**الفصل الحادي والعشرون**
“ماذا؟”
كان يومًا طويلًا جدًّا.
لم يكفِ أنّني تعرّضت لذلك الأمر في قصر دوق ألروس، بل وصلت إلى أرجنتا عند الفجر وأنا أعاني من الألم.
لذا ظننت أنّني سمعت خطأً وأنا نصف نائمة.
“اخلعي ملابسكِ ونامي.”
لكن يبدو أنّه لم يكن كذلك.
سمعت صوت دييلو المنخفض قليلًا.
كان صوته يبدو ثقيلًا منذ قليل.
“هذا…”
نظرت إلى ملابسي.
حتّى لو رفعت ذراعيّ لألفّ الضمادات حول الجرح، فإنّ الملابس التي تصل إلى صدري فقط ستكشف انحناءات جسدي العلوي بشكل واضح إلى حدّ ما.
“بشرتكِ أصبحت حسّاسة بسبب الألم. لن يكون جيّدًا إذا احتكّت بالملابس.”
قال دييلو.
―طق.
مع كلامه، سقط الرداء الذي كان يغطّي ذراعيّ بالكاد.
بلا قماش يلامس بشرتي، شعرت بالألم أقلّ بالفعل.
“…هذا صحيح.”
لكن عندما اختفى القماش الذي كان يغطّي كتفيّ تمامًا، لم أستطع منع وجهي من الاحمرار.
كنت أظنّ أنّني أكثر وقاحة من هذا الرجل، لكن يبدو أنّني كنت مخطئة.
أم أنّ عقله نقيّ للغاية لدرجة أنّه لا يفكّر في شيء؟
نظرت إليه.
لكن لا يمكنني قول شيء بشأن هذا.
إذا تحدّثت خطأ، قد أكون وقحة مع دييلو.
فطلبُه منّي خلع ملابسي كان بدافع النيّة الحسنة، ولم أشعر بأيّ شيء آخر.
“هذا…”
لكن النوم معًا وأنا مكشوفة لهذا الحدّ، أليس هذا غريبًا بعض الشيء؟
كنت أنظر إليه بعينين مليئتين بالتردّد.
في تلك اللحظة، كان دييلو لا يزال في مكانه بعد أن وضع الدواء، أقرب ممّا توقّعت.
امتلأت عيناه الزرقاوان الفاتحتان بصورتي.
ابتسمت عيناه المليئتان بالنوايا الحسنة.
“―لا داعي للقلق بشأن أيّ شيء آخر، كروا.”
في تلك اللحظة، أمسك دييلو يدي برفق.
همس من مسافة قريبة جدًّا.
“ألم أعدكِ؟ سننام ممسكين بأيدينا فقط.”
كأنّه يطلب منّي الثقة، قبّل أطراف أصابعي قُبلة قصيرة. عيناه اللتان رفعهما نحوي كانتا غارقتين في الهدوء.
لا أعرف إن كانت يده التي تلمسني ساخنة، أم أنّ يدي هي التي أصبحت ساخنة.
كان هناك حرارة غريبة تدور بيننا.
* * *
استلقيت بحذر حتّى لا يلامس جرح ظهري الفراش.
ابتسم دييلو كأنّه يطمئنني.
ثمّ وضع وسادة ناعمة في أحضاني.
“إذا شعرتِ بألم، أخبريني.”
لم أشعر بألم كبير في كتفيّ بفضل قطعة قماش قليلة التهيّج وضعت فوق الفراش.
لكن كون ظهري مكشوف جعلني أشعر بالبرد قليلًا.
“…!”
في اللحظة التي انتابتني القشعريرة وانكمشت دون وعي.
مدّ دييلو يده نحوي.
“!”
ارتجفت، وتوقّف دييلو.
فنظرت إلى عينيه لبضع ثوان.
“هه.”
ثمّ، كأنّنا اتّفقنا، انفجرنا بالضحك دون أن يبدأ أحدنا قبل الآخر.
رفع دييلو يديه كأنّه يقول إنّه لن يفعل شيئًا.
“لحظة، سأتجاوز حدودي لحظة.”
همس دييلو ثمّ مدّ يده نحوي مجدّدًا.
اتّبعت عيناي يده دون وعي.
―حفيف.
لكن يده غطّتني بالفراش بعناية ثمّ تراجعت.
بحرص حتّى لا يلامس الفراش ظهري.
“انتهيت.”
رفع يديه مجدّدًا، ثمّ استلقى على جنبه ينظر إليّ.
كان السرير واسعًا، فلم يكن النوم على مسافة بعيدة غير مريح.
نظر دييلو إليّ ثمّ أغمض عينيه ببطء.
“تصبحين على خير، كروا.”
اختفت عيناه الزرقاوان تمامًا.
عندما رأيته يغمض عينيه أوّلًا، شعرت فجأة أنّه دييلو أرجنتا بالفعل.
كان يبدو وكأنّه سينام بعمق لدرجة أنّه لن يشعر إن حملته.
“…”
بينما كنت أنظر إليه بهدوء، بدأ إضاءة الغرفة تتلاشى تدريجيًّا.
كانت الإضاءة مضاءة بقدرة دييلو، لذا من المؤكّد أنّه هو من يتحكّم بها.
بدأت الظلال تتسلّل من زوايا الغرفة، حتّى غطّت السرير.
وفي اللحظة التي كادت الإضاءة الخافتة أن تنطفئ تمامًا.
―طق.
توقّف تلاشي الضوء.
كأنّ الوقت توقّف.
“؟”
في اللحظة التي رمشت فيها.
فتح دييلو عينيه قليلًا. ثمّ قال فجأة.
“إنّه ساخن، كروا.”
“ماذا؟”
ماذا؟ عند كلامي، ابتسم بهدوء.
“إذا استمرّيتِ في النظر إليّ هكذا.”
احمرّ وجهه قليلًا، ثمّ رفع وسادة ووضعها بيننا.
―بوف.
الآن، بدل وجه دييلو، كنت أرى وسادة بيضاء فقط.
رمشت بعينيّ.
…هل كنت أنظر إليه بحرارة زائدة؟ بينما كنت أحكّ خدّي.
سمعت صوت دييلو من خلف الوسادة.
“لا داعي للحذر.”
كان يهمس بهدوء.
رمشت عدّة مرّات، ثمّ انفجرت بالضحك.
“كنت أنظر إلى وجهك فقط.”
أمسكت يده الموضوعة فوق الوسادة.
شعرت أنّني جعلته محرجًا دون داعٍ.
كانت يده التي ارتجفت ساخنة بشكل مفاجئ.
هل لأنّه من أرجنتا النار؟
“لا أحتاط.”
تبع كلامي صمت.
…هل نام؟
في اللحظة التي فكّرت فيها بهذا، سأل فجأة.
“حقًّا؟”
“نعم.”
أجبت مباشرة. فسمعت صوت ضحكته.
“لماذا؟”
سألت كأنّني أتساءل لمَ يسأل مجدّدًا، لكن هذه المرّة انطفأت الإضاءة تمامًا.
“…”
لم أسمع ردًّا، لكن عندما أظلمت الغرفة، شعرت بالإرهاق يغزوني فجأة.
كانت الحرارة المنتقلة من يده التي أمسكها والظلام الدامس كافيين لدفعي إلى النوم.
غرقت في النوم كأنّني أذوب.
* * *
في اليوم التالي.
كان دييلو لا يزال نائمًا حتّى استيقظت.
“هل نام متأخرًا؟”
نظرت إليه وهو نائم بهدوء.
يبدو أنّه قلق كثيرًا بسبب تأخّري.
―طق.
في تلك اللحظة، فتحت خادمة الباب بحذر لتعلن عن الإفطار.
أشرت بسبّابتي إلى شفتيّ كإشارة لها بالهدوء.
“…”
تراجعت الخادمة ذات العينين المستديرتين بهدوء.
رأيت فيلي خلفها.
هل لديه عمل مهم؟
“…آه.”
اليوم، على الأرجح، يوم توزيع الظلال، لذا يلزم شخص للموافقة النهائيّة.
نظرت إلى الساعة.
كانت الحادية عشرة صباحًا بالفعل. ليس غريبًا أن يأتي الخدم للاطمئنان.
