تنبيه ❗
يرجى ملاحظة أن هذه الرواية عمل خيالي بحت، ولا تعكس بالضرورة معتقدات أو آراء المؤلفة أو أي شخص آخر.
تتناول هذه الرواية مواضيع حساسة مثل الإلحاد والدين، ولكنها تفعل ذلك من خلال منظور خيالي بحت. الشخصيات والأحداث والآراء في هذه الرواية هي من نسج خيال المؤلفة ولا ينبغي اعتبارها حقائق أو تفسيرات دينية.
الغرض من هذه الرواية هو الترفيه، وليس الترويج لأي معتقد ديني أو إلحادي + الرواية ذي عندها نسخة المانهوا
مقدمة
فِي غَمْرَةِ الظَّلَامِ الدَّامِسِ، لَمْ يَكُنِ الْمَرْءُ لِيَرَى شَيْئًا، لَكِنْ حَتَّى فِي تِلْكَ الْحَالِ، كَانَتِ اللَّمْسَةُ الشَّهْوَانِيَّةُ الْخَاطِئَةُ حَيَّةً.
لَمْ تَكُنِ الْأَيْدِي الَّتِي تَلْمَسُ جَسَدَهَا خَجُولَةً عَلَى الْإِطْلَاقِ. وَكَأَنَّهَا تَتَعَامَلُ مَعَ شَيْءٍ يَخُصُّهَا، أَوْ تَسْتَمْتِعُ بِشَيْءٍ مُنِحَ لَهَا بِحَقٍّ، فَقَدْ كَانَتْ تَعْبَثُ بِهِ بِلَا هَوَادَةٍ. وَبِسَبَبِ جَسَدِ الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ يَضْغَطُ عَلَى جَسَدِهَا، شَعَرَتْ لِلَحْظَةٍ وَكَأَنَّ نَفْسَهَا قَدِ انْقَطَعَ.
فِي غَمْرَةِ الْفَوْضَى، وَبِلَمْحَةٍ خَاطِفَةٍ رَأَتْ وَجْهَ الرَّجُلِ، فَأَطْلَقَتْ دُونَ وَعْيٍ مِنْهَا صَرْخَةً مَكْتُومَةً تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا صَدْمَةً.
وَكَأَنَّ الرَّجُلَ قَدْ تَنَبَّهَ لِرَدَّةِ فِعْلِهَا تِلْكَ، فَبَدَتْ عَلَى وَجْهِهِ الْبَارِدِ ابْتِسَامَةٌ سَاخِرَةٌ.
وَقَبْلَ أَنْ تَنْبِسَ بِبِنْتِ شَفَةٍ رَدًّا عَلَى سُخْرِيَتِهِ، انْحَدَرَ الرَّجُلُ إِلَى الْأَسْفَلِ.
فِي اللَّحْظَةِ الَّتِي لَامَسَ فِيهَا رَأْسُ الرَّجُلِ الْمَسَافَةَ بَيْنَ سَاقَيْهَا الْمَفْتُوحَتَيْنِ بِعُنْفٍ…
انْتَفَضَتْ إلكه إيبرهاردت مِنْ سَرِيرِهَا وَهِيَ تَلْهَثُ.
كَانَتِ الْبُرُودَةُ الَّتِي شَعَرَتْ بِهَا فِي جَسَدِهَا تُخْبِرُهَا أَنَّ تِلْكَ الشَّهْوَةَ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَ ثَوَانٍ مَعْدُودَةٍ لَمْ تَكُنْ سِوَى حُلْمٍ، لَكِنْ إلكه كَانَتْ تَشْعُرُ بِوُضُوحٍ بِوَخْزٍ فِي سَاقَيْهَا، وَبِإِحْسَاسٍ غَرِيبٍ فِي مَوْضِعٍ مَا، وَهِيَ تَلْهَثُ.
كَانَ إِحْسَاسًا حَيَوِيًّا لِدَرَجَةٍ لَا تُصَدَّقُ.
كَانَتْ هَذِهِ هِيَ الْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ الَّتِي تَحْلُمُ فِيهَا بِهَذَا الْحُلْمِ. لَمْ يَسْبِقْ لَهَا قَطُّ أَنْ غَاصَتْ فِي مِثْلِ هَذِهِ الرَّغَبَاتِ الدَّنِيئَةِ فِي حَيَاتِهَا.
لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهَا قَطُّ أَنْ تَتَمَنَّى شَيْئًا مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ مَعَ رَجُلٍ.
