“دوقة، لقد مر وقت طويل، أليس كذلك؟”

كانت رون تعجب حقًا بهذه النبيلة اللبقة والجميلة وتحبها. 

ابتسمت واستقبلتها بحرارة، فأجابت الدوقة بابتسامة ناعمة.

“نعم، كنت مشغولة جدًا مؤخرًا. بالمناسبة، لا يبدو أنّكِ في مزاج جيد. هل حدث شيء مزعج اليوم؟”

“أوه، لا، لم يحدث شيء …”

تحدثت روني محاولة تفادي السؤال بطريقة ما.

“لا بأس، يمكنكِ أن تكوني صريحة. لا يوجد أحد ليقاطعنا، أليس كذلك؟”

عند كلمات الدوقة، انتفضت رون.

‘لا أحد ليقاطع؟ هل يمكن أن تكون الدوقة قد فعلت شيئًا، ولهذا لم يكن هناك زبائن؟’

لكن لو كان الأمر كذلك، لكان موظفو المتجر قد حذروها قبل دخولها إلى غرفة الضيوف.

‘وهذا المكان يرتاده أعضاء فصيل النبلاء وفصيل الإمبراطور على حد سواء، لذا حتى لو كانت دوقة لينهايم، لا يمكنها السيطرة عليهم جميعًا.’

إذن، إما أن يكون هذا صدفة فظيعة أو أن شخصًا ذا قدرة حقيقية قد تدخل. بينما كانت رون تصل إلى استنتاج، تحدثت دوقة لينهايم.

“رون، هل زرتِ دوقية برانت اليوم؟”

“كـ-كيف عرفتِ …؟”

مندهشة من السؤال المفاجئ، تلعثمت رون، فضحكت دوقة لينهايم وهزت كتفيها.

“أوه، حسنًا، الشائعات تنتشر في الأوساط الاجتماعية، وسيكون من الغريب إن لم أكن أعرف، أليس كذلك؟”

“أوه، أظن ذلك.”

بينما كانت على وشك تجاوز الأمر بابتسامة—

“إذن، كيف كان الأمر؟”

“إيه؟ ماذا تقصدين …؟”

تجمدت رون عندما التقت عيناها بعيني دوقة لينهايم.

“هل أحبت القطة الوحشية سيئة الطباع في دوقية برانت الهدية التي قدمتها لها زوجة ابنها؟”

تحولت نظرة دوقة لينهايم اللطيفة فجأة إلى نظرة شرسة، مثل مفترس يتربص بفريسته. أحست رون بنيّتها وابتلعت ريقها بعصبية.

‘إنها تحاول معرفة ما حدث في دوقية برانت من خلال استجوابي.’

خطر فكرة في ذهن روني. هل يجب أن تكشف كل شيء وتشعر بالراحة، أم يجب أن تصمت وتتحمل؟

‘بصراحة، أتمنى أن تُنتقد السيدة الكبرى برانت.’

في الأصل، كانت رون تريد كسب ود السيدة الكبرى برانت بمجوهرات جميلة وجعلها زبونة. 

كانت بلا شك الشخصية الأكثر احترامًا في الإمبراطورية، وكسب مديحها كان سيؤكد مكانة رون كأفضل متجر مجوهرات في الصناعة، متجاوزًا توينكل. 

لكن بعد محادثتها الفعلية مع السيدة الكبرى ، اختفت رغبتها في بيعها المجوهرات التي صنعتها أختها بجهد.

‘ماتت أمنا بعد معاناة طويلة مع أهل زوجها طوال حياتها لأنها أنجبت ابنتين فقط.’

حتى بعد وفاة أمهما، لم يُظهِر والدهما أي ندم. 

لذا غادرت هي وأختها المنزل وفتحتا متجر مجوهرات. 

في البداية، كان صغير الحجم، لكن بفضل براعة أختها المتميزة وحسها الفني، تفوق متجر “الحجر اللامع” على توينكل و أصبح الأول في الصناعة.

‘لكن تلك المرأة انتقدت مجوهرات متجرنا ووصفتها بأنها غير كافية.’

بصراحة، الصمت لن يرضي السيدة الكبرى. 

بدت بالفعل لا تحب “الحجر اللامع”. ومع ذلك، لم تستطع رون التحدث بتهور بسبب احتمالية الانتقام من السيدة الكبرى برانت وسمعة كورنيليا.

‘مهما كانت ضحية، فإن كسب التعاطف كأميرة ودوقة لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية.’

النبلاء ، بطبيعتهم ، مهووسون بالمظاهر و يعتبرون إظهار الضعف أمرًا مخجلًا. 

لكن كيف يمكن لابنة الإمبراطور الحالي و دوقة أن تتحمل زواجًا قاسيًا من دوقية برانت ، و هي عائلة نبيلة ذات نفوذ قوي؟ قد يكون هناك تعاطف فوري ، لكنه سيصبح في النهاية قيدًا على كورنيليا.

‘أولئك الذين يكرهون الدوقة سيحاولون تصويرها كضحية مثيرة للشفقة، مهما فعلت.’

في المجتمع النبيل، أن يُنظر إليك كمثير للشفقة كان يعادل أن تُعلم كشخص غير مهم. بعبارة أخرى، قد تواجه الدوقة الرفض الاجتماعي بناءً على رد فعلها.

‘لذا، لا يمكنني قول شيء عن الدوقة.’

على الرغم من أنه كان لقاءً قصيرًا، شعرت رون بإعجاب بكورنيليا. 

كانت لديها عين ثاقبة للجمال، تعرف أن حتى أبسط المجوهرات يمكن أن تكون رائعة. 

عاملتها بلطف، على الرغم من أنها لم تكن سوى نبيلة صغيرة. 

علاوة على ذلك، كانت قد دافعت عنها سابقًا عن طيب خاطر، مع علمها أنها قد تواجه رد فعل عنيف من السيدة الكبرى. 

لذا، كانت رون مصممة على حماية كورنيليا من أي ضرر.

‘لكن على الأقل يمكنني قول هذا القدر.’

“صراحة، مهما كانت الهدية التي قدمناها، كانت ستكون بلا فائدة. بدا وكأن السيدة الكبرى لا تحب أغراض متجرنا.”

“أوه، حقًا؟”

“نعم، خاصة أن متجر المجوهرات المفضل لديها هو توينكل…”

عند ذلك، طوت دوقة لينهايم عينيها إلى شكل نصف قمر وضحكت.

“حسنًا، توينكل يديره الماركيز آرجين، لذا أظن أنكما منافسان.”

بينما كانت رون تبتسم موافقة بدلاً من إعطاء إجابة مباشرة، تحدثت دوقة لينهايم.

“لكن هل هناك شيء آخر؟ مثل إذا كانت السيدة الكبرى تسيء معاملة زوجة ابنها أو شيء من هذا القبيل؟”

عند رؤيتها تستفسر مجددًا، أجابت روني بسرعة.

“بخلاف ذلك، إنها خصوصية العميل …”

“رون، ظننت أنّكِ سريعة البديهة، لكنكِ لستِ حادة كما اعتقدت”

“عفوًا؟”

“من تظنين لديه القدرة على إرسالي إلى هنا؟ وعلاوة على ذلك، لديه القدرة على صرف جميع الضيوف الحاضرين هنا في وقت واحد.”

“هذا …”

بقيت رون صامتة. كان الإمبراطور نفسه الوحيد القادر على تحريك نبلاء من هذا العيار.

‘حتى لو كانوا من فصيل النبلاء، سيتعين عليهم الاستجابة لاستدعاء الإمبراطور.’

عند رؤية صمت رون ، ضحكت دوقة لينهايم.

“قلت لك من قبل، أليس كذلك؟ عندما تكتسبين سمعة في المجتمع، سيتعين عليك في النهاية الاختيار بين مسارين. فصيل النبلاء أو فصيل الإمبراطور.”

نظرت دوقة لينهايم إلى رون وابتسمت بسخرية.

“حسنًا، يبدو أنك اخترتِ بالفعل، بشكل لا إرادي، نفس الجانب الذي أنا فيه.”

في العادة، كان يجب على رون أن تنفي كلماتها وتبقى محايدة، لكنها لم تستطع. في النهاية، إذا كان عليها الاختيار، لم تكن تريد الانحياز إلى السيدة الكبرى برانت.

‘في الوقت الحالي، يجب أن أفهم نوايا دوقة لينهايم.’

ابتلعت رون ريقها بصعوبة، ثم فتحت فمها.

“صاحبة السمو، كان بإمكانكِ الحصول على ما تريدين مني دون الكشف عن الحقيقة. لكن لماذا تخبرينني بكل هذا؟”

عند ذلك، ضحكت دوقة لينهايم.

“حسنًا، كان من المحبب والمثير للإعجاب رؤيتك تحاولين تحويل الانتباه بشكل محرج عن دوقة برانت.”

عند ردّها، ضحكت رون بحماقة قبل أن تتحدث.

“إذن، هل يعني ذلك أنك ستحمينني حتى لو تحدثت بسوء عن السيدة الكبرى برانت؟”

عند سؤال رون الاستفزازي، ضيّقت دوقة لينهايم عينيها.

“أوه، بالطبع! لهذا السبب خصصت وقتًا من جدولي المزدحم للحضور.”

رون، التي لم تفهم نية دوقة لينهايم، سألت بحيرة، “عفوًا؟ ماذا تقصدين؟”

“بعد قليل، سيعود الضيوف. في ذلك الوقت، كل ما تحتاجينه هو الرد بـ ‘نعم ، لا’. إذا كان السؤال حساسًا جدًا للإجابة، أبقي فمك مغلقًا وانظري بحرج.”

بعبارة أخرى، ستقوم دوقة لينهايم بإشعال الشائعات ، و عليها أن تتفاعل بشكل مناسب لتغذية هذه الشائعات.

‘بالتأكيد، إذا كانت هذه المرأة، يمكنها التعامل مع السيدة الكبرى برانت.’

كانت دوقة لينهايم، بلباقتها الفريدة، تحتل مكانة عليا في المجتمع الراقي. 

علاوة على ذلك، كشفها عن نوايا الإمبراطور يعني أنها ستوفر الحماية بالتأكيد. 

فتحت رون فمها.

“أشكر دوقة لينهايم على لطفها”

✩₊˚.⋆☾⋆⁺₊✧✩₊˚.⋆☾⋆⁺₊✧

في صباح اليوم التالي ، تمددت ونهضت من السرير.

‘همم، هل انغمست كثيرًا في التمثيل بالأمس؟ أشعر بقليل من الخمول.’

كالعادة، اغتسلت بسرعة واستعدت لتناول الإفطار. 

بعد لحظات، دخل شخص يجر صينية.

“لاندون؟ ما الذي جاء بك إلى هنا؟”

للحظة، شعرت بالحيرة من زيارته المفاجئة لغرفتي بدلاً من التجوال حول زينون و السيدة الكبرى. ومع ذلك، تفاجأت عندما لاحظت الهالات السوداء تحت عيني لاندون.

“لا، لكن ما الذي حدث لوجهك؟ تبدو متعبًا جدًا.”

“حسنًا، سيدتي … ليس الأمر بذي بال؛ تناولي طعامكِ. سينمو طفلك بصحة جيدة إذا أكلتِ جيدًا.”

‘مستحيل، كيف يمكنني تناول الطعام بهدوء مع وجه مثل هذا بجانبي؟’

على أي حال، أنا أستخدم لاندون الآن، فقلتُ شيئًا بسرعة.

“حسنًا، شكرًا.”

عند تلك النقطة، تحدث لاندون.

“لا تقلقي، هذا الطعام آمن. راقبت العملية بأكملها من البداية إلى النهاية.”

‘لا، لم أقل شيئًا عن التجسس على الطاهي …’

في هذه المرحلة، لا أعرف إن كان غبيًا أم أنه يحاول فقط بذل قصارى جهده في كل شيء. ومع ذلك، كوني إنسانة، شعرت ببعض الذنب لتلاعبي بلاندون.

‘أظن أنه لا بأس بأن أسمح له باستعادة وظيفته.’

بابتسامة، التفت إلى لاندون و سألت ، “بالمناسبة، هل حاولت أن تظهر بمظهر جيد أمام السيدة الكبرى؟”

“ذلك، ذلك … هيك!”

عند رؤية تعبيره المتردد ، عقدتُ حاجبي.