### الحلقة 20
لا بد أن كروا ألورس الأصلية شعرت بالألم نفسه.
اسم “دييلو أرجنتا” يُنقش بالقوة مجددًا على ظهري.
حتى وأنا أتلوّى من الألم الغريب الذي أختبره للمرة الأولى، كان الذين يمسكونني يقيّدونني بقوة هائلة.
“آه…!”
“لا تتحرّكي! هل تريدين أن يُكتشف أنكِ مزيّفة؟”
من الواضح أنهم يخشون أن يختل النقش إذا تحرّكتُ ولو قليلًا.
“ابقي ساكنة!”
ربما اعتبروا حتى التنفس حركة، إذ استخدم دوق ألروس الماء ليسدّ أنفي وفمي تمامًا.
‘…!’
شعرتُ أن التنفس توقّف لوقت طويل جدًا.
بينما كنتُ أتلوّى من الألم، وبينما كان نقص الأكسجين يُغيّم عقلي، أُطلق سراحي.
كان ذلك، إن جاز القول، نعمة.
لم أضطر لتحمّل ذلك الألم المروّع طويلًا.
“أخ…”
لكن، كيف لا يؤلم الجرح؟
تحت اسم “دييلو أرجنتا” المحفور باللون الأحمر، تجمّع الدم بإشارة من يد الدوق، وصُبّ دواء الجروح.
على الأرجح، عادت بشرتي سليمة، وظهر الاسم كعلامة واضحة من التجمع الدموي.
لكن تحت الجلد، كانت الدماء المقيّدة بالقوة لا تزال تسبب ألمًا حادًا.
“هل أنتِ بخير، سيدتي؟”
كانت فيلي، التي كانت تتعامل مع الدوق وخدمه في قصر ألروس ببرود، تقول هذا.
لكن، ما إن صعدت إلى عربة أرجنتا، حتى تجهّم وجهها.
“سيخف الألم بعد قليل.”
عبستُ.
أي حركة بسيطة كانت تُشعل ألمًا لاذعًا يضرب أعصابي.
“هل… يمكنني أن أرى؟”
“نعم.”
على أي حال، لن أعود إلى ألروس قبل شهر، فلا بأس بوضع الدواء.
“لحظة، سأتفحّص.”
حيّت فيلي، ثم فكّت زرين من فستاني، وجعلت الثوب فضفاضًا لتكشف ظهري.
“!”
تغيّر لون وجه فيلي عندما رأت الاسم المحفور بدقة.
“هل كان هكذا… في المرة السابقة أيضًا؟”
لم تتمكن، على غير عادتها، من ربط كلماتها.
يبدو أن الأمر بدا قاسيًا حتى لـ”منظّفة” أرجنتا.
“نعم.”
كان النقش الأول للاسم على كروا ألروس الأصلية، وليس عليّ.
بالطبع، ابتلعتُ هذا الجزء.
“كنتِ تعلمين، أنه نُقش كجزء من الخدعة.”
نظرتُ إلى فيلي.
كنتُ أعلم أنها، في اليوم الذي خدمتْني فيه في أول حمّام لي في أرجنتا، وضعت دواء الجروح على ظهري بحجة أنه زيت عطري.
دواء الجروح المشبع بالسحر في هذا العالم يتفاعل مع التجمعات الدموية، فيضيء ببريق أبيض ويُمتص بسرعة، فلابد أنها تأكدت حينها أن الاسم على ظهري مزيّف.
رغم أن الدم المُشكّل لاسم دييلو على ظهري مقيّد بسحر دوق ألروس، فلا يتبدّد.
“…كنتُ أعلم، لكن…”
لكن تعبير فيلي كان ثقيلًا.
بعد أن أصلحت ثيابي، انحنت وقالت:
“سأأمر الجميع بمزيد من الحرص لتجنّب إزعاجكِ.”
ظلّ وجهها المتجمّد باردًا حتى وصلنا إلى القصر.
* * *
لم يكن دييلو أرجنتا يحبّ المتغيّرات في خططه.
على الأقل، إذا حدث متغيّر، يجب أن يكون تحت عينيه.
بمعنى آخر، لم يكن يحب الأخبار المفاجئة.
وخاصة أن معظمها سيئ.
“سيدتنا ستصل قريبًا.”
“…تأخّرت.”
كان هذا الخبر كذلك.
ما لم تكن هناك مشكلة في عجلات العربة، فليس من المفترض أن تصل في هذا الوقت.
دييلو، الذي لم ينم لسبب ما، تخلّص من الأعمال التي كان يمسك بها.
لكن الأعمال لم تُنجز أصلًا.
“…”
غادرتْ كروا عند الغسق، فلو سارت الخطة كما يجب، لكانت وصلت إلى ألروس صباحًا.
وفي ألروس، كان يُفترض أن يُرسلوها إلى أرجنتا قبل أن يحلّ الظلام.
مهما كانت الحقيقة، فمن الخارج، كانت كروا “ابنة دوق ألروس المحبوبة”.
حتى مع الأخذ في الاعتبار المسافة بين قصري ألروس وأرجنتا، أو أي متغيّرات أخرى، لم يكن هناك سبب لوصولها في الثالثة فجرًا.