“أأقوم بهذا؟”
الموافقة النهائيّة على توزيع الظلال مجرّد تفقّد الأغراض، وهو عمل سهل.
بالطبع، هو أيضًا مملّ ويستغرق وقتًا.
إذا قمت به، سيساعد ذلك دييلو على النوم أكثر.
“حسنًا، يجب أن أردّ جميل العلاج بالأمس… آه.”
رفعت ذراعيّ دون تفكير لتمديد جسدي، لكنّني أنزلتهما بسرعة بسبب الألم.
لن يستغرق وقتًا طويلًا، سأتفقّد توزيع الظلال أوّلًا…
التخطيط للمستقبل مهم، أليس كذلك؟
رتبّت أفكاري، ثمّ مدّدت جسدي بحذر.
كان من المبكر جدًّا مدّ ذراعيّ بالكامل.
لكن ربّما بفضل فعاليّة دواء الجرح، كنت أفضل بكثير من الأمس.
“…”
حتّى وأنا أتحرّك بحذر، كان دييلو غارقًا في النوم.
نزلت من السرير بهدوء.
بخطوات خفيفة.
اقتربت من الباب، فتحته قليلًا، واستدعيت فيلي.
“ملابس داخليّة خفيفة فقط.”
همست وأنا أضع سبّابتي على شفتيّ، فدخلت فيلي بلا صوت.
قادتني إلى غرفة الملابس الصغيرة الملحقة بالغرفة.
ارتديت فستانًا داخليًّا خفيفًا بمساعدتها، ثمّ خرجت من غرفة الملابس ونظرت إلى دييلو مجدّدًا.
“…”
كان لا يزال نائمًا دون أدنى حركة.
بعد التأكّد من ذلك، غادرت الغرفة بحذر.
أغلقت الباب وسألت فيلي.
“لم يحدث شيء في الفجر، أليس كذلك؟”
“نعم. لكن…”
أجابت فيلي مباشرة، ثمّ نظرت إليّ.
“هل تنوين العودة إلى العمل مباشرة؟ ألن ترتاحي أكثر؟”
“لا يمكن.”
لوّحت بيدي بحزم.
لم أعد بحاجة للحذر بعد خروجي من الغرفة.
“إذا فعلت، سيبدو الأمر وكأنّني تعرّضت لشيء في بيت دوق ألروس.”
هذا صحيح بالطبع.
حتّى لو لم يكتشفوا أمر النقش، إذا أصبحت فجأة غير قادرة على الحركة بعد زيارتي لألروس، ستلتفت الأنظار إليّ.
وربّما يراقبني دوق ألروس.
قد لا يكون في الطابق الرابع، لكن ربّما هناك عين أو أذن لألروس في مكان ما في هذا القصر.
“إذا أردتِ خداعهم، يجب أن يكون الخداع مثاليًّا.”
وضعت سبّابتي على شفتيّ وقلت بهدوء.
أخيرًا، أطرقت فيلي رأسها.
“…حسنًا. لكن إذا شعرتِ بأيّ إجهاد، أخبريني فورًا.”
“بالطبع.”
تبعتني نظرات فيلي القلقة.
كان قلقها صادقًا.
كانت فيلي، خادمة أرجنتا، لطيفة فقط مع أهل أرجنتا.
هل أصبحت أنا أيضًا من أهل أرجنتا في نظرها؟
عندما تذكّرت تعبير وجهها وهي تتحدّث عن “المعركة الأولى” سابقًا، شعرت أنّ هذا صحيح.
كان شعورًا غريبًا.
“…حسنًا، هيّا بنا.”
نظرت خلفي مرّة أخرى.
خلف الباب المغلق، يجب أن يكون دييلو نائمًا بعمق.
انعم بنوم هانئ.
نظرت إلى الباب بامتنان لما فعله بالأمس، ثمّ بدأت أمشي.
* * *
―طق.
صدى صوت إغلاق الباب في الغرفة.
في تلك اللحظة، فتح دييلو عينيه.
―باق!
ألقى الوسادة التي كانت تفصل بينه وبين كروا بعيدًا.
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 21"