ما الذي تفعلينه لتسألي مثل هذا السؤال؟ هل تعملين على ذلك الكتاب المصوَّر من العصور الوسطى الذي ذكرتِه آخر مرة؟ أم أنك تخطّطين لجرمٍ في تزوير الوثائق؟
إن كنتِ تسألين عمّا إذا كان في مقدوري أن أقلّد خطّك أنتِ، فالجواب قطعاً: «لا». خطّك تحفة من الفوضى. لكن نحن، الموهوبون بالفطرة بخطوط جميلة، نستطيع أن نقلّد أنماطاً مختلفة نوعاً ما.
إن كان لديكِ كل هذا الوقت، أفلا تتحققين سريعاً من تقويمك وساعتك؟ لا يزال أمامنا أربعة أيام طويلة حتى نهاية الأسبوع، وأربع ساعات كاملة حتى نهاية الدوام. هل علينا حقاً أن نجعل خطّك الفظيع وهوسك الغريب بتمزيق الورق موضوع حديثنا الآن؟
لقد أصابني فجأة مللٌ يصل إلى حدّ الغثيان. فلِمَ لا نتحدث عن ليام أو عن صاحبك السرّي بدلاً من ذلك؟
لكن قبل أن نبدأ الثرثرة، قولي لي: ما التصنيف؟ إن كان «للكبار فقط»، فأنا مستعدة لأن أضع جانباً جبلاً من أعمال التدقيق وأصغي. أما إن لم يكن كذلك، فقد أعامل رسائلك كما تعاملين أنت رسائل غاريت.
…أراهن أنّك فتحتِ هذه الرسالة حالما وقعت عيناكِ على السطر الأول، أليس كذلك؟
لكن لا تنتظري شيئًا فاضحًا أو مثيرًا كما قد تظنين. ومع ذلك، إذا أكملتِ القراءة، فأنا على يقين أنّك ستجدين القصة مثيرة للاهتمام.
لقد وصلتني رسالة بخط اليد. وكان آخر ما كُتب فيها: «مزّقيها بالطريقة التي تحبين، يا كورديليا.»
جولييت، لعلّك لا تعلمين أنّ لي طريقتي الخاصة في تمزيق الأوراق، ولم يكن يعرفها أحد سوى والدتي الراحلة.
حين كنت صغيرة، كانت أمي تجمع كل الأوراق عديمة الجدوى: المنشورات المرفقة بالصحف، والفواتير القديمة. لم تكن ترمي شيئًا منها، وكانت تقول دائمًا إنّ كل ورقة كانت ذات شأن في زمنها.
وحين يتكدّس ذلك الركام حتى يصير في طولي تقريبًا، كنت أجمعه معًا، أطوي ثلاث أو أربع صفحات مرتين، ثم أمزقها ثلاث مرات متتابعة، وبعدها أعيد جمعها لأمزقها تمزيقًا أخيرًا. وبهذا الشكل لا يبقى أي أثر لاسمها أو لاسمي على الفواتير.
وكانت أمي تُثني على دقّتي وتشدّد على اعتنائي بالتفاصيل. وعندما تصحبني إلى المتاجر القريبة، كانت تقدّمني بفخر للناس قائلة: «هذه الفتاة حتى في تمزيق الورق لها طريقتها المفضلة.»
نعم، لقد كانت سرًّا صغيرًا بيني وبين أمي وحدنا. لكن، تخيّلي يا جولييت… تصلني الآن رسالة وتنتهي بعبارة: «كورديليا، مزّقيها كما تحبين.»
لستُ ساذجة إلى الحدّ الذي يجعلني أظنّ أنّ أمّي الراحلة قد عادت إلى الحياة بسبب جملة واحدة فقط. على الأقل… ليس بعد.
ثم إنّ أمي كانت تتمتع بخطّ يد بديع، بينما خطّ هذا الشخص قبيح للغاية. فوق ذلك، بدا وكأنّه كُتب بقلم حبر لا بقلم جاف، والارتعاش والتلطّخ يملآن الصفحة، حتى اضطررت أن أحدّق طويلًا لأفكّ رموزه.
لكن، أتدرين ما هو الأدهى؟ عندما تأمّلتُه عن قرب، بدا خطّ اليد مطابقًا لخطّي تمامًا، حتى طريقة رسم الدوائر كانت هي نفسها طريقتي.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات