ــ «لا. قبل أن أبوح يومًا بحبّي له، كنتَ تعرف سلفًا.»
ــ «كنتِ تأكلينه بشهية، يا إدْوِينا.»
ــ «الأمير راينر سيلين فون رُويتلنغن.»
ــ «لماذا… لماذا تنادينني هكذا؟»
ــ «ما قلته لتوِّك لم يكن على هذا النحو يا أحمق. قلتَ إنك حفظتَ الأمر عن ظهر قلب. قلتَ إنك كرّرتَ الشيءَ نفسه مرارًا وكان عسيرًا عليك! ما الذي فعلتَه بحق السماء؟ عمّ تتحدث؟»
ــ «إدْوِينا، في إمبراطوريتنا… نحن… نجمع المعلومات عن أسرة وِنْدسور، كما تعلمين…»
ــ «لا تسقني هذا الهراء. أتظنّني بالغة السذاجة مثلك؟ حتى لو جُمعت معلومات في رُويتلنغن، فلستَ ممّن يطالها أو يلمسها. أتحسب أني لا أعلم ذلك؟»
وكان الأمر حقًا كما قالت.
ومع ذلك، فعلى الرغم من صدقه، لم يكن أحد ليجرؤ أن يلقي مثل هذا القول مباشرة في وجه الأمير. ولا سيّما أميرة أُرسلت رهينة من أمة مهزومة.
ومع ذلك، كان من الطريف أنّ الأمير راينر استسلم كليًّا أمام سطوة الأميرة، فلم يخطر بباله حتى أن يردّ عليها.
ــ «تكلّم بوضوح. ماذا فعلت؟»
ــ «… أنتِ تعلمين يا إدْوِينا. تعلمين، ولهذا تقولين هذا… كنتِ دائمًا نفّاذة البصيرة. أعلم ذلك.»
وكانت إدْوِينا هي من بادرت أوّلًا إلى الاقتراب من الأمير راينر المرتجف الهامس.
وبينما وقفا وجهًا لوجه، بدا الأمير، رغم نحوله، أطول مما يُظنّ، أنيق الطلعة حسن المظهر. وكان مشهد ارتجافه أمام تلك الأميرة الضئيلة مشهدًا فريدًا، غالٍ على قلبي بحيث لا أطيق أن أحتفظ به لنفسي وحدي.
ظلّت الأميرة على حالها لحظات، ثم أطلقت تنهيدة عميقة. وبدل أن تصرخ، انخفض صوتها حتى غدا ناعمًا، كأنها تُهدّئ طفلًا.
ــ «الأمير راينر فون رُويتلنغن. لقد تعبتَ كثيرًا في جلب العنب والخوخ والبرقوق والمشمش طوال مئة يوم. لعلّك قليل الفطنة، لكنني أظنّ أنّ فيك جانبًا حسنًا.»
ــ «…حقًا؟»
ــ «نعم، إنني أُعجب بك قليلًا.»
ــ «أنا؟»
ــ «نعم. أظنّك رجلًا طيبًا. ولهذا أسألك، متمنية أن لا يكون الأمر كما أرتاب. قل لي بنفسك، ماذا فعلت؟»
ــ «إذًا، أنا… يا إدْوِينا…»
ــ «لا تتلعثم، تكلّم بوضوح.»
وكأنها تعويذة سحرية، أجاب الأمير راينر بسرعة:
ــ «إدْوِينا، لقد كرّرتُ هذا المشهد عشرات المرّات. وكنتِ دائمًا تطردينني وتقولين إنكِ لن تري وجهي ثانية.»
ــ «وكيف كرّرته؟ بالعودة بالزمن كما ذكرت من قبل؟»
ــ «نعم.»
ــ «ولماذا فعلتَ ذلك؟»
ــ «من أجلكِ…»
أطرق الأمير رأسه كالمذنب، لا يدري ما يصنع. خيّم صمت ثقيل، بدا معه وكأنّه لن يتكلّم بعد الآن، مكتفيًا بأن يقف هناك ممسكًا بيدها بشدّة، ووجهه الوسيم يزداد احمرارًا لحظة بعد أخرى. وأنا أراقب المشهد من جانبهما، شعرتُ بالأسى نحوه، فغمزتُ الأميرة إدْوِينا في خاصرتها، وهمستُ كما كنت أفعل حين كنّا صغارًا: «آن، كفي عن تعذيبه.»
ــ «أنا، أنا… يا إدْوِينا، أنا…»
وقبل أن يواصل تلعثمه، تولّت إدْوِينا الكلام:
ــ «لأنك تحبّني؟»
حينها فقط رفع الأمير راينر رأسه.
وقد انحنت كتفاه العريضان، حتى غدت قامته الممشوقة أصغر حجمًا، وهزّ رأسه صامتًا، فيما انهمرت الدموع من عينيه البديعتين المتلألئتين كنجوم.
ــ «الأمير راينر فون رُويتلنغن… هل رغبتَ بمصادقتي لأنك أحببتني؟»
كانت دموعه صافية طاهرة، تسيل بلا انقطاع من تلك العينين البهيّتين. وكطفل توبّخه أمّه، لم يفعل سوى أن يومئ برأسه، وهو ينتحب بخفوت. ضحكت الأميرة إدْوِينا بخفّة.
ــ «إذن، عدتَ بالزمن كلّه كي تقترب مني؟»
ــ «نـ… نعم، فعلت.»
ــ «وكلّ ما خرجتَ به من ذلك، أنك عرفت أني أحبّ العنب الأبيض؟»
لم يستطع حتى أن ينتحب كما يليق، بل ذرف دموعًا صامتة وهو يجيب:
ــ «إدْوِينا، في بعض الأحيان… كنتِ تموتين.»
ــ «أموت؟ ولماذا أموت؟»
ــ «لأنك كنتِ تكلّمين والدي… بالطريقة نفسها التي تخاطبينني بها الآن… ليس خطأً منكِ بالطبع.»
ــ «إذن، كنتَ تعيدني إلى الحياة بعد موتي؟»
ــ «نعم. هكذا بدأ الأمر. لكنني أفسدتُ كل شيء واضطررت أن أعيش من جديد منذ أن كنتُ في الثالثة عشرة. اضطررت أن أتحمّل ضربات أخي مرة أخرى، ولا تتصورين كم كان ذلك مؤلمًا. لكنني كنتُ أشعر بالسعادة وأنا أفكر أنني سأراكِ من جديد. غير أنّك حين عدتُ، كنتِ تبغضينني. فعدتُ بالزمن مرة أخرى.»
وبينما كان يتكلم، بدا أنه استمدّ شيئًا من الجرأة. مسح دموعه، وبصوت أوضح، أخذ يتحدث وكأنه يفخر بإنجازه. عندها تنهدت الأميرة إدْوِينا بعمق، ثم سألت:
ــ «إلى أيّ مدى عدتَ تلك المرّة؟»
«لحسن الحظ لم يكن البعد كبيراً. غير أنّك، مع ذلك، قلتَ إنّك تبغضينني مجدداً. كرّرتُها خمس مرّات، ولم أعلم إلّا بعدئذٍ أنّك تحبّين العنب الأبيض. أمّا أمرُ الفرس الأسود فعرفته في المرّة العاشرة، وأمّا كتاب آرثر غيلن ذاك، فعرفتُ ولعكِ به في المرّة الأخيرة.»
فقالت: «لكنّك مع ذلك لم تتقن فنّ استمالتي بعد؟»
قال: «ظننتُ أنّي… أدركتُه أخيراً…»
ثمّ نظر إليها متفحّصاً مزاجها. فلمّا بدا له أنّ الغضب قد خفّ حدّتُه، عاد سريعاً إلى نبرته الطفولية السابقة، وكاد أن ينتزع منّي ابتسامة. وفي تلك اللحظة وضعت الأميرة إدُوِينا سلّة العنب الأبيض على الطاولة بوقعٍ صاخب.
قالت: «راينر.»
ارتبك وقال: «نـ… نعم؟»
قالت: «أشتهي الآن أن أقذف وجهك بهذا العنب، لكنّي كففتُ نفسي. أتدري لماذا؟»
قال: «لأنّك… تخشين أن أشيَ إلى والدي؟»
فأجابته ببرود: «لا، فأنت أجبن من أن تذكر له شيئاً. ثمّ إن كان والدك لا يحرّك ساكناً لرؤيتك تتردّد على هذا المكان بمثل هذه الهيئة، فهل تظنّه سيهتمّ لو رميتُك ببضع حبّات عنب؟»
هزّ الأمير رأسه إقراراً بكلامها، ثمّ أضاف متصنّعاً: «فـ… فهل السبب أنّ وجهي جميل أكثر من أن يُشوَّه؟»
وما قاله لم يكن بعيداً عن الحقيقة، إذ كان وجهه أجمل من وجه الأميرة إدُوِينا نفسها، وكنتُ أوشك أن أومئ موافقة. غير أنّ الأميرة لم تلِن، بل صوّبت نحوه نظراتها الحادّة وقالت:
«السبب أنّي لم أرمه عليك، أنّك ــ على فرط غفلتك ــ حين تجيء بعرجون واحد من ثمرٍ لا يسدّ جوع أحد، نظلّ مع ذلك شاكرين لك، لأنّ خلف هذا الباب أكثر من خمسين جائعاً يتمنّون أن يظفروا ولو بحبّة عنب واحدة.»
قال متلعثماً: «إدُوِينا…»
فأجابته بصرامة: «أنتَ، أيّها الأحمق، وقد أعدتَ الزمن سبع عشرة مرّة في مائة يوم، جعلتَنا نجوع ألفاً وسبعمائة يوم! ومع ذلك، لم يخطر لك خلال تلك الأيّام كلّها أن تلقي نظرة علينا، بل كان همّك الوحيد أن تتفكّر فيّ وحدي.»
قال منكسراً: «لقد… لقد أخطأتُ كثيراً يا إدُوِينا. سأجلب البطاطس.»
قالت: «نعم، السبب أنّي لم أرشقك بالعنب أنّي أراقبك. فسواء رضينا بك أم سخطنا، أنت وحدك القادر على أن تسدّ رمقنا، ولا بدّ لي أن أتتبّع أفعالك.»
ولعلّه كان في تلك اللحظة تحديداً أن رفع الأمير راينر رأسه محتجّاً وقد غلبه الظلم:
«ومن ذا الذي يراقب إنساناً إلى هذا الحدّ؟»
هنالك لم أتمالك نفسي فانفجرتُ ضاحكة، فحدّجتني الأميرة إدُوِينا بنظراتها الغاضبة، لكنّي لم أستطع الكفّ، إذ كنتُ في سنٍّ يضحكني فيه سقوط ورقة شجر.
وكأنّ ضحكي شجّعه، فعاد الأمير راينر ورفع صوته قائلاً:
«ثمّ إنّ الأمر ليس كما تصوّرينه، أليس كذلك؟ انظري خارجاً! أترين وجوهاً عانت ألفاً وسبعمائة يوم؟ بل أنتم لا تذكرون حياتكم السابقة أصلاً! ومع ذلك تضعين اللوم عليّ. أليس هذا ظلماً يا إدُوِينا؟»
فأجابته محتدّة: «وعلى من عساني أُلقي الملامة غيرك، أيّها الأحمق الذي يعرف كيف يُرجع الزمن ولا يعرف كيف يحسن الانتفاع به؟»
قال متردّداً: «أنتِ ترين… لا أعلم دوماً إلى أيّ زمن سأعود، فإن وجدتُ الأمور تجري على ما يرام حاولتُ أن أُعينك.»
قالت باستهزاء: «ألستَ بارعاً في السحر؟ فلماذا يخرج منك على هذا النحو البائس؟»
قال: «لـ… لا، بل سينجح إن واصلتُ المحاولة! لقد قلتُ لكِ في المرّة الماضية: أفعل هذا كي أساعدك!»
وهكذا جرت بين الأمير راينر والأميرة إدُوِينا أوّل محاورة صادقة. ولعلّ الأمير رأى أنّهما قد خاضا مثل هذه الحوارات سبع عشرة مرّة من قبل، لكنّي أنا وجدتُ تلك الذكريات جميعاً بالغة الطرافة. أمّا أميرتُنا إدُوِينا، بما لها من كبرياءٍ وجلَد، فلم تسأل عن شيء منها البتّة.
