نظرتُ إلى إيريك بتعبير مذهول.

 

مهما فكرت في الأمر، كان هناك عرض واحد فقط قدمته له مؤخرًا.

 

<لنعقد صفقة. سأساعدك على الطلاق دون أي مشاكل.>

 

كان يتعلق بالطلاق.

 

شددت قبضتي دون أن أدرك.

 

ولا عجب …

 

<كورنيليا، ما زلنا متزوجين!>

 

قبل أيام قليلة فقط، قال إنه لا يريد الطلاق مني.

 

<من فضلكِ، أعطني فرصة أخرى.>

 

صورة إيريك وهو يركع ويتوسل خالٍ من غطرسته المعتادة كانت مليئة باليأس.

 

علاوة على ذلك، قبل لحظات فقط، أظهرت أفعاله الزوج اللطