في الساحة، بدأ الناس يتجمّعون حول إعلان النصر المعلّق على لوحة الإعلانات.
“من كان يظنّ أنّ الأرشيدوق تارانت سيفعل شيئًا كهذا؟”
“بالفعل، سمعتُ أنّه أضعف والديه بالسمّ ليستولي على السلطة.”
“تف، إنّه حقًا أسوأ البشر. وكانت سمعته جيّدة …”
“بالضبط، أليس من المدهش كيف أنّ سموّ الأميرة الإمبراطوريّة عظيمة لهذا الحدّ؟ لقد كانت سيرتها سيّئة، وكانوا يسخرون منها كزوجة شرّيرة، لكنّها أنقذت البلاد!”
“مهلًا، أليس لأنّها في منصبٍ عالٍ فاستحوذت على الفضل؟”
“لا! صديق أخي كان جنديًّا عند البوّابة، وقال إنّها ذهبت بنفسها إلى البوّابة لتقود المعركة!”
“هل هذا صحيح؟ لم يكن الدوق برانت من فعل ذلك؟”
“قاتل الدوق برانت في الخطّ الأمامي، لكنّ الأميرة الإمبراطوريّة هي من قادت جميع المعارك.”
بدأ الناس يصغون إلى حديثهما.
“وعندما دخل الوحش البوّابة، قادت سموّها الناس إلى مكانٍ خالٍ من السكّان، مما قلّل الخسائر. لولاها، لكان الكثيرون قد ماتوا.”
أعجب الحاضرون بكلامه.
“رائعة. حتّى من عاش عمره ممسكًا بالسيف لما تجرّأ على فعل ذلك.”
“أليس هذا ما يجعلها جديرة بالإمبراطوريّة؟”
“صحيح. كيف تربّت بهذا الرقيّ تحت قيادة أمّها …”
“بالمناسبة، متى كان موعد إعدام الإمبراطورة السابقة؟”
***
جلست مرسيديس، التي أصبحت الآن إمبراطورة سابقة، شاحبة الوجه.
‘غدًا صباحًا سيقتلونني؟’
لا يمكن أن يحدث هذا.
كانت الزوجة الوحيدة للإمبراطور، الإمبراطورة.
ألم تكن أمّ كورنيليا، الأميرة الإمبراطوريّة؟
صرّت على أسنانها للحظة، ثمّ صرخت: “أحضروا ابنتي!”
كانت تعلم أنّ كورنيليا، رغم برودها الظاهري، طفلة تتوق إلى العاطفة أكثر من أيّ أحد.
‘نعم، سأتوسّل أوّلًا. ستجد تلك الفتاة طريقة لإنقاذي.’
رغم تمرّدها منذ أن كبرت، كانت الإمبراطورة تعرف جيّدًا الفتاة الصغيرة التي كانت تتوسّل حبّها.
إذا اعتذرت وتظاهرت بالصدق، فلن تقتلها كورنيليا بالتأكيد.
‘قد لا أحبّ هذه الفتاة، لكن إذا أصبحت إمبراطورة، سأصبح الإمبراطورة الأمّ.’
لكن توقّعاتها تبدّدت، إذ غاب الحارس للحظات ولم يحضر كورنيليا.
“أغ، ما هذا الفعل؟ أنا أمّ كورنيليا الإمبراطوريّة …”
“إنّه أمر جلالة الإمبراطور.”
أدركت مرسيدس كلّ شيء ورفعت صوتها: “ليوبولد! لن أسامحك أبدًا! سأسحبك معي إلى الجحيم!”
ماتت الإمبراطورة السابقة مسمومة، تعاني من ألم يذيب جسدها وهي على قيد الحياة.
نُقلت هذه الحقيقة إلى الإمبراطور دون أن يُغفل شيء.
“حسنًا، هكذا كان الأمر. هكذا كانت نهاية الإمبراطورة … وهي تلعنني.”
نظر الماركيز فيليب بحذر إلى وجه الإمبراطور الشاحب وقال: “جلالة الإمبراطور، هل أنتَ بخير؟ إن كنتَ تشعر بالإرهاق، يمكنني استدعاء طبيب …”
“أنا بخير. لقد كنتُ مستعدًّا لهذا.”
تنهّد الإمبراطور بعمق، ثمّ سأل الماركيز: “وأريدكَ أن تعتني بفرانز. قد يقضي حياته في مستشفى الأمراض العقليّة، لكن إذا حاول شيئًا غبيًّا، اقتله نيابةً عنّي.”
“نعم، لا تقلق. سأراقب الأمير جيّدًا لئلّا يفعل شيئًا غبيًّا.”
ابتسم الإمبراطور باهتًا لردّ الماركيز وفتح فمه: “الآن أريد أن أكون وحدي، فاخرج من فضلك.”
“نعم، مفهوم.”
بعد خروج الماركيز فيليب، انهار الإمبراطور وبدأ يذرف الدموع.
“أنا آسف. لكن لم يكن لديّ خيار. كنتُ أعلم جيّدًا كيف ستتصرّفين في حفل الإعدام.”
مشاهدة إعدام الخونة هي إحدى واجبات العائلة الإمبراطوريّة.
لو رأت كورنيليا والدتها تتوسّل أثناء الإعدام، لكانت ذكرى سيّئة لا تُمحى من قلبها.
‘وعلى أيّ حال، هي والدتها الحقيقيّة. لو شاهد الشعب حفل الإعدام، لكانت كورنيليا سُجّلت في ذاكرتهم كعاقّة.’
لم يكن بإمكانه أن يترك عيبًا كهذا لابنته التي ستصبح الإمبراطورة الجديدة وتحكم البلاد.
لذلك قرّر الإمبراطور قتل الإمبراطورة السابقة.
لكي لا تتوسّل إلى ابنتها بطريقة مهينة.
ولكي لا تؤذي ابنته بعد الآن.
رغم استعداده لهذا ، كان الشيء الوحيد الذي أزعجه هو أنّ السمّ الوحيد المتوفّر كان بلا رائحة أو طعم، لكنّه تسبّب بألمٍ شديد.
“أنا آسف لكِ. لكن لا تقلقي. سأتبعكِ قريبًا.”
كان يودّ لو يتبعها على الفور.
لكن السبب الذي منعه من ذلك كان …
<لا تقلقي. سأقيم تتويجكِ بفخامة ثمّ أموت.>
الوعد مع ابنته، كان لا يزال قائمًا.
‘يجب أن أكون أبًا قبل أن أموت …’
ثمّ قال الإمبراطور وهو يبتسم بحزن: “سنلتقي قريبًا في الجحيم، مرسيديس.”
***
ماتت الإمبراطورة.
وتسمّمت بالسمّ المخفيّ.
بما أنّها كانت خائنة، لم يُقم لها جنازة.
لكن، نظرًا لكونها والدتي، تمّ إعفاؤها من العرض العلنيّ لجثتها.
‘هذا جيّد.’
كانت على أيّ حال والدتي، وكنتُ يومًا ما أتوق إلى حبّها.
كنتُ خائفة من أن أضطرّ لمشاهدة إعدامها ومواجهة ذلك.
وإذا نادتني أثناء الإعدام، ربّما لم أكن لأتمكّن من تجاهلها.
‘أنا حقًا غبيّة.’
ابتسمتُ بمرارة للحظة، ثمّ دخلتُ غرفة والدي.
رأيتُ والدي يلعب مع داميان.
“أوه، يا حفيدي العزيز، أنتَ حقًا عبقريّ في السحر!”
“هههه، أعرف أيضًا كيف أفعل هذا!”
“بالطبع، ما الذي لا يستطيع حفيدي فعله؟”
قبل أيّام قليلة فقط، كان داميان خائفًا عندما اكتُشف أنّه يستخدم السحر، لكنّه الآن، بعد أن شُكر على حماية القصر، أصبح ملتصقًا بوالدي هكذا.
‘مشهدٌ جميل.’
بينما كنتُ أبتسم لهذه الفكرة —
“أمي!”
ركض ابني نحوي بخطواتٍ صغيرة.
“أبي، لا تقم!”
منعتُ والدي من النهوض من السرير وهرعتُ إليه.
“كيف حالك؟”
“ألم أقل لكِ؟ أنا بصحّة جيّدة جدًا. فلا تقلقي. سأقيم تتويجكِ بفخامة قريبًا.”
في الحقيقة، لم أتوقّع إقامة تتويج فخم.
كنتُ فقط أتمنّى أن يعيش والدي لفترة أطول قليلًا.
في تلك اللحظة—
“سموّ الأميرة الإمبراطوريّة، جاء الخيّاط لأخذ مقاسات ملابس التتويج.”
عند صوت رئيس الخدم من الخارج، قال والدي: “اذهبي بسرعة. سألعب أكثر مع داميان.”
كان صوته صلبًا، لكنّه لم يكن كالسابق.
كانت نظرته إليّ تحمل قلقًا ودفئًا غامضين.
“نعم، حسنًا، أبي.”
***
بعد خروج كورنيليا، حدّق داميان في جدّه.
“جدّي، هل أنتَ بخير؟”
“نعم، يا صغيري. لكن، على الرغم من وقاحتي، أحتاج إلى القليل من سحر الشفاء.”
نظر داميان إلى جدّه بعيون حزينة وأومأ برأسه.
عندما تلا الطفل تعويذة الشفاء، تحسّن لون وجه الإمبراطور بشكلٍ ملحوظ.
لكن هذا كان مجرّد تحسّن خارجيّ.
‘سحر الشفاء يعالج الجروح ويستعيد الطاقة فقط.’
رغم كلّ الأدوية الجيّدة والسحر العلاجيّ، كان الإمبراطور في حالة يمكن أن يموت فيها في أيّ لحظة.
“أنا آسف. هذا كلّ ما أستطيع فعله …”
“يا صغيري، كما قلتُ من قبل، أنتَ سبب بقائي على قيد الحياة حتّى الآن. فافتخر بكونك ساحرًا. على الأقل، أنا فخور جدًا بهذا.”
مسح دموع الطفل، ثمّ قال لداميان: “يا صغيري، الآن يجب أن أرتاح.”
“نعم، حسنًا.”
بعد خروج داميان، محا الإمبراطور ابتسامته وفتح فمه: “اخرج الآن.”
ظهر لوسيون.
“هل كنتَ تعلم؟”
“نعم، لو كنتَ تتبع ابنتي كلصّ، لكنتُ لاحظتُ منذ البداية.”
نظر الإمبراطور إلى لوسيون بجدّيّة وقال: “تذكّر، إذا جعلتَ ابنتي أو حفيدي يذرفان الدموع، لن أترككَ وشأنك.”
ضحك لوسيون بمرح وأومأ برأسه وقال: “نعم، سأضع ذلك في ذهني دائمًا، يا حماي.”
‘من هو حماك، أيّها اللص!’
كاد أن يصرخ، لكنّ الإمبراطور لم يقل شيئًا.
رغم أنّه لا يزال مزعجًا، إلّا أنّه صهره.
بينما كان ينظر إلى ظهر لوسيون وهو يبتعد، تمتم الإمبراطور بهدوء: “اعتنِ بابنتي جيّدًا، أيّها اللص.”
***
بعد خروج لوسيون من قصر الإمبراطور، ذهب إلى مكتب الأميرة الإمبراطوريّة. لكنّ كورنيليا لم تكن هناك.
“أين سموّ الأميرة الإمبراطوريّة؟”
“آه، إنّها تقيس ملابس التتويج الآن.”
‘لا تزال تقيس الملابس، على ما يبدو.’
جلس لوسيون على أريكة غرفة الاستقبال وأخرج من جيبه دفترًا صغيرًا لكنّه سميك.
كان دفتر يوميّات أخيه، إيريك.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 172"