―أو هكذا ظنّ.
“كروا؟”
تغيّر وجه دييلو عندما رأى خطواتها الحذرة وهي تدخل القصر.
كمن قضى وقتًا طويلًا في ساحات القتال، استطاع أن يحدّد مكان إصابتها من حركتها.
بين عظمي الكتف.
ذلك المكان الذي نُقش فيه اسمه.
أدرك غريزيًا ما حدث لها.
“دييلو، هل انتظرتَ دون نوم؟”
بدت عروسُه مندهشة.
حتى في ألمها، كانت عيناها مفتوحتين على وسعهما تنظران إليه.
وجه يتظاهر بأنه بخير.
لكن دييلو، المعتاد على الموت والجروح، شمّ رائحة الدم الخافتة منها بوضوح.
“…لقد أعادوا نقش الاسم، أليس كذلك؟”
همس لها بصوت لا يسمعه سواها.
كان يظن أن رغبة دوق ألروس في رؤيتها شهريًا كانت لتلقّي التقارير فقط.
لكن دوق ألروس كان أكثر دقة وقسوة مما تخيّل.
“كنتَ تعلم؟”
“…علمتُ، الآن.”
ومنذ لحظات، بدأت أحشاؤه تتلوّى بغرابة.
يقال إن رائحة الدم تُثير الغثيان، لكنه، الذي اعتاد ساحات القتال، لم يعد يتأثّر برائحة الدم منذ زمن.
لكن هذه الرائحة، بطريقة ما، كانت لاذعة بشكل غريب.
“من الأفضل أن تُعالجي جيدًا، كروا.”
فتح فمه دون وعي، بصوت خافت.
اتّسعت عينا كروا.
“تم علاج السطح بالفعل. أما الدم المتراكم بالداخل―”
قاطعها صوتها المرح، الذي أزعجه دون قصد.
خرج صوت خشن، كأنه يغلي من أحشائه الملتوية.
“―لذا…”
للحظة، كاد القناع الرقيق الذي يغطّي وجهه دائمًا أن يتحطّم.
أطلق نفسًا قصيرًا، ثم هدّأ رأسه.
“…مرة أخرى، بجدية.”
تسرّبت ابتسامة خافتة أخيرًا.
رمشتْ كروا بعينيها عدة مرات، ثم أومأتْ.
“حسنًا. إذا فعلتَ ذلك، فأنا ممتنة.”
‘يا لهذا الوجه الذي يبتسم حتى في مثل هذا الموقف، إنه حقًا… مؤلم.’
هكذا فكّر دييلو.
* * *
دييلو أرجنتا.
لم يرَ دييلو اسمه بهذا التفصيل من قبل.
ليس على ورق، ولا على أي شيء آخر، بل على جسد شخص آخر.
“آه…!”
ربما بسبب الألم، تقلّصت كروا.
توقّفت أصابع دييلو، التي كانت تدهن الدواء.
“إذا كان يؤلم كثيرًا، قولي.”
ضحكتْ كروا عند سماع هذا.
“إذا قلتُ، هل ستجعله لا يؤلم؟”
ها.
أطلق نفسًا قصيرًا.
نعم، كما قالت، لا سبيل لتخفيف ألم جرحها المحفور بالفعل.
“لا، سأنهيه بسرعة.”
همس دييلو أخيرًا.
إذن، من الأفضل إنهاء الألم بسرعة.
عند كلامه، فردتْ كروا كتفيها باستعداد.
“آي.”
كانت ترتجف لحظيًا من الألم اللاذع.
استعدّت، وأخذت نفسًا عميقًا.
وفي اللحظة التي كتمت فيها أنفاسها،
“؟”
رأى دييلو علامة كدمة زرقاء على كتفها.
―سر…
رفع القماش دون وعي.
“!”
وللحظة، فقد النطق.
كدمات متورّمة تغطّي كتفها بالكامل تقريبًا، فوق عظمي الكتف، كانت دليلًا واضحًا على قيود عنيفة.
امتدت الآثار إلى الكتف والذراع.
دليل على مدى تلوّيها من الألم.
سخن رأسه، ثم برد.
“؟”
التفتتْ كروا إليه قليلًا.
نظرة متسائلة، كأنها تقول: لمَ لا تسرع؟
اختفى تعبير دييلو البارد في لحظة.
أمامها، يجب أن يظل دييلو أرجنتا اللطيف الساذج.
“هو…”
بينما كان يدهن الدواء، نفث الهواء على المنطقة.
الشعور بالبرودة قد يخفّف الألم ولو قليلًا.
دهن الدواء على طول الاسم، ثم أغلق الغطاء بصوت طق.
“انتهى.”
“شكرًا.”
أطلقتْ كروا زفرة قصيرة.
حاولت إعادة إغلاق ثيابها.
―طق.
في تلك اللحظة، أمسك دييلو يدها دون وعي.
“لا داعي لذلك.”
“؟”
تقابلت عيناهما.
الثوب الخارجي المعلّق بشكل فضفاض قد يزيد الألم إذا احتكّ بالكدمات.
قال دييلو:
“الثوب الخارجي، اخلعيه وارتاحي.”
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 20"