بالأمس، جاء إلى منزلنا جامع كتب أثرية شهير يُدعى “مارك لوفلين” ليشتري الكتاب الذهبي الذي أهديتني إياه.
بعد حديث قصير وغداء، أوصلني بسيارته إلى منزلي. كانت الأجواء لطيفة حين تمشّينا قرب بيتي.
وفي المساء، ذهبت إلى “بورتوبيللو” لاستلام مخطوطة من الكاتبة “آن سيلين”، وهناك التقيت مجددًا بـ “ليام”. وقد تصدّى على الفور لـ “غاريت”، زميل مزعج من دار النشر كان يلاحقني. كنت أظنه مجرد جنّي وسيم، لكن بعد ما رأيته تغيّر شعوري نحوه. كما رافقني ليام أيضًا إلى منزلي.
ما رأيك؟ فجأة، تتوالى عليّ أحداث كثيرة!
في ليلة قمرية باهتة الخُضرة… كورديليا.
—
إلى كورديليا المغازلة،
إذن، من اخترتِ؟ مارك أم ليام؟
– آرتشي
—
إلى أشرس أوغاد وندسور، آرتشي،
يشرفني أن ينعتني شخص مثلك بـ “المغازلة”. رغم أنني لم أذكر ذلك من قبل، فإن الكاتبة “آن سيلين” وصفت في كتابها التعريفي شخصيتك العابثة مع النساء.
أيها الأمير المسالم وعاشق الكتب، أليس فنك الأعظم هو إغواء النساء؟
دافني، بينيلوب، جولي، جين، إلويس…
أعرف ما لا يقل عن اثنتي عشرة امرأة أبكيتهن بسببك.
أعجز عن معرفة من كانت حبيبتك الحقيقية بينهن.
لذلك، يا خبير النساء، ما رأيك في الرجلين؟ ربما لا يكنّان لي أي شعور، وكل ما في الأمر أنني متحمسة وحدي.
ملاحظة: تلقيت للتو مكالمة قصيرة من صديقة تدعى جولييت. حين حدثتها عن ليام ومارك، سألتني: “هل فعلتِها؟” أنت أكثر نضجًا من جولييت… وإن كان بفارق بسيط.
6.12 فجرًا، لستُ مغازلة… كورديليا.
—
إلى الآنسة الغبية كورديليا غراي،
لم أتخيل يومًا أنني سأصفك بـ “الغبية”.
بالطبع، كلاهما معجب بك.
– الخبير آرتشي
—
إلى الفاسق العظيم، آرتشي،
وكيف عرفتَ؟
– كورديليا البريئة.
—
إلى كورديليا الجميلة إلى حدّ ما،
ومن ذا الذي لا يعجب بكِ؟ مراسلتي الثرثارة.
أنتِ محاورة ممتعة، و(كما تقولين عن نفسك) جميلة أيضًا.
لو كنتِ أمامي الآن، لانضممتُ أنا أيضًا إلى طابور مارك وليام.
وفوق ذلك، كلا الرجلين جاءا حتى عتبة بابك. وحتى إن لم تكن مشاعرهما جادة، فمن الواضح أنهما يحملان لكِ شيئًا.
ملاحظة: لا أستطيع منع نفسي من السؤال أيضًا… إذن، هل فعلتِها؟
—
آرتشي الحقير،
أنت وجولييت سواء. وللإجابة عن سؤالك الوقح: للأسف، لستُ من النساء اللاتي يقمن بعلاقة مع رجل يلتقينه أول مرة. أفكر كثيرًا قبل ذلك.
– كورديليا.
—
كورديليا،
علاقة؟ عن أي شيء تتحدثين؟
كنت أقصد… هل قبّلتِه؟
آرتشي.
—
آرتشي،
أوه، قبلة؟
—
صديقتي الوقحة، كوكو،
الأمر يزداد تشويقًا.
نعم، قبلة.
هيا وأخبِريني. انتظرت ساعتين بحماس، ثم أرسلتِ لي رسالة من خمسة أسطر فقط.
ماذا تخفين عني؟
—
آرتشي،
نعم، قبلة. بالفعل قبلة.
حاول مارك أن يمنحني قبلة متعجلة أمام باب منزلي. كان ذلك قبل غروب الشمس، ولم نكن قد التقينا سوى قبل ساعات قليلة على الغداء، فارتبكت وسحبت نفسي بسرعة. حتى إنني صرخت، وربما لن يتصل بي ثانية.
