‘هل يمكن أن يكون …’

 

دويّ هائل هزّ الأرض، كان داميان قد سمع شيئًا مشابهًا من قبل.

 

متفجّرات استخدمها المتمرّدون، قنبلة بالتحديد.

عندما أدرك طبيعتها، تخيّل عدّة سيناريوهات في ذهنه.

 

كان أكثر ما يتكرّر هو هجوم مفاجئ من بقايا المتمرّدين يستهدف العائلة الإمبراطورية في الهواء الطلق.

 

‘يجب أن أجد أمي وأبي بسرعة!’

 

حاول داميان استخدام السحر لتحديد مكانهما.

لكن، بشكل غريب، لم يستطع.

 

‘أمي ، أبي ، أين أنتم …’

 

بينما كان يركّز قوته، سمع:  

بانغ—! بانغ—! بانغ—!

 

أصوات متفجّرات متتالية.

 

“سيّدي الأمير، هذا…”

 

سمع كلام جانيت، لكنّه لم ينتبه.

 

حاول داميان حماية الطفلة بسرعة بوضع درع سحريّ.

لكن سرعان ما أطلق ضحكة ساخرة.

 

‘هذه … ألعاب نارية.’

 

رأى دخانًا ملونًا يتصاعد، وكان اسم داميان يلمع ببراعة بينه.

 

“هذا…”

 

اقتربت جانيت وقالت: “جميل، أليس كذلك؟ جلالتها أمرت الخيميائي باراكيل بصنعها خصيصًا لعيد ميلادك. كل عام وأنت بخير، سيّدي الأمير.”

 

في تلك اللحظة، رأى أمّه وأباه يقتربان حاملين شيئًا.

كانت أمّه تملك ورقة، وأبوه يحمل شيئًا ينبعث منه سحر.

 

“هذا…”

 

“هديّة. ألم تكن تريد منجم حجر المانا؟”

 

أضاف أبوه بعد كلام أمّه: “هذا اكتُشِف في أنقاض حديثة، يقال إنّه أداة استخدمها حكيم قديم. ظننت أنّك ستحبّه، فأعددته كهديّة.”

 

ربّما لأنّه لم يتوقّع مثل هذه الهدايا؟ شعر بإحساس غريب.

 

بينما كان داميان يهدّئ قلبه المرتجف، سمع: “داميان، كل عام وأنت بخير!”

 

“اكبر بصحّة وقوّة كما أنت الآن.”

 

إلينا، في حضنه، هذّت أيضًا: “أوبي! كياا!”

 

ثم جاءت تهاني كثيرة من الناس: “سيّدي الأمير، تهانينا!”

 

شعر بالتأثّر والدفء في قلبه من تهاني العائلة وأهل القصر.

 

فجأة، فكّر أنّه على الرّغم من صدمته وشعوره بالخيانة، كان عيد ميلاد سعيدًا مليئًا بالضحك أكثر من الغضب.

 

ابتسم داميان ببراءة وقال: “شكرًا للجميع!”

 

* * *

 

بعد عيد الميلاد، كان داميان يواجه صعوبة مع تغيّر والديه قليلاً.

 

“داميان، هل نذهب للتنزّه معًا؟”

 

“لا، أنا مشغول الآن بدراسة سحر جديد …”

 

تنهّد داميان لرؤية أبيه المتأثّر.

 

‘حسنًا، بما أنّ أبي يقول هذا، يجب أن ألعب معه.’

 

قال بحماس: “فكّرت، التنزّه فكرة جيّدة!”

 

أمسك بيد أبيه، تجوّلا في حديقة القصر وتحدّثا كثيرًا، ثم عاد إلى غرفته.

 

‘حسنًا، ليس سيئًا.’

 

للحظة، غسل يديه وقدميه وتوجّه إلى مكان ما.

أطلّ برأسه من الباب المفتوح بحذر.

 

“كياا!”

 

ابتسم داميان للصوت الجميل الذي رحّب به.

دخل الغرفة مبتسمًا ونظر إلى الطفلة في المهد.

 

“إلينا، أخوك هنا.”

 

ضحكت الطفلة ببراءة وحاولت مدّ يديها نحوه.

 

“أوبي*!”

 

* أوبا بالكوري معناها أخي بس أخته لأنها طفلة تقولها أوبي*

 

‘غريب، كلّما سمعت هذه الكلمة، شعرت بدغدغة في قلبي.’

 

وخز خدّها بإصبعه وتحدّث إليها: “هل افتقدتِ أخاكِ؟”

 

“نيا!”

 

“ههه، ذكيّة مثلي. تجيبين جيّدًا.”

 

أمسك بدمية صغيرة وهزّها أمام أخته.

ضحكت إلينا بحماس وحرّكت جسدها.

 

“كيا!”

 

“لا تجهدي نفسك. حتّى أنا استغرقت وقتًا لأتقلب…”

 

اتّسعت عينا داميان.

 

بذلت الطفلة جهدًا وتقلّبت فجأة.

 

‘لا، لا يمكنني مشاهدة هذا وحدي … آه، صحيح!’

 

استخدم داميان سحر التسجيل بسرعة.

 

ثم قال للطفلة بجديّة: “إلينا، أنتِ جيّدة، أليس كذلك؟ افعليها مرّة أخرى.”

 

تقلّبت إلينا مجدّدًا.

غطّى داميان فمه.

 

‘كيف يمكن أن تكون بهذا الجمال والذكاء؟ بالتأكيد لأنّها أختي.’

 

بينما كان متأثّرًا، سمع: “داميان، تلعب مع إلينا؟”

 

قال داميان بحماس لصوت كورنيليا: “أمي، انظري! إلينا تقلّبت!”

 

ابتسمت كورنيليا وقالت: “آه، فعلت ذلك الليلة الماضية.”

 

آه، تأخّرتُ خطوة.

 

للحظة، قال داميان بجديّة: “في المرّة القادمة، أخبريني أيضًا، أمي. سأستخدم سحر التسجيل.”

 

اتّسعت عينا كورنيليا ثم تحولتا إلى هلالين.

 

“حسنًا.”

أجابت وهي تلامس بحنان حجر التسجيل الذي التقط صورة طفليها سرًا.

 

***

ما تزرعه ، تحصده.

 

مرّت أربع سنوات منذ ولادة إلينا.

كان مشاهدة نموّها، المشي والكلام، أمرًا متعبًا وممتعًا.

 

المشكلة أنّ الطفلة أظهرت نزعة غريبة مع نموّها.

 

‘أوّلاً…’

 

“أمي!”

 

ركضت إلينا بحماس وطلبت بثقة: “احمليني!”

 

فستان وردي مزيّن بالدانتيل، ومجوهرات مصنوعة خصيصًا للأطفال، كانت إلينا أميرة صغيرة بكل معنى الكلمة.

 

كانت جميلة، لكن بصراحة، كانت مبالغة قليلاً إلى درجة تبدو ريفيّة.

 

‘لمَ ترتدي دائمًا ملابس بهذه الصخب؟ هناك الكثير من الملابس الأنيقة الجميلة.’

 

تنهّدت، ثم أشارت إلينا إليّ بإصبعها: “أعطيني هذا!”

 

“آه؟ هذا؟”

 

“نعم!”

 

كانت تشير إلى عقد الماس الأزرق الكبير حول عنقي.

 

لو أرادت، لما تردّدت في إعطائها، لكن المشكلة أنّ هذا العقد هديّة من لوسيون في ذكرى زواجنا.

 

كنت أعرف جيّدًا ما يجب قوله: “سأعطيكِ إيّاه عندما تكبرين.”

 

أومأت إلينا برأسها: “حسنًا! لا تعطيه لأحد، احتفظي به لإيلي!”

 

من تكون لتحبّ المجوهرات هكذا … أنا؟

 

لا، مستحيل. في طفولتي، كنت أزيّن نفسي بسبب النقص فقط. وشخصيّتي لم تكن متعجرفة هكذا …

 

“أمي، إيلي ستأخذه؟”

 

أومأت برأسي لسؤالها المُلح: “نعم، نعم. حسنًا، عودي إلى غرفتكِ الآن.”

 

“نعم!”

ركضت الطفلة كأرنب إلى غرفتها.

 

تنهّدت وأنا أراقب ظهرها.

 

‘المشكلة ليست هذه فقط.’

 

فجأة، جلست إلينا على الأرض: “رجلي تؤلمني!”

 

أشارت بإصبعها الصغير إلى شخص ما: “أنت هناك! احملني!”

 

كانت تشير إلى فارس مبتدئ بملامح شابة.

 

“آه، أنا؟”

 

ردّ صبيّ بجانبه، لكن إلينا أشارت بدقّة إلى الشخص الآخر: “لا، الأشقر بعيون خضراء.”

 

كنت أعرف هذا الصبي جيّدًا.

كان الابن الأكبر لعائلة لينهايم، إحدى ثلاث عائلات دوقيّة في الإمبراطورية.

 

“هل أحملكِ؟”

 

ابتسم بلطف بوجهه الجميل وصوت ناضج غير طفولي، فابتسمت إلينا بحماس وأومأت: “نعم، إيلي قدمها تؤلمها!”

 

تنهّدت وأنا أراقب: “من تكون لتتصرّف هكذا؟”

 

جاء ردّ من خلفي: “من تكون؟ إنّها تشبه جلالتكِ تمامًا.”

 

كان ساردين، قائد حرّاسي الشخصيين.

 

غضبت ونفيت: “ما هذا الكلام؟ لم أكن كذلك!”

 

“أتذكّر اليوم الذي جئتُ فيه إلى القصر.”

 

تذكّرت طفولتي.

 

<لمَ اخترتُ ساردين؟ لأنّه ماهر ووسيم! إذا كنت غيورًا، كن وسيمًا أيضًا!>

 

أردت ضرب فمي لقولي ذلك قديمًا.

 

‘اللعنة، قلتُ ذلك بعفويّة، لمَ رددت هكذا؟’

 

في تلك اللحظة، تدخّل شخص في حديثي مع ساردين.

كان لوسيون.

 

“عمّ كنتما تتحدّثان؟”

 

“آه، عن أيّام قديمة…”

 

“نعم، أريد سماع الحديث بالضبط.”

 

وقف بيني وبين ساردين وحدّق به.

 

“بالتحديد، ما الذي حدث يوم دخول ساردين إلى القصر حتّى يقال إنّ ابنتي التي تحبّ الفتيان الوسيمين تشبه جلالتها؟”

 

‘سمع كلّ شيء.’

 

بينما كنت أفكّر كيف أهدّئه وأتنهّد، رأيت ابن لينهايم يهمّ بحمل الطفلة، فقال لوسيون ببرود: “أوّلاً، يجب أن أعطي درسًا لهذا الفتى الذي يقترب من ابنتي.”