لم يكن هناك أي زيف في الحرارة والرغبة التي شعرتُ بها في نظراته.
*أريدكِ، حتى لو كان بهذه الطريقة.*
بدت كأنها كلمات دييلو تتردد في أذني. جفّ حلقي.
كانت رغبته، التي أخفاها حتى الآن، تصل إليّ مباشرة.
*ساخن.*
في اللحظة التي خطرت فيها هذه الفكرة، اتسعت عيناي.
*ساخن جدًا.*
شعرتُ وكأنني فكرتُ بهذا من قبل.
كأنه اقترب مني، وتسلل إليّ ذات مرة.
*“انسي الخطط، التفكير العقلاني، كل ذلك. وإن لم تستطيعي،”*
*“فقولي إنكِ استسلمتِ لدييلو أرجنتا المجنون.”*
*“قولي إنني عكّرتُ صفو عقلكِ الحكيم.”*
لم يكن ذلك حلمًا… يبدو أنه لم يكن كذلك.
في تلك اللحظة، كان يتسلل إليّ وكأنه فقد عقله.
لكنه لم يلمسني أكثر في النهاية.
حتى الآن، ظل هكذا دائمًا.
كان يخفي مشاعر جارفة كهذه، ويبتسم بلطف بجانبي.
كان الرجل الذي أخفى نفسه ببراعة يفقد رباطة جأشه فقط عندما…
*“وماذا عن فيرو؟”*
كنتُ أسأل عن فيرو.
خاصة عندما اقترحتُ تمديد العقد قبل فترة قصيرة، تذكرتُ تعبيره الملتبس.
*“حتى تظهر فيرو.”*
عندما اقترحتُ ذلك،
*“حتى تتزوجني فيرو الحقيقية.”*
غيّر كلامي بحزم وتوسل غريبين.
كان من الأسهل بالنسبة له، كشخص يكذب، ألا يقول شيئًا، لكنه لم يفعل.
“……لم أرد الكذب بعد الآن.”
أبعد يده التي لمستني وابتعد قليلاً، خافضًا رأسه.
“في كل مرة كنتِ تقلقين فيها عليّ، شعرتُ وكأن حلقي يضيق.”
أمسك بيده عنقه.
“كنتُ أنوي كشف كل شيء. ليس بهذه الطريقة، لكن…”
توقف للحظة ثم قال:
“أنا آسف لأنني خيبت ظنكِ، كروا.”
*سأتحمل عقاب خداعكِ بكل سرور.*
كان صوته يتغلغل إليّ بوضوح.
صوته، رغبته فيّ، كلها صادقة.
لكن،
“……من أين، وإلى أين كانت التمثيلية؟”
عند سؤالي، أجاب دييلو دون أن يحيد بنظره:
“حبي لكِ لم يكن تمثيلًا، وكل شيء آخر كان كذلك.”
كان زيفًا.
بينما كنتُ أنظر إلى عينيه الزرقاوين، فقدتُ الكلام.
شعرتُ وكأنني أنظر إلى هاوية سحيقة.
“لم أستطع إخفاء قلبي، كروا.”
ابتسم بخفة.
عند رؤية تلك الابتسامة، تذكرتُ شيئًا.
عندما انتهى الاجتماع.
*“تمثيلك ليس مجرد إتقان، بل وكأنك شخص آخر تمامًا.”*
*“قلتُ لكِ إنني لا أجيد التمثيل.”*
اعتقدتُ أن رده كان متواضعًا، لكنه لم يكن تواضعًا ولا زيفًا.
وفقًا لكلامه،
لم يكن يمثل حبه لي في ذلك الوقت.
لأنه أحبني بصدق.
لذا، كان عليه أن يتظاهر بأنه يمثل حبه وهو يحبني فعلاً.
*“قلتُ لكِ إنني لا أجيد التمثيل.”*
وكما قال… عندما استشاط غضبًا على بنتاس ألروس، فشل فشلًا ذريعًا في التمثيل.
شعرتُ وكأن قطع الأحجية تتجمع.
كان ذهني يطن.
“…….”
نظرتُ إليه. كنتُ سأكذب لو قلتُ إن غضبي زال.
لكنني لم أستطع طرده.
نظراته، خطواته الراجفة التي لم تستطع الاقتراب مني، عيناه القلقتان، كلها علقت في قلبي.
شعرتُ أنه إذا لم أقبله، سيظل ينظر إليّ إلى الأبد في مكانه.
كانت نظرة مليئة باللهفة والتوسل.
“أعلم أنكِ غاضبة. لكن بما أنكِ أمرتِني أن أكون صادقًا،”
أطلق دييلو تنهيدة خافتة.
“لا أستطيع التحمل. إذا أمرتِني بالرحيل، أريد أن أتظاهر بالصمم وأبقى أمامكِ.”
*ماذا أفعل، كروا؟*
نظرتُ إليه بهدوء وهو يسألني.
ثم،
“…….”
اقترب دييلو مني ببطء عند إشارتي.
أوقفته قبل أن يعبر عتبة السرير بالكامل.
توقف دييلو فورًا عندما رفعتُ يدي.
“اعد بأنك ستُظهر الحقيقة فقط أمامي من الآن فصاعدًا.”
“سأفعل.”
جاء رده سريعًا. هززتُ رأسي قليلاً.
“إذا كنتَ تستطيع أن تعدني بأنك ستتحدث دون إخفاء أي شيء، يمكنكَ العبور إلى هنا.”
“…….”
عند كلامي، نظر دييلو إليّ بهدوء.
“هل هذا مقبول بالنسبة لكِ؟”
أليس أنا من يجب أن تسأل هذا؟
لكنه كان يسألني بصدق.
هل كان يخفي الكثير عني؟
لكن أن يخفي شيئًا ثم يتسبب في شعوري بالخيانة كما حدث هذه المرة، كان أسوأ بمئة مرة من الكشف عن كل شيء.
“بالطبع.”
عند كلامي، ابتسم دييلو بخفة.
“إذن، بكل سرور، سأفعل.”
―طق.
عبرت خطواته العتبة واتجهت نحوي.
بينما كنتُ أنظر إليه وهو يقترب، قلتُ:
“إذن الآن، تحدث وتصرف دون زيف أو إخفاء، حتى للحظة واحدة.”
عند كلامي، توقف دييلو أمامي بحرج.
أمسك بحبل يثبت مظلة السرير وقال:
“……إذن، لا أستطيع البقاء ساكنًا الآن.”
―سحب.
حل يده ببطء عقدة مظلة السرير.
عند صوت يشبه احتكاك الملابس، أدركتُ غريزيًا ما يعنيه.
رفعتُ يدي بسرعة إليه.
“……قلتُ لا تخفِ شيئًا، لم أقل لا تتحكم بنفسك.”
عندما رأيته عن قرب، تذكرتُ بوضوح أكبر.
…تلك الليلة الحارة التي كنا فيها قريبين جدًا.
الدفء الذي طمأنني. الحرارة التي كبحها.
هززتُ رأسي بجهد.
“لم يزل غضبي بعد.”
عندما وضعتُ ذراعيّ، جلس دييلو بهدوء على حافة السرير.
ثم، وهو ينظر إليّ، قال:
“……إذن، يجب أن أتوسل للعفو بمزيد من الجدية.”
*حتى يزول غضبكِ.*
رفع طرف ثوبي وقبّله.
في العادة، كان سيقبل يدي أو جبهتي، لكن هذه المرة كانت مختلفة.
كأنه يسأل إن كان مسموحًا له بالوصول إلى هنا.
تلاقت أنظارنا. لم أستطع دفع هذا الرجل الحذر القادم إليّ، هذا الرجل الساخن الذي يبدو أنه سينفجر بلمسته.