أما ليام، فقد أوصلني مثل مارك، لكنه لم يلمسني حتى. كنت أظن أن مسك اليدين على الأقل سيكون مقبولًا.
– كورديليا محرجة قليلًا.
ملاحظة: في كتاب التعريف بالشخصيات، كان آرتشي شخصية تغوي بنات النبلاء أو بنات اللوردات الصغار، و”تفعلها” مرارًا في الحدائق وغرف النوم… هل كانت تلك “الفعلة” مجرد قبلة؟
ملاحظة: مملكة وندسور محافظة، ومن الممنوع فيها “الفعل” قبل الزواج، أليس كذلك؟ أم أن الأمير يعبث بي؟
—
كورديليا الفظة،
نعم، كنت أمزح معك.
– آرتشي.
—
آرتشي ألبرت ويليام المزعج،
هل تستمتع بإغاظتي؟
– كورديليا.
ملاحظة: إذن لم تنم معها حقًا؟ ولا حتى مع دافني؟ كنتما تبدوان شغوفين جدًا.
—
كوكو العزيزة،
بالطبع. إغاظتك هي متعتي الكبرى هذه الأيام. وبالمناسبة، قبلة مارك كانت متعجلة بعض الشيء. أما أنا فأفضل ليام. رغم أن عدم إمساكه بيدك جبن قليلًا، لكنني أفضل التمهل.
ملاحظة: ما هذا الكتاب التعريفي بالشخصيات الذي لديكِ؟ سؤالك فظ للغاية بحيث لا أستطيع الإجابة عنه. شرف السيدة دافني بينيت على المحك.
حامي شرف السيدات وشفاههن، آرتشي.
—
إلى الأمير القديس آرتشي،
هنا “قديس” بمعنى طاهر، لا بالمعنى الآخر. إذن كنت تقبّل دافني حتى تشققت شفاهك، لدرجة أنك أصبحت حامي الشفاه؟ لم أكن أدرك مدى طهرك يا أمير. وماذا عن شرف مارك وليام، هاه!
بالمناسبة، ألا تنام يا آرتشي؟
إن كانت هذه ليلة أخرى بلا نوم بالنسبة لك، هل ترغب أن أعيرك كتابًا آخر بدلًا من ديوان الشعر؟
سأرسله دون انتظار ردك. كلا الكتابين للمؤلف نفسه الذي كتب ماكبث، الذي أعرتك إياه آخر مرة: شكسبير.
في الواقع، أحدهما هو كتاب مارك المفضل، والآخر كتاب ليام المفضل. أنا فضولية لأعرف أيهما سيعجب الأمير أكثر.
6.12 منتصف الليل، مَن يوصي بالكتب لك… كورديليا.
—
إلى موزّعتي الجميلة للكتب، كورديليا،
ولِمَ أرفض؟ أحضريه.
كنت أفكر في إعادة قراءة “شرلوك هولمز”.
أما مرتفعات وذرنج فقد استعارتها “سيسيل”. وكنت قلقًا من أن كتابًا كهذا، المفعم بالشغف الوحشي، قد يزيد من طبيعتها العنيفة أصلًا، فآثرت إعادة قراءة “شرلوك هولمز”.
ربما يساعدني في البحث عن ابن الأميرة “إدويـنا” الأسبوع المقبل.
– ليلة الثاني عشر من القمر الأخضر الباهت، مستعد للسهر… آرتشي.
ملاحظة: وما شأني بشرف مارك وليام؟ شرف الرجال خُلق ليكون قربانًا على مذبح نميمة النساء.
—
إلى كورديليا القاسية،
سأبني كوخًا من الصفصاف بجوار بابك.
وسأغني اسمك عبر كل تل يرد الصدى.
وسيبكي الهواء الهمس قائلًا: “كورديليا”.
آه، لن تجدي راحة أبدًا.
… ما رأيك؟ حاولت اقتباس الليلة الثانية عشرة. لو كنا نتحدث وجهًا لوجه بدلًا من المراسلة، لأدركتِ أنني ممثل موهوب قبل أن أكون أميرًا عظيمًا.
هذا الكتاب ممتع للغاية. أعجبني عشرة أضعاف أكثر من الملك لير.
هيا، أحضري كتابًا آخر قبل أن أصرخ عاليًا حتى تهتز قلعة “آرلي”.
ملاحظة: الكتابة بالقلم الذي أهديتِني إياه تجعلني أسهب أكثر في رسائلي. أهو أمر جيد؟ على أية حال، الآن أدرك كيف تستطيعين أنتِ الكتابة بانسياب كما لو كنتِ تتحدثين.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات