حان وقت الغداء، والفصول الدراسية فارغة بعدما اندفع الجميع إلى الكافيتيريا.
لففت بطانيتي الصفراء ووضعت جبهتي على وسادتي المرتجلة.
لم أكن في مقعدي، بل بجوار الباب الخلفي، لكنني لم أكن أحاول النوم حقًا.
تفتحت عيناي بتثاقل، وتذكرت الموقف الذي حصل في وقتٍ سابق. نقاش حاد عن المقصّ اجتاح الصف.
على ما يبدو، كان هناك عدد غير قليل من الطلاب في هذا الصف، وكذلك في صفوف ومراحل أخرى، قد غلبهم النوم بجانب باب الفصل، ليجدوا أنفسهم وقد قُطعوا بواسطة مقص.
قصص مشابهة كانت تنتشر انتشار النار في الهشيم.
وكان هناك طلاب هنا وهناك يزعمون أنهم سمعوا الحكاية نفسها.
على أي حال، كل الذين تعرّضوا لذلك قالوا إنهم سمعوا أولاً صوت طفل يبكي ويطرق على الباب.
“إذن لهذا السبب أيقظتني البارحة وصرخت عليّ ألا أفتح الباب؟!”، قلت رافعًا حاجبي.
“نعم. هل فهمت الآن؟”، أجابت.
“حسنًا، سيو جون، بما أنك اشتريتي لي خبزًا من الكافيتيريا فلا اعتراض عندي، لكن عندي سؤال واحد.”
“ما هو؟”
فكرت قليلًا: “أنا لست الوحيدة الذي تنام وقت الغداء، فما الذي يضمن أن الشبح سيظهر لي أنا بالذات؟ في مدرستي القديمة، كان هناك كثيرون ينامون بدل أن يأكلوا.”
“آه، سؤال جيد. أنتِ محقه، الأشباح تظهر عشوائيًا. هناك دومًا طلاب نائمون، ولا يوجد سبب يمنع أن يكون هناك أحد نائم بجانب الباب الآن أيضًا.”
“أفهم.” أومأت موافقًا على كلامها.
“لكن طبعًا، لن أقول لك أن تراهن على الحظ وتنتظر، هذا مضيعة وقت.” قالت وكأنها تعرف مسبقًا ما يدور في رأسي.
“صحيح.” أومأت برأسي. عندها أخرجت سيو جون ورقة مسطّرة من حقيبتها وبدأت تكتب عليها بقلم أحمر.
“سأستدعي الشبح أمامك.”
***
تحركت يدها بسرعة، وما لبثت أن امتلأت الورقة برموز حمراء.
“ما هذا؟ تعويذة أو شيء من هذا القبيل؟” سألت بنبرة طفل ساذج.
“بالضبط.” أجابت سريعًا دون أن ترفع عينيها عن الورقة.
ثم وضعت نقاطًا على زواياها وأعطتني إياها.
“ماذا؟”
“خذيها. انتهيت.”
“بهذه السرعة؟”
هزّت كتفيها: “يمكنني صنع تعويذة بسيطة كهذه بسرعة.”
أخذت الورقة وأنا أحدّق فيها مذهولًه، بينما راحت تشرح الرموز المرسومة.
“إنها تعويذة محددة، ما دمتِ تفكرين في الروح التي تريدين طردها فهي ستعمل من تلقاء نفسها. وهذه النقاط في الزوايا تقيد طاقة الروح بالورقة.”
“رائع… من أين تعرفين كل هذا؟ هل يدرّسونكم إياه في المدرسة؟”
“لقد تعلّمت من—”
لكنني لم أتمكن من سماع بقية كلامها، إذ صرخت بي أن أعود لمكاني.
قبضت على التعويذة جيدًا، وأخذت أبحث في الصف عن أي شيء أستعمله كسلاح: علبة أقلام، مبراة، دفتر…
لففت دفترًا رقيقًا على شكل عصا وجلست، ثم طارت نحوي بطانية مطويّة.
“آخ! ما هذا؟!”
لقد رمتها سيو جون.
“استعميلها كوسادة.” قالت لي.
“هل عليّ التظاهر بالنوم وأنا أحمل تعويذة؟”
“بالطبع. حتى لو قمنا بجذب الشبح بهذه التعويذة، فإن لم يرَ أحدًا يبدو نائمًا فسيرحل ببساطة. هذه تعويذة بسيطة، لا تملك قوة لربطه.”
“مفهوم.” فرددت البطانية وجعلتها مريحة قدر الإمكان.
“وعليكِ أن تفتحي حواسك جيدًا قبل أن يُهاجمكِ المقص ويستولي على حواسكِ.” واصلت.
“حسنًا.”
بدأت أستعمل التمرينات التي تدربت عليها منذ أيام، كأنني أزيح قماشًا غير مرئي عن وجهي.
شعور بارد وخشن، باتّ مألوفًا لي، تحرّكَ عبر يديّ.
【الموهبة: طاردة أرواح (طموحه)】
【الوضع: مُستَخدم】
【الرابط: مفتوح】
【المهارات: بصيرة بسيطة | تجسيد كامل – %100】
【المهارات: تدمير بسيط | تجسيد جزئي – %50】
ظهرت نافذة حالتي، تُظهر أن الدائرة البلورية التي تغطي حواسي قد فُتحت حتى %50.
حتى في الصباح، حين لم أفتح حواسي، كنت أستشعر وجود أشباح هنا وهناك. حركة غامضة، أصوات مكتومة…
وهذا يعني أن عدد الأشباح الساعية لاختراق وعينا كثيراً.
فمدرسة “موكغيُونغ للبنات” مشهورة بأشباحها.
إلى ذلك الصباح، كنتُ أواجه الأشباح بعين إنسان عادي بلا قدرات.
لم يكن شعوري أنني أراهم أو أسمعهم، بل أنهم هم من يروني ويسمعونني.
لكن بعدما فتحت حواسي بيدي، رأيت الفوضى الحقيقية.
أشباح متخفية عن عمد، وأشباح ضعيفة عاجزة.
لم يكن المنظر جميلًا، تمنيت لو كان أكثر ظلمة.
أخذت أركز حواسي كما أوصتني سيو جون.
… %50 … %85.
انفتحت حواسي بسرعة حتى وصلت %85. تغير وضوح العالم فجأة.
أسندتُ رأسي على المكتب، وغطيته بالبطانية، وتركت همهمات الأشباح تصحبني إلى النوم.
وضعت التعويذة في يدي، وباليد الأخرى الدفتر.
والآن…
كنت أتظاهر بالنوم، لكن النعاس بدأ يتسلل فعلًا، فقد أرهقني الذهني في الأيام الماضية.
خشيت أن أنام بعمق فلا أشعر حتى لو رقص الشبح فوق رأسي.
لكنني ركزت فكري كما قالت سيو جون: شبح الطفل الذي يبكي ويطرق الباب. شبح الطفل الذي يبكي ويطرق الباب. شبح الطفل…
هويت بالدفتر كأنني أضرب كرة بيسبول، فتبعثرت طاقتي السوداء كشرارات.
قاوم الشبح، وخز يدي بأعواد حادة بارزة من جسده.
“آخ، مؤلم.”
دفعت به للحائط، وغرست الدفتر في صدره كوتد، وضربت مرارًا.
بام! بام! بام!
حتى انكسر الدفتر الملفوف كالبوق، وانفجرت النواة بصوت طنين مبهج.
انهار جسده وتحوّل رمادًا.
انتهت عملية طرد الاشباح.
ابتسمت باتجاه سيو جون، التي شاهدت بصمت.
قالت: “هناك نوعان من دمى القش: إما دمى تُصنع لتلقي اللعنات، أو دمى تولد كبديل لشخص ما وتكتسب عقلها الخاص. أعتقد أن هذه الأخيرة هي ما واجهناه، ولهذا استطاعت أن تتخفى.”
“هل كنتِ تعرفين؟” سألت.
“لا. لم أكتشف إلا عندما بدأتَِ تلعنين الشبح. كان عليّ مساعدتكِ، لكنكِ أنهيتِ الأمر وحدكِ. استعملتِ المهارات الأساسية فقط، صحيح؟”
“نعم.” قلت بفتور.
ابتسمت بخفة: “رغم سلاحك التافه… أنتِ مذهله. تذكري تقييمكِ؟ موهبتكِ على الأقل من رتبة S، أليس كذلك؟”
أومأت، مذهولًا من دقة كلامها.
ثم ارتسمت ابتسامة ناعمة على وجهها الخالي من التعبيرات: “أنتِ عبقريه.”
كلمة “عبقريه” جعلت معدتي تنقبض.
كانت المرةالأولى التي أسمعها من شخص غير نافذة التقييم.
وفجأة، ارتجّت نافذة الحالة وظهرت:
《【الموهبة: طاردة أرواح (طموحه)】 نسبة مقاومة خطر الحذف: %4.5 مكتملة》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"