لم يكن ريك، بصفته رئيس قسم المخابرات، بل كمنفّذ، يرتدي ملابس عادية، بل ملابس مزخرفة إلى حد ما. 

بما أنه “السيف” الذي ينفذ إعدام الخونة باسم أرجنتا، كان عليه أن يرتدي زيًا فخمًا يعكس سلطة أرجنتا. 

وكان ريك يحب هذا الزي كثيرًا. 

حتى لو تلطخ بالدماء، كانت زخارفه الرائعة تجعل الدم يبدو كجزء من النقش. 

“إذن، هذه هي الشرط الحاسم لتصبح فيرو…” 

كان قد توصل إلى استنتاج بعد وقت طويل من البحث. 

نظر إلى دفتر التحقيقات الخاص به. 

[يجب أن يكون الشخصان قد مرا بتجربة أزمة معًا] 

قال أحد عملاء المخابرات بجانبه: 

“في البيئات التي يصبح فيها رؤساء العائلات أقوى، يبدو أن الأشخاص الذين مروا بأزمة معًا يتم اختيارهم كفيرو بشكل أولوي.” 

أومأ ريك برأسه. 

من المعلومات التي يعرفها، كان دوق ودوقة كارتيل الحاليين قد سقطا معًا من مكان مرتفع. 

وكان دوق ودوقة أرجنتا السابقان قد واجها حريقًا معًا. 

“علاوة على ذلك، يبدو أن الأزمات الكبيرة تزيد من قدرة فيرو على تضخيم قوة رئيس العائلة بشكل كبير… لكن هذا يحتاج إلى مزيد من البحث.” 

على أي حال، كان قد حصل على المعلومات المهمة التي يحتاجها. 

“إذن، هذه المرأة.” 

تحولت نظرة ريك إلى بينيا. 
“…….” 

كان قلادة قمع القدرات التي حول عنق بينيا تهتز. 

من الخارج، بدت كإكسسوار عادي، لكنها كانت تحمل قوة قمع قوية لا يمكن التخلص منها بسهولة. 

كانت تمسك بالقلادة بقوة، كأنها تريد تمزيقها، وتنظر إليه بنظرات مليئة بالحقد. 

“أيها الوغد اللعين…!” 

ريك، رئيس قسم المخابرات الواقف أمامها. 

كان قسم المخابرات في أرجنتا، الذي يقوده هذا الرجل، يتعامل بجدية غير متوقعة مع هذا المخطط المجنون: “اكتشاف قواعد فيرو لجعل الشخص المطلوب فيرو.” 

كانت تعتقد أن قسم المخابرات في أرجنتا، إذا كان عاقلاً، لن يفعل شيئًا كهذا مع وجود فيرو حقيقية. 

لكنهم جميعًا مجانين. 

وخاصة هذا الرجل أمامها، كان أكثر جنونًا مما توقعت. 

بدقة أكثر، كان مجنونًا بدييلو أرجنتا. 

“لا يمكن أن يكون ما يفعله سيدي خاطئًا.” 

كان يمتلك إيمانًا مطلقًا بدييلو أرجنتا. 

“حتى لو اتخذ قرارًا غير صحيح في الوقت الحالي، فإن جعله صحيحًا هو واجبنا كأتباع.” 

وكان لديه ولاء يشبه الإيمان. 

تلاقت نظراتهما، فأمال ريك رأسه. 

“إذن، كيف أصبحت هذه المرأة ودييلو فيرو لبعضهما؟” 

عبست بينيا. 

حاولت إعاقة التحقيق بإعطاء معلومات خاطئة، لكن الرجل أمامها كان يدرك ذلك ببراعة. 

بل إنه، من خلال أسئلة خفية، كان يحصل على المعلومات التي يريدها. 

كان الأمر يدفع بينيا للجنون. 

كانت تشعر بالاشمئزاز من أسئلته. 

كل سؤال يبدو كاستجواب غير مباشر كان يحرق أعصابها. 

شعرت وكأن حياتها تتلاشى شيئًا فشيئًا. 

في البداية، شعرت بحرقة خفيفة في أطرافها، والآن كان الحريق يصل إلى عنقها. 

كان هناك شيء واحد فقط لم يكتشفه بعد. 

قدرة بينيا على استخدام الماء. 

حاولت بينيا ألا تنظر إلى اللؤلؤة الغريبة التي كانت تسيطر عليها بقوة غامضة في يدها. 

“هل كنتِ مع سيدي في حريق؟” 

سأل ريك وهو يبتسم. 

“……ربما كان ذلك الحريق في طفولتنا.” 

أجابت بينيا بصوت كأنها تبصق الكلمات. 

على أي حال، كان سيجد الإجابة بعناده لو حاولت إخفاءها. 

أدركت بينيا وضعها تمامًا الآن. 

وضعها الذي يتطلب منها تسليم مكانة فيرو في الوقت المناسب. 

أطلقت ضحكة ساخرة، غير قادرة على كبح الضحك الذي تسرب منها. 

قبل أن تأتي إلى أرجنتا، كانت مقتنعة تمامًا بأنها ستصبح دوقة بصفتها فيرو وتعيش حياة فاخرة.
 
لكن ما هذا؟ 

نظر ريك إلى بينيا، التي بدأت تضحك كالمجنونة، بنظرة خاطفة. 

لم تتوقف بينيا عن الضحك، بغض النظر عنه. 

لو لم يكن ذلك الحادث في طفولتها، لما عانت من هذا الإذلال. 

تذكرت بينيا لحظة استيقاظ دييلو أرجنتا. 

في ذلك الحريق في طفولتهما. 

تم إنقاذ بينيا، لكن دييلو أرجنتا لم يُنقذ حتى أظهر سيطرته على النار. 

كانت بينيا تتمنى سرًا أن يموت هناك. 

في ذلك الوقت، كانت فروع أرجنتا ضعيفة القوى، لذا لو مات، كانت بينيا، التي تمتلك قدرة قوية على النار، ستصبح رئيسة العائلة. 

كان والدها قد بدأ بالفعل بجمع أتباع لها. 

لكن، 

―هشش! 

أطلق دييلو أرجنتا لهبًا رائعًا كأنه يتحدى الجميع.

ذهب كل ما كانت تعتقد أنه سيكون لها إلى دييلو أرجنتا. 

ذلك الوغد الماكر الشبيه بالفأر. 

أن تخدمه كرئيس عائلة؟ لم تستطع بينيا ذلك. 

حتى لو كان ذلك يعني التعاون مع العدو اللدود ألروس. 

وهكذا، أصبحت خائنة لأرجنتا وطُردت، ثم ظهرت علامة فيرو. 

[دييلو أرجنتا] 

شعرت بينيا بالنشوة عندما رأت اسمه محفورًا على جسدها. 

إذا لم تستطع امتلاك أرجنتا، فلا بأس، سيركع رئيس العائلة أمامها! 

انتهى الطرد! 

كانت لحظة تحول الأدوار بين السيد والعبد. 

“لماذا كان يجب أن تكون أنت؟”

فكرت هكذا وهي تنتظر فرصة للاستبداد به، لكن عندما جاءت، وجدت أنه مجنون حقًا. 

وكذلك أتباعه. 

الآن، بعد أن اكتشفوا شروط أن تصبح فيرو، كان الموت هو مصيرها الوحيد. 

على الرغم من أنها فيرو! 

أمسكت بينيا قبضتها بقوة حتى نزف دم من يدها. 

“دييلو أرجنتا…” 

قضمت شفتيها وهي تهمس باسمه. 

لم يبقَ سوى حل واحد. 

نظرت إلى سوار فارغ كان يفترض أن يحمل زخرفة. 

كانت اللؤلؤة التي أزالتها مسبقًا في يدها. 

حتى قسم مخابرات أرجنتا لم يكن ليكتشف طبيعة هذه اللؤلؤة التي لا تحمل قوة المصدر. 

فالبلورات العادية للقوة تكون على شكل كريستال.
 
لكن الشيء المعالج بشكل خاص بدم رئيس العائلة كان مختلفًا. 

علاوة على ذلك، لم يكن بإمكانهم تمييز لؤلؤة بيضاء عكرة مع مرور الزمن. 

إذا كانت ستموت على أي حال، فلن تموت بمفردها. 

تذكرت بينيا الوقت الذي مات فيه دوق ودوقة أرجنتا السابقان. 

“استخدم المصدر الذي أعطاه لك سيدي!” 

“من أجل ألروس!” 

عندما خرج دوق ودوقة أرجنتا السابقان، اللذان كانا يعتبران عائلتها شوكة في عينيهما، 
كانت بينيا هي من شاركت موقعهما مع دوق ألروس وأعضاء فرقة الاغتيال التابعة له. 

“هذا مصدر يحمل قوتي. إذا مزجته بدمك، يمكنك استخدام قوة سيطرة قوية على الماء لفترة. استخدموا هذه القدرة لدفن دوق ودوقة أرجنتا.” 

وبهذا، تلقت هي وأعضاء فرقة الاغتيال بلورات القوة. 

كانت هذه هي تلك البلورة. 

شكت في منحها قوة قوية بهذه السهولة، فلم تستخدمها، وكان ذلك قرارًا صائبًا. 

“!” 

أولئك الذين جرحوا أنفسهم وزرعوا بلورات قوة دوق ألروس استخدموا بالفعل قدرة قوية على التحكم بالماء. 

على الرغم من أن العديد من الظروف التي تم التخطيط لها بعناية أضعفت رئيس عائلة أرجنتا. 

“آه!” 

تمكن نخبة ألروس من إسقاط رئيس عائلة أرجنتا. 
لكن، 

“آرغ!” 

لم يكن دوق ودوقة أرجنتا وحدهما من ماتا. 

فركت بينيا ذراعيها وهي تتذكر تلك اللحظة. 

كانت القوة التي منحها دوق ألروس قوية جدًا. 

قوية لدرجة أنها أذابت حتى حامليها. 

“آآآه!” 

بعد مقتل دوق ودوقة أرجنتا السابقين، كان أعضاء فرقة اغتيال ألروس هم من سقطوا في الموقع. 

منذ البداية، كان دوق ألروس يخطط لإسكاتهم بهذه الطريقة. 

بعد ذلك، فكرت بينيا في التخلص من بلورة القوة لكنها تركتها. 

فقد يكون هناك حاجة لها يومًا ما. 

وظهرت هذه الفرصة هنا. 

كان هذا الشيء الغريب، على عكس بلورات القوة الأخرى، يمنح القوة بمجرد وجوده بجانبك. 

“خلفي يقف ألروس. هل ستؤذيني رغم ذلك؟” 

لذا استطاعت أن تتظاهر بأن دوق ألروس منحها تلك القوة. 

كلما دخلت تلك القوة، شعرت بالنشوة، وشعور غامض يتصاعد، لكن ماذا يهم؟ 

كانت لديها قوة يمكن أن تدمر هذا المكان! 

“الآن، سينتهي هذا الهراء.” 

غرست أظافرها الطويلة الحادة في جلدها. 

لن يحصل دييلو أرجنتا على ما يريده. 

وضعت يدها على بلورة القوة الباهتة. 

كانت تدفع البلورة إلى الجرح بالقوة.

مثلما فعل نخبة ألروس عندما قتلوا رئيس عائلة أرجنتا منذ عشرات السنين. 

“على أي حال، كانت عائلة محكوم عليها بالفناء، أرجنتا.” 

لا يمكن أن يعمل عش من المجانين مثل هؤلاء بشكل صحيح. 

شعرت بنظرة ريك الخاطفة نحوها. 

“يخدمون سيدة مزيفة كفيرو بينما يتجاهلون الحقيقية.” 

حتى عندما أشارت إلى كروا كفيرو مزيفة، لم يتفاجأ أحد. 

كانوا يعلمون أنها فيرو مزيفة وقبلوها. 

إذا لم يكن هناك أمل في التواصل، وإذا لم يكن لديهم نية لإبقائها على قيد الحياة، فإذن، 
“أبلغ سيدي.” 

لم يهتم ريك بها ومرر ورقة إلى العميل. 

قبل أن تصل تلك الورقة، تلك الشروط، إلى دييلو أرجنتا، 

يجب أن يموت الجميع! 

―كوكوكووم! 
“!” 
ريك، الذي كان غير مبالٍ ببينيا كأنها لم تعد ضرورية، تفاجأ ونظر إليها. 

بينما تحول عملاء المخابرات إلى وضعية قتالية في لحظة، 

شعرت بينيا بقوة ألروس تتدفق في جسدها وابتسمت بخبث. 

كان مذهلاً. 

شعرت بقوة لا تقارن بقدرتها على التحكم بالنار كبينيا كارتا. 

ابتسمت، غير مدركة أنها تستخدم دمها بالكامل لسحب قوة المصدر. 

―كوازيك! 

تحطمت القلادة القامعة للقوة حول عنقها بصوت انفجار غير عادي. 

المترجمة:«Яєяє✨»