أعتذر لأن رسالتي صودرت من قِبل الأمير آرتشي. لم أكن أعلم أنك تثقين بالأمير آرتشي إلى هذا الحد.
أليس هو نفسه من هرب بخزانة الكتب؟ صحيح أنه أميرنا، لكنه ذو عادة سيئة جدًا.
ومع ذلك، فأنا مسرور جدًا لأن سرّنا قد انكشف، فأصبح بإمكاني كتابة هذه الرسالة علنًا.
ولا سيما أن لدي ما أرويه لك عن خزانة الكتب التي سألتِ عنها.
لا أعلم كيف صُنِع هذا الصندوق السحري، غير أن ما أعلمه يقينًا هو أن لهذه الخزانة صلة وثيقة بأسرة وِنْدسور. فقد كانت الأميرة إدوينا أوّل من جلب هذا الصندوق إلى الدير.
ولكي أشرح لك القصة، لا بد أن أبدأ بالحرب التي وقعت بين إمبراطورية رُويتلِنغن ومملكة وِنْدسور قبل أكثر من ثلاثين عامًا.
كانت تلك صفحة أليمة في تاريخنا نحن أهل وِنْدسور؛ إذ مُنينا بهزيمة ساحقة، وفوق ذلك فقدنا أميرنا إدوين، واضطر الملك ألفرد إلى أن يجثو أمام إمبراطور العدو ليستعيد رأس الأمير المقطوع، حتى وإن كان جثة هامدة.
وفوق تلك المهانة، طالبت الإمبراطورية، بوقاحة، بالأميرة إدوينا مقابل عقد هدنة. ومع رحيل الأمير إدوين، لم يبق لوِنْدسور وريث سواها، فلم يكن أمامها إلا الرضوخ لذلك الشرط الفظيع لعشر سنوات كاملة.
يا سيدة كورديليا، هل لكِ إلمام بفنون الحرب؟
أما أنا، فشأني شأن من عاش في الدير، لا أعرف الكثير عن هذه الأمور، غير أنني سمعت أن الأمراء المأخوذين رهائن يُعامَلون غالبًا بشيء من الاحترام.
لكن الأمر لم يكن كذلك مع إمبراطورية رُويتلِنغن.
فأغلب الوصيفات والخدم الذين انتقلوا مع الأميرة إدوينا إلى تلك الإمبراطورية لقوا حتفهم، ولم يعد سوى نصفهم. ويمكنك أن تتخيلي حال الأميرة في تلك البلاد.
لكن لا الملك ألفرد ولا شعب وِنْدسور كانوا يعلمون أنها تعيش تلك المعاناة، إذ كانت الأميرة تكتب في رسائلها الشهرية أن رُويتلِنغن مكان ممتع ومثير، وكانت الرسائل مليئة بالحيوية إلى حد أن الملك خشي أن تحب الأميرة تلك البلاد أكثر من اللازم.
انكشف الأمر بعد مرور ثلاث سنوات على أسرها، وكانت طريقة انكشافه شديدة الشبه بشخصيتها.
أتتساءلين كيف؟
لقد أرسلنا وفدًا لرؤيتها، فوجدوا فتاة تُسمّى الأميرة، ترتجف وتغطي وجهها ورأسها بحجاب. وكانت الأميرة إدوينا، رغم ضعف جسدها وصغرها، ذات إرادة صلبة وشجاعة، فلم تكن لتقف مرتجفة بعد ثلاث سنوات من الأسر. أدرك الكونت ألفيوس، الذي عرفها منذ صغرها، أن هناك أمرًا مريبًا.
قال: «أروني وجه الأميرة».
فلما رُفع الحجاب، ظهرت وصيفة ذات شعر بني مائل إلى الحمرة، تبكي بحرقة.
عندها أيقن الكونت أن الأميرة قد قُتلت، وأنهم يرسلون هذه الوصيفة لتتقمص شخصيتها.
وبيننا فقط يا سيدة كورديليا ، لم يكن الكونت ألفيوس من النوع الذي يبلع الإهانة لمجرد أننا بلد مهزوم، فقد كان مشهورًا بانفلات غضبه وعدم الاكتراث للعواقب.
فصرخ في قصرهم الإمبراطوري بدون تردد:
«أخذتم الأميرة رهينة، قتلتموها، ثم أردتم التستر على جريمتكم بجعل وصيفة تؤدي دورها! ما الذي يجري هنا؟!»
أُصيب الحاضرون من رُويتلِنغن بالذهول، ليس فقط لأن نبيلاً من بلاد مهزومة تجرأ على رفع صوته في قصرهم، بل لأنهم أنفسهم لم يكونوا على علم بما حدث، إذ لم يكن معظمهم يعرف شكل الأميرة الحقيقي، وظنوا تلك الوصيفة هي الأميرة.
طالب الكونت ألفيوس بجرأة أن يُؤخذ إلى مقر إقامة الأميرة، فإذا به مكان بائس قذر أشبه بالزنزانة، حيث كانت الأميرة ومعها وصيفاتها وخدمها محرومين من الطعام النظيف ومن أبسط أدوات النظافة.
كانت الإمبراطورية وقتها تخوض حربًا مع فاليا وألدَر إضافة إلى وِنْدسور، فرأوا ألا يضيعوا مؤنهم على أناس من بلاد أخرى.
عند موعد الطعام، كان يُحضَّر وجبة كاملة، ولكن لشخص واحد فقط، هي الأميرة.
كانت وصيفات البلاط الإمبراطوري يأتين للإشراف، وبعد أن تنتهي الأميرة من الأكل، يأخذن حتى ما تبقّى من بقايا الطعام.
أمّا بقيّة الوصيفات والخدم فكان عليهم أن يقتاتوا على بضع حبّات من البطاطس تُعطى لهم. وقد هزلت أجسادهم بعد فترة قصيرة من وصولهم إلى الإمبراطورية.
وبما أنّ مخزن الطعام كان قريبًا، فقد كانوا أحيانًا يخاطرون بحياتهم للتسلّل وأخذ شيءٍ من الطعام، وكانت وصيفات البلاط يرمين لهم أحيانًا بعض الفتات،
لكنّه مع الوقت أصبح غير كافٍ. وفوق ذلك، كان على الوصيفات التعامل مع الدورة الشهرية.
جميع المستلزمات الصحية، والملابس الداخلية السميكة، والملابس، كانت مخصّصة للأميرة وحدها.
ورغم ذلك، فقد استخدمت الإمبراطورية وصيفاتنا وخدمنا كالعبيد في شتّى الأعمال.
فإذا انهار أحدهم من شدّة العمل، قُتل بدعوى المرض، وإذا اضطجعت إحداهن بسبب آلام الحيض أو ظهرت عليها آثار دم، أُرسلت إلى السجن.
الخدم الأقوياء المعتادون على العمل الشاقّ كانوا أفضل حالًا قليلًا، لكن معظم الوصيفات كنّ شابّاتٍ نبيلات.
وخلال نصف عام، كان أكثر من نصفهن إمّا في السجون أو قد فارقن الحياة.
أمّا أميرتُنا إدْوينا فلم تكن لتقف مكتوفة اليدين مكتفيةً برثائهم.
أوه، هل ذكرتُ ذلك؟ لقد كانت الأميرة إدْوينا حادّة الذكاء كالأمير آرتشي، وعنيدة الإرادة كالأميرة سيسيليا.
في البداية تصرّفت كأميرة شديدة المطالب، زاعمةً أنّ شمس رويتلينغن قويةٌ لدرجة أنّها تُقشّر بشرتها، وطلبت حجابًا.
ثم ما لبثت أن قضت أيامها كلّها ووجهها مغطّى بذلك الحجاب.
وحين اعتادت وصيفاتُ البلاط على ذلك، فعلت الأميرة…
نعم يا سيدتي كورديليا، لعلّك بدأتِ تفهمين الفكرة، أليس كذلك؟
لقد صارت الأميرة وصيفةً بنفسها.
فاليوم تكون ماريَا، وغدًا ريمي، وبعد غد رينيه هي التي تقوم بدور الأميرة.
وكان الجميع جائعين على حدّ سواء، لذا كان لدور الأميرة التعيس ترتيبٌ صارم، لكنّ هذا الترتيب كان يتغيّر أحيانًا إذا حاضت إحداهن أو مرضت.
الوصيفات، حين يحين دور إحداهن، يربطن شعرهن بقطعة قماش حمراء، ويجلسن بهدوء في هيئة الأميرة، بينما تتحوّل الأميرة نفسها إلى وصيفة.
فاليوم تكون ماري، وغدًا جين، وبعد غد رينيه، جائعةً تأكل البطاطس النابتة.
أتظنّين أنّ وصيفات البلاط لم يلاحظن حقًا؟ حسنًا، حين أسترجع الأمر أشكّ في ذلك.
فقد سمعتُ لاحقًا، من الخدم السابقين الذين انتهى بهم المطاف في ديرنا، أنّ الأميرة جعلت حتى الرجال الضعفاء جدًا يؤدّون دور الأميرة. وحتى أهل الإمبراطورية لا بدّ أنّهم لاحظوا ذلك.
كما علمت لاحقًا أنّ الأمير الثاني لرويتلينغن قد ساعد الأميرة كثيرًا.
وعلى خلاف الإمبراطور المحارب أو شقيقه، كان ضعيفًا لا يجيد فنون القتال، بل السحر وحده، ولم يكن يحظى برضا الإمبراطور.
ومن المنطقي أنّه ربما شعر بالشفقة على الأميرة إدْوينا الوحيدة، فمدّ لها يد العون.
لكنّي أفضّل أن أؤمن أنّ هناك مَن أعانوا شعب وندسور بدافع طيبة قلوبهم، لا بأمرٍ من الأمير الثاني وحده.
فهم بشرٌ أيضًا، ولم يكن بوسعهم تجاهل أناسٍ جياع محبوسين في أبأس زاوية من القصر.
وأنا نفسي، على الرغم من كرهي لرويتلينغن لفقدي أخي في حرب الإمبراطورية، قد اعتنيتُ يومًا بجنديٍّ من رويتلينغن لم يستطع العودة إلى بلاده بعدما فقد أطرافه.
فعند العناية بشخصٍ في تلك الحال، لم يعد للجنسية أيّ اعتبار. وبعد أيّام من الرعاية، حين فارق الحياة أخيرًا، بكيتُ كثيرًا كما بكيتُ عند موت أخي.
على أيّة حال، وبفضل طيبة الكثيرين، نجحت العملية، لكن كيف استطاعت الأميرة إدْوينا أن تكتب رسائل شهرية تصف فيها حياة رويتلينغن بأنها مُبهجة، وهي تعيش تلك المعاناة، أمرٌ يعجز العقل عن فهمه.
والآن، عندما أسترجع الأمر، ربما كانت الأميرة قد وجدت الأمر ممتعًا حقًا. لقد كانت فريدةً في طباعها.
وهكذا، في ذلك اليوم، كانت الأميرة تؤدّي دور الوصيفة كالمعتاد، بينما كانت الوصيفة صوفيا هي التي تتظاهر بأنّها الأميرة.
ألم يكن يجدر بها أن تخرج بنفسها، وقد جاء المبعوث من وندسور؟ بالطبع، كانت الأميرة إدْوينا ترى ذلك أيضًا.
لكن في اليوم السابق، وبينما كانت تؤدّي دور “ماري”، ضُبطت وهي تحاول سرقة بعض الثمار الساقطة من مخزن الطعام، فألقي بها في الحبس.
إذًا، لقد كان أمرًا حسنًا حقًا أن الكونت ألفيوس رفع الحجاب.
فلولا ذلك، لربما أقدمت الإمبراطورية على إعدام الوصيفة القادمة من وندسور، التي تجرأت على سرقة بعض الثمار.
ولو حدث ذلك، لكانت الأميرة قد ماتت بهدوء مكانها، دون أن تكشف عن هويتها الحقيقية.
على أي حال، كان من حسن الحظ أنّ وندسور علمت بأنّ الأميرة إدْوينا، الأسيرة، قد زُجّ بها في السجن. وقد كان خبرًا مفجعًا للأمّة بأسرها.
ورغم أنّها عادت إلى مقرّها الأصلي، فإنّ الرقابة على الأميرة كانت لا بدّ أن تزداد لا أن تقلّ. ولم يكن لدى وندسور أيّ وسيلة للاحتجاج على رويتلينغن.
والسبيل الوحيد لتغيير هذا الوضع كان العودة إلى الحرب، لكن لم يكن هناك أي ضمان للنصر. لا، بل كنّا سنُمنى بالهزيمة مرة أخرى يقينًا.
سيدتي كورديليا، قد تتساءلين ما علاقة هذه القصة بالصندوق السحري، أليس كذلك؟
لكن عند هذه النقطة بالذات، ظهرت الأميرة إدْوينا في دير ليت كما لو كان ذلك بسحر، وبرفقتها بضع وصيفات وخدم.
