كلماتي كانت كفيلة بتبرئتها من التهمة الرئيسيّة وتخفيف عقوبتها إذا أجابت جيّدًا.
لكنّها اختارت الاعتراف بجريمتها.
لمَ تقول هذا؟
نظرتُ إليها بعينين مرتعشتين، فتابعت: “وأعترف أنّني كنتُ أعلم أنّ زوجة ابني قد تتأذّى في العمليّة.”
عبستُ بسبب اعترافاتها المتتالية.
هذا لم يكن في خطّتي.
ما الذي تحاولين فعله؟ لمَ تعترفين بأخطائك القديمة الآن؟
نظرت إليّ وقالت: “أنا…”
تحرّكت شفتاها، ثمّ أغلقت فمها بإحكام.
عبستُ: ما الذي تخطّطين له؟
كسر صوت الإمبراطور الجادّ أفكاري: “بيانكا برانت، هل تعترفين بتهمتكِ؟”
“نعم، أعترف.”
ضيّق الإمبراطور عينيه لاعترافها السهل، ثمّ سأل ما كنتُ أتساءل عنه: “لمَ حاولتِ إيذاء حفيدكِ؟”
نظرت السيدة الكبرى بحدّة إلى إيريك.
لمَ تنظر إليه هكذا منذ البداية؟
رفعت زاوية فمها وقالت: “لأنّ ابني كان في الأصل …”
في تلك اللحظة—
طاك—!
ضرب إيريك الطاولة وقام من مكانه.
نظرتُ إليه بدهشة، لكن نظرته كانت مثبتة على السيدة الكبرى.
خرج صوت غاضب كزمجرة وحش: “كفى.”
ساد الصمت في القاعة.
***
كبح راينهارت ضحكته وهو يراقب السيدة الكبرى.
بدأ الأمر أخيرًا.
تابعت السيدة الكبرى اعترافاتها بنحو يضرّها.
لا أعرف لمَ تتحدّث عن الإيذاء بدلًا من القتل، لكن لا بأس. بما أنّها حاولت قتل الحفيد الإمبراطوري، فلن تفلت من العقاب الشديد.
في المقابل، بدا إيريك قلقًا وهو ينظر إلى السيدة الكبرى: لمَ تفعل أمي هذا؟
لم يستطع فهمها.
لمَ تقول كلامًا يضرّها؟
هل لم يُزَل تأثير العقار؟
بينما كان يمسك قبضته بقلق، التقت عيناه بعينيها.
نظرت إليه بنظرة نارية، ثمّ عبست ورفعت زاوية فمها.
في تلك اللحظة، تذكّر إيريك الماضي: <أحضر ابني الحقيقي!>
كانت صورة والدته التي كانت تعشق ابنها الحقيقي.
أدرك إيريك: ربّما تريد كشف هويّتي هنا.
كانت لديها أسباب كثيرة، لكن السبب الأكبر ربّما كان تجاهله لها في المحاكمة قبل سنوات.
كانت تكرهني، حتّى لو عرفت أنّني ابنها الحقيقي.
ربّما رأت أفعاله محاولة لسلب كلّ شيء من ابنها الحبيب “إيريك”.
لا، إذا كانت عاقلة، فلن تقول ذلك.
بينما كان يحاول طرد قلقه ، تحدّثت بيانكا.
ماذا ستقول؟
أنّ ابنها لم يعد من الحرب، وكانوا بحاجة إلى بديل مزيّف؟
لذا لم تستطع السماح بوجود طفل ليس من دم ابنها الأوّل؟
حاول طرد القلق، لكنّه لم يعد يستطيع.
في النهاية، خرج القلق من فمه: “كفى.”
سكت الجميع، لكن إيريك كان مركّزًا على السيدة الكبرى: إذا عرفت كورنيليا الحقيقة، ستبدأ بكراهيتي مجدّدًا …
علاقتهما تحسّنت قليلًا بعد جهود.
لكنّه شعر بالخوف من أن تنهار علاقتهما مجدّدًا.
يجب أن أوقفها قبل أن تقول شيئًا سخيفًا.
بينما كان إيريك غارقًا في أفكاره، كان راينهارت يضحك: يا له من أحمق يدمّر نفسه بنفسه!
تحدّث راينهارت: “دوق، ماذا تفعل؟ ألا تعلم أنّنا نستجوب مجرمة؟”
لكنّه توقّف.
كان إيريك ينظر إليه بنظرة قاتلة.
في تلك اللحظة: “عزيزي، أنا بخير!”
أمسكت كورنيليا يدي إيريك.
***
كنتُ دائمًا أعتقد أنّ إيريك هادئ ولا يفقد صوابه أبدًا.
لكن الآن، وهو ينظر إلى السيدة الكبرى، كان مختلفًا تمامًا.
نعم، يبدو … كطفل قلق لا يعرف ماذا يفعل.
لم أعرف لمَ كان قلقًا هكذا.
لكن من الواضح أنّه فقد صوابه ولم يعد يتحكّم بمشاعره.
قوله ‘كفى’…
كان واضحًا من كان يقصده.
إيريك يخاف ممّا ستقوله السيدة الكبرى.
المشكلة أنّ كلامه بدا وكأنّه يطلب من الإمبراطور، الذي يضطهد والدته، التوقّف.
لتصحيح هذا، يجب تغيير الهدف.
نظرتُ إلى السيدة الكبرى، التي كانت تعبس وهي تنظر إلى إيريك.
وكان إيريك ينظر إليها وإلى الجميع كأعداء، كما لو كان وحيدًا بلا حلفاء.
بدأتُ أشعر بالانزعاج من يده.
على الرغم من قفازاته، كانت يده الطويلة والكبيرة مليئة بالندوب.
حسنًا، بما أنّني قرّرتُ مساعدته، سأفعلها بشكل صحيح!
أمسكتُ يده.
شعرتُ بأنظار الناس تتّجه نحوي.
بدت عينا إيريك متفاجئتين، كما لو أنّه استفاق: “كورنيليا؟”
سمعتُ صوته المتفاجئ يهمس، لكنّني واصلتُ التمثيل: “أنتَ قلق من أنّ حماتي ستنتقدني هنا، أليس كذلك؟ ستقول إنّني لستُ جديرة ولم تستطع قبول طفلي …”
بدأ الناس يتفاعلون مع تمثيلي:
“صحيح، سمعنا أنّ الخلاف بينهما كبير.”
“هل كانت ستقول شيئًا كهذا هنا؟”
“على أيّ حال، يبدو أنّ الدوق قال ذلك حفاظًا على الأميرة.”
تنفّستُ الصعداء لردّ الفعل المتوقّع، ثمّ تحدّثتُ إلى الإمبراطور: “جلالة الإمبراطور، السيدة الكبرى اعترفت بتهمتها. لكن بما أنّ الأمر يتعلّق بشؤون عائلتي، أقترح أن تُجرى الإفادة سرًا …”
قاطعني أحدهم: “هذا غير مقبول، سمو الأميرة.”
كان راينهارت.
عبستُ قليلًا، ثمّ رفعتُ زاوية فمي وقلتُ: “هل تعتقد أنّ شؤون عائلتي يجب أن تُكشف هنا؟”
“أعلم أنّكِ مررتِ بصعوبات. لكن كشف الحقيقة سيمنع أيّ عواقب.”
عندما هممتُ بالردّ، قال الإمبراطور: “أميرة، كلام الأرشيدوق صحيح.”
ربّما بسبب الأنظار والعدالة، أيّد الإمبراطور راينهارت.
حسنًا، كلامي كان مبالغًا فيه.
لكن لحسن الحظ، تلاشت الأنظار الغريبة تجاه إيريك.
لكن المشكلة هي السيدة الكبرى.
كان صبر إيريك وهدوءه كبيرين لدرجة أنّه لم يرمش عندما كسرتُ إناءً باهظًا في فورة غضب.
لكن الآن، فقد صوابه وحاول منع السيدة الكبرى.
من الواضح أنّه يخشى ما ستقوله، لكنني لا أعرف ماذا.
لم أستطع تحذيرها علنًا، فقلتُ: “حسنًا، لكن أتمنّى ألا تذكر حماتي أيّ شيء يمسّ جروحي أو زوجي.”
كان هذا تحذيرًا لها: أردتُ تخفيف عقوبتكِ، لكنّكِ رفضتِ فرصتي. إذا قلتِ شيئًا لا داعي له، فلن أترككِ.
نظرت إليّ ورفعت زاوية فمها.
تضحكين؟
شعرتُ أنّ إيريك يرتجف قليلًا من يدي الممسكة به.
لا زال قلقًا.
كنتُ أظنّه رجلًا مثاليًا بلا نقاط ضعف، لكن الآن، بدا شبيهًا بي في طفولتي.
ربّما كان يخفي نقاط ضعفه عمدًا، مثلي.
وفقًا لاتفاقنا، كان من المفترض أن ننفصل، وكان بإمكاني تركه.
لكنني لم أعد أرغب بذلك.
ضغطتُ على يده قليلًا وهمستُ: “لا تقلق. مهما قالت تلك المرأة، سأكون إلى جانبك.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 135"