“……كان من المفترض أن ينتهي العقد عند هزيمة ألروس، لكن بما أن كارتيل ستظل تستهدفني بعد ذلك.” 

همم. اخترتُ كلماتي بعناية. 

“لقد أبرمنا العقد في الأصل لضمان سلامتي، و―”

“……كارتيل بدأت تستهدفكِ لأن أرجنتا لم تستطع جذب انتباههم بشكل صحيح.” 

تناول دييلو الكلام بلطف. 

لم أكن أنوي مناقشة المسؤولية.

تلاقت أنظارنا. سألته بحذر: 

“……بغض النظر عن الصواب والخطأ، هل ترى أن نمدد العقد حتى نهزم كارتيل؟” 

بعد صمت قصير، أضفتُ: 

“بالطبع، خلال هذه الفترة، سأبذل جهدًا مضاعفًا للعثور على فيرو.” 

نظرتُ إليه مباشرة.

“هذه المرة، إذا كان دييلو قد أكمل استيقاظ فيرو، أعتقد أن ألروس لم يكن ليتصرف بهذا التهور…” 

بعد مقتل الفارس الصغير، 

شعرتُ وكأن دلو ماء بارد سُكب عليّ. كأنه يطالبني بالاستيقاظ. 

لم يعد بإمكاني الانخداع بابتسامته الحلوة. 

إذا استمررتُ في الرضا بالوضع الحالي، لا أعرف ماذا قد أفقد بعد ذلك. 

لمنع المزيد من التضحيات والألم. 

عند كلامي، فتح دييلو فمه ببطء: 

“يمكننا تمديد العقد لمدة أطول.” 

“حتى تظهر فيرو الحقيقية؟” 

عند كلامي، لم يجب دييلو على الفور. كان وجهه يبدو وكأنه سيعطي إجابة سريعة. 

بعد صمت قصير، أجاب: 

“حسنًا. حتى تظهر فيرو الحقيقية…”

توقف لاختيار كلماته. 

“……حتى تتزوجني.” 

ثم غيّر الموضوع بسلاسة: 

“هذا مهم، لكن يجب أن نستعد أيضًا لاحتمال هجوم كارتيل بعد المعركة مباشرة.” 

أشار بيده إلى الحدود بين ألروس وكارتيل. 

كان هذا مصدر قلق حقيقي. لكنني هززتُ رأسي قليلاً. 

“ومع ذلك، إذا لم يكن لديهم مبرر للهجوم، فسيتم تأخيرهم.” 

لكن عدم الاستعداد سيكون مخاطرة كبيرة. 

على أي حال، بما أن كلانا عائلة دوقية، يحتاجون إلى مبرر للهجوم. 

وخلال معركتنا مع ألروس، سيكون من الصعب عليهم خلق هذا المبرر. 

لم نكن لنُهاجم على الفور. 

* * *

بعد ذلك، خرجتُ لتغيير المزاج، وكم عملتُ؟ 
لاحظتُ وميضًا غريبًا في الماء الذي كنتُ أنظر إليه طوال الوقت. 

“؟” 

نهضتُ وتوجهتُ نحو الماء، وتبعني دييلو. 

“هذا…” 

عبس دييلو، كأنه لاحظ أيضًا سحرًا غريبًا. 

مد يده أولاً للمس الماء. فطفت ورقة تحمل سحرًا. 
شعرتُ بنفس السحر الذي كان في الورقة التي أعطاني إياها دوق ألروس. 

كانت موجهة إليّ. 

لابد أنها صُممت لتصل إليّ بعناد عبر الماء المشبع بسحره. 
“…….” 

عبس دييلو. رأيتُ يده ترتجف قليلاً بوضوح. 

شعر بسحر ألروس. 

“سأتفحصها.” 

حاولتُ أخذ الورقة بسرعة، لكنه هز رأسه. 

“هذا لا بأس به.” 

ثم فتح الورقة. 

لم تبتل الورقة المشبعة بالسحر. وضعتُ يدي عليها. 

بدت الورقة فارغة، لكنها تفاعلت مع سحري وظهرت كلمات. 

[كروا ألروس، أين تقريركِ؟] 

يبدو أنها كانت مذكرة مخصصة لي فقط. 

لذا وصلت إليّ، لكن دوق ألروس لم يكن يتوقع أن يراها دييلو. ربما يعتقد بعد زيارتي الأخيرة أنني

“استعدتُ رشدي وبدأتُ العمل من أجل الهدف”. 

[هل أزلتِ كل زنابق دييلو أرجنتا؟] 

ظهرت كلمات أخرى. 

تلاقت أنظاري مع دييلو. أشرتُ إلى الورقة. 

“يبدو أنهم ينتظرون بفارغ الصبر.” 

بما أنهم مستعدون للهجوم، لا يمكننا إطالة الأمر، لكن يبدو أننا نستطيع تحديد توقيت الهجوم بدقة. 

“متى نرسل أن الزنابق أُزيلت؟” 

ضيّق دييلو عينيه. 

“غدًا سيكون مناسبًا.” 

بحلول ذلك الوقت، ستنتهي الأعمال الورقية، وسيصل الرد إلى دوق ألروس في الوقت المناسب. 

أجاب بصوت هادئ. 

كانت نظرته إلى العدو باردة كالعادة. 

* * *

في تلك الليلة، 

نامت كروا مبكرًا. 

كانت تشكو من التعب كثيرًا في الأيام الأخيرة. 

“……ربما بسبب كثرة الأعمال الورقية مؤخرًا.” 

تمتم دييلو بقلق. 

فحصها نياس، لكن لم يكن هناك شيء غير طبيعي في جسدها. بل على العكس، 

[نبضات قلبها وتدفق طاقتها أكثر سلاسة من المعتاد.] 

قال إنها في أفضل حالة. 

فلماذا تبدو متعبة وتنام مبكرًا هكذا؟ 

ضيّق دييلو عينيه بقلق. 

“هل ترى أن نمدد العقد حتى نهزم كارتيل؟” 

تذكر كروا وهي تسأله هكذا. 

“حسنًا. حتى تتزوجني فيرو الحقيقية.” 

تذكر نفسه وهو يجيب بمكر، مخفيًا نواياه المظلمة. 

“فيرو.” 

نطق دييلو بالكلمة التي لم تعجبه. 

كان من المفترض أن تكون كلمة مرحب بها لرئيس عائلة، لكنها لم تكن كذلك بالنسبة له. 

كان يشعر باضطراب داخلي كلما فكر في بينيا. 

كان يزداد أسفه لأن كروا ليست فيرو. 

لو كنتِ فيرو الخاصة بي، لما كنتُ بحاجة إلى هذه الهموم المزعجة. 

كنتُ سأقبل القدر بكل سرور. 
“…….” 
ضيّق دييلو عينيه. 

“هل تعتقد كروا ألروس أنكَ هكذا؟” 

تذكر كيف كانت بينيا تسأله بحدة مرارًا. 

لا، إنها لا تعرف. 

أطلق تنهيدة قصيرة. 

ماذا ستقول عروسه، التي تتوقع منه أن يكون لطيفًا، إذا علمت أنه كان يخفي فيرو الحقيقية؟ 

“…….” 
شعر وكأن قلبه يُضغط تدريجيًا.

في البداية، أخفى بينيا للحصول على ما يريد. 

لكن كلما أخفاها، وكلما أظهرت كروا قلقها، 
وكلما بدا واضحًا أنها تنتظر فيرو، 

شعر وكأن حجرًا ثقيلًا يضغط على قلبه، يثير شعورًا بعدم الراحة. 

إذا قلتُ إنني فعلتُ ذلك لأنني لا أريد الانفصال عنكِ، هل ستفهمينني؟ 

منذ لحظة ما، بدأ يفكر في أعذار. 

لكن يا عروسي، هذا ليس في مصلحة أرجنتا. 

هذا كل ما يمكن أن يفكر فيه. 

كلما رأى كروا، التي تؤمن أن زواجه من فيرو الحقيقية هو الطريقة الوحيدة لهزيمة الأعداء والحفاظ على الأمان، شعر وكأن ذهنه يفرغ أكثر.

“ماذا أفعل…” 

نظر إلى مكتب فارغ بعد انتهاء العمل، غارقًا في التفكير. 

لم يعتقد أبدًا أنه شخص طيب.

كان مستعدًا لأخذ ما يخص الآخرين دون تردد من أجل أرجنتا. لكن هذه المرة، كان قلبه يلين بشكل غريب. 

هل جنّ لأنه تظاهر بالطيبة؟ 
“…….” 

هز رأسه قليلاً. لم يكن ذلك. كان يعرف الإجابة بالفعل. 

أراد أن يبدو جيدًا في عيني كروا. 

أريد أن أكون الرجل الذي تريدينه، يا عروسي. 

ليس زوجًا مزيفًا فوق علاقة مزيفة، بل رجلًا حقيقيًا في علاقة حقيقية، الرجل الذي تريدينه. 

المشكلة أنني أستمر في خلق أكاذيب لكِ. 

أطلق تنهيدة مؤلمة. 

“لم أكن أنوي إخفاء الأمر إلى الأبد.” 

إخفاء حقيقة أنه يخفي فيرو. 

إخفاء أنه لا يسعى للاستيقاظ عمدًا. 

إخفاء أن ما كانت تنتظره كان في يده منذ زمن طويل. 

كان يجب أن يخبرها من البداية. 

أن فيرو قد وصلت. لو فعل، لكانت طلبت الطلاق بالتأكيد. 

لذلك لم يستطع قول ذلك. وبنى علاقتهما فوق تلك الكذبة، والآن… 

فكر أنه إذا كشف الكذبة، قد تتلاشى كل المشاعر التي بنوها، فلم يستطع قول ذلك. 

لذلك، تراكمت مشاعر عميقة فوق كذبة لم يستطع كشفها. 

كان يجب أن يكشفها مبكرًا. 

لكن الندم جاء متأخرًا. 

“إذا جاءت فيرو…” 

نظرت إليه وهي تقول ذلك، قلقة عليه، تحثه على حب شخص آخر. 

بدت الحواجز الرقيقة التي كان يعتقد أنها بينهما سميكة الآن. 

كان يظن أنها حواجز رقيقة يمكن تخطيها بسهولة. 

كان واثقًا من أنه يستطيع جذبها إليه بقليل من الجهد. 

لكن إذا علمت أنه كان يكذب عليها، قد لا تعبر إليه. 
بل قد تبعد عنه. 

في اللحظة التي أدرك فيها هذه الحقيقة، 

“…….” 

شعر دييلو بخوف شديد يضغط على حلقه. 

لا يمكنه البقاء هكذا. 

قبل أن يرتكب خطيئة أكبر، أو خطأ أعظم. 

عندما اتخذ قراره، 

―ثوم. 

هز اهتزاز خفيف المكان. 

“……؟” 

توقف للحظة ونظر نحو المبنى الملحق، 

―كوكوكوانغ! 

هزت موجة قوة عنيفة المحيط. 

كانت من الجهة التي توجد فيها بينيا كارتا. 

“سيدي!” 

وصل تقرير عاجل على الفور. 

“في قبو المبنى الملحق، بينيا كارتا تستخدم قوة الماء!” 

عند هذا الكلام، اتسعت عينا دييلو. 

ماذا؟ 

المترجمة:«Яєяє✨»