لقد تفاجأنا حقًا. هل يعقل أنّ الأميرة هربت وحدها؟ بدا ذلك مستحيلًا.
لكنها كانت تبدو كمن شقّ طريقه عبر الشجيرات، مغطّاة بالأوراق، ومع ذلك كان وجهها الأبيض وأطرافها النظيفة خاليةً من أيّ أثرٍ للمشقّة.
لم تقل الأميرة شيئًا عن كيفية هروبها من الإمبراطورية.
ثمّ ناولتني صندوقًا.
قالت: «احتفظ بهذا».
فسألتها: «ما هذا يا صاحبة السمو؟»
لكن الأميرة تجاهلت سؤالي تمامًا، وأرَتني ذراعها.
قالت: «انظر إلى ذراعي».
فقلت بدهشة: «هاه؟ لقد نحفت ذراعك. كم عانيتِ يا صاحب السمو!»
فقالت: «اصمت، وانزع هذا عن ذراعي».
فقلت مبتسمًا: «كنتُ أخشى أن تكوني قد فقدتِ أعصابك خلال السنوات الثلاث الماضية، لكنك ما زلتِ كما أنتِ يا أميرة إدْوينا!»
فردّت: «بِيدر، كنتُ أتمنى أن تكون قد أصبحتَ أقل ثرثرة خلال السنوات الثلاث الماضية، لكنك كما أنت. مؤسف».
نعم، كما ذكرتُ سابقًا، كانت الأميرة ذات طبع يشبه الأمير آرتشي والأميرة سيسيليا معًا.
ومن غير إطالة، نزعتُ السوار المعقّد الزخرفة، المشرق بتوهّج غامض، عن ذراع الأميرة.
وضعت الأميرة السوار في الصندوق، وناولَتْه لي.
ومن المدهش أن أميرةً تطلب مني أن أنزع سوارًا عن ذراعها، يمكنها أن تؤدّي دور وصيفة!
ثم قالت بصوت حادّ ينافس حدّة الأميرة سيسيليا: «احتفظ بهذا».
فسألت: «إلى متى؟»
قالت: «إلى أن أطلبه منكِ».
فقلت: «يا صاحبة السمو، كيف وصلتِ إلى هنا؟»
لكن الإجابة على سؤالي جاءت من الوصيفات، لا من الأميرة.
قالت الوصيفات: «الأمير الثاني لرويتلينغن هو من أعطانا هذا الصندوق والسوار، وساعدنا على الهرب من القصر. لكن لا يجوز أن تخبر أحدًا. ينبغي أن يعلم بالأمر السير بِيدر وحده».
كانت مذكرة مكتوبة بشكل رديء، لا تتبع أيّ أعرافٍ في كتابة الرسائل، وخطّها كان فوضويًّا، لكنني فهمتُ مقصود الأميرة.
فإمبراطور رويتلينغن لم يكن ليستطيع حفظ ماء وجهه لو حاول استرجاع رهينة أطلق سراحها ابنه بنفسه. لذا سبقت الأميرة بإرسال رسالة إلى الإمبراطور تقول ضمنًا:
«لنقل إنك أنت من أعدتني، وسأكون شاكرةً لك».
وهكذا حُلّت المسألة بسهولة أكبر مما توقّعنا، وذلك بفضل الأمير الثاني لرويتلينغن. ويبدو أنّه، وإن لم يحظَ بمحبّة أبيه، فقد كان يحظى بمحبّة أمّه.
ومع أنّ سلطة الإمبراطور كانت مطلقة، فإنّه لم يكن ليستطيع تجاهل ابنه العليل أو الإمبراطورة التي تحميه، ومن ثم لم يستطع معاقبة الأمير على إطلاق سراح الرهينة.
وهكذا انتهت فترة الأميرة إدْوينا كرهينة في رويتلينغن.
أحد الخدم الذين أحضرتهم بقي في ديرنا، وبقيت بعض الوصيفات فيه مدّة طويلة قبل أن يجدن أماكن أخرى للعيش. لكن، حتى بعد أن رحل الجميع، ظلّت خزانة الكتب التي تركتها الأميرة في حوزتي.
أتدرين ما الذي جرى بعد ذلك، سيدتي كورديليا؟
لقد جاء السير آرثر غيلون يبحث عن الأميرة، وانتظر خارج الشرفة تسعةً وتسعين يومًا قبل أن يرحل، ثم غادرت الأميرة معه.