وَلَكِنْ…
فِي اللَّحْظَةِ الَّتِي تَذَكَّرَتْ فِيهَا وَجْهَ الرَّجُلِ فِي الْحُلْمِ، شَعَرَتْ بِالْخَجَلِ يَسْرِي فِي عُرُوقِهَا حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهَا. اشْتَدَّتْ قَبْضَةُ أَصَابِعِهَا عَلَى مِلَاءَةِ السَّرِيرِ.
خُصَلَاتُ الشَّعْرِ الْأَسْوَدِ الَّتِي كَانَتْ تَتَطَايَرُ بِلَا مُبَالَاةٍ بَيْنَ أَصَابِعِهَا، وَتِلْكَ النَّظْرَةُ الرَّمَادِيَّةُ الَّتِي كَانَتْ تَحْمِلُ مَزِيجًا مِنَ الْمَرَحِ وَالسُّخْرِيَةِ.
كَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ.
“هَا…”
وَبَيْنَمَا كَانَتْ تُحَاوِلُ جَاهِدَةً تَهْدِئَةَ قَلْبِهَا الَّذِي كَانَ يَخْفِقُ بِقُوَّةٍ وَدُونَ خَجَلٍ، بَدَأَتْ تَسْتَعِيدُ وَعْيَهَا تَدْرِيجِيًّا.
لَمْ يَقَعْ نَظَرُهَا عَلَى اللَّوْحَةِ الْمُعَلَّقَةِ عَلَى الْجِدَارِ الْمُقَابِلِ لِسَرِيرِهَا إِلَّا بَعْدَ أَنْ تَيَقَّنَتْ تَمَامًا أَنَّ كُلَّ هَذَا لَمْ يَكُنْ سِوَى حُلْمٍ غَرِيبٍ، وَأَنَّهُ لَا يَمُتُّ لِلْوَاقِعِ بِصِلَةٍ.
جَلَسَتْ إلكه عَلَى السَّرِيرِ وَهِيَ شَارِدَةُ الذِّهْنِ، تُحَدِّقُ فِي وَجْهِ الْفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ الْمَرْسُومَةِ فِي اللَّوْحَةِ.
شَعَرَتْ إلكه لِلَحْظَةٍ وَكَأَنَّ الْفَتَاةَ فِي اللَّوْحَةِ كَانَتْ تَبْتَسِمُ، فَتَمْتَمَتْ لَا شُعُورِيًّا وَكَأَنَّهَا تُقَدِّمُ اعْتِذَارًا.
“عَلَى الْأَقَلِّ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ حُلْمِ الْمِقْصَلَةِ.”
كَانَ ذَلِكَ أَحَدَ أَكْثَرِ الْأَحْلَامِ الَّتِي تَرَاوِدُهَا.
فِي الْوَاقِعِ، كَلِمَةُ “يُفْصَلُ” غَيْرُ دَقِيقَةٍ، فَالرَّأْسُ لَا يُقْطَعُ دَفْعَةً وَاحِدَةً، بَلْ يَتَمَزَّقُ بِطَرِيقَةٍ مُرَوِّعَةٍ.
وَرَغْمَ أَنَّهَا تَحْلُمُ بِهِ مِرَارًا وَتَكْرَارًا، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَتَغَيَّرُ أَبَدًا، وَكَأَنَّهُ نُسْخَةٌ طِبْقَ الْأَصْلِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ.
بَلِ الْأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، أَنَّهَا تَرَى ذَلِكَ الرَّأْسَ الْمُمَزَّقَ بِتَفْصِيلٍ شَدِيدٍ وَوَاقِعِيَّةٍ تَبْعَثُ عَلَى الِاشْمِئْزَازِ أَكْثَرَ مِنَ الْخَوْفِ.
وَبَدَا لَهَا وَكَأَنَّ الْفَتَاةَ فِي اللَّوْحَةِ تُحَرِّكُ رَأْسَهَا فِي اسْتِغْرَابٍ، فَأَضَافَتْ إلكه بِصَوْتٍ غَاضِبٍ وَهِيَ تُحَدِّثُ نَفْسَهَا.
“بِصَرَاحَةٍ، كَانَتْ أُخْتِي هَشَّةً لِلْغَايَةِ، أَرَى الْكَوَابِيسَ بِشَكْلٍ شِبْهِ يَوْمِيٍّ، لَكِنَّنِي لَا أُلَاقِي نَفْسَ مَصِيرِكِ.”
رَفْرَفَتْ عَيْنَا الْفَتَاةِ الْخَضْرَاوَانِ فِي اللَّوْحَةِ. وَكَأَنَّهَا تَتَحَدَّثُ.
<لَكِنْ يَا إلكه، لَقَدْ جُنِنْتِ؟>
بَدَا لَهَا وَكَأَنَّهَا تَسْمَعُ صَوْتَ أُخْتِهَا الطُّفُولِيَّ.
صَوْتُ أُخْتِهَا الرَّاشِدِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُسْمَعَ حَتَّى فِي خَيَالِهَا. لِأَنَّهَا مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَكْبُرَ.
“الْمَجْنُونَةُ كَانَتْ أُخْتِي، أَنَا بِخَيْرٍ.”
<حَسَنًا يَا إلكه. أَقُولُ لَكِ دَائِمًا، التَّحَدُّثُ مَعَ صُورَةِ شَخْصٍ مَيْتٍ لَيْسَ تَصَرُّفًا سَوِيًّا.>
سَخِرَتْ إلكه مِنْ كَلِمَاتِ أُخْتِهَا يوليكه، أَوْ بِالْأَحْرَى مِنْ كَلِمَاتِ يوليكه الَّتِي فِي خَيَالِهَا.
الْجُنُونُ الْحَقِيقِيُّ شَيْءٌ آخَرُ.
هُوَ حُلْمٌ كَهَذَا.
حُلْمٌ عَنْ رَجُلٍ رَأَتْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَطْ، رَجُلٍ لَا تَعْرِفُهُ جَيِّدًا، يَعْبَثُ بِجَسَدِهَا.
عَادَتْ إلكه إِلَى شُرُودِهَا. أَجَلْ، كَانَ هَذَا الْحُلْمُ، كَحُلْمِ الْمِقْصَلَةِ، مُفَصَّلًا وَوَاقِعِيًّا.
الْأَحَاسِيسُ الَّتِي شَعَرَتْ بِهَا عِنْدَمَا لَمَسَهَا ذَلِكَ الرَّجُلُ لَمْ تَكُنْ أَبَدًا مُجَرَّدَ حُلْمٍ. مَا زَالَ جَسَدُهَا يَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ…
<سَتَنَالِينَ عِقَابًا وَخِيمًا إِنْ عَلِمَ بِذَلِكَ وَالِدُنَا وَأَخَانَا، أَنْ تَحْلُمِي بِالِانْغِمَاسِ مَعَ رَجُلٍ دَنِيءٍ مِثْلِهِ.>
انْتَفَضَتْ إلكه مِنْ كَلِمَاتِ الصُّورَةِ، وَهَزَّتْ رَأْسَهَا.
<سَيَقُولُ أَبِي إِنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ أَقْذَرُ مِنَ الرَّأْسِ الْمَقْطُوعِ.>
يوليكه فِي الصُّورَةِ، رَغْمَ أَنَّ صَوْتَهَا كَانَ طُفُولِيًّا، إِلَّا أَنَّ بَلَاغَتَهَا كَانَتْ تَفُوقُ فَتَيَاتِ سِنِّ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ. هَذَا لِأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ يوليكه الْحَقِيقِيَّةَ، بَلْ كَانَتْ مُجَرَّدَ خَيَالٍ صَنَعَتْهُ إلكه ذَاتُ الْوَاحِدِ وَالْعِشْرِينَ عَامًا.
“اصْمُتِي.”
تَمْتَمَتْ إلكه بِكَلَامٍ لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُ مَنْ كَانَتْ تَتَحَدَّثُ مَعَهُ، ثُمَّ اسْتَلْقَتْ عَلَى السَّرِيرِ مَرَّةً أُخْرَى.
لَمْ يَكُنْ رَجُلًا آخَرَ، بَلْ كَانَ “ذَلِكَ الرَّجُلُ”.
كَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ هُوَ أَكْثَرُ مَنْ يَكْرَهُهُ أَبُوهَا وَأَخُوهَا. كَانُوا يَكْرَهُونَ كُلَّ شَيْءٍ فِيهِ، أَصْلَهُ، شَخْصِيَّتَهُ، قُدُرَاتِهِ.
حُلْمٌ عَنْ رَجُلٍ كَهَذَا يَفْعَلُ بِهَا أَشْيَاءَ كَهَذِهِ. كَانَ ذَلِكَ قَذِرًا وَوَضِيعًا.