لكنّها بدلاً من ذلك سألت سؤالاً باغت الأمير راينر وأربكه:
«ولِمَ تُحبّني أصلاً؟ أما في رويتلِنغن نساء؟ ما الذي يدفعك للوقوع في غرام أميرة من أمّة عدوّة؟ أأنا في عينيك بهذا القدر من الجمال؟»
فأجاب مبتسماً: «لو كنتُ أهوى الأشياء الجميلة، لاكتفيتُ بالنظر في المرآة يا إدُوِينا.»
كلمة كهذه كانت كفيلة أن تُغضب أيَّ امرأة، لكنّ الأميرة إدُوِينا لم تُبدِ انزعاجاً، بل أومأت في هدوء.
ثمّ مدّت يدها الصغيرة تعبث بشَعره الأشقر الفاتح، فازداد وجه الأمير الوسيم احمراراً حتى كاد يشبه قرص الغروب.
غير أنّ الأميرة إدُوِينا لم تدعه يفلت من سؤالها، بل واصلت الضغط عليه:
«فإن لم يكن السبب أنّي جميلة، فلِمَ تُحبّني إذن؟»
قال متلعثماً: «لا يا إدُوِينا، ما قصدتُ أنّك لستِ جميلة. في عينيّ، لا شيء في هذا العالم يفوقك جمالاً.»
فأجابته بنبرة حازمة: «كفّ عن هذا الهراء. أجبني جواباً صريحاً.»
وهكذا، وتحت وطأة تأنيبها، باح الأمير راينر أخيراً بالسبب الذي جعله يقع في حبّها؛ حكاية لم يسمعها أحدٌ منّا من قبل.
إنّه خبر لقائه الأوّل بالأميرة إدُوِينا في حياته الأصلية، قبل تلك المحاولات السبع عشرة. حين كان كلّ شيء لا يزال واقعاً حقيقيّاً.
في ذلك الزمن، حين وصلت الأميرة إدُوِينا إلى رويتلِنغن، كان الأمير راينر قد تلقّى لتوّه عقوبة قاسية على يد وليّ العهد، إذ أُهين وأُوبّخ على مرأى من الإمبراطور، طوال الموكب الذي جلب الأميرة الأسيرة من وِندسور.
كانت الإمبراطورة يومئذٍ حُبلى على وشك الوضع، فلم تحضر، فصبّ الإمبراطور كلّ غضبه المكبوت على ابنه الثاني.
وأمام الملأ من الحاشية، انهال عليه بتقريع شديد حتى استحى الناظرون. ويُقال إنّ الأمير راينر تمتم بكلمةٍ لم تُرضِ والده، فاشتدّ غضب الإمبراطور، وركله غير مبالٍ بالأعين المصوَّبة، بل ورفع سيفه كأنّه يوشك أن يستخدمه سلاحاً.
ولم يعد الأمير عندها يشعر بالمهانة، بل باليقين أنّه هالكٌ لا محالة.
وقف الجميع صامتين يراقبون، بينما الأب يحاول قتل ابنه. لكن في تلك اللحظة، انفجرت الأميرة إدُوِينا ضاحكة.
فالتفت الإمبراطور نحوها بحدّة، مزمجراً: «لِمَ تضحكين؟»
فأتيح للأمير راينر حينئذٍ أن يلتقط أنفاسه قليلاً. مسح الدم عن جبينه، وبعينين مُثقلتين بالرؤية التفت نحو الأميرة. فبادرت، بكلّ جرأة، قائلة:
«إذا كان إمبراطور رويتلِنغن يُذلّ ابنه على هذا النحو أمام أميرةٍ من أمّة عدوّة، فلابدّ أنّ لقب إمبراطور رويتلِنغن لا يساوي كثيراً، وقد راق لي ذلك.»
فتبسّمت الأميرة إدُوِينا ابتسامة ماكرة، وأكملت عبارته نيابةً عنه: «وأمّا الآن، فأنت واقع في غرامي.»
فقال محتجّاً: «كيف تقولين هذا بغير خجل؟ ألستِ فتاة؟»
قالت مستنكرة: «فتاة؟»
ثمّ تدارك مرتبكاً: «آه، صحيح، قد نهيتِني عن قول مثل هذا… لا بأس. في الحقيقة، يروق لي أن تقول الفتاة مثل هذا. وإنّ رؤيتك تقولينه بغير حياء ولا احمرار خدّين تجعلني أنا الذي أرتبك وأحمرّ.»
كان الأمير راينر متردّداً، يتهيّب أن تنهره ثانية، حتى بدت على وجهه علامات الارتباك، فضحكت الأميرة إدُوِينا، ثمّ أمرته أن يذهب ليجلب بعض البطاطس، ورفعت سلّة العنب تضربه بها مداعبة. والغريب أنّ الأمير راينر بدا كأنّه يستلذّ بذلك، واقفاً يبتسم. وكان المشهد في غاية الطرافة.
قال برجاء: «إدُوِينا، سأكون أفضل. فقط ثقي بي، أرجوك.»
قالت ساخرة: «وما معنى أفضل؟ اجلب كثيراً من البطاطس وحسب. آه، ولا يمكنك أن تجلب شيئاً من اللحم أيضاً؟»
قال: «لا أستطيع أن أعدك باللحم… لكن سأبذل جهدي. سأعيدك إلى وِندسور. سأنقذك، كما أنقذتِني أنتِ.»
فقالت باستهزاء: «ومن ينقذ من؟ وأنتَ ضعيف إلى هذا الحدّ؟»
قال متحفّزاً: «من الآن فصاعداً سأأكل مزيداً من الخبز والبطاطس.»
قالت بصرامة مرحة: «إذا وُجد طعام، فأحضره إلى هنا بدل أن تلتهمه.»
قال مطيعاً: «حسناً، سآكل قليلاً من الخبز وأجلب الباقي إلى هنا.»
«أرويْتلِنغن فقيرة إلى هذا الحدّ حتى يُضطرّ أميرها أن يُمسك عن أكل الخبز ليترك لنا نصيباً؟»
فقال ضاحكاً: «نعم، أليس أمراً مثيراً للسخرية؟ إدُوِينا، أتساءل ماذا يظنّ أبي بي.»
فقالت: «كلّ شيء يُضحكك، أليس كذلك؟»
ومع ذلك، ابتسمت الأميرة إدُوِينا وكأنّها قد التقطت عدوى ضحكه.
وها أنا، وأنا أخطّ هذه الرسالة، أدرك أنّه حتّى من غير مساعي الأمير راينر، كان الاثنان سيقتربان من بعضهما لا محالة.
وربّما لهذا السبب لم تحتمل الأميرة إدُوِينا منظر الأمير راينر وهو يُضرَب حين وصلت إلى الإمبراطورية، ولماذا ـــ على الرغم من أنّ كلمة واحدة لم تتبادل بينهما ـــ كان الأمير راينر مصمّماً على إنقاذ الأميرة إدُوِينا بإرجاع الزمن إلى الوراء. لقد تعارفا منذ اللحظة الأولى، دون أن يحتاجا إلى الألسن.
والآن، يا لورد فلوريان،
وإليك أيضاً، أيّها الأمير أرتشيبالد، وأنا أعلم أنّك ستقرأ هذه الرسالة قبل أيّ إنسان،
آمل أن يكون في هذا بعض الجواب عن تساؤلاتكما.
وهكذا، التقت الأميرة إدُوِينا بالسير آرثر غيلن.
لقد أرخى الليل سدوله بينما كنتُ أسرد هذه الحكاية الطويلة.
إنّه أمر شاقّ على عجوز مثلي أن تطيل الجلوس إلى مكتب، ما لم يكن بخفّة كاتب النسخ بَيدَر.
آمل أن تكونا قد تعلّمتما ألّا تُثْقِلا بالسؤال على نفسٍ هرِمةٍ وحيدة. فإنّ حياتي لم تكن سوى التمسّك بالقصص المكبوتة، مترقّبة دوماً من يطلب سماعها.
ومع ذلك، إن رغبتم في المزيد، فسيُسعدني أن تأتي نويل الصغيرة لتأخذ الرسالة التالية. فقد كان الوقت الذي قضيته وأنا ألتهم كعكاتها بالقرفة، على هيأة روث الخيل، عندي أثمن من الساعات التي جمعت الأميرة إدُوِينا والأمير راينر وهما يتناولان ذلك العنب الأبيض.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات