《【الموهبة: طاردة أرواح (طموحة)】 تقدّم الدفاع ضد أزمة الحذف: %4.5 مكتمل》
كاد قلبي يسقط حين رأيت كلمة “أزمة الحذف” ، لكنني هدأت قليلًا عندما قرأت بعدها مباشرة عبارة “أعمال الدفاع” .
ظهرت سلسلة من النوافذ المنبثقة المتعلّقة في شاشة الحالة:
《مهمة الدفاع: أزمة الحذف قد تحدث في أي وقت! كونب مستعدًه واحمي موهبتكِ》
《إذا وصلتِ إلى %100 من تقدّم الدفاع، ستكوني في مأمنٍ تام من تهديد حذف الموهبة.》
هاه؟ ما هذا؟ هذا رائع!
“ماذا؟ لماذا اتسعت عيناكِ فجأة؟” سألت سيو جون، مرتبكًا من ملامحي.
“هناك شيء كهذا!!” تنفست بارتياح بعد أن قرأت المهمة الحالية.
كما لو أن أزمة حذف موهبة واحدة لا تكفي، ها أنا أتساءل إن كنت سأفقد موهبتي للأبد في غمضة عين.
لكن الجواب على قلقي كان مكتوبًا أمامي مباشرة.
بدل أن أتشبّث بالحياة من دون أن أعرف حتى إلى أين أتجه، أصبح لدي الآن ما أفعله.
يجب أن أُكمل الدفاع حتى %100. الطريق الغامض أصبح واضحًا.
وأول ما عليَّ فعله هو معرفة السبب الذي جعلني أحصل فجأة على %4.5 من تقدّم الدفاع.
نظرتُ إلى ما حدث قبل ظهور هذه النافذة مباشرة.
أوه، هل يمكن أن يكون…؟
“سيو جون، قولي عني عبقريه مرة أخرى.” قلتُ.
“هاه؟” بدا وكأنها تعتقد أنني فقدتُ عقلي.
“نادني بالعبقريه مرة أخرى.” كررت.
“… عبقريه.” قالت بتردد.
تدحرجت عيناي: “بجدّيّة.”
“أنتِ عبقريه.” استسلمت أخيرًا لطلبي.
“أوه، لا.”
ظهرت النافذة المنبثقة حين وصفتني بالعبقريه أول مرة، فظننت أن سماعها مجددًا شرط لتقدّم الدفاع.
لكن واضح أن الأمر ليس كذلك!
نظرت إليّ سيو جون وكأنني حشرة، لكنني لم أهتم.
أنا لم أظن حقًا أن قول “عبقريه” شرط أساسي، أنا فقط أردت سماعها مرارًا.
لكن من الواضح أن السبب بنسبة %99 هو طرد الأرواح. بدا واضحًا أن صيد الشياطين يرفع تقدّم الدفاع.
إذن، سأعيش هذا الأمر حقًا كل يوم من الآن فصاعدًا.
“اذا، هل تعرفين أي أشباح أخرى صعبة بعض الشيء؟” سألتُ.
وجه سيو جون عبّر بملامحه وحدها: “طلبتِ مني أن أناديكِ عبقريه، ففعلت، وها أنتِ سعيدَ، صحيح؟”
لا بد أنني بدوت وكأني أتعمّد اختلاق أي كلام فقط لأسمع كلمة عبقريه، لكنني كنت في عجلة من أمري.
كان الأمر ظالمًا، وصعبًا جدًا أن أشرحه بطريقة واضحة.
كيف لي أن أشرح موضوع حذف الموهبة وظهور أخرى جديدة؟ حتى أنا ما زلت مشوشًا.
ولو حاولتُ شرح التفاصيل، لا أعلم إلى أي حد سأضطر للبوح.
ولو واصلت المراوغة، فسأنتهي غالبًا بسرد القصة كلها حول سبب تبديل موهبتي.
وهذا… محرج قليلًا لأقوله لشخص هو ثاني من ألتقي به اليوم فقط.
فوق ذلك، ليست موهبتي نمت بشكل طبيعي، ومن حصل عليها بطريقة غير تقليدية لن يبدو في صورة جيدة أبدًا.
“ما بكِ؟ لماذا تبدين مكتئبًا فجأة؟” سألتني سيو جون بقلق.
“لستُ كذلك، أنا متحمسَ!” حاولت أن أبدو مرحًا.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي من سؤالها، لكنها لم تبدُ مقتنعة.
“بايك إيري… بصراحة، ظننت أنكِ جننتِ للتو.” قالت.
أملت رأسي: “وكيف عرفتِ؟”
“أنتِ لا تنكري ذلك.” أضافت.
لكن لو كنت مكانها، لظننت الشيء نفسه أيضًا.
كنت سأضحك، ثم أبكي، ثم أضحك مرة أخرى، لأنني كنت سأُطلق علي لقب عبقريه دون أي سياق
لكنني في النهاية قررت أن أُحسن الظن بها قليلًا.
أخذت أعض على الخبز الذي اشترتهُ لي سيو جون، وسألتُ في داخلي الشخص الذي أرسل لي الموهبة: لماذا؟
كان سؤالًا يحمل كل التعقيدات.
إن كانت الموهبة قد وصلتني، فلا بد أن هناك من أرسلها.
أردت أن أسأله: “لماذا اخترتني؟ ما قصدك بإعطائي هذه الموهبة؟”
لا أعرف من تكون، لكن لماذا لم تكتفِ بإعطائي إياها وتتركني بسلام؟
لو استطعت مقابلتك، سأنحني لك شاكرًا… ثم أصفعك… ثم أنحني مرة أخرى.
دفعت آخر قطعة خبز في فمي.
صررت أسناني أحاول كتم غضبي، رغم أنه لم يبقَ شيء لأمضغه.
“أنتِ تحبين الخبز.” تمتمت سيو جون بجانبي.
لابد أنني بدوت كشخص مهووس بالخبز.
شعرت بالحرج وسرعان ما غيّرت الموضوع.
“هاه… كيف حال طعام في هذه المدرسة ؟ هل هو جيد؟ في مدرستي السابقة كان الطعام عاديًّا، كأنكِ تأكلين لمجرد الشبع.” قلتُ.
“هنا عادي أيضًا، ولكن لديهم الكثير من الخيارات اللذيذة، لذا فهو جيد” أجابت.
“أوه، أنا متحمسه. صحيح، ما الغداء اليوم؟” سألت بفضول.
ردت بنبرة باردة: “ساق عجل مطبوخة.”
“…..”
نظرتُ إلى كيس الخبز في يدي، ثم إليها.
“إذن لماذا؟” رفعت الكيس إليها.
“مجرد شكرًا.” تمتمت.
“هكذا فجأة؟” سألتُ.
تنهّدتُ بغيظ: “آه، لا أريد أن أبدأ يومي الأول في المدرسة بأكل ساق عجل مطبوخة.”
***
عاد الطلاب واحدًا تلو الآخر إلى الصف بعد الغداء، وبدأت الحصص الخامسة والسادسة بنفس المزاح الصباحي.
لكنهم قد ملّوا تلك النكات، وحتى المدرسون صاروا يسخرون عند ذكر كلمة “طالب منتقل”.
فقط أستاذ الحصة السابعة دخل الصف وبدأ الدرس بلا مقدمات.
كان رجلًا في منتصف العمر، عيناه ثاقبتان، يُدرّس “السحر والأخلاق”.
يبدو من النوع الصريح الذي لا يحب المزاح مع التلاميذ.
لكنه أمعن النظر بي، كأنه فضولي بشأن الطالبه الجديده.
لكن مظهره كان مخيفًا، وأزعج حتى سيو جون التي تجلس بجانبي.
“بايك إيري، هل فعلتِ شيئًا خاطئًا؟” همست.
“بالطبع لا، هذا أول يوم لي.” أجبت همسًا.
لم أستطع النظر إلى السبورة خوفًا من التقاء نظراتنا.
كنتُ أفضل الأحاديث القصيرة المزعجة مع المعلمين الآخرين بدلًا من هذا الصمت المخيف.
وبمجرد انتهاء الحصة السابعة، دخل معلم الصف، وأُغلق اليوم الدراسي في ثلاث دقائق فقط: إعلانات، تحية، انتهاء.
حمدت الله أن معلم صفّي ليس من النوع المزعج. في مدرستي السابقة، كان الجرس يرنّ لـ20 دقيقة كاملة.
رتبت حقيبتي سريعًا وانتظرتُ سيو جون.
“ماذا؟ هل لديكِ شيء لتقوليه؟” سألتني.
قلتُ بنبرة مصدومة: “واو… درسنا في نفس المدرسة ونفس مركز التدريب، لكنكِ كنت ستذهبين وحدك؟” شعرتُ بالخيانه
ربتُّ على ذراعها، وعادتُ إليها نظرة عدم التصديق.
“لن أذهب إلى المعهد اليوم.” ردت ببساطة.
“هاه؟” رمشت بدهشة.
“سأعود مباشرة للبيت، لا درس عندي اليوم.” أضافت.
“هاه؟” تلعثمت بدهشة أكبر.
“ما الذي يفاجئكِ؟ أسرعي، ستتأخرين.” حثتني.
“أمم…” شعرت بالحرج. كنت أظن أننا سنذهب معًا، لكنها لديها إجازة اليوم.
كدتُ أغادر الصف منزعجًا، لكن شخصًا أوقفني من الخلف.
“أوف! ما الأمر؟!” صرخت.
اقد كانت سيو جون.
“أمزح فقط. تعالي معي.” قالت مازحه، وسحبتني من الفصل بسرعه .
ما هذا… لم أظن أنها تمزح بهذا الشكل.
التفت إليها بدهشة، ورأيت عينيها تلمعان برضا.
كم مرة خلال اليوم غيّرت تعابيرها وطريقتها؟
حتى في مزاحها تبقى بلا تعبير.
كنت مقتنعًا أنها أبعد ما تكون عن المرح، مجرد طالبة غريبة الأطوار…وأنها كانت طالبة في السنة الأولى من المرحلة الرابعة ليس لديها أي اهتمام بما يحيط بها!
لكن يبدو أنني كنتُ مخطئًا في هذا الشيء.
“لماذا تبدين مصدومه؟” غمزت، وهي تدغدغني في جانبي.
“أمم، طبيعي أن أصدم عندما تكون التي هددتني بسكين يوم لقائنا الأول هي نفسها من تمزح الآن.” قلت بانفعال.
“صحيح. أعلم.” ردت ببرود.
وخرجنا من الصف متفاهمين.
“لنأخذ شيئًا نأكله من الكافيتيريا. لا يوجد مكان للأكل قرب مركز التدريب.” اقترحت.
***
ظننت أننا سنخرج مباشرة نحو البوابة، لكنها أخذتني إلى كافيتيريا المدرسة.
كان باردًا جدًا رغم أننا في أبريل، حتى شككت أن المكيف يعمل.
ربما لوجود تركيز مرتفع من الأرواح في المكان، شعرت أن برودتها تغزو جسدي.
ارتجفت قليلًا وأنا أبحث بين أطباق الكيمباب.
لاحظت سيو جون وقالت بهدوء: “من المهم أن تفتح الحواس، لكن يجب أن تعرفي أيضًا كيف تغلقيها بشكل صحيح.”
ظننتُ أنني أغلقتها بعد طرد الأرواح في منتصف النهار.
فتحت نافذة الحالة بسرعة لأتأكد:
【الموهبة: طارد أرواح (الطموحه)】
【الاسم: بايك إيري】
【الرتبة: S】
【إجمالي المهارات: 23】
【اللقب: – 】
【المهارة: – 】
ظهرت نافذة المواهب الرئيسية. لو كان حسابي مفتوحًا، لظهرت نافذة التفعيل، لكن رؤية الشاشة الأساسية تعني أنني مغلق الحواس فعلًا.
وأيضًا… دون أن أدري، ارتفع مجموع مهاراتي بنقطة واحدة. لا بد أنها انعكاس لعملية الطرد السابقة.
على أي حال، كان حسابي مغلقًا فعلًا. نظرت إليها بتساؤل، مطالبة بتفسير.
قالت: “آه، إغلاق الحواس بشكل صحيح يعني أن تضعين طبقات من الدفاعات لتمنعي الأشباح من التسلل، لا أن تتركيها فقط على %0.”
ثم أضافت بإيماءة: “ستتعلمين ذلك في الأكاديمية، ستتعودين عليها.”
إذن هو من الأساسيات… ربما مثل أبسط مرحلة في تحول الی الفتاة السحرية.
آه… يجب أن أتوقف عن مقارنة الأمور بالـ“فتيات السحر”. عليّ أن أعتاد على موضوع طرد الأرواح.
“هل انتهيتِ من الاختيار؟” سألتني بعدما وضعت الكيمباب على الطاولة.
عندها، سمعت صوتًا من خلف المحل، موجّهًا إليّ:
“الطالبه المنتقله؟”
استدرتُ مذهولًه… ورأيتُ وجهًا مألوفًا.
أستاذ “السحر والأخلاق” نفسه من الحصة السابعة، كان واقفًا خلفي.
تجمّد وهو يحدّق بي بعينيه الثاقبتين. عن قرب، كان أطول مما توقعت، فتراجعت خطوة للخلف.
قال كأنه يحدث نفسه: “سمعتُ أن انتقالكِ تقرر فجأة…” لم يكن ينتظر جوابًا.
ارتبكت وبحثت عن تحية مناسبة: “آه، مساء الخير يا أستاذ…”
“نعم.” أجاب باقتضاب، حدّق فيّ لثوانٍ، ثم استدار وغادر المحل.
“ما هذا؟ ماذا قال لكِ؟” سألتني سيو جون بعدما دفعت ثمن طعامها.
“لا شيء مهم، ربما ضايقه كوني الطالبه الجديده.” قلتُ وأنا أحاول إنهاء الدفع.
“بالنسبة لشخص لا يحب التحدث مع الطلاب، لا بد أنه وجدك مثيرًا للاهتمام.” علّقت سيو جون.
دَفعتني بخفة نحو الصندوق وهي تراقب الأستاذ وهو يغادر.
بعدها وضعنا كلٌّ منا لفة كيمباب في حقيباتنا، واتجهنا نحو مركز التدريب.
وهناك… كانت بدايتي الحقيقية كطاردة أرواح على وشك أن تبدأ.
التعليقات لهذا الفصل " 8"