوم اخيكِ، لا يوجد من الومه”
ثم استرسلت “هل سألتي بينما تعلمين انني اتذكر كل شيء؟”
نفت كرستين، تغير الجو فجأة، من تلك الجرو على وشك البكاء الى مستجوب
رفعت فيفيان شعرها “انا تذكرت في تلك الليلة، و قد اخبرني سولفير عن كل شيء بعد تذكري، اعني عمله”
توسعت عينا كرستين بانفعال “مستحيل!! هل اعطيته أي وعود!!؟”
اومأت فيفيان “خيرني بين الذهاب و مساعدتي بايجاد عمل و حياة اخرى، و البقاء هنا و الزواج منه”
وضعت كرستين كفها على فمها “يا الهي انتِ خطيبة ادوارد الان!!”
ابتسمت فيفيان بتكلف وهي تومأ “اجل، لكنه وغد بعض الشيء، احضرني هنا و سافر الى اليابان على ما اعتقد”
-“ياللهول لقد ابتعدت فتره لاستراح لكن انظر الى ما فاتني، هل حقاً سافر تاركاً اياكِ!”
اومأت فيفيان تتصنع الحزن “دون ان يخبرني، لقد علمت وحدي”
-“لا تقلقِ! سوف العن ايامه الباردة و الهادئة تلك!”
ضحكت فيفيان على كلام كرستين لتتذكر امر ما فجأة “اين والديك؟”
اشارت كرستين الى الباب “لابد انهما ارادا اعطائنا بعض الخصوصية، لنذهب عندهم”
اومأت فيفيان لتحمل هي كوبها بينما حملت كرستين صينية الاكواب متجهين الى الصالة، ليروا فريدريك و كاترينا امام التلفاز يتناقشان بانغماس، و حالما اقتربتا منهما علموا موضوع النقاش، وثائقي عن حياة الاسود و الغزلان،
-“اخبرك يا كاترينا انها غبية من يذهب لشرب الماء و الاسد امامه؟”
-“لم تنتبه له كيف لها ان تعلم بالاسد امامها و عيناها فقط على الجانبين”
-“بربكِ كاترينا” رد فريدريك بخيبة امل
لتلفت كاترينا الى كرستين و فيفيان بانفعال “الا توافقاني انها لا تراه!؟”
صمتت فيفيان تجلس لترد كرستين “لم يخلقني الرب غزالاً، حين يتم خلقي كغزال ساحرص على اخبارك” اكملت جملتها و هي تضع صينية الاكواب على الطاولة، لتردف بعدها “هل رأيتي وجه اخي؟”
اومأت فيفيان لها لتكمل الاخرى”اليس بشعاً؟”
كيف له ان يكون بشعاً و والداه و شقيقته آية في الجمال؟ هذا ما فكرت به فيفيان حين اتاها السؤال،
-“في الحقيقة ظننته مشوهاً، او يمتلك ندبةً ما، كان غريباً امر اخفاء وجهه و هو يستطيع ان ينفي وجودي بلمح البصر، ظللت افكر بالمغزى من هذا القناع بالبداية”
-“لا احد يعرف هويته لذلك يحرص ان لا يري وجهه الى الاخرين بهويته تلك، هذا يشكل خطراً عليهم وليس عليه” قالها فريدريك بينما يعدل من ثيابه، ثم اردف “ساذهب لاخذ قيلولة”
حالما غادر فريدريك سالت كرستين مباشرة “اذاً.. هل فعلتماها؟”
رمشت فيفيان عدة مرات بعدم فهم “ماذا؟”
ثم نظرت الى كاترينا التي تلألأت عيناها فجأةً، اه يقصدان ذلك الامر..
نفت فيفيان بسرعة “كلا كلا ابداً هو لم يلمسني حتى انتما تعلمان بطبعه انه متدين للغاية لا يمكنه فعل هذا”
لتختفي لمعة كاترينا و حماس كرستين، التفتت الابنة الى امها “امي هل يجدر بنا جعلهما يتزوجان بسرعة، ماذا تقولين فيفيان لما لا تتزوجان بسرعة؟”
هذا الوضع، خطير للغاية و محرج
حاولت فيفيان رمي الامر على سولفير “حسناً الامر ليس بيدي لقد اعطيته كله لادوارد، هو سيقرر متى الزفاف..”