لَكِنْ…
مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، كَانَتْ تَتَسَاءَلُ عَمَّا سَيَحْدُثُ بَعْدَ ذَلِكَ.
“يَا لِي مِنْ مَجْنُونَةٍ.”
أَغْمَضَتْ إلكه عَيْنَيْهَا وَقَرَصَتْ خَدَّيْهَا عِدَّةَ مَرَّاتٍ وَهِيَ تُفَكِّرُ بِتِلْكَ الْأَفْكَارِ الصَّرِيحَةِ. لَمْ تَكُنْ تَشْعُرُ بِالْخَجَلِ، بَلْ كَانَتْ تَشْعُرُ بِالْإِرْهَاقِ الشَّدِيدِ. هَكَذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ.
“اسْتَعِدِّي.”
عِنْدَمَا يَأْتِي الصَّبَاحُ الْبَائِسُ، يَجِبُ أَنْ تَعُودَ إلكه إيبرهاردت إِلَى طَبِيعَتِهَا.
يَجِبُ أَنْ تَعُودَ إلكه إيبرهاردت الَّتِي يَفْخَرُ بِهَا أَبُوهَا وَأَخُوهَا، تِلْكَ الَّتِي لَا تَشُوبُهَا شَائِبَةٌ.
وَبَيْنَمَا كَانَتْ تُغْمِضُ عَيْنَيْهَا، تَمَنَّتْ فِي قَرَارَةِ نَفْسِهَا أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فِي حُلْمِهَا بَدَلًا مِنَ الْمِقْصَلَةِ، لَكِنَّهَا حَاوَلَتْ جَاهِدَةً قَمْعَ تِلْكَ الْأَفْكَارِ. وَدَعَتِ الْحَاكِمَةَ ديانيك بَعْدَ طُولِ غِيَابٍ.
حَسَنًا، لِنَتَّفِقْ. لَا أُرِيدُ الْمِقْصَلَةَ، وَلَا ذَلِكَ الرَّجُلَ، لَا أُرِيدُ أَنْ أَحْلُمَ بِأَيِّ شَيْءٍ.
بَعْدَ أَنْ أَنْهَتْ إلكه دُعَاءَهَا لِلْحَاكِمَةِ ديانيك الَّتِي لَمْ تَكُنْ تُؤْمِنُ بِهَا، نَامَتْ مَرَّةً أُخْرَى.
الجزء الأول: مَا كَانَ رَاقِدًا أَمَامَ الْبَابِ
عَادَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، راينر ميشيل، إِلَى مَمْلَكَةِ برانت بَعْدَ خَمْسِ سَنَوَاتٍ. وَبِسَبَبِ إِقَامَتِهِ الطَّوِيلَةِ فِي الْخَارِجِ كَمَبْعُوثٍ لِدَوْلَةٍ أُخْرَى، لَمْ تَرَهُ إلكه قَطُّ مِنْ قَبْلُ.
لَكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَجْهَلُهُ. فَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مَشْهُورًا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَأَصْبَحَ مُنْذُ فَتْرَةٍ مَوْضُوعًا مُفَضَّلًا لِلْحَدِيثِ فِي مَنْزِلِ إيبرهاردت.
كُلُّ مَا تَعْرِفُهُ إلكه عَنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ يَأْتِي فِي الْغَالِبِ مِنْ كَلَامِ أَخِيهَا بيورن أَوْ أَبِيهَا الدُّوقِ يوليش إيبرهاردت، أَوْ مِنَ الْمَقَالَاتِ الَّتِي قَرَأَتْهَا فِي الصُّحُفِ.
عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، حَقِيقَةُ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ، الَّذِي كَانَ فِي نَفْسِ عُمْرِ بيورن، كَانَ مُنَافِسًا لَهُ فِي الْمَدْرَسَةِ الْمَلَكِيَّةِ وَفِي الْكُلِّيَّةِ الْعَسْكَرِيَّةِ، حَيْثُ كَانَا يَتَنَافَسَانِ عَلَى الْمَرْكَزَيْنِ الْأَوَّلِ وَالثَّانِي، رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ عَامَّةِ الشَّعْبِ، وَأَبُوهُ مُرَابٍ وَأُمُّهُ مِنْ نُبَلَاءِ إِقْلِيمِيِّينَ مُفْلِسِينَ.
أَوْ حَقِيقَةُ أَنَّهُ اسْتَخْدَمَ وَجْهَهُ كَسِلَاحٍ وَأَقَامَ عَلَاقَاتٍ مَشْبُوهَةً مَعَ عَدَدٍ لَا يُحْصَى مِنَ النِّسَاءِ.
قَالَ الدُّوقُ وبيورن أَيْضًا أَنَّ راينر ميشيل هُوَ شَيْطَانٌ وَضِيعٌ جَمَعَ ثَرْوَةً مِنَ الرِّبَا مِثْلِ أَبِيهِ. وَتَسَاءَلَا كَيْفَ لَهُ أَنْ يَحْصُلَ عَلَى تِلْكَ الثَّرْوَةِ بَعْدَ سِلْسِلَةٍ مِنْ إِفْلَاسِ أَبِيهِ وَمَوْتِهِ، وَأَكَّدَا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْرِفَ مَا الَّذِي فَعَلَهُ.
بِفَضْلِ الثَّرْوَةِ الَّتِي جَمَعَهَا، سَاعَدَ الْكَونْتَ أولدن، الزَّوْجَ الْجَدِيدَ لِوَالِدَتِهِ، فِي شَتَّى الْمَجَالَاتِ، وَلَمْ يَجْهَلْ أَحَدٌ حَقِيقَةَ أَنَّ عَائِلَةَ الْكَونْتِ قَدْ تَحَسَّنَتْ أَوْضَاعُهَا الِاقْتِصَادِيَّةُ بَعْدَ زَوَاجِهَا.
أَثْنَى الدُّوقُ عَلَى كَرَمِ الْكَونْتِ أولدن الَّذِي تَبَنَّى ميشيل كَابْنِهِ وَوَفَّرَ لَهُ أَفْضَلَ تَعْلِيمٍ، لَكِنَّهُ كَانَ يَسْتَاءُ مِنْ فِكْرَةِ أَنَّ هَذَا الْوَغْدَ لَمْ يَتُبْ (أَيْ راينر) وَيَتَقَاسَمُ تِلْكَ الثَّرْوَةَ مَعَهُ بِوَقَاحَةٍ، مُعْتَبِرًا ذَلِكَ تَصَرُّفًا مُخْزِيًا.
وَرَغْمَ أَنَّ مُعْظَمَ الَّذِينَ كَانُوا يَحْتَقِرُونَ راينر ميشيل قَدْ صَارُوا الْآنَ يُعَامِلُونَهُ بِاحْتِرَامٍ أَمَامَ الْمَلَأِ، بِفَضْلِ حَظْوَتِهِ الدَّائِمَةِ لَدَى الْمَلِكِ وَثَرْوَتِهِ الرَّاسِخَةِ، فَإِنَّ إيبرهاردت ظَلُّوا يَرَوْنَهُ مُبْتَذَلًا.
حَتَّى أَنَّ الْمَرْءَ لَيَصْعُبُ عَلَيْهِ تَحْدِيدُ مَا إِذَا كَانَ سَبَبُ عَدَمِ تَمَكُّنِهِ مِنَ الْوُصُولِ إِلَى مَرْكَزِ السُّلْطَةِ يَرْجِعُ إِلَى غِيَابِهِ الطَّوِيلِ، أَمْ إِلَى عَدَاءِ إيبرهاردت لَهُ.
كَانَتْ آخِرُ مَرَّةٍ سَمِعَتْ فِيهَا إلكه عَنْ راينر ميشيل مِنْ بيورن قَبْلَ خَمْسِ سَنَوَاتٍ.
فَبَعْدَ أَنْ تَفَوَّقَ راينر عَلَى بيورن وَتَخَرَّجَ مِنَ الْكُلِّيَّةِ الْعَسْكَرِيَّةِ بِمَرْتَبَةِ الشَّرَفِ، ذَهَبَ إِلَى جُمْهُورِيَّةِ نوتافيا بَعْدَ عَامٍ مِنَ الْخِدْمَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ.
بَدَا أَنَّ كِبْرِيَاءَ بيورن الْمَجْرُوحَةَ لِعَدَمِ حُصُولِهِ عَلَى مَرْتَبَةِ الشَّرَفِ قَدْ تُعُوِّضَ قَلِيلًا بِمُغَادَرَةِ راينر لِبرانت وَتَعْيِينِ الْمَلِكِ ألبرخت الْخَامِسِ لَهُ كَسِكْرِتِيرٍ، لَكِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَدُمْ طَوِيلًا.
فَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الْمَلِكَ عَرَضَ مَنْصِبَ السِّكْرِتِيرِ عَلَى راينر أَوَّلًا، لَكِنَّهُ رَفَضَ وَغَادَرَ إِلَى الْخَارِجِ، فَعَادَ الْمَنْصِبُ إِلَى بيورن.
وَلَوْلَا مُغَادَرَةُ راينر إِلَى الْخَارِجِ وَابْتِعَادُهُ عَنْ أَنْظَارِ بيورن، لَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ بيورن لِيَتَحَمَّلَ مَشَاعِرَ الْخِزْيِ وَالْغَضَبِ فِي تِلْكَ الْفَتْرَةِ.
افْتَرَضَتْ إلكه أَنَّ بيورن يَكْرَهُ بِشِدَّةٍ فِكْرَةَ أَنْ يَكُونَ وَرِيثًا لِدُوقِيَّةِ إيبرهاردت وَكَوْنِهِ كَونْتَ كالدن مُنْذُ وِلَادَتِهِ، مُضْطَرًّا إِلَى التَّنَافُسِ مَعَ شَخْصٍ مِنْ عَامَّةِ الشَّعْبِ لَا يَمْلِكُ أَيَّ لَقَبٍ أَوْ مَكَانَةٍ.
نَعَمْ، لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ هُوَ مَنْ يَكْرَهُهُ وَالِدُ إلكه وَأَخُوهَا بِشِدَّةٍ.
كَانَ مِنَ الْمُفَاجِئِ أَنْ تَلْتَقِيَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي لَمْ تَسْمَعْ عَنْهُ إِلَّا بِالسُّوءِ فِي مَكَانٍ كَهَذَا، فِي مَعْبَدِ هيلدت تَحْدِيدًا. فَهُوَ مُلْحِدٌ بِالْحَاكِمَةِ ديانيك مَشْهُورٌ يَتَحَمَّلُ وَزْرَ انْتِقَادَاتِ الْمُجْتَمَعِ الدِّينِيِّ، لِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُتَوَقَّعِ أَنْ يُرَى هُنَاكَ.
بَيْنَمَا كَانَتْ إلكه تَسْتَمِعُ إِلَى الْقُدَّاسِ، شَعَرَتْ بِالْغَثَيَانِ فَخَرَجَتْ لِتَتَقَيَّأَ وَتَسْتَنْشِقَ بَعْضَ الْهَوَاءِ، وَفِي طَرِيقِ عَوْدَتِهَا رَأَتْ راينر ميشيل لِلْمَرَّةِ الْأُولَى.
“آه، آنِسَةُ إيبرهاردت. هَذَا، لَيْسَ كَمَا يَبْدُو.”
عَلَى عَكْسِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ مُرْتَبِكَةً لِلْغَايَةِ وَتَقُومُ بِتَعْدِيلِ فُسْتَانِهَا بَعْدَ أَنْ رَأَتْ إلكه، بَدَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَتْ جَالِسَةً عَلَيْهِ الْمَرْأَةُ غَيْرَ مُبَالٍ. تَسَاءَلَتْ إلكه عَمَّا إِذَا كَانَ هَذَا الرَّجُلُ سَيَبْقَى هَادِئًا هَكَذَا لَوْ كَانَ قَدْ وَاجَهَ كَاهِنَةً.
كَانَ الْمَعْبَدُ مَكَانًا غَيْرَ مُتَوَقَّعٍ، لَكِنَّ تَصَرُّفَهُ هَذَا كَانَ شَبِيهًا بِراينر ميشيل الَّذِي سَمِعَتْ عَنْهُ إلكه الْكَثِيرَ. نَظَرَتْ إلكه إِلَى الرَّجُلِ الْمُتَّكِئِ عَلَى الْحَائِطِ. لَمْ تَرَهُ مِنْ قَبْلُ، لَكِنَّهَا كَانَتْ مُتَأَكِّدَةً مِنْ أَنَّهُ هُوَ.
حسابي بالانستا: mery_8421
قرأت الرواية لين اخر فصل نزلتيه
الرواية جميلة في صراعات الابطال مع عوائلهم ومجتمعهم
لكن اللي ابهرني هو دقة الترجمة
فعلاً ترجمة محترفة ورهييبة والتشكيل بالحركات الاعرابية ميز ترجمتك بشكل ابهرني
استمري بتنزيل الفصول
متحمسة للاحداث