Aporia - 15
بعد عدة ايام:-
حالما وجدت فيفيان المقص، اخذته و اتجهت مباشرة الى الحمام، نظرت الى المرآة.. كانت تحافظ على شكلها، حيث ما يربطها بينها و بين ما فقدته من نفسها، ذلك الجزء المجهول الذي تحاول التمسك به، لكن الان لا يهم، ستتخلى عن شكلها كي تلتمس نفسها السابقة، ستتخلى عن ما بدت عليه لكي تكون ما كانت عليه داخلاً لا خارجاً
قصت شعرها الى فوق كتفها بعشوائية مستعجلة، ثم ذهبت الى غرفتها، حاولت قدر الامكان ان تجد ما لا يقسم شكل جسدها، و بالكاد استطاعت تنسيق ثياب لا تبين بدنها و رشاقتها، اخذت نظارة من الدرج و ملأت وجهها بمستحضرات التجميل، كل شيء جيد و ممتاز، لن يعرف احد انها فيفيان الا ان امعن النظر في وجهها
ارتدت حذائها الذي بيه علو و اتجهت الى الباب الخروج، عليها ان تحفظ طريق العودة، لكن مهلاً، هي تحتاج الى بعض الاموال..
توقفت امام الباب لحظات ثم التفتت الى الوراء، بحثت في ادراج الشقة عن نقود و قد حصلت ما يكفيها لسيارة الاجرة، خرجت بهدوء الى الخارج، و اخذت طريقها الى اول مكان.. منزلها
اوقفت سيارة الاجرى و طلبت منه ان يأخذها الى عنوان منزلها، جلست في السيارة لكنها لم تعرف ما كان ينطق به السائق، فقط ضربات قلبها ما خيم في رأسها، هي خائفة حد اللعنة كالعصفور الصغير الذي يطير اول مرة، لا تعلم هل ستنجح هذه الرفرفة ام ستأخذها الى الهاوية
فيفيان:-
اخذت اعد المال كل دقيقتين فلا شيء اشغل نفسي به عدى عد المال، حتى اظافري ليست طويلة بما فيه الكفاية كي اقرضهم، هل سيغدرني سولفير؟ ام سيغضب.. هو لا يسمح لي بمعرفة اي شيء، لذلك اضطررت الى فعل ذلك..
هل سيوبخ كرستين؟ هي نائمة بالتأكيد لن تعرف انني خرجت، امل ان يكون الأمر هادئاً بينهما
بعض الدقائق التي لم اشعر بها بسبب تراكم افكاري و قلقي، وصلت اخيراً الى منزلي، اعطيت السائق اجرته ثم… ماذا..
اضواء المنزل.. مضيئة، لما؟ من هناك؟
تقدمت بعض الخطوات و نبضات قلبي تزداد حتى شعرت بقلبي وصل الى حنجرتي،
طرقت الباب عدة مرات ليفتح لي الباب، لكن.. من هذه؟ انها ليست امي…
ازدردت ريقي بارتباك “اليس هذا منزل والاس؟”
رمشت المرأة عدة مرات ثم ابتسمت “لا يا عزيزتي، هل انتِ احد اقاربهم؟ لا تبدين من هنا“
اومأت لها“هذا صحيح.. “
ضحكت المرأة “لا بأس، لقد اشترينا المنزل من الانسة والاس من قبل لكننا سكنا به مؤخراً، كما تعلمين المصاريف تأخذ وقت طويل لتجهيز منزل كامل“
ماذا؟ هل باع ابي المنزل دون علمنا؟ مهلاً لقد قالت انسة.. امي؟ مستحيل من يقول عن امرأة متزوجة آنسة؟
مسحت على رقبتي محاولة جمع افكاري“الانسة؟ ليس السيد والاس؟ في الحقيقة ابحث عن العائلة هذه انهم من قرابتي لكن.. اعطاني ابي هذا العنوان، هل تعرفين اين اجدهم؟“
وضعت المرأة كفها على فمها “اعذريني قليلاً..”
دخلت الى المنزل و بعض دقائق حتى ظهر رجل من خلف الباب، يبدو كزوجها “مرحباً.. زوجتي قالت انكِ تبحثين عن عائلة والاس.. في الحقيقة لا نعلم عن العائلة باكملها لكن ابنتهم من باعت لنا المنزل، هي تعيش في احدى الشقق جنوب المدينة، سأعطيكِ عنوانها“
شعرت بتثاقل وجنتاي و قلبي هبط من صدري الى معدتي، هل بعت انا المنزل؟ لما سأبيع المنزل؟ اللعنة هل كنت اقامر؟ اين ابي و امي اللعنة مالذي انا به..
كتب الرجل العنوان في هاتفة ثم وجه شاشة الهاتف لي، ابتسمت بتكفل“في الحقيقة.. لا املك هاتفاً، الا بأس ان تكتب لي العنوان في ورقة.. لا بأس ان كان على يدي“
اومأ الرجل قائلاً لزوجته والتي كانت خلف الباب ان تحضر قلماً و ورقة، بعض الوقت حتى كان العنوان في يدي، شكرتهم ثم ابتعدت عن المنزل.. لم يعد منزلنا اذن..
اخذت سيارة اجرة متجهة الى الشقة تلك، لما سأبيع المنزل؟ متى بعته اصلاً؟ لما لم اسأل عن الامر، اين اموال المنزل لما ساسكن بحق الجحيم في الجنوب، انها منطقة رثة للغاية..
مالذي حدث ليجعلني ابيع المنزل؟ انها خطوة غبية.. الانتقال من منزل الى شقة في الجنوب، من بحق الجحيم سيفعل هذا.. هل كنت ثملة ايضاً ام انني قامرات باموال العائلة، لم يكن ابي ليدعني افعل ذلك، ثم انني بالفعل لا اثمل بسرعة لقد تذكرت ما حدث عندما ثملت اخر مرة..
وصلت الى مكان الشقة و المبنى…قذر، رث، قديم، حتى اني رأيت بعض جثث الفئران
حالما وضعت قدمي في داخل البناية، شعرت بالاشمئزاز من نفسي، كانني ارغب بجلد نفسي و حرقها كي لا اغدو سوى رماد، لم افعل شيء، لكن لما اجتاحني هذا الشعور..
طرقت على نافذة حارس المبنى، معطية له الورقة“الانسة والاس، هل تسكن هنا؟“
اخذ الرجل النعس الورقة من يدي“الانسة والاس لم تعد الى الشقة منذ ما يقارب اربعة اشهر“
اربعة اشهر.. لقد اخذني سولفير منذ اربعة اشهر، الهي معدتي تؤلمني
-“هل لا تزال الشقة ملكاً لها؟“
اعاد الرجل الورقة“نعم، عقدها سنوي وليس شهري، لذلك الشقة لا تزال لها“
-“ايمكنني الدخول للشقة؟“
عبس الرجل في وجهي” هل تريدين ان افقد عملي، اغربي عن هنا“
مددت يدي في جيبي اخرج ما تبقى من المال، يبدو انني لم احسب حساب استعمالي للمال في شيء كهذا
مددت له الاوراق“هذا لعشرين دقيقة، اتفقنا؟“
نظر الرجل لي ثم الى الاوراق، تأفف في وجهي اخذاً المال ثم القى بالمفتاح على الطاولة“خذي ولا تتأخري، ساساعدك فقط لانك تبدين محتاجة، على اي حال انها تعمل في الملهى و يبدو ان رجلاً ما اخذها معه، فتيات الملاهي دوماً ما يكونن اكثر حظاً“
تجمدت لوهلة.. فتاة ملهى.. مستحيل، هذا مستحيل، مستحيل اقسم انه مستحيل انا لا ازال عذراء! انا متأكدة!! رجل؟ أي رجل بحـ…
اه… رجل صحيح.. سولفير رجل، بالنهاية..
اخذت المفتاح بسرعة قاطعة تفكيري، سولفير لم يمسسني بسوء، لقد اخذني معه ليحميني، فتاة ملهى.. مستحيل
صعدت الى الشقة، وقفت امام الباب، لا شيء يبدو مألوفاً، ادخلت المفتاح فاتحة الباب، لتجابهني تلك الشقة المظلمة، توقفت عن الحراك عندما تحركت يدي من تلقاء نفسها باتجاه مفاتيح الانوار..
مسحت على وجهي احاول تمالك نفسي، نظرت في الارجاء، انها غرفة واحدة و حمام، شقة صغيرة مبعثرة، ثياب مهترئة، و طعام متعفن، اخذت ابحث بين الاغراض، ليست غرفتي، لست غرفتي انا متأكدة..
انه تشابه للاسماء فقط،
لكن كل شيء سقط من امالي حينما وقعت عيني على دفتر الصور، فتحته لارى تلك الاحرف المنقوشة (هدية التخرج الى عزيزتي و ابنتي الوحيدة، فيفيان 2018)
انها صور لتخرجي، تخرجي من المدرسة، هذا صحيح لقد تخرجت من المدرسة.. صحيح صحيح.. قبل ميلادي بشهر كنت قد تخرجت بسرعة، فقدت رسبت بالفعل ببعض المواد بسبب دخولي المشفى، لذلك تأخرت في التخرج بعض اشهر…
و اخذت الصور تتراجع حتى طفولتي،
اخذت الدفتر بين يدي و دموعي تتساقط واحدة تلو الاخرى على الدفتر، بحثت في الاوراق اكثر، الكثير من الاوراق، الكثير حقاً
و احداهم كان سند بيع المنزل.. 2019 الشهر التاسع
هاه… نحن في 2019؟
سقطت على مؤخرتي مرتجفة الكفين، تراجعت عدة خطوات ثم ركضت بسرعة الى الاسفل حيث الحارس طرقت على النافذة بذعر“سيدي!!”
اتى الرجل متمندلاً“ماذا الان؟ لم تنتهي العشرون دقيقة بعد..”
-“في اي عام نحن؟“
رفع حاجبيه مقوساً شفتيه“اي من الاسئلة الغبية هذه؟“
-“ارجوك.. بسرعة!”
اشار بيده على التقويم الذي خلفي، اه… اللعنة مالذي يحدث هنا
2020 الشهر الثاني.. هل قفزت في الزمن ام تم رميي في الة للسفر؟
امعنت النظر في التقويم، كيفما انظر انها اثنان و صفر، لا تتغير مهما اطلت النظر، صعدت الى الشقة مرة اخرى، اشعر بالضياع اكثر من ما كنت ضائعة به
فتحت الباب انظر الى الشقة، بهدوء جلست امام الاوراق اقرأها واحدة تلو الاخرى، حتى وقع في يدي ثلاث شهادات للوفاة، عليها الاسماء هذه
بيتر والاس
كارلوس والاس
ماريا والاس
جميعهم في نفس التاريخ، 2019 الشهر الثاني، في حادث سيارة،
ماريا والاس، سبب الوفاة كسر في الرقبة ادى الى اختناقها
كارلوس والاس، سبب الوفاة النزيف
بيتر والاس، سبب الوفاة ايضاً نزيف
ماذا.. هذا يعني انه في مثل هذا الشهر، إنها سنة وفاتهم.. لقد قضى على وفاتهم سنة؟.. كيف و متى.. لابد انها مزحة..
لم اعد استطيع التفكير في شيء، صوت قلبي يخيم علي، كأن الغرفة تختض بصوت قلبي، قلبي الذي يعتصر بشدة و يبكي دماً، انه لا يضخ الدم، انه يَبكيه…
هذا الضياع، في النهاية لم يكونوا في اي مكان من المدينة التي كنت اشاهدها، كنت احاول ان اعرف اين هم، لكنهم ليسوا في اي مكان، انهم بعيدين، بعيدين جداً، بعيدين عني..
لأول مرة، اشعر بالوحشة، كنت وحيدة، لكنني اشعر بالوحشة الان.. من أنا.. و أين أنا.. كيف حدث هذا و لما حدث هذا، هل هربت من نفسي حتى صدقتني؟ حتى صدقت كذبتي بأني لست ما كنتُ عليه، اللعنة على هذه الذاكرة التي تهرب، ارغب بالتذكر،
دقائق من قرائة الاوراق اكثر و اكثر لاشعر كأن ريحاً أخذتني، ليسَ بعيداً، بل قريباً، قريباً من داخلي، حيث اخيراً تذكرت.. تذكرتُني
هذا صحيح.. لقد ماتوا جميعاً، نظرت الى باقي الاوراق التي لم اقرأها، باقي الاوراق هي السندات التي ورثتها، و لم تصمد معي حتى بعتها، لانني كنت اغبى من ان ادير اموري بنفسي، لانني كنت اغبى من ان اتحمل العيش وحدي، لانني كنت اغبى من ان احذر من الاخرين، ما نكرته كان صحيحاً، في النهاية انا فتاة ملهى
•••
قبل سنة و اربع اشهر
2018 نوفمبر (11)
اليوم 12
ميلاد فيفيان
اغلقت سحاب فستاني الفضي، ثم ارتديت عليه سترتي ذات الفرو الابيض، نظرت الى نفسي اخر مرة بالمرآة.. عيناي المليئة بالكحل و الضلال المتدرجة، مستحضرات التجميل قد رسمتها باتقان رائع
التقطت لنفسي صورة سريعة ثم وضعت بعض الرشات من عطري المفضل نازلة الى الاسفل مع حقيبتي، لاجد اخي الغاضب بظرافة، بينما امي تضحك عليه
-“لما رأس اخي الظريف اصبح اشبه بالطماطم؟” قلتها اداعبة
-“هو لا يرغب منك الذهاب، لقد اخذ يشتكي لثلاثين دقيقة” قالت امي تقهقه
اما بيتر فقد صرخ “كلا لم اكن كذلك!! لما عليها الخروج في يوم مولدها! عليها ان تحتفل معنا!” قال يبرر كلامه
داعبتُ رأسه“لقد احتفلنا حتى العصر! لما تجعلني اشعر و كأني لم اجلس معكم اليوم!”
-“هذا صحيح بيتر، هي لن تختفي، ستعود بعد قليل“
قاطع كلامنا رنين هاتفي حاملاً اسم ايفي، ودعت امي سريعا و قبلت بيتر على وجنته “سآتي و سنلعب العاب الفيديو طيلة الليل حسناً؟”
اومأ لي بعبوس، اخذنا نضحك انا و امي على مظهره اللطيف لاغادر المنزل بعدها
عندما خرجت رايت ايفي مستندة على سيارة حبيبها تنتظرني، املت راسي انظر الى داخل السيارة لياتي ردها“ليس في السيارة، لقد اعطاني سيارته و قال انه سيذهب قبلي، هيا بنا عزيزتي!!” قالت اخر جمله بحماس
ابتسمت باتساع نحوها“هيا!!”
—-
ضجة الملهى الليلي ما لها الا ان ترتفع اعلى و اعلى، و يرتفع معها صراخ الراقصين و الثملين، بينما انا مع صديقاتي الاربعة، حيث انه عيد مولدي ال18 و انا اصغرهن، و بذلك اكتملت مجموعتنا و استطعنا اخيرا الشرب و الرقص معاً
لم يخلو كأسي ايضاً من الكحول، و ها انا ذا ارفع الكأس الخامس الى الاعلى اصرخ“بصحتكن يا فتيات!!!” و دوى صوت قرع الكؤوس
اشعر بالفعل بتخدر اطرافي و ابتسامتي البلهاء التي لا استطيع التحكم بها لكن..”من يهتم هذا ممتع!!!” اتت صرختي
يبدو انني ثملت *تجشوء*، وضعت راسي ع الطاوله بقوه
-“فيفيان هيا!! لا نزال في منتصف الحفل هيا لا تستطيعين النوم هنا!!”
لوحت بيدي“لا عليكِ انني اخفف عن نفسي ثقل راسي“
-“هيا هيا جوله سادسه هيا يا فتيات!!” قالت احداهن والتي لا اعلم اي منهن لكنني سرعان ما رفعت راسي ممسكه بكأسي“هيا!!”
علا صوت الضحك مع الموسيقى لاستقيم على قدمي“لنرقص! لم ارتدي فستاني هذا لاجلس كالعروس“
قمت من الطاوله اترنح يميناً و يساراً ، واتجهت الى الوسط اتمايل مع الموسيقى، لم اركز من كان معي لكن كان هناك من اتوا ليرقصوا معي
——
كانت الاجساد المتعرقة تتمايل في تلك المساحة الضيقة، جميعهم يحملون الكحوليات باياديهم، يرقصون و يتمايلون مع الموسيقى، و فيفيان من ضمنهم
عندها نكزها احدهم من الخلف لتكون صديقتها ،و خلفها شاباً لا تعرف من هو، يبدو انه صديق جديد
صرخت صديقتها باذنها بسبب علو الموسيقى“فيفيان!! انه صديق حبيبي!! يرغب بالتعرف عليكِ!!”
فهمت فيفيان ما قالته صديقتها لتنظر الى الشاب الاشقر، كان جذاباً خاصة و هو يرتدى تلك السترة الجينز مع شعره المرفوع الى الاعلى و الذي كأن رساماً قد رسم خصلة خصلة منه
ابتسمت فيفيان “انه وسيم!”
ضحكت الاخرى على اطراء فيفيان ثم غادرت تاركة الاثنان مع بعضهما وسط الضجيج
تمايلت فيفيان مع الموسيقى بينما تقدم الشاب اليها “اسمي اليان!!” قالها بصوت عالي و بثغر ضاحك، اخذاً بكفها يتمايل معها
-“و انا فيفيان!! سعدت بلقائك!”
تعرف كلاهما على بعضهم البعض، متمايلان على لحن الموسيقى، اتت ايفي بعد عدة قائق تتفقد حالهم، و كما رسمت مخيلتها، انهما مثاليان لبعضهما البعض، طولهما و جمالهما متناسق، تلك الكيمياء بينهما تشتعل وليس فقط تتفاعل
لن يطول الامر وهي بينهما فحبيبها لن يتأخر، لذلك لم تمنع نفسها من التخشخش وسط رقصاتهما، لكن لم تحسب ايفي حساب ان فيفيان الثملة ساذجة بعض الشيء، فهي تركت الفتى و اخذت تتمايل معها
تراجع اليان الى الخلف عندما لاحظ كونه طرفاً ثالثاً في هذه الرقصة، عدة اغاني اكتملت حتى صرخت فيفيان بحماس مع ايفي“الهي الهي انها الاغنية التي احبها!!”
اومأت صديقتها مع نفس حماسها تتمايلان مع ايقاع الموسيقى، حتى اتى حبيب صديقتها مقبلاً لها، تراجعت فيفيان بعض خطوات عنهما تعطيهما مساحتهما الخاصة، لن يرغب احد بالتمايل مع عاشقان يقبلان بعضهما البعض
عندها جرها اليان يجذب انتباهها له، صرخ لكي تسمعه من بين هذا الضجيج“اراكِ وحيدة!”
تسلل كفه الى كفها ثم اخذا يتحركان مع ايقاع الموسيقى“ليس الان!” اجابت فيفيان بنظرات مغازلة ثملة
ظلا يتمايلان حتى انتهت الاغنية و بعض الاغاني الاخرى، جف ريق فيفيان اثر الرقص و الغناء، حيث تركت يد اليان“ساذهب لاشرب شيئاً بارداً!!”
-“لا تتأخري!! سأنتظر مجيئك“
اومات له فيفيان تاركة له، شربت عدة كؤوس من الكحول، و انتهى الامر بفقدانها للوعي على الطاولة،
———
فتحت عينيها بصداع، انها في سيارة حبيب ايفي، اعتدلت بجلستها لترى اليان بجانبها، ابتسم في وجهها“استيقظت الاميرة النائمة“
ابتسمت فيفيان مجاملة له “يبدو انني كنت ثملة حد الموت“
ضحك اليان على وصفها“بالمناسبة نحن في الطريق الى منزلك، هل لنا ان نتبادل الارقام؟“
صمتت لعدة ثواني، لقد حذرتها والدتها ان لا تصاحب فتى من الملهى، لكنه صديق حبيب صديقتها، وليس من الملهى، و هو وسيم فما العيب؟
اخذت هاتفه متبادلين الارقام، عندها ترجلت من السيارة عندما توقفت امام منزلها، بشعرها الغير مرتب و سترتها على يدها، دخلت المنزل بعد منتصف الليل، حيث بيتر النائم على الاركية بلا شك بسببها
قبلته على جبينه طابعة احمر شفاهها، ثم ارتمت في غرفتها على السرير تكمل نومها
هذا اليوم لم يكن سيء بتاتاً كما ظنت، و لم تكن الحاجة للعن نفسها، اللعنة لم تبدأ من هنا
———
تخرجت فيفيان من المدرسة داخلة الى قسم التمريض،
2019 شباط (2)
اختبارات نصف الترم
كانت الثلوج تتساقط بكثافة، و بيتر يجلس امام فيفيان بينهما كتب فيفيان
-“فيفيان ارجوكِ، لن نتأخر!! فقط ثلاث ايام لا غير، اليوم نسافر و بعد غد نعود، سيتبقى لكِ ثلاث ايام اخرى للدراسة ارجوكِ تعالي“
نفت فيفيان “لا بيتر لا استطيع، سنسافر الى الريف الشهر القادم و ساكون معكم، ارجوك ان تتفهم ما انا به، انظر” رفعت الكتاب الكثيف“علي دراسة نصفه غير الملازم الاخرى، ارجوك بيتر“
عبس وجه بيتر مكتفا ذراعيه، لتحوط فيفيان وجهه بين كفيها تقبل خده“اعدك و اقسم لك بالرب انني لن اتخلف عن الرحلة القادمة، استمتع و ارسل لي الصور هناك حسناً؟“
حاول ان لا يبدي ردة فعل الا انه ضعيف جداً ضد قبلات شقيقته، ليستسلم ضاحكاً“حسنا اتفقنا“
ابتسمت فيفيان عندما رضى اخيرا، تاركة الكتب تجلس في الصالة بينهم، لا بأس ان تترك الكتب بعض الوقت، ستجلس مع عائلتها هذا اهم الان
ساعتين و بيتر يجلس معها يلعبان العاب الفيديو، حتى نادى والدهما على بيتر، ذهب كلاهما الى باب الخروج،
قبلت ماريا خد ابنتها“كوني حذرة، رقم الشرطة لا تنسيه ان سمعتي صوت ما لا تتردي في الاتصال على الجميع، ثم اشعلي النار قرب انذار الحريق و اهربي،“
ربت كارلوس على كتف زوجته“كفاكِ قلقاً، انها بالفعل بالغة، لا حاجة لانذار الحريق“
ثم اردف “ان شعرتي ان احدهم سيدخل اذهبي و احضري البندقية من غرفتي، مخبأة اسفل السرير“
اومأت فيفيان باستماع “ساخنقه لا تقلقا“
بعض الثواني من الصمت ليضحك اربعتهم على حديثهم السابق، ليسحب كارلوس ابنته يقبلها من رأسها“كوني حذرة، اتصلي بنا إن احتجتي شيء“
حضنته فيفيان ثم حضنت والدتها مع شقيقها، ودعت فيفيان عائلتها حتى غادروا لتعود للدراسة عندما غادرت عائلتها…
الساعة 6:35 مساءً
رن هاتف المنزل، لتتوقف فيفيان عن الدراسة، التقطت سماعة الهاتف “مرحبا؟“
-“مرحباً، هل هذا منزل والاس؟“
=”اجل“
-“ما صلة قرابتك بالسيد كارولس والاس و السيدة ماريا والاس؟“
=”ابنتهم.. هل من خطب؟ من معي؟“
-“هل هناك من هو معك؟ قريب او صديق“
ابتلعت فيفيان ريقتها، لتفتح التلفاز محدثة بعض الضوضاء“نعم، هل هناك امر ما؟“
=”معكِ المشفى د يؤسفني اعلامك انه قد وقعت حادث للسيد والاس و من معه“