في غضون يومين، وبعد أن انتهت روز من قراءة الكتب التي أحضرتها بريلي، شعرت ببعض الراحة حيث أصبحت تفهم ما يحدث خلال فترة الحمل وكيف تستعد لها قبلًا. 

وفي تلك الليلة، بمجرد أن عاد جاسبر وكان على وشك تقبيلها، أوقفته روز.

“جاسبر، أريد الحديث معكَ قليلًا.”

“نعم ما الخطب؟”

شعر جاسبر ببعض التوتر.

“أحضرت لي براي بعض الكتب التي شعرت بالراحة بعض قراءتها، لذا أردت أن أشاركها معك.”

“كتب؟ عمّ هي؟”

“إنها كتب حول الاستعداد للحمل وإنجاب الأطفال، كنتُ أشعر بالقلق لفترة بشأن ذلك.”

شعر جاسبر بالحيرة من كلامها، لكنه استمع بهدوء.

“هناك بعض الاحتياطات التي تُتّخذ قبل إنجاب الأطفال، مثلاً كالتوقف عن الشرب، يجب الانتباه لهذه الأشياء.”

أبدى جاسبر تعبيرًا متفهمًا وتابعت روز حديثها.

“قرأت أيضًا أن هناك بعض الأطعمة من الجيد تناولها لتقوية جسدك، لستُ متأكدة من تلك المعلومة لكن لا ضير من التجربة.”

استمرت روز في الشرح بينما وضع جاسبر يده على ذقنه متأملًا إيّاها.

“اوه وأيضًا يبدو أن القهوة قد مضّرة بالحمل لذا يجب إيقافها.”

“…….”

“جاسبر.”

“…….”

“جاسبر، هل تستمع لما أقوله؟”

“آه.”

رفع جاسبر ذقنه التي تستند على يده ومسح على شعر روز. كان وجهها المحمر لطيفًا للغاية.

“لمَ لم تخبريني بقراءة هذه الأشياء معكِ؟ لم أكن أعرف أنها تؤرقكِ هكذا.”

“أنا في فترة إجازة لكنكَ لازلتَ مشغولًا بالعمل، أليس كذلك؟”

في لحظة، قام جاسبر بخطف قبلة سريعة من روز.

“أنا سعيد روز، سيكون من الجميل أن يصبح طفلنا مثلكِ.”

همس ممسدًا بيده على بطنها قبل أن يقبلها مجددًا.

***

بعد سبع سنوات، محطة روز ماري للمناطيد.

مشى فتى ذو شعر ذهبي ناعم وعيناه الكبيرتان تفحصان المكان من حوله.

كان ذلك الصبي ريو كونواي.

تطاير شعره الذهبي اللامع مع نسمة الريح. بدت زمردتاه كعيني جرو خجول، لكنهما لمعتا بطموحات هائلة وتعطش للاكتشاف.

اقترب جاسبر وروز من ريو الذي وقف غارقًا في أفكاره. أعطى جاسبر ابنه بطاقة الصعود على متن المنطاد.

“ريو، ها هي تذكرتك.”

“واو…..”

“هل ستحتفظ بها في صندوق التذكارات الخاص بكَ؟”

“أجل!!”

أخذها ريو بحماس وقرأ باهتمام كل حرف محفور عليها مقربًا إيّاها بشدة من عينيه.

مسدّت روز على شعره المجعد برفق.

“ستؤلمك عيناكَ هكذا.”

“اوه…”

حينها وضع ريو التذكرة بعناية في جيب سترته الداخلي.

كانت «روز ماري» أول منطاد في العالم، سُميت على اسم مخترعها، روز.

أمسك ريو بيدي والديه وتوجهوا جميعًا نحو المنطاد.

كان الهيكل البيضاوي الضخم يلمع تحت ضوء الشمس. كانت محركات المانا والأشرعة المثبتة على الهيكل ضخمةً بشدة.

بالنسبة لريو الذي لازال طفلًا، كان المنظر ساحرًا بشدة.

“سأخبر إلسي غدًا عن هذا….. جميلٌ جدًا.”

كان هناك قيود عمرية بشأن صعود المنطاد، لذا كانت هذه أول مرة يصعد فيها ريو، أما إلسي فبحكم أنها أكبر منه فقد جربت المنطاد منذ وقت طويل. كان ذلك ما زوّد شوق ريو لركوبه.

نظرت روز لعيني ابنها المتلألأتين وتحدثت.

“في المرة القادمة فلنأتي مع عائلة إلسي.”

“حقًا!؟”

ارتفعت نبرة ريو بفرح، لكنه أغلق ثغره بعدها بتردد.

“لكن…… إلسي لم تعد تحب اللعب معي في الفترة الأخيرة…..”

“ماذا؟ هذا مستحيل.”

“قالت إلسي أن قراءة الكتب مملة…. أمي، أنا لم أفهم حقًا، ولكن…… إن كان هذا ما قالته إلسي فربما…….”

تدخل جاسبر بعد أن كان يستمع بهدوء.

“تحب إلسي الخروج للعب أليس كذلك؟ حاول التدرب معها لتقترب منها أكثر.”

“لكنني أخسر دائمًا…… في كل مرة….”

“لا يوجد حلّ لذلك فإلسي أكبر منكَ.”

“هل سوف أصبح أكبر منها إن نمت لبضع ليالٍ أخرى؟”

صمت جاسبر قليلاً. قبل أن يجيب على سؤال ريو.

“حسنًا، لا تقلق بشأن ذلك. أنتَ ابني لذا ستصبح كبيرًا مثلي لاحقًا، كان نمو والدكَ متأخرًا أيضًا.”

“… عندما أصبح أكبر هل ستحب إلسي اللعب معي؟”

“ربما؟ لكن عليكَ العمل بجد وألّا تثبط عزيمتك، ففي النهاية أنتَ وسيم.”

“…ماذا؟”

“يومًا ما، قد تقع إلسي في حبك، حتى ذلك الحين عليكَ التدرب بجد—…..”

توقفت كلمات جاسبر عندما شعر بروز تقرص ظهره بنظرات حادة. قام بسرعة بحمل ريو على كتفه وسار إلى الأمام.

“حسنًا هيّا بنا نصعد إلى المنطاد.”

أشرق وجه ريو بسعادة وأومأ برأسه. ثبّت جاسبر ريو بيد وباليد الأخرى أحاط بكف روز.

بينما كانوا في طريقهم، تجمعت بعض الأنظار نحوهم. كانت روز تجد هذه النظرات مرهقةً في البداية، لكن مع منطاد يحمل اسمها، كان من المستحيل أن تحظى بالهدوء.

كان هناك غرفة خاصة بجانب قمرة القيادة، كان المكان منفصلًا عن الآخرين ويوفر أفضل إطلالة. لم يكن بإمكان أي شخص دخول هذا المكان سوى بإذن من الإمبراطور. 

شخص كروز بيل كونواي، مبتكرة هذا المنطاد.

اتسعت عينا ريو من جمال المنظر أمامه.

اتكأت روز على جاسبر وهي تنظر المنظر بينما حاوط هو كتفها.

مع ارتفاع المنطاد على الأرض بدا كل شيء أصغر، المشاهد الجميلة من السماء التي كانت خيالات وأحلامًا طفولية أصبحت الآن أمرًا حيًّا.

لم يعد ذلك مجرد حلم، بل واقعًا تعيش فيه.

‹النهاية›

• ترجمة سما

النهاية الثالثة والأخيرة وكدة نكون ودعناهم تمامًا حبايبي🥹

لو في حد حابب يقرأ روايات تانية بترجمتي هيلاقي الروايات منشورة على جروب التليجرام ❤️

https://t.me/+XzTyaOuN6AIwMTg0