Aporia - 1
-“ما اللعنة التي ترغب بقولها الان؟“
كان يبدو على سولفير انه يتمالك نفسه بصعوبة ان لا يصرخ بوجه من في الطرف الاخر على الهاتف
-“اين انت الان؟“
-“المنزل” اجاب سولفير بهدوء بعد ان اخذ شهيقاً ثم زفره يهدأ من غضبه
امسكت فيفيان بالمنديل تنقعه في الماء الملحي، تمسح عن جسده الدماء، ثم اخذت تغسل جرحه بصمت، تحاول قدر الامكان ان لا تؤلمه
-“ماذا عن رجال اساف؟ كيف تكون في المنزل و هم حولك؟” بان القلق على صوت الرجل في السماعة
-“اخذ الامر ساعتين مني” ثم اردف ساخراً “مع رصاصة مجانية“
شتم الرجل الاخر عدة شتائم غاضباً“سولفير اخبرتك ان تعيد الفتاة!! انها لا تمد لنا بصلة!! انها فتاتهم لماذا تتعدى على ممتلكات اساف بحق الجحيم كم مرة علي ان انصحك!”
اجاب سولفير بانزعاج“اغغ اللعنة عليك كم علي ان انتظر واستمع لهرائك السخيف هذا كل مرة؟!! اخبرتك انني لن اعيدها! هي ليست ملكاً لاحد كف عن استفزازي بجملك الغبية و نصائحك الاغبى ! لا تجعلني افقد اعصابي حينها لن يحب كلانا ما سأفعله!” كانت نبرة سولفير تزداد حدة كلما بصق باحد الكلمات
اما فيفيان فتوقفت للحظات جامدة اثر كلامه لكنها تابعت العمل كي لا يلاحظ إنها تستمع لما يقوله
-“تباً لك و لقراراتك لكن ما باليد حيلة، لقد ارسلت احدهم بالفعل اليهم، سيصل بعد.. اعتقد العشر دقائق ثم نرى النتائج، لن يتتبع احدهم اثرك لقد عطلنا الكاميرات بالفعل“
همهم له سولفير برضى ثم اغلق الهاتف بوجهه متذمراً“عليه ان يحرق اعصابي قبل ان يتكلم بالمفيد، ابن العاهـ..” صمت قبل اكماله للجملة بسبب تذكره لفيفيان
التفت لها ربع التفاته ولا يرال الانزعاج على صوته بادياً“ماذا جرى؟“
-“لقد غسلت الجرح بالماء و الملح“
همهم مجيباً لها دون كلام، عندما نظفت فيفيان معظم الدماء عن ظهره، اخرجت من العلبة احد الملاقط، تمالكت نفسها بشهيق عميق و هي تنظر الى ذلك الثقب ، ادخلت به الملقط ليشتم سولفير العديد من الشتائم مرة واحدة، كانت المرة الاولى التي تسمع بها فيفيان هذا القدر من الشتائم خارجاً منه.. وهي لا تعلم إن كان يشتم بسبب الالم ان انه غاضب لدرجة إن قرصته باعوضة سوف يقوم بالشتم ايضاً..
لم تتاخر فيفيان باخراج الرصاصة، فنظفت الجرح بالماء الملحي ثم جففته جيداً بالمناديل الطبية،
كانت اصابعها ترجف بالفعل لكن لم يؤثر هذا على عملها، لعله مفعول الادرينالين؟
-“هل علي خياطته؟” سألت بقلق
-“اجل“
-“لا استطيع!! تحتاج للذهاب الى طبيب انا لست طبيبة!”
-“الهي.. هل الجرح عميق؟” سأل سولفير بنفاذ صبر، لما الجميع يرغب باللعب باعصابه و هو مصاب؟
-“لا اعتقد” اجابت فيفيان و هي تنظر الى الاصابة مرة اخرى
-“خيطيه اذن“
اومأت له بتردد و هي تخرج الخيط و الابرة الغريبة من الصندوق، يبدو ان كل ما في هذه العلبة مهيأ لهذا النوع من الاصابات، اخذت نفساً عميقاً اخراً ثم خيطته، كان بحوالي اربع خرزات
في كل مره تدخل فيفيان بها الابرة تسمع تصاعد انفاسه الهادئة، كأنه يستنشق ما يستطيع ليسيطر على جسده
حالما اكملت هي الخياطة احضرت الضمادات اللاصقة الكبيرة، واضعةً لها على اصابته، ابقت كفيها على جرحه برفق مطلقة لزفيرٍ طويل، تشكر الرب لكون الامر اسهل مما تخيلته، بضع ثواني ثم احضرت احدى المناشف من مناشف الحمام، بللتها في الماء ثم اتت امامه تجثو على ركبتيها تنظر الى صدره باضطراب قلق “دعني انظف جسدك من الدماء“
وضع يده اليسرى على كتفها يبعدها برفق“لا داعي“
كان يتعرق بشدة و بالكاد يبقي جسدة جالساً، يبدو انه انهك كثيراً قبل ان يصاب بالرصاصة، وضعت فيفيان المنشفة جانباً ثم انزلت كمها على كف يدها، وضعت احد كفيها على كتفه الايسر و الاخر على وجهه لكي تمسح عرق جبينه“دعني ابعد الدماء عن جسدك، انك بالفعل لا تستطيع استخدام يدك اليمنى الان، دعني اساعدك“
نظر بعيناها ثم اخذت يجوب بعيناه على وجهها بينما هي تمسح عرق جبينه و اصداغه، عندما اكملت نظرت له لثواني وهي متخبطة المشاعر، يبدو انها قد ارتكبت فعلاً احمقاً بوصفها له بخاطف، الاتصال قد خبط تفكيرها و شتت رأيها، و كان للاسعافات الاولية التي قامت بها نصيب من ضياعها و زعزعة موقفها قليلاً لكنها تجاهلته الان
-“لا طاقة لي للجدال، افعلي ما تريدين” قال مشيحاً بعينيه الى الاسفل،
ابعدت هي خصلات شعرها عن وجهها تمسح صدره و عضلات بطنه من الدماء، حاولت قدر الامكان ان تفعلَ شيئاً جيداً، هي لا تعلم ماهو الشيء الجيد لكنها فقط تريد ان تفعل شيئاً جيداً الان له، و لعل هذا ما تستطيع فعله
اخذت كل ما تغير لون المنشفة الى الاحمر تغسلها حتى ابعدت كل قطرة دماء جسده، ثم اخذت يدها تصعد الى رقبته تمسح عنها العرق، طأطأ سولفير رأسه ببطء لينحني مسنداً رأسه على كتفها
تصلب جسد فيفيان دون حراك تنظر الى الامام، لا تستطيع رؤية وجهه و لا تعرف هل هو واعٍ ام لا، ترددت يدها لكنها اختارت ان تمس بكفها على ظهره من اليسار“لقد اكملت“
همهم لها بخفوت دون حراك، اذن هو واعٍ…
ظل كفها يدلك و يمسح كتفه الايسر برفق حتى وصلت الى رقبته، اخذت تمسح خلف عنقه، تارةً فوق قماش القناع و تارةً اسفله، بينما تسمع انفاسه الثقيلة، هي تعلم ان التدليك و المسح على هذه المنطقة يخفف الالم بشكل كبير، ترددت مرة اخرى في ان تتقدم لكنها قررت سؤاله “هل ابحث عن حبوب مسكنة؟” سألت هامسة
نفى برأسه مبتعداً عنها “لا حاجة“
وضع يده اليسرى على ذراعها يبعدها برفق“عودي الى غرفتك“
توسعت عينا فيفيان لحظات تنظر له، هي الان فقط استوعبت ان الامور لا تزال متزعزعة بينهما، ليس فهمها للموقف اصلح الامر، رأيها عنه ليس محور المشكلة، بل كلامها عنه هو الاساس..
حاولت النطق و الكلام لكنها استسلمت و قررت السكوت و الذهاب الى غرفتها، لعل السكوت هو افضل ما يمكنها فعله الان، تبعها سولفير مترنحاً ليغلق الباب خلفها ثم يقفله
استدارت الى الخلف نحو الباب، اذ استطاعت رؤية ظله اسفله، ظل واقفاً امام الباب دون حراك بعد ان قفلها، بضع عشرة ثواني ليست بقصيرة حتى تحرك عنه ذاهباً
نظرت الى كم ثيابها و جسدها، انها ايضاً ملطخة بالدماء، غيرت ثيابها ثم جلست على سريرها تضم رجليها الى صدرها، دافنة برأسها بين ركبتيها، فقط مالذي حدث الان، المكالمة، فتاة احدهم؟ هي ليست فتاة احدهم بالفعل، لكنه اتى مصاباً بسببها هي التي يدعون انها ملكهم
كيف لسهرة ان تحدث كل هذه المشاكل، إن لم تحرق هي الملهى لما عسى اعادتها اليهم سيحل كل شيء؟ ، لما بحق الجحيم لا تتذكر تلك الليلة الملعونة لما بحق الجحيم كل شيء لا يطابق ما تتذكره،
فيفيان:-
لنقل انني لم افقد ذكريات الليلة تلك، بل ذكريات عدة ايام هي التي فُقِدَت، الامر سيكون منطقياً، الفجوة التي في رأسي ليست ل24 ساعة و اغماء ليومين، اللعنة فقط اللعنة، من أين تعلمت خياطة الجراح بحق الجحيم انا لست منطقية لنفسي
اخذت اشد شعري احاول التركيز، لما انا لست انا، اين انا بحق الجحيم في داخل نفسي لما لا اشبه نفسي في كل زواياي، لكم من الوقت انا اضعت و لا اتذكر…؟
لما لم افكر بهذا الاحتمال، انني لا اتذكر فترة من حياتي وليس ليلة، لن تنتهي سهرة ميلاد بهذا الشكل البائس، كان عليه ان يصيغ كذبته باتقان لاصدقها لوقت اطول
رفعت رأسي اتنفس بعض الهواء، هو لابد انه يعلم عني الكثير عما اعلم انا به عن نفسي، اسم عائلتي حينما صرخ به، لما اتى لي بحق الجحيم لاخيط جرحه كيف علم انني ساخيطه باتقان و انا بنفسي لا اعلم، كيف عرف اسم ابي و عائلتي من اين بحق الحجيم اتى بتلك الرسائل
توقفت عن التفكير للحظات عندما تذكرت حديثه مع كرستين…
“كرستين لا تحشري انفك في ما يعنيني، انتِ حرة بالبحث عن خلفية الفتاة كيفما تشائين لكنكِ ستتوقفين عند الاسبوع الذي اخذتها انا.. اتفقنا؟“
البحث عن خلفية؟ هل استطاعوا البحث عن خلفية حياتي؟ الهي اين انا بأي حفرة القيت نفسي بها؟ هل انا مع احد عصابات المافيا ام اني مع استخبارات البلاد ما الخطب مع هذا المصطلح لما الان فقط اربط الاحداث!!!! مابي الان اعي للزلات التي تفوها بها!!
شددت شعري مره اخرى مستلقية على السرير، رأسي سينفجر، اكاد لا احتمل
•••
طُرِقَ باب غرفتي صباحاً، رفعت راسي بتعب و نعاس فلم انم حتى اشرقت الشمس، الارق قرر احتلال رأسي و حشر كل ما هو مفيد و غير مفيد به
فتح سولفير الباب دون النظر الي، حاملاً بيده اليسرى صينية الطعام، عيناه و ومشيته احسن من البارحة، هو لا يبدو مصاباً حتى، كيف استطاع ان يستعيد عافيته بسرعة؟
ظللت اتفحصه بعيناي بصمت، حتى خرج، لما لم ينظر لي؟ ظننت ان الامر سيكون افضل اليوم.. الم نتكلم؟ الم يسند براسه على كتفي؟ الم المسه و امسح على كتفه؟ مابه اليوم؟!
هل انا بلعبة فيديو و نسيت ان احفظ النقطة التي توقفت بها؟ ما باله!!
ساتكلم معه عندما يأتي لياخذ الصينية…
تناولت الفطور، هذه المره انه بيض مسلوق، لابد انه لم يستطع قلي البيضه بسبب كتفه
اكملت فطوري و ضيعت الوقت انظر عبر النافذة..
سمعت صوت خطواته لاسرع نحو الطاولة اجلس عليها، حيث الصينية، سيضطر ليكون اقرب الي حينها لن يستطيع تجاهلي !
فتح الباب بعد ان طرق عليه، لانظر له، كعادته لا ينظر لي، حالما اقترب اخذاً الصينية سألت “هل ستستمر بتجاهلي؟ الم يكن الامس كفيلاً لنكن الطف تجاه بعضنا البعض؟“
حرك بحدقتاه نحوي، اخذ فترة قصيرة ليجيب“فيفيان، انا خاطف، و انا حر في ما افعله برهينتي” ثم قال ساخراً بابتسامة بانت من صوته“ما يحدث الان لا يخضع لقوانين تطور العلاقات عزيزتي، حتى و إن عاملتك بلين او قبتلك، ستنامين و الباب مقفلة عليك، و ستستيقظين كرهينة لي، افعال الامس هي للامس، لا تحدث فرقاً اليوم عندي“
نظرت الى عينيه دون استجابة لاستفزازه“انت تكذب“
بهت لوهلة كأنه توقع غضبي، توقع فعلاً اخراً عدى تكذيبه، استرسلت “انا..” لكنه قاطعني مبعداً وجهه عني، اخذ صينية الطعام صافقاً الباب خلفه، لا افهمه، لا افهم ما يفعله، هل هذا فعل صبياني ام انه فعل طبيعي للرجال.. انه يفعل ما يريد فقط
بالمناسبة كيف كان كتفه؟ لم يكن كالامس فعلاً، لكن لابد انه يجور على نفسه، على الاغلب انه اخذ بعض المسكنات
ارتميت على السرير اغمض عيناي، لقد كان يوم الامس اشبه بالحلم، كلماته تلك.. افعاله، انفاسه..
انا لا احبه بهذه الطريقة، لا امتلك تلك المشاعر له، انه اكبر مني بعشر سنوات، انه بعالم اخر لا يمكنني دخوله، لكنني فقط اشعر بالذنب ،لعلي تفوهت بما لا يجدر بي التفوه به.. لقد زدتُ الطين بلةً.. في الحقيقة، بدأت بعض قطرات الاشقيات تكبر في داخلي.. اشتاق حقاً لحديثه معي و تلك الجلسات حيث نشاهد احد الافلام الغبية معاً..، اشتقت للطافته، لعله يبدو كأخ كبير او اب، لا اعلم، لكن هذا الشعور بالطمأنينة، لم اشعر به منذ زمن، هل انقطعت عني الطمأنينة في تلك الايام ليشتاق داخلي و خارجي الى احضانه و كلماته؟
الامر غريب ان اتعامل و اعيش مع شخص بأعين فقط لا اعرف ما ان كان راضٍ ام لا، كأنه كشف عن عيناه لانه يعلم انها لن تبوح باسرار جوفه، لم يفلت احداً من قرائتي لعيناه لكنه لم يكن من ضمنهم ليفلت اصلاً، ليس فراغاً بل جدار.
قناعه هذا لا يزيده الا غموضاً، ارغب باستكشافه لكنني اخترت ان لا احشر انفي في حياته، فهو اعتنى بي افضل من ما اردت، فعلي رد الامر له بالطبع، اغغغ اين كان عقلي عندنا نعته بالخاطف لماذا لما اكن هادئة اكثر و اسأله عن الامر.. لماذا انفعلت بحق الجحيم
تكورت على نفسي بالسرير احاول النوم مرة اخرى، فلم انم جيداً اليوم
•
•
•
استيقظت قرابة نهاية العصر بتعب، ماذا عن الغداء؟ اشعر بجوع..
رفعت رأسي لارى صينية الطعام موضوعة بالفعل على الطاولة، تنهدت بارهاق اسحب الصينية الي، تناولت بعض الوجبات لاسمع صوت فتح قفل الباب
•••
فتح سولفير الباب ليتفقد ما إن اكلت فيفيان طعامها ام لا، لكنه فوجئ بالتفاف البطانية عليها و فمها المليء بالطعام، توقف عن الحراك ينظر لها ،كان استقتالها بالنوم ظهراً كفيل بان يوصل له صورة مستقبلية بانها لن تستيقظ الا في منتصف الليل، لكن يبدو ان جوعها تفوق على النعس
اراد ان يخرج لتبتلع فيفيان لقمتها بسرعة تستوقفه“مهلاً!! مهلاً انتظر!”
فتح الباب مرة اخرى ينظر لها، لتسعل فيفيان باختناق“انتـ.. انتظر لحظة!”، اخذت كوب الماء تشربه ثم تكلمت“ارغب بسؤالك عن اصابتك!! اخبرتني انك ستوضح لي الامر بعد ان اخرج الرصاصة من كتفك!”
اخذ سولفير يفكر للحظات في كلامها ليقرر الدخول عندها، اغلق الباب خلفة و جلس امامها على كرسي المكتب“ماذا تريدين معرفته؟“
اخذت حدقتا فيفيان تنظر له و لمعالمه، لكنها لم تطل حتى سألت“لماذا اصبت؟ اعني.. هل انت من ضمن رجال المافيا؟ انا لا افهمك حقاً، ماذا تكون..”
اسند سولفير بظهره على الكرسي مكتفاً يديه الى صدره، اخذ شهيقاً عميقاً قبل ان يتكلم “من اين ابدأ؟ حسناً..”
بدأ بكف يده اليسرى يمسح على ذقنه يتظاهر بالتفكير“بدأ الامر من سولفير، والذي انقذَ فتاة بمرحلة ما كانت بها بائسة، لم يسحب فقط الفتاة معه، بل سحب مشاكلها معه، و بينما كانت الفتاة امنة في المنزل، كان سولفير يتخبط بين هذا و ذاك، الى ان ضاق الامر و مشكلة من مشاكل الفتاة تلك سببت له اصابة نارية..”
انهى كلامه و هو ينظر بعينيها دون محيا، كأنه و كلما اطالت فيفيان النظر بعينيه غرقت في الفراغ اكثر، كان يحدق بها بصمت فارغ، بصمت تعلم ان الذي خلفة لا رضى ولا خير، ذلك الصمت الذي يجعل من قلبك يخاف الخفقان، ذلك الصمت الذي تكتشف خلاله انك انت تلك القشة التي كسرت ظهر البعير
بان الضيق على محيا فيفيان، حيث لم تستطع قول شيء، هو كذب عليها، لكن.. الم تكن الكذبة تلك ليغطي على جريمته؟ لما تشعر الان ان الكذبة تلك هي ليغطي على ضيعانها
طأطأت فيفيان رأسها بعد ان امتلأ وجهها بالبهتان و الذنب، نعم… كانت ستهرب، عندما اخبرها بانها هي من حرقت الملهى، كان بسبب هروبها، لم تكن لتبقى في المنزل خائفة مستسلمة لو لا كذبته تلك..
بدأت تلك الخيوط المخفية بالظهور و ربط الامور ببعضها البعض، لا تزال تشعر بانها نتيجة لقفزة قفزها احدهم ثم تخلى عنها، لكنها الان باتت تعرفه مما هون عليها جهلها بذاتها، ربما معرفتها به هو اكثر الماً من معرفتها بنفسها مستقبلاً..
اخرج فيفيان من دوامتها تلك تنهد سولفير و وقوفه، نظرت له بعيونها اللامعه و اجفانها المحمرة، هي لا تبكي، لكن كل سنتيمتر من وجهها يصرخ بالبكاء دون دموع
لم تتغير نظرات سولفير لها، بل ظل محياه بارداً لها، ليخرج من الغرفة دون اضافة شيء، لم يجب على سؤالها بالكامل، لكنه اجابها على ما يشتت داخلها منسياً لها باقي القصة المفقودة
•••
مساحة الكاتبة:-
مرحباً يا اصدقاء، كيف حالكم؟
في كل فصل ارفعه انتظر ارائكم بشدة (على الرغم من عدم تواجد تعليقات حتى الان لكن لا بأس)
ارغب بالتنويه فقط ان الرواية تُكتب و تُنشر على الواتباد اولاً ثم بعد فتره تُنشَر الفصول بالمواقع الاخرى، تستطيعون قراءة الفصول المتقدمة لغاية في تطبيق الواتباد
لكن نشري سيستمر هنا ايضاً الى نهاية العمل بالتأكيد