عندها اجتاح صوت تكسر الزجاج بطلقات النار المكان، كاسراً كل ما يمكن كسره في الصالة، تلك الحديقة الزجاجية الداخلية، و التلفاز، المزهريات، طاولة الصالة، و تمزق قماش الارائك
تسللت يد سولفير الى الدرج يخرج كاتم المسدس، ركبه على فوهة المسدس و عندما دخل اول رجل ضاحكاً“اين انت ايها العاهر!! اعد لنا الفتاة هيا!!!”
-“اين هو؟ هل متاكد انه بالمنزل؟” سال احدهم من الخارج،
التفت ذلك الرجل القصير الى يساره ليرى سولفير يحملق فيه بسكوت، شهب وجه الرجل القصير ليسقط ارضاً عندما اطلق سولفير على رأسه
رمى سولفير بنفسه بسرعة الى المطبخ، جاثياً تحت طاولة الطعام، عندما تقدم اخران اثنان “اللعنة انه هنا!!”
صوب على قدم احدهم، حين علا صراخه وقف سولفير بسرعة يصوب في رأس الرجل الاخر، و بحركة سريعة قتل الرجل الجاثي على الارض بسبب قدمه
قتل ثلاثة، كم بقى؟
انزل رأسه زاحفاً الى خزانة المطبخ، لقد وضع بالتاكيد الطحين او النشا هنا، سمع اصوات تكسر الزجاج، الصوت يدل على اكثر من شخص.. لذلك حالما رأى الطحين امسك بالكيس فاتحاً له ثم رشه في وسط المنزل
ركض بسرعة الى حيث سمع اصوات الاقدام و بالفعل امسك باحدهم باطحاً له ارضاً، وضع المسدس في رأسه“كم عددكم؟“
بصق الرجل في وجه سولفير لتتعالى ضحكته “اعطنا الفتاة..”
مسح سولفير وجهه مقطباً حاجبيه، لقد خف تاثير الطحين لكن ليس تماماً، لذلك فقط جر الرجل من قميصه دافعاً له على الرجل الاخر، ثم اطلق بمسدسه في الوسط ثم ارتفعت زاوية ذراعه الى الاعلى قليلاً مطلقاً رصاصة اخرى، من المفترض انه فتل الجميع الان..
اخذ يتحرك بسرعة قاصداً السلالم لكنه شعر بسلاح موضوعاً في خصره“لقد اخبرني اساف ان ابقيكَ حياً، اين الفتاة؟ “
التفت سولفير بعض التفاته، لم تاتي الرصاصه بهذا الرجل اذن..
-“ارمِ سلاحك” قال الرجل امراً
القى سولفير بسلاحه على الارض، ناكزاً الرجل ظهره بفوهة المسدس“اصعد هيا و دلني على الفتاة“
صعد سولفير السلالم ببطء و سكون، تغيرت الخطة الان.. هو يريد ان يأخذه الى غرفته ثم يصرخ على فيفيان ان تركض الى الخارج، الكامرات في كل مكان و اتباعه يراقبون الكامرات، بلا شك انهم في الطريق الى المنزل الان، و سيتبعونها حتماً، عليه فقط ان يأخذه الى غرفته،
سولفير:-
الهي الذي في السماوات، الذي تعين الصغير و الكبير، لا تفرق بين الغني و الفقير، ربي الذي في السماوات، ارجوك، فقط ادعوك ان تستطيع فيفيان النجاة، فقط امل ان تكون في غرفتها،
امين
توقفت عن الصعود عندما صرخ الرجل“ايها الفتاة!! فيفيان والاس، اخرجي بنفسك هذا سيجعلني الطف لكِ و لحبيبكِ هذا او أياً يكن.. سأكون رحيماً لكما، اخرجي الان.. اساف يريدك“
ثم ضحك بينما دفعني بالمسدس“بربك سولفير، فتيات الملاهي يعشقن اسم اساف، ستدرك غبائك عندما تخرج الان“
اساف؟ يعشقنه؟ الهي انه يضحكني لا استطيع
خرجت ضحكة ساخرة مني“اساف امواله من تجعل الفتيات عبيداً، ثم بربك، هي لا تعرف من هو اساف هذا، كان عليه ان يعرف كيف يدلل الفتيات كي يحبونه لا يستغلونه“
-“اصمت يا ابن العاهرة، أكانت تعرف ام لا، ستراها تزحف الى بنطاله حين يضع بعض الاموال امامها، أنت غبي سولفير.. كنتَ في الوسط دوماً و حليفاً للجميع، ما خطبك لتلقط عاهرة من عاهرات اساف“
رفعت حاجباي انظر له“لا احالف امثال اساف، جانبه نجس دوماً، كانت تستغيث لأسحبها من قذارة رئيسك، كما كُنَّ يستغيثن باقي الفتيات.. لا ذنب لباقي الفتيات إن ترعرعت بين اذرع العاهرات“
لكن لم استطع اخذ كفايتي من السخرية فالضجيج الذي خرج من غرفتي جعل كلانا ننسى حرب الاستفزاز هذه،
ماذا تفعل هذه الغبية في غرفتي؟؟
توسعت عيني عندما رأيتها امام الدرج و بين يديها مسدس تصرخ“انخفض الان!!!”