لأنني… لم أرد ذلك.
في اللحظة التي أدركتُ فيها هذا، أطلقتُ تنهيدة قصيرة.
ابتسم دييلو لي بجمال.
* * *
نمتُ بعد أن كدستُ الوسائد بيني وبينه عمدًا.
وعندما استيقظتُ، لم يكن دييلو قد عبر تلك الحدود.
لكنه كان نائمًا، ممدًا أطراف أصابعه نحوي قليلاً فقط.
“…….”
كدتُ، دون قصد، أن أمسك يده. بدت يده خارج الغطاء باردة.
سحبتُ يدي بسرعة ونظرتُ إلى الأمام.
“؟”
لاحظتُ وثائق غريبة على الطاولة لم تكن موجودة بالأمس.
كانت الوثائق موضوعة باتجاه السرير، وكأنها تُعرض عمدًا، مما جعلني أشعر بشيء مريب.
―صرير.
خرجتُ من الغطاء بحذر حتى لا أوقظه. اقتربتُ من الطاولة ونظرتُ إلى الوثائق.
“……وثائق أرض؟”
بدقة أكثر، كانت سجلات تُظهر تاريخ مزايدة تجارية لمكان ما.
قلبتُ الصفحات دون تفكير، ثم توقفتُ فجأة.
[الموقع: غابة دايزي]
“مهلاً؟”
غابة دايزي هي تلك الغابة التي كنتُ أنوي شراءها لكن شخصًا ما فاز بالمزايدة التجارية.
تحققتُ من اسم المالك.
[دييلو أرجنتا]
رفعتُ حاجبي دون قصد.
كان مبلغ المزايدة المذكور أسفل الوثيقة يساوي عشرة أضعاف ما عرضته.
بمعنى آخر، اشتراها بإضافة صفر آخر.
لماذا اشترى غابة دايزي، وهي أرض لا فائدة منها الآن، بسعر مدمر كهذا…
*“ماذا عن هذا المكان؟”*
*“هذا أرجنتا.”*
تذكرتُ صورة دييلو وهو يطوي الخريطة بعناية ويشير إلى غابة أرجنتا.
“……دييلو هو من اشتراها؟”
كنتُ أشعر أن الأمر غريب عندما تدخل شخص ما فجأة بينما كانت الصفقة على وشك الإتمام!
“كروا، استيقظتِ؟”
في تلك اللحظة، نهض الجاني الوقح من السرير.
حتى وهو يفرك عينيه ويبتسم بجمال، لم يغير ذلك حقيقة أنه الشخص الذي فاز بمزايدة غابة دايزي الخاصة بي.
“أنتَ من اشترى الغابة؟”
عند كلامي، ابتسم دييلو بخفة.
“نعم، هذا…”
أشار إلى الوثائق التي كنتُ أحملها وقال:
“بما أنكِ قلتِ لا أخفي شيئًا، وضعتها هناك.”
“…….”
كان وجهه الضاحك مشرقًا.
هل أصف هذا بالوقاحة أم بالنقاء؟
لا، قبل ذلك!
“ما هذا التصرف؟”
كنتَ تعلم أنني أريد شراءها!
سواء كان يعرف إحباطي أم لا، ظل دييلو ملفوفًا بالغطاء، يفرك عينيه.
“اشتريتها لكِ، كروا.”
واصل بوجه صافٍ:
“كانت باسم مستعار، فلم أكن أعلم أن الغابة التي تريدينها هي تلك―”
توقف فجأة.
أنزل يده التي كانت تفرك عينيه وابتسم بحرج.
“آه، قلتِ لا للكذب، أليس كذلك؟”
ثم، كأنه لا مفر، ابتسم لي ببريق أكثر.
“تظاهرتُ بأنني لا أعلم أنها لكِ واشتريتها.”
أليس هذا نفس الشيء؟
“لنجعلها بيتنا الصيفي. ما رأيكِ؟”
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 92"