وبعد نصف عام من تلك الأحداث، جاءت الأميرة لتستعيد منّي خزانة الكتب.
كنت أودّ أن أروي لكِ بقية القصة اليوم، لكن الأمير آرتشي ظلّ يحدّق بي بعينيه الزرقاوين الجميلتين، حتى شعرتُ وكأنّ وجهي على وشك أن يُثقب بنظراته.
لا أفهم كيف يمكنه أن يبدو واثقًا إلى هذا الحدّ، كأنّ الأمر كان ملكه منذ البداية، مع أنّه أخذه سرًّا في الأصل.
على الأقل، مع الحكاية التي رواها هذا الشيخ اليوم، لا بدّ أنّ فضولكِ قد شُبع ولو قليلًا، أليس كذلك؟
والآن، عليّ أن أضع قلمي وأكتفي إلى هنا. لابدّ أن أذهب لأتفقد عمل النباتيين مجددًا.
غدًا ستعود الأميرة سيسيليا إلى القصر، وسيزور الملك السابق غابة إدْوينا.
إنّ طريق أميرنا الغِرّ فيما ينتظره من أيام سيكون على الأرجح مليئًا بالعواصف، لذا يا سيدتي كورديليا، كوني له صديقةً وفية.
– في ليلةٍ بدأ فيها القمر الأخضر الفاتح بالأفول، الكاتب بِيدر لانغ.
___
إلى صديقتي كوكو،
إنه آرتشي مجددًا.
هل تشتكين من أنّ دموعكِ جفّت وأنتِ تقرئين قصة الأميرة إدْوينا، ثم فوجئتِ بكتابتي المفاجئة؟ أستطيع أن أراكِ الآن متجهمة، تقولين: الأمير آرتشي أفسد اللحظة.
نعم، أنا حقًا أستطيع رؤيتكِ. فقد أصبحتُ أعرف أنكِ فتاة لطيفة ذات شعر أحمر وعينين خضراوين كبيرتين على وجهٍ مستدير.
في ليلة اليوم الثامن عشر من القمر الأخضر الفاتح،
– مُحبّكِ، بل مُحبّكِ جدًا جدًا، آرتشي ألبرت.
—
أيها الآرتشي الأحمق،
ألم نتفق على التوقف عن قول “المحبّ جدًا جدًا”؟
نعم، لقد توقفت دموعي حين رأيت كتابتك.
ولِمَ تزعج بيدر وهو يكتب؟
إنّ القصة التي تحكي عن توقّف الأميرة إدْوينا في دير ليت أثناء بحثها عن فارس ليست موجودة في مخطوطة آن سيلين. أنا متشوّقة حدّ الموت لمعرفة سبب زيارة إدْوينا للدير.
إنّ الكاتب بِيدر بارع في اللعب بقلوب الناس بقدر ما أنت بارع، يا آرتشي. أسرعْ واجعله يمسك القلم مجددًا.
آرتشي، عليك أن تستعدّ لمرافقة الملك السابق إلى قبر الأميرة إدْوينا.
ملحوظة: اعتنِ بنفسك. وندسور ما زالت ليست في وضعٍ يسمح لها بإرسال أميرٍ رهينة، أليس كذلك؟ أنت تزعجني، لكنني دائمًا أقلق عليك.
6.18
– فقط كورديليا
—
إلى كورديليا فقط، التي تحبّني كثيرًا،
لا تمزّقي الرسالة.
مرّةً أخيرة فقط.
أنا أحبّ كثيرًا، كثيرًا، كونكِ تحبّينني كثيرًا، كثيرًا.
أنا أيضًا فضولي بشأن بقيّة قصة بِيدر، لكن يبدو أنّ تذهيب كتاب الصلوات الذي طلبه الملك السابق لم يكتمل بعد، لذا فإنّ بِيدر مشغول للغاية.
يبدو أنّه يستمتع بمشاركة القصص القديمة معكِ، لذا تحلّي بالصبر.
في الحقيقة، لم أكن أعلم أنا أيضًا أنّ الأميرة إدْوينا توقّفت عند الدير أثناء بحثها عن الفارس.
حالما يُنجز كتاب الصلوات، سأحثّه على إخبارنا بالجزء التالي من القصة.
– آرتشي ألبرت، الذي لن يخبركِ عن وضع وندسور لمجرّد أن يجعلكِ تقلقين قليلًا أكثر.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات