لكنّها شعرت بالسعادة لأنّها استطاعت أن تشعر بابنها الأكبر الذي أحبّته عبر يوميّاته، وبالامتنان لأنّ ابنها الأصغر، الذي ظنّت أنّه لن يبحث عنها أبدًا، عاد إليها.
“شكرًا. شكرًا حقًا، لوسيون.”
نظر لوسيون إليها، تنهّد، ثمّ فتح فمه: “لوسيون هو الاسم الثاني الذي اختارته كورنيليا. أحببتُ هذا الاسم، فجعلته اسمي الأوّل. لكن ليس لديّ اسم ثانٍ بعد.”
اتّسعت عينا بيانكا، ثمّ قالت: “لوك، الاسم الذي أردتُ إعطاءه لكَ منذ زمن.”
ابتسم لوسيون لأوّل مرّة أمام والدته.
“لوك، اسمٌ رائع.”
عند رده، أذرفت بيانكا الدموع.
قال لها لوسيون بهدوء: “شكرًا لإعطائي اسمًا ثانيًا.”
***
“لقد عدتُ.”
رفعتُ رأسي عندما سمعتُ صوت لوسيون.
كان زوجي ينظر إليّ بابتسامة، ووجهه أكثر إشراقًا من المعتاد.
شعرتُ أنّ الظلّ الخفيف الذي كان في عينيه قد تلاشى.
كما توقّعتُ، قال بوجهٍ مشرق: “لقد حصلتُ على اسمٍ ثانٍ.”
“ما هو؟”
“لوك.”
“إذن، اسمك الآن لوسيون لوك برانت؟ يبدو اسمًا مشعًا …”
لكن عندما عدتُ، كان وجه والدي هادئًا أكثر من أيّ وقتٍ مضى، فلم أستطع حتّى أن ألومه.
‘أبي، لقد بالغتَ. جعلتني لا أستطيع وداعك…’
نظرتُ حول قبر والدي.
عادةً، يُدفن أفراد العائلة الإمبراطوريّة المباشرون في مقبرة القصر تحت الأرض.
لكن قبر والدي كان على تلّة شماليّة تطلّ على القصر والعاصمة.
فتحتُ فمي: “كما وعدتكَ، سأبذل قصارى جهدي. فرلقبني من هنا. ساعدني لأفعل ذلك جيّدًا.”
أذرفتُ الدموع بعد كلامي.
شعرتُ بفراغٍ مؤلم كأنّ هناك ثقبًا في صدري، لكنّ زوجي الذي دعمني ساعدني على التحمّل.
***
مرت ستّة أشهر منذ وفاة والدي.
ما زلتُ أشعر بالحزن والضيق عندما أفكّر بذلك، لكنّني عدتُ إلى حياتي اليوميّة وأبذل قصارى جهدي.
‘متى سأنتهي من هذه الأوراق المزعجة؟’
تنهّدتُ بهذه الفكرة.
كلانك—!
شعرتُ بحركة عند النافذة، فلمستُ المسدّس الذي أحمله دائمًا.
سمعتُ صوتًا هادئًا: “إنّه أنا.”
نظرتُ، فكان وجه لوسيون الوسيم.
ابتسمتُ بسعادة عندما علمتُ أنّ زوجي عاد من الحدود بعد ثلاثة أيّام.
“ما هذا، متى وصلت؟”
“منذ قليل.”
“وما الذي تخفيه خلف ظهرك؟”
أخرج لوسيون وردة كان يخفيها خلف ظهره وأعطاني إيّاها.
“ما هذا؟ إنّها جميلة.”
“كورنيليا.”
“ماذا؟”
ابتسم وقال: “إنّها نوع جديد من الورود طوّرته إنغريا، بلد تجاريّ مع كريتان. أليست جميلة؟”
شعرتُ بغرابة.
اسمي مرتبط بزهرة بهذا الجمال.
“نعم، إنّها جميلة جدًا.”
ابتسم وقال: “أعطوني إيّاها كهديّة في كريتان، وأفكّر بزراعتها في الحديقة.”
“هل ستنجح؟ التربة مختلفة هنا.”
“قالوا إنّها تنمو جيّدًا في أيّ مكان. لكن يجب الحذر من أشواكها عند الاقتراب.”
عبستُ بنظرةٍ متذمّرة وقد بدا وكأنّه يسخر منّي: “يبدو أنّك تريد أن تُشاك بالأشواك، تقترب هكذا بلا خوف.”
“نعم، لا يهمّني إن شُكتُ. أنا أحبّ كورنيليا كثيرًا.”
قبّل شفتيّ بعد كلامه.
‘أصبح جريئًا جدًا.’
ضحكتُ، ثمّ وضعتُ ذراعيّ حول عنقه، متقبّلة قبلته المثيرة.
***
استيقظ لوسيون مذعورًا.
لمس المكان بجانبه وتنهّد براحة.
‘جيّد.’
كان أحيانًا يحلم بكوابيس عن اختفائها.
في كلّ مرّة يستيقظ، يشعر بالامتنان لوجودها بجانبه.
مسح وجه كورنيليا بلطف، ممتنًا لصورتها في الظلام.
‘يجب ألّا أنسى أبدًا. يجب ألّا أدعها تتركني مجدّدًا.’
قبّل جبهتها وهو يفكّر بذلك.
“أمم، كم الساعة…”
تململت وسألت، فقال لها بهمس: “يمكنكِ النوم أكثر.”
“حسنًا، وأنتَ أيضًا.”
شعر بالسعادة وهي تعود إلى حضنه، وابتسم بسعادة.
نهاية القصة الرئيسية لـ <بعد رحيل الزوجة الشرّيرة>
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 173"