اخفضت جسدي بسرعة الى الارض ليذيع صوت اطلاق النار في المنزل كله، التفتت خلفي لاجده يتساقط على الدرجات حتى وصل الى النهاية
رفعت راسي الى فيفيان لارى عيناها الغاضبة الساخطة ممتلئة بالدموع، نظرت مرة اخرى الى الخلف لكن الى المكان، المنظر الذي تراه وليس الذي اريد اراه، انها فوضى يا الهي
الجثث في كل مكان و الاثاث المحطم، و الطحين الذي غطى اغلب المكان و قد امتزج بالدماء في بعض الاماكن..
وقفت بسرعة امامها“عودي! عودي الى الداخل و اقفلي الباب!!”
عندها توقفت سيارتين امام المنزل لاصرخ بها“عودي بسرعة!!”
تراجعت بعض خطوات و ملامحها كانت ساخطة اكثر مما هي خائفة، تلك العيون المحمرة، كأنها محمرة احتراقاً، متجمرة حقداً،
ركضت الى غرفتي قافله الباب خلفها لاستدير، كانت سيارة الحلفاء.. انهم حلفاء، دخل ديمتري الى المكان بعجلة“سولفير السيارة البيضاء مجهزة، بسرعة عليك اخذ المنعطف اليسار ثم..”
•••
رفع سولفير كفه في وجه ديمتري يسكته، و هو ينزل بالخطوات نحو ذلك الرجل المصاب، جلس سولفير على ركبة واحدة ينظر له“هل دفعَ لك أساف أن أنكم من النخبة؟“
شتم الرجل عدة شتمات لكن سولفير ظل ساكتاً، حتى رد الرجل بابتسامة مستفزة “العاهرات يا سولفير يذهبن لمن يرضيهن، مهما ارضيت عاهرتك فأساف هو من سياخذها“
شد سولفير شعر الرجل” يبدو انك من النخبة، لا يمجد احداً اساف هكذا إلا عبيده من النخبة“
-“انك حالم يا سولفير، انك قطعة من القذارة التي سقطت في جحيم اساف، لن يرحمك، و لن يرحم عاهرتك“
ثم بصق بعض الدماء ضاحكاً بأتساع، ضحكة اختلطت بها اسنانه مع الدماء“سيغتصبها أمامك، هذا إن كانت سترفض مضاجعته، اجزم انها من سترتمي الى سريره أولاً..”
-“هي لا تتذكر شيء، حتى لو تذكرت، لن تركض لرئيسك، لن تختار اي من الهراء الذي تعملون به، لن تختار المال، الثياب، المتعة.. انتم تقاتلون الشخص الخطأ، مطالبين بالفتاة الخطأ“
صمت الرجل ينظر الى سولفير ثم ضحك بقوة رغم الالم“انت!! اي غباء تحمل يا عقل الثور! بماذا تتفوه بحقك!! جميعهن يتقاتلن على ساعة في سريره!! و تلك الساقطة ليست بأستثناء.. ستراها تزحف الى سريره فقط حين يعطيها بعض المجوهرات، انت لا شيء.. “
ترك سولفير شعر الرجل ناظراً الى ديمتري“اخرج من المنزل، و انتظروا جميعاً في الخارج، لا احد يدخل الا حين اذن لكم..”
-“علم” اجاب ديمتري و هو يخرج مع البقية
جلس سولفير على الارض مخرجاً سكينه من جيبه“ساعطيك الشرف بان ترى وجهي، و تكون اول ضحية ترى وجهي.. “
انزل قناعه يسترسل” إن كنت مكانك ساصلي لرحمة الرب ان يغفر لخطيأتي و لا يحملني ذنب جهلي لكنك فقط اثبت انك مع الشيطان.. و لا رحمة للشياطين في الدنيا و لا الاخرة..”
بهت الرجل حين رأى وجه سولفير، لم يستطع حتى التفوه بشتائم او كلام
امسك سولفير بوجه الرجل يعتصره مجبراً له على فتح فمه“هل نسيت من هو سولفير؟ ساذكرك دون كلام، اخرج لسانك هيا..”
امتلأت عينا الرجل بالدموع، لم يخرج لسانه لذلك امسك سولفير بفكه ضاغطاً بقوة كي يفتح فمه، ليجر لسانه بقوة بيده، ثم قطع الجزء العلوي من لسانه “اللسان يا فتى.. يقي و يغرق الانسان في آن واحد، يحرق و ينجي صاحبه.. لكنك غبي على ان تفهم هذا الشيء لذلك رحمتك بقطعي له..”
وقفت سولفير بينما يصرخ بحرقة متألماً، سار عدة خطوات نحو المسدس، التقطه ثم التفت الى الرجل“ستتعرف على والدك ربما عندما تموت، لابد انك عشت دون معرفة اباك..”
لم يخرج صوت الرصاصة بل كان صوت تكسر جمجمة الرجل كافيه لاعلان قتله..
اعاد سولفير قناعه الى وجهه بيده الملطخة بالدماء، رمى المسدس على الارض صاعداً بسكون الى الاعلى، حاول فتح الباب الا ان الباب مقفلة، لذلك طرق الباب عدة مرات بطريقته المعتادة، لتفتح فيفيان الباب و لا يزال محياها مضطرباً، خائفاً و ساخطاً
دلف الى الغرفة جاراً لها معه ليجلسها على السرير أمامه بينما اخفض من جذعه نحوها، وضع جبينه على جبينها ينظر الى عينيها “لن تغدريني… حسناً؟“
ظلت فيفيان ساكته ليصرخ سولفير بها “انني اقاتل طيلة الفترة هذه!! كل من يقوم بذكرك لا يقول فيفيان اما عاهرة او فتاة اساف!! فيفيان انتِ لستِ تابعة لاحد!! لن تقومي بغدري!! صحيح!!؟“
ردت فيفيان عليه بنفس النبرة بعينان مستاءة“لما تخرج بغضبك علي!! متى غدرتك!!”
هدأ سولفير من نبرته يشدد على كلماته “انا لا اخرج بغضبي عليكِ.. انا أُريكِ ما انا به من اجلك.. لن تكوني لاحد، و إن كنتِ منتمية لاحد فهو انا” ثم استرسل بهدوء ينظر الى عينيها“أنا في القاع، فيفيان أنا في القاع لأجرك منه، أعلمي و أدركي إنني غطست في بركة الوحل هذه قائلاً إنك فتاة عفيفة عذراء بينما الجميع يخبرني إنك لستِ سوى عاهرة، عاهرة لن تتردد في جحد ما افعله، أملي بكِ أن تثبتي العكس للجميع، لا تخذليني… حسنا؟“
ابعد جبينه عن جبينها لتنتبه فيفيان لاثار الدماء على وجهه و قناعه، و يده الغارقة بالدماء.. تلك الدماء التي انتقلت الى وجهها ايضاً، لقد خاض معركة نفسية قبل قليل.. معركة فاز بها ظاهراً لكنها شتتّ داخله، كأن الذي تكلم به كان القشة التي قسمت ظهر البعير، حتى و إن كان قرابة الثلاثين، لا يزال من الصعب عليه ان يجابه هذا الكلام دوماً بثبات
مسحت فيفيان الدماء عن ما بان من وجهه “هل قال لك ذلك الرجل شيئاً عني؟“
صمت سولفير دون اجابه.. و السكوت علامة الرضى
لذلك قالت فيفيان بانفعال“سولفير ماذا قال لك ذلك الرجل!!”
انخفض سولفير واقفاً على ركبتيه على الارض ليكون بمستواها، يمسح عيناه بابهامه و سبابته الملطختان بالدماء، ليلطخ جفناه بالدم اكثر “ليس بمهم..”
توسعت عينا فيفيان“انت..!! اخبرني الان!! لما تخفي دوما عني الاشياء انا لا افهم!! اساف؟ رجال! فتاتهم!! الامر كأنني فتاة ملهى و هوى و عاهرة خرجت كانني دودة من الجدار دون عائلة او منزل!! سولفير ما الامر بحق الجحيم!! ماذا قال لك لتاتيني منفعلاً!!”
نظر سولفير لها ينفي“لا.. لا بالطبع لا، انتِ لستِ عاهرة او فتاة هوى.. لستِ فتاة احد فيفيان!”
امسك كتفها يحاول تثبيت هذه الفكرة لديها“هل تفهمين؟“
اومأت فيفيان بانزعاج“بالطبع افهم! العذروات و العاهرات لا يجتمعن! و انا عذراء!”
سحب سولفير فيفيان الى احضانه بقوة، يحتضنها كأنه يطمئن نفسه قبل ان يطمئنها يحتضنها يستنشقها “عديني فيفيان.. “
بادلته فيفيان الحضن “مهما كان الوعد سولفير، اعدك به.. لكن، ارجوك.. ثق بي“
ابتعد سولفير قليلاً محوطاً وجهها بكفه يقبلها على خدها“اتفقنا.. هيا بنا“
ابتعدا عن بعضهما البعض متجهين الى الاسفل“حالما نصل الى الاسفل، اركضي الى الخارج دون النظر الى اي شيء اخر.. فقط برأسكِ الى الامام و اركضي“
اومأت فيفيان له و حين وصلاً الى اخر درجة، رأت فيفيان قطعة الشحم تلك المليئة بالدماء على الارض، ابتلعت ريقها لتركض بسرعة و خلفها صوت تكسر الزجاج باقدامها..
عندما خرجت من المنزل رات سيارتين، شعرت برغبة في التقيؤ.. هل عذب سولفير ذلك الرجل.. لديه القدرة على قتل الناس..
التفتت لترى رجل مسنداً ظهره الى الجدار يدخن، هل هذا من معارف سولفير ام لا؟
لكن سولفير طمأنها قائلاً“انه دميتري.. سيهتم بالمنزل، و سياتي باغراضك الينا“
ثم حوط بكتفها “هيا بنا“
تبعته فيفيان الى احد السيارتين واضعة حرام الامان، عندما جلس سولفير الى جانبها سألته “اين سنذهب؟“
=”منزلي..”
-“الذي تقطن به؟“
=”صحيح..”
-“لما؟ هل هذه انتقالة في الثقة؟ ان تاخذني حيث تقطن“
صمت سولفير دون اجابة، و بعد عدة دقائق من سير السيارة، سألها“هل تثقين بي؟“
نظرت فيفيان الى الشارع“انا.. لا اثق بكلامك.. لكنني اثق بانك لن تؤذيني، انت تخفي عني نفسي، لا تسمح لي بمعرفة من اكون، و من تكون، اين انا و لما انا هنا، لكنني لا احذر منك“
بعض الثواني لتكمل كلامها “إن كنت اعرف نفسي، فانا اجزم بانني ساخاف منك، لقد قتلتَ ذلك الرجل، لقد رأيت تلك الشحمة، عيناك و يداك مليئة بدمائة، حتى إنك لطختَ وجهي بالدماء هذه.. لكنني سأبقى بجانبك، هذا قاسٍ علي، لكن لا بأس بالقسوة إن كانت في سبيل البقاء بجانبك، فأنا بدونك مهشمة من هذه القسوة“
لم يبدي سولفير اي ردة فعل، كان يستمع بصمت و انصات،
-“لقد اخذتكِ الى المنزل في حي الاغنياء كي اعزلكِ فيفيان، انتِ كما قلتِ بقائكِ بجانبي قاسٍ عليكِ، و انا لا ارغب بهذا.. حتى عند دخولكِ الى شقتي، لا يزال خيار المغادرة متاحاً لكٍ، فقط حين تستعيدين عافيتك..”
كأن تقول لعصفورتك ان تطير حين ينمو جناحها.. كأن يخبرها ان تجري حين تتعافى قدمها
صمتت فيفيان دون جواب كذلك هو
•••
كان كلاهما في المصعد نحو شقته، بناية تشابه ما كانت عليه غرفته، تصميمها الحديث البحت،
و لم تكن شقته اقل روعة، فهي مصممة بعناية بتلك الزوايا بين الابيض و الاسود، يزينها بعض اللمسات الزمردية الداكنة..
-“افعلِ ما تشائين، كما كنتِ في ذلك المنزل، و الغرفة بجانب الحمام تستطيعين اخذها كغرفتك، و غرفتي في نهاية الممر“
=”هل تعيش وحدك؟ الشقة كانها لثلاث اشخاص“
-“انها لي“
همهمت فيفيان له و هي تسير ببطئ متأملة الشقة، الى ان وصلت الى الضلع الزجاجي، لتبان لها المدينة باكملها، تأملت المنظر ثم سارت الى الغرفة التي قالها لها سولفير عنها، اذ تبدو بمثل تصميم المنزل، بعيدة كل البعد عن غرفتها تلك الدافئة الصغيرة، لا يوجد اثر للون الخشب، بل كله بالابيض و الاسود و الزمردي الداكن
كانت الغرفة بسرير واسع لشخصين، و مؤثثة دون غبار، هل هي غرفة لاحد؟ قال ان الشقة له..
اغلقت انوار الغرفة خارجة، عندما يخرج ستساله، الامر غير مريح ان تستعمل غرفة شخصية لاحدهم، من الفظ استعمال حاجيات الاخرين دون اذن
سحبت احد الكراسي الى امام الضلع الزجاجي، تشاهد المدينة ، كيف بعدة ساعات اختلف الامر فجأة
هل عائلتها باحد هذه الافرع الصغيرة؟ هل يفكرون بها كما تفعل؟
في هذه اللحظة، شعرت فيفيان بانها ابعد ما يمكن ان تكون عن عائلتها، انها في حالة مزرية
خرج سولفير و هو يجفف شعره بالمنشفة “الم تعجبكِ غرفتك؟“
نظرت فيفيان له“تبدو كأنها ملكاً لاحدهم، لم ارتح باستعمالي حاجيات احدهم..”
سحب سولفير كرسي اخر جالساً بجانبها“انها ليست ملكاً لاحد، انا فقط ابتاع الثياب و اضعها، ثم اتبرع بها بعد سنة او سنتين“
قوست فيفيان شفتيها متعجبة ” هذا تبذير!”
نفى سولفير برأسه“لقد اخبرتك انني اتبرع بها، يعجبني ابتياع الثياب للاخرين، دوما ما احضر ثياب لكرستين و امي و ابي، و لي بالطبع، لكن بعض الثياب لا تناسبهم، و لا يوجد لدينا اطفال كي ابتاع لهم، لذا اشتري بعضاً منهم ثم اضعهم في الخزائن، بعض مستحضرات التجميل و العطور، بعض العاب الاطفال، ما الى ذلك، ثم اتبرع بهم الى الفقراء او الايتام“
ثم قال مازحاً“من المفرح انكِ انضممتِ الى قائمة من اشتري لهم“
ضحكت فيفيان معه“انك حقاً غني“
ضحكا معاً ليتنهد سولفير في النهاية“لم اقصد تفريغ غضبي بكِ.. الامر فقط انه استفزني.. ان تريني مليئاً بالدماء، ثم اصرخ في وجهكِ.. انا اسف، كنتِ شجاعة بامساككِ للمسدس و اطلاق النار عليه“
انهى جملته ماداً كفه لها، لم تفهم ما يعنيه ليوضح هو“اطلاق المسدس بوضعية خاطئة عادة ما يؤذي معصم اليد.. دعيني ارى يدك“
اعطته يدها ليتفحصها“يبدو ان فيفيان الصغيرة امسكت المسدس بشكل جيد.. احسنتِ“
قهقهت فيفيان على اطرائه لها لكنهم توقفوا عن الحديث عندما رن جرس الشقة
اتجه سولفير الى شاشة الجرس ليرى انف كرستين و نظارتها الكبيرة الشمسية
فتح سولفير لها الباب لتدخل مباشرة نحو فيفيان“الهي!! صغيرتي!! كيف حالك؟ هل اصابكِ سوء؟“
ما الامر؟ لما الجميع يدعونها بالصغيرة؟ انها بالغة بالفعل!
حضنت كرستين فيفيان بقوة “لم يصل لكِ اي احد صحيح؟“
-“لا“
تنهدت كرستين بارتياح“حمداً لله، كنتُ عند امي و لم استطع تمالك نفسي و عدم الخروج، سولفير حل امر تساؤل امي ساترك الامر لك“
همهم سولفير“ان كنتِ لن تباتين، فساحله“
ربتت كرستين على راس فيفيان“نعم بالطبع.. الاداب قبل كل شيء، من يبيت بمنزل دون دعوة؟“
ثواني حتى رفعت رأسها، لقد تذكرت شيئاً مهماً..
تركت فيفيان تنظر الى سولفير“هذا… ابي قد علم بفيفيان..”
اجاب سولفير دون تعجب“بالطبع سيعلم، طالما لم يتصل بي فهو لا يرغب بالتدخل“
لكن هاتفه رن مباشرة بعد ان اكمل جملته، مزيناً باسم (ابي)
ليردف سولفير“يبدو انه يرغب الان..”
التعليقات على الفصل " 13"
التعليقات