-“حسناً هذا.. تعلمان ان عائلتي متوفية، لذلك لم اكن مهتمة بشيء مثل الزفاف سيكون كافياً لي قول الاقسام، لكنه لايزال لديه عائلة، لابد انكم تحبون رؤيته يتزوج بزفاف لائق، لذلك تركت الامر له” حاولت فيفيان تجميل الامر بابتسامة لكن هذا لم يفلح
-“ماذا عن اعمامكِ؟ عماتك؟ خالاتك و ما الى ذلك الا تملكين جدة او جد؟” سألت كاترينا
-“لدي لدي بالطبع” اجابت فيفيان على الفور ثم استرسلت “علاقتنا شبه منقطعة منذ وفاة عائلتي، لدي جدة واحدة ولا تعلم بامر وفاة عائلتي، انها كبيرة بالعمر و قد تتضرر من الخبر”
ارادت كرستين الانفعال اكثر الا كاترينا اوقفتها بلمسة خفية على كفها، لتجيب عليها “انتِ خطيبة اروارد، و ستصبحين زوجته قريباً، نحن كالعائلة الان بالفعل، و ستنضمين لنا رسمياً بعد الزفاف، تحملين نفس لقب سيلفادور كذلك، لذا لا تفكري بامر انه لا عائلة لكِ، انا امك و فريدريك ابوك، كرستين كذلك شقيقتكِ، لا تترددي حتى بدعوتنا بامي و ابي”
توسعت عينا فيفيان تشعر بدفئ كبير داخل صدرها، ما تقوله كاترينا قد يكون من ضمن المواساة، لكنه امر كبير الى فيفيان، عائلة اخرى من زوجها، اومأت لها بابتسامة خجلة “شكراً لكِ”
———
حل الليل حيث ذهب الجميع الى غرفهم للنوم، و كذلك ذهبت فيفيان، ظلت واقفة امام حقيبة ثيابها، لم تضع ثيابها بالدولاب لظنها انها لن تبقى الا بضعة ايام لكن يبدو ان زوجها الوغد قد غدر بها
اطلقت تنهيدة عميقة تفتح بها الدولاب،علقت بعض من ثيابها لتفتح بعدها اجرار القمصان المنزلية و الغير رسمية، لا يوجد مكان لقمصانها، لذلك اكتفت بوضعها اسفل الثياب المعلقة
نظرت مرة اخرى الى قمصان سولفير، اخذت تلمسهم فملمسهم يبدو ناعماً و بارداً و هو كذلك بالفعل، لم تتحمل المقاومة اكثر لتاخذ احد القمصان و ترتديه فوق ثيابها، لكن سرعان ما داهمها احتمال سيء، ماذا ان كان سولفير ينزعج من الامر؟
لذلك حملت هاتفها على الفور شارعة في مراسلته
-سولفير
-هل يمكنني استعارة بعض من ثيابك؟
بعض الثواني مرت حتى اهتز هاتفها باشعار منه
لماذا؟ ماذا عن ثيابك؟-
هل تحتاجين الى شراء الثياب؟-
-لا ليس كذلك
-اجد ثيابك مريحة..
ثم ارفقت صورة الى نفسها بقميصه من المرأة، لكن لم يأتي رده بعدها
————
نظر سولفير الى الصورة التي ارسلتها فيفيان له، و قميصه يصل الى منتصف فخذها، اغلق الهاتف و هو ينظر حوله، كل من ديمتري و ليو هنا يثرثران في غرفته، وضع هاتفه جانباً “لقد تأخر الوقت كثيراً انه بعد منتصف الليل بساعتين، اخرجا الان”
-“لكنني لم اكمل النبيذ خاصتي” اعترض ليو
قام سولفير من مكانه و هو يجر كل من ليو و ديمتري “اكملاه خارجاً، ارغب بالنوم”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 22"