عاش الكولونيل جاسبر كونواي والباحثة روز بيل من المعهد الملكي للهندسة السحرية في منزل صغير نوعًا ما، لكنه دائمًا ما كان مشمسًا ودافئًا.
تزوجا منذ أربع سنوات، ولم يكن لدى روز أي مشاكل أو شكوى بشأن المنزل أو حياتها مع جاسبر.
“هل نحن بحاجة لأطفال حقًا……….”
إلى أن سمعت تمتمات جاسبر.
اندهشت روز وهي جالسة على السرير معه. كلاهما قد دخل في السادسة والعشرين من العمر، لذا فقد توقعت أن يتجاوب جاسبر بشكل إيجابي مع فكرة الحصول على طفل.
لم يسبق لهما أن أجريا محادثة جادة حول الأطفال من قبل. كلما كان الموضوع يُذكر بشكل جانبي كان رد فعل جاسبر…….
“آه……..؟”
كان يومئ برأسه بلا تعبير ويتجنب الإجابة عن السؤال. وأحيانًا كان يؤجل الإجابة قائلًا أنه سيفكر في الأمر عندما تنتهي روز من مشروع المنطاد الذي تعمل عليه.
رمشت روز بعينيها وهي تنظر لجاسبر، والذي أبدا تعبيرًا لا يوحي بالاهتمام حقًا.
“نحن سعداء بما فيه الكفاية مع بعضنا، ولسنا تحت أي ضغط.”
“….إذن فأنتَ حقًا لا تفكر في الأطفال على الإطلاق؟”
“ليس حقًا؟”
سحب جاسبر روز لعناق ودفن وجهه في كتفها. أدركت روز أنه كان يتشبث بها ليقطع المحادثة بطريقة مناسبة لا تحزنها. لم تكن هذه المرة الأولى التي يفعل فيها هذا، لقد وقعت في حب تصرفاته مرات لا تعد ولا تحصى.
تحدثت روز بصوت خافت وهي في حضن جاسبر.
“امم… هل أنتَ متأكد؟”
“ما زلتِ مشغولةً روز.”
“أنا على وشك الانتهاء من اختبار القيادة.”
كان مشروع أبحاث المنطاد الذي استمر لسبع سنوات قد اكتمل بنجاح. والآن حان وقت إطلاقه. تم إجراء العديد من الفحوصات لضمان استقراره على مدار العام، لذا لم تملك روز ما تفعله في الوقت الحالي.
لذا فقد اعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب. لا تعلم متى ستصبح مشغولةً مجددًا…..!
وهكذا فقط، تداعت خطة روز للطفل في عقلها. وبينما كانت تتحرك بين ذراعيه، تحدث بصوت منخفض.
“سيصبح الأمر سيئًا إن واصلتِ التحرك هكذا.”
‘من الذي قام بالاحتضان أولًا….!’
وقبل أن تتمكن من الرد، تحرك جاسبر.
“لنتوقف عن الحديث عن الأمور المثيرة للصداع، حسنًا؟”
وبدفعة خفيفة، استلقت روز على السرير. ابتلعت ريقها وهي تشاهد عينا جاسبر وما تحملانه من لين. يمكن لوجهه الوسيم إذابة كل همومها….
‘مثيرة للصداع…’
أكان لا يريد إنجاب طفل لهذه الدرجة؟
لم تتوقع روز قط رد فعل جاسبر هذا. لطالما ظنّت أنه كان يمزح حين قال أنه لا يريدها أن تحمل طفلًا في جسدها الصغير.
‘….هل حقًا لا يريد؟’
لطالما حلمت روز بأن تكون راعية. قد قامت حتى بإنشاء مؤسسة للمنح الدراسية وبدأت في رعاية الأطفال. ربما كان هذا الشوق نابعًا من حقيقة أنها نشأت دون أن تحصل على الرعاية الكافية.
لقد عاشت في عائلة اضطرت فيها لأن تكبر بسرعة. بوجود شبه معدوم الأب، لا، بل كانت أفضل حالًا بدونه. والآن أرادت روز ملأ هذا الفراغ الذي تركته بداخلها بأن تصبح أمًا.
كانت تتساءل عن عدم رغبة جاسبر في الحصول على أطفال. ما الذي يمنعه؟
عند التفكير في الأمر، لم يبدُ جاسبر مهتمًا مطلقًا بأطفال الآخرين. بينما في الطبيعي من الصعب على الشخص الوقوف بلا تعبيرات أمام تلك المخلوقات اللطيفة الجميلة.
كان جاسبر رجلًا لا يهتم بما لا يثير اهتمامه. قد يجعله هذا يبدو منعزلًا، لكنه كان حنونًا بلا حدود لما يهتم به. لذا هذا يعني…. أن الأطفال ليسوا في دائرة اهتمامه.
بينما كان جاسبر يقبل وجهها وعنقها، كانت الأفكار تدور في عقل روز.
‘إذا ظللتُ أُلِح، فربما يوافق.’
لم يسبق لجاسبر رفض طلبات روز من قبل.
‘لكن…. لا أريد أن يأتي الأمر بهذه الطريقة.’
لقد أرادت أن يرغب هو الآخر في أن يصبح أبًا، وليس أن يكون مجبرًا لرغبة شخص آخر.
‘حسنًا لا بأس، هناك وقت لا يُحصر لإقناعه.’
حتى وإن كان هذا يعني أن تفشل خطة إنجاب طفل هذا العام.
عندها سمعت صوت جاسبر المكتوم.
“بمَ تفكرين، روز؟”
“اه……”
نظر جاسبر لها بوجه متجهم قليلًا وتحدث بصوت متردد.
“…..ألا تريدين فعل ذلك اليوم؟”
“ماذا؟ آه لا…..”
أجابت روز بتلقائية دون تفكير، كانت لا تزال تشعر بالارتباك والعجز أمام تعبير جاسبر المتردد.
لم تكرهه أو تشعر بعدم الارتياح معه، بعد زواجهما وعيشهما معًا لفترة طويلة، اعتادت عليه كثيرًا.
انحنى جاسبر وقبل جبين روز. وخرجت الكلمات التالية من فمه بنبرة مكبوتة.
“نحن….. لم نقم بذلك منذ فترة.”
“صحيح، لقد كنتُ مشغولة.”
أسند جاسبر جبهته على جبهتها وبدا كأنه يتذمر. لذا أحاطت يدا روز بظهره دون وعي.
“….لذا أريد منكِ اليوم التركيز عليّ فقط.”
همس جاسبر في أذنها وقد شعرت بارتفاع درجة الحرارة. أومأت روز برأسها ودفنت روز وجهها المحمر في كتفه.
لذا، لم يكن موضوع الأطفال شيئًا يمكن التحدث عنه اليوم، لذا قررت تأجيل إقناعه لوقت لاحق في المستقبل.
***
وهكذا بدأت خطة روز لمحاولة إقناعه بالتفكير في الحصول على طفل من نفسه في سياق روتينهما اليومي.
لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة. لم تكن روز بارعةً في إقناع الناس أو التلميح سرًا. كانت جيدةً فقط في كونها صريحة.
“جاسبر، ألا تظن أن طاولة الطعام كبيرة للغاية لنا فقط؟”
كانت تقصد فقط التحدث عن شيء ما أثناء الإفطار، لكن نبرتها خرجت جامدةً بعض الشيء.
‘لا ينبغي أن أبدو محرجة…..!’
كان من المستحيل أن يفشل جاسبر في ملاحظة غرابة روز.
“….فجأة؟ بعد مرور أربع سنوات؟”
“لقد خطر هذا ببالي فقط.”
“هل يجب أن أغيرها لشيء أصغر؟”
“لا… لا تحتاج لتغييره…..”
غيّرت روز الموضوع فجأة قبل أن يصبح الموقف أكثر إحراجًا. كانت تتراجع للوراء، لكنها لم تدع فشلًا واحدًا يحبطها.
وبدأت تحاول أن توضح أن المنزل كان فارغًا.
“جاسبر، أعتقد أن لدينا الكثير من الغرف في منزلنا.”
“….هل تريدين الانتقال؟”
“لا، المنزل جيد كما هو. لكن ثلاث غرف للضيوف كثيرة، ليس وكأننا نستقبل ضيوفًا كُثر……”
نظرت روز بعيدًا عن عيني جاسبر اللتان تحدقان بها.
ثم تحدثت وهي تحاول إخفاء إحراجها.
“ربما يمكننا استخدام إحدى الغرف لشيء ما. أو زيادة عدد أفراد الأسرة…….”
“ربما يجب علينا تربية قطة.”
“هاه؟ آه سيكون هذا رائعًا……..”
تدلت عينا روز للأسفل قليلًا. وأعاد جاسبر بعض خصل شعرها المتطايرة قليلًا.
“أو جرو. أيهما تفضلين؟”
“امم. إن كان عليّ الاختيار، فأنا أفضل الجراء.”
“إذن فلنحضر واحدًا قريبًا.”
“اوه لا لا…..! لقد كنتُ أقول فقط.”
هزّت روز رأسها بتلقائية.
حاولت عدة مرات خلال الأيام القليلة الفائتة، لكن لم يجُب في عقل جاسبر أي فكرة عن الأطفال أبدًا.
وأخيرًا، فكرت روز في شيء مختلف.
“هل تمانع إن دعوتُ ريبيكا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع؟”
“بالطبع كما تشائين. إن أردتما قضاء الوقت معًا، فسأذهب إلى ساحة التدريب في هذه الأثناء…”
“لا، سندردش معًا بعد فترة طويلة.”
“ليس لدي الكثير لأتحدث عنه مع ريبيكا. إن كنتِ تريدين أن أبقى أيضًا فربما يجب عليكِ دعوة الكونت مانيل كذلك.”
“آه أجل هذا جيد فلنقم بهذا.”
كان الكونت مانيل هو زوج ريبيكا. وقد أنجبا ابنة تبلغ من العمر عامًا الآن، واسمها إلسي. كانت طفلة لطيفة وحيوية كأمها تمامًا. لطالما فوجئت روز برؤيتها تكبر بسرعة.
“تبدو ريبيكا سعيدةً جدًا هذه الأيام. هل هذا بسبب إلسي؟”
كانت تأمل أن رؤية ثلاثتهم معًا قد تجعل أفكار جاسبر أكثر إيجابيةً بشأن الأطفال، لكنه أومأ برأسه بلامبالاة.
عند رؤية هذا برزت شفة روز قليلًا بعبوس.
• ترجمة سما
الفصول الخاصة🥳
لأصدقكم ااقول الفصول الخاصة كلها عن موضوع الأطفال ده ف متتوقعوش احداث اوي، بس المهم عايزين نشوف نونو في الآخر😂😂😂😂😂
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 156"