**الفصل الثالث والعشرون**

“سمعتُ إنّه كان حفل زفاف باهرًا، لكن بالتأكيد لم تكن غبيًا لدرجة أن تُسلّم عذريّتك بالفعل، أليس كذلك؟” 

مرّرت بينيا يدها على شعرها بدهشة وكأنّها لا تُصدّق.  

“ما دمتَ لم تُفاجأ بظهوري، يبدو أنّك كنتَ تعلم أنّها مزيفة، لكن لا أعرف ما الذي تفكّر فيه.”  

لوّحت بينيا بيدها كأنّها تطرد حشرة مزعجة.  

“اقتلها سريعًا وجهّز غرفة الزفاف. الأمر مُستعجل بالنسبة لي. حتّى لو قلنا إنّها حادثة مأساويّة في شهر العسل، من سيجرؤ على قول شيء؟ سيحزنون قليلًا ثم يتوقّفون.”  

هزّت كتفيها بلامبالاة.  

“إذا كان صعبًا عليك، هل أقتلها نيابة عنك؟”  

كانت عيناها تفيضان بنية قتل واضحة.  

لا أعرف مدى قوة تحكّمها بالماء، لكن بينيا، التي تدرّبت ذات يوم مع قتلة أرجنتا، كانت خطيرة بما يكفي.  

‘قد تكون كروا في خطر.’  

في تلك اللحظة، شعر دييلو بانزعاج، بل بنية قتل جعلته هو نفسه مرتبكًا.  

“ما الذي يجعلكِ مستعجلة لهذا الحد؟”  

سأل دييلو فجأة. رفعَت بينيا حاجبيها.  

“ما الذي يمكن أن تتمتّع به دوقة أرجنتا؟ كثير جدًّا! وفوق ذلك، بسببكم، كنتُ مطاردة لأكثر من عشر سنوات. ثم أن تسرق مزيفة مكاني… لا، لحظة.”  

شعرت بينيا فجأة بشيء غريب. نظرت إلى دييلو.  

“أليس أرجنتا هي من تحتاج الفيرو أكثر منّي؟”  

عبست وهي تقول.  

“جهّز المكان بسرعة، وإلّا لا أعرف أيّ إشاعة سأنشرها في أرجنتا الهادئة هذه.”  

تُقدّس أرجنتا تقليد اعتبار أهلها كأخوة دم.  

بالطبع، إيذاء أحد من أرجنتا، ناهيك عن قتل قريب، يُعدّ عيبًا فادحًا للدوق.  

ينطبق هذا على العائلات الأخرى، لكن أرجنتا ستشتعل غضبًا أكثر.  

لكن دييلو أمال رأسه أمام هذا التهديد الصريح.  

لم يكن تعبيرًا مرتبكًا. بل بدا كأنّه يتأمّل سؤالًا خرج من فم بينيا ببطء.  

ثم تكلّم.  

“هل تعرفين لمَ تجاهلتُ موت دوق ودوقة أرجنتا السابقين آنذاك؟”  

تحدّث عنهما بـ”دوق ودوقة أرجنتا السابقين”، وليس كوالديه.  

كأنّه يضع مسافة بينه وبينهما عمدًا.  

عبست بينيا.  

“لأنّك أردتَ أن تصبح الدوق، أليس كذلك؟”  

“لا. منصب الدوق كان سيكون لي حتّى لو بقيتُ ساكنًا، فلمَ أفعل ذلك؟”  

ابتسم دييلو ببرود.  

في اللحظة التي فتحت فيها بينيا عينيها بدهشة.  

مال دييلو نحوها قليلًا وهمس.  

“أظنّ أنّ مراقبة أرنب يرقص دون أن يعرف أنّه أمام فم وحش أمر ممتع.”  

اختفى التعبير من وجهه فجأة.  

“لكنّني لا أحبّ الفراشات التي تندفع دون تفكير.”  

غمرت نية قتل باردة الغرفة. واصل دييلو كلامه ببرود.  

“هل تتذكّرين أنّ حياتي كانت في خطر آنذاك؟”  

عند هذا الكلام، أومأت بينيا، التي كانت متجمّدة، برأسها قليلًا.  

“…كنتَ ضعيفًا جسديًا، أليس كذلك؟”  

“لا.”  

هزّ دييلو رأسه.  

“من النادر جدًّا أن يكون من يحمل دم أرجنتا الغليظ ضعيفًا جسديًا منذ الولادة.”  

―هورك!  

أشعل نارًا على طرف إصبعه وقال.  

“لأنّه، في الأساس، إذا لم تكن القوة البدنية كافية، فلن يتحمّل الجسد هذه القوة السحريّة.”

توقّفت بينيا عند هذا الكلام. ضحك دييلو.  

“من يا تُرى الذي سمّم خليفة الدوق؟”  

كان سؤالًا يعرف إجابته بالفعل.  

خرجت من فمه أسرار الماضي.  

الدوق السابق، والد دييلو.  

كان دوقًا عاديًا لم يبرز بشكل خاص، حتّى بعد أن التقى بفيرو وأكمل تفتّحه.  

لكن دييلو كان مختلفًا.  

في اللحظة التي بدأ فيها التحكّم بالنار، أدرك الدوق السابق مواهبه الاستثنائيّة.  

للأسف، أدرك ذلك مبكرًا جدًّا.  

‘دييلو يملك مواهب استثنائيّة جدًّا.’  

أنّ ابنه يملك قوّة لا تُقارن به.  

وأنّ علامة الدوق قد تنتقل مبكرًا في مثل هذه الحالات، كان يعرف ذلك.  

‘إذا انتقلت علامتي إلى دييلو…’  

خاف والده من هذه الحقيقة. خاف أن تُضعف قوّته أكثر.  

بما أنّه كان يفرض ولاء أرجنتا بقوّته الضئيلة، خاف أن يفقد كلّ شيء.  

كذلك زوجته، والدة دييلو وفيرو الدوق السابق، شعرت بالمثل.  

‘إذا تغيّر الدوق، فماذا عنّي، أنا الفيرو؟’  

المترجمة:«Яєяє✨»