كان منذ زمن طويل لم تلتقِ عينيها بعينيه بهذه الطريقة.
“هذا…”
كانت أحيانًا تشعر بالتوتر والانزعاج عندما تلتقي عيناها بعينيه.
لكن هذا الانزعاج كان يتلاشى بسرعة، إذ كانت تشعر بالنشوة كلّما رأت وجهه، وتعتقد أنّ هذا الانزعاج نابع من خجل الحب.
لكن الآن، وهي تواجهه في هذا الموقف، أدركت حقيقة تلك المشاعر.
كانت تحذيرًا من جسدها تجاه العداء الذي يوجهه إليها.
صحيح، لقد خدعتَني طوال هذا الوقت، وأنت تتسلّى مع تلك الفتاة!
بينما كانت مادلين على وشك فقدان صوابها من الغضب، تدخّل أحدهم بسرعة: “دوق برانت، ما هذا التدخّل المفاجئ؟ ما الذي تفعله؟”
كان والدها، الماركيز آرجين.
صحيح، سأترك الأمر لوالدي الآن.
لم يكن الماركيز آرجين مجرّد نبيل بمنصب عالٍ.
كان أفعى سيطرت على النبلاء في أوساط العاصمة الاجتماعيّة لسنوات طويلة، متلاعبًا بهم.
كما توقّعت مادلين، لم يفوّت الماركيز كلمات إيريك: “وقاحة؟ تتهم ابنتي دون دليل؟ هل يمكنك تحمّل عواقب ذلك عندما تتكشّف الحقيقة؟”
في مثل هذه المناسبات الرسميّة، كان التشهير بأحدهم كسيف ذي حدّين، قد يرتدّ على صاحبه.
لذا كان يجب أن يندم دوق برانت على اتهامه لمادلين دون دليل.
لكن …
لماذا لا يبدو عليه أيّ اضطراب؟
لم تُظهِر عينا إيريك برانت أيّ ارتباك، بل كان فيهما سخرية باردة.
“ماركيز، هل تعتقد أنّ الرغبة في رؤية الدم هي مجرّد كراهية عاديّة؟”
عندما ذكر الرسالة التي كتبتها مادلين إلى السيدة الكبرى، تصلّب وجه الماركيز.
“ذلك … ابنتي كانت لا تزال صغيرة!”
“الخامسة والعشرون ليست صغيرة. والأكثر من ذلك، إنّ إيذاء أحد أفراد العائلة الإمبراطوريّة ليس جريمة يُغفر لها بحجّة الصغر.”
وافق نبلاء فصيل الإمبراطور: “صحيح. تمّ العثور على الرسالة، فكيف تجرؤ على ادعاء البراءة بوقاحة؟”
“تستحقّ عواقب ذلك.”
مع السخرية الحادّة من حولها، عضّت مادلين شفتيها بغضب، وأمسك الماركيز قبضته بقوّة.
إيريك برانت، أيّها اللعين!
كان قد سمح لابنته بالعناد وعدم الزواج لسبب بسيط: إيريك برانت كان الرجل الأكثر قيمة في الإمبراطوريّة.
وعلاوة على ذلك، إذا حصلنا على المناجم التي تمتلكها عائلة الدوق، ستصبح عائلتنا أكبر تجّار المجوهرات في القارّة!
لذلك، خطّط الماركيز آرجين للتخلّص من كورنيليا في الوقت المناسب ووضع مادلين كزوجة ثانية للدوق.
لكن الآن، تغيّرت الأمور.
إذا أصبح الأرشيدوق تارانت إمبراطورًا، ستختفي هذه الفضائح! وحتّى دوق برانت لن ينجو حينها.
كان الماركيز يخشى قوّة ونفوذ إيريك من قبل، لكنّه لم يعد يخاف.
“دوق، كلّ هذا بسبب والدتك التي أغرت ابنتي …”
بينما كان الماركيز آرجين يرفع صوته-
“كفى، الصمت!”
أُجبر الماركيز على إغلاق فمه بسبب صراخ الإمبراطور.
اللعنة، هل هم جميعًا متواطئون؟
تحدّث الإمبراطور بغضب: “مادلين آرجين تنكر جريمتها، لكن الرسالة وشهادات الشهود تثبت نيّتها إيذاء الأميرة.”
لكن الماركيز آرجين لم يستسلم: “جلالتك، لم تكن الأميرة في العربة يومها! ولم تُصب الأميرة بأيّ أذى! فكيف تتهم ابنتي بإيذاء أحد أفراد العائلة الإمبراطوريّة؟”
تدخّل أحدهم: “ماركيز آرجين، لهذا قال جلالته ‘محاولة’. ألا تعلم أنّ محاولة إيذاء أحد أفراد العائلة الإمبراطوريّة جريمة خطيرة حتّى لو لم تكتمل؟”
لم يستطع الماركيز الردّ.
كان الكلام صحيحًا، لكن المتحدّث كان راينهارت.
صحيح، لابدّ أنّ له خطّة.
أومأ راينهارت للإمبراطور باحترام وقال: “جلالة الإمبراطور، لا يزال هناك استجواب لمجرمة أخرى.”
أدرك الماركيز نوايا راينهارت: آه، يريد تأجيل الحكم على مادلين والانتقال إلى استجواب السيدة الكبرى لإلقاء كلّ الذنب عليها.
وافق نبلاء فصيل الإمبراطور: “صحيح، لا يزال استجواب بيانكا برانت قائمًا.”
“أليست جريمتها أكثر شناعة؟”
بالنسبة لنبلاء فصيل الإمبراطور، كان كلّ من دوق برانت وماركيز آرجين أعداء.
وكانت فرصة إلحاق الضرر بإيريك برانت نادرة.
لذا، كانوا مصمّمين على إسقاط بيانكا، والدة الدوق.
“جلالتك، ابدأ استجواب بيانكا برانت!”
ابتسم راينهارت بانتصار.
جيّد. ذكرتُ السيدة الكبرى وأنقذتُ كورنيليا، فهي بالتأكيد ستكون سعيدة.
لكن عندما نظر إلى كورنيليا، تجهّم وجهه.
كان إيريك برانت، الجالس بجانبها، ينظر إليه بحدّة، ممّا أثار استياءه.
لو أردتُ، لأزحته فورًا، لكن إذا انتظرتُ قليلًا، سأصبح الإمبراطور القادم.
عندما التقت عيناهما، رفعت كورنيليا زاوية فمها قليلًا.
ابتسم راينهارت، ثمّ نظر إليها بنظرة جشعة.
تبدين أجمل اليوم.
كانت كورنيليا، بفستانها الكريستالي الذي يكشف كتفيها قليلًا، أكثر جاذبيّة من المعتاد.
إذا قبلتُ شفتيها الحمراوين، كيف ستتفاعل …
فجأة، غضب راينهارت وتجهّم وجهه.
هذا اللعين!
كان إيريك برانت يمدّ يده ليغطّي وجه كورنيليا.
***
عندما واجهتُ مادلين والماركيز آرجين في الاجتماع الوطني، ظننتُ أنّني سأكون بخير.
لكن رؤية تصرّفاتهما الوقحة أشعلت غضبي.
مظلومة؟ بعد أن حاولتِ إيذاء طفلي؟
كانت مادلين، مع السيدة الكبرى، تخطّطان لقتل طفلي وهو في بطني.
ومع ذلك، كيف تجرؤ على ادعاء البراءة بتلك الوقاحة؟
وعندما سقطت الثريا، استمتعتِ للحظة لأنّكِ أردتِ موتي.
كنتُ أودّ ذكر الرسالة التي كتبتها للسيدة الكبرى والصراخ في وجهها الوقح.
لكن لم أستطع لأنّني سأصبح ولية العهد، أساس الإمبراطوريّة.
لا بأس، يمكنني تجاهل كلامها. على أيّ حال، مادلين ستواجه النفي بتهمة محاولة إيذاء أحد أفراد العائلة الإمبراطوريّة.
بينما كنتُ أحاول تجاوز الأمر، تحدّث أحدهم نيابة عنّي: “يا لها من وقاحة.”
كان إيريك، الجالس بجانبي.
لماذا أنت …
شعرتُ بالحيرة وإحساس غريب.
لم يكن إيريك من النوع الذي يتحدّث مع الآخرين دون داعٍ، لكنّه الآن كان ينتقد مادلين والماركيز بحدّة: “الخامسة والعشرون ليست صغيرة. وإيذاء أحد أفراد العائلة الإمبراطوريّة ليس جريمة تُغفر بحجّة الصغر.”
وافق النبلاء، وكُسِرَت هيبة مادلين والماركيز.
لأكون صريحة، شعرتُ بالارتياح.
حتّى لو كان ذلك أمام الآخرين، فهو يدافع عنّي ويغضب نيابة عنّي … هذا شعور جيّد.
لم أستطع إلا أن أبتسم، لكن سرعان ما عاد مزاجي إلى الحضيض بسبب كلمات راينهارت: “جلالة الإمبراطور، لا يزال هناك استجواب لمجرمة أخرى.”
بدأ النبلاء ينتقدون إيريك: “يبدو أنّ دوق برانت ليس في موضع يسمح له باتهام الآخرين بالوقاحة.”
“بالضبط، لم يستطع السيطرة على عائلته، والآن يتظاهر بحماية زوجته.”
لم يكونوا مخطئين.
لكن أن أنتقد إيريك شيء، وأن ينتقده الآخرون شيء آخر.
كان إيريك برانت الوحيد الذي يحقّ لي أن أنتقده.
لقد حوّل الانتباه إلى السيدة الكبرى. هذا مقصود بالتأكيد.
بينما كنتُ أنظر إلى راينهارت باستياء، ابتسم لي.
في الماضي، كانت نظرته الجشعة تبدو تافهة، لكن الآن كانت
مقززة للغاية.
ذلك لأنّ راينهارت هو الجاني الحقيقي الذي حاول قتل طفلي، وربّما هو من تسبّب في موته في حياتي السابقة أيضًا.
لو أردتُ، لأطلقتُ النار على رأسه الآن …
بينما كنتُ أتخيّل كيف أعاقبه وأرفع زاوية فمي، غطّى أحدهم وجهي بيده.
نعم، كان هذا شعور الطمأنينة لأنّ هناك من يقف إلى جانبي ويحميني.
لكن لم يكن بإمكاني الاستسلام لهذه الحماية.
في هذه اللحظة، أمام هؤلاء الأعداء، لم يكن وقت إظهار الضعف.
“لا أخاف من مثل هذه النظرات. يمكنكَ خفض يدكَ.”
بينما كان يخفض يده ببطء، أضفتُ بهدوء: “أنت ستحميني، أليس كذلك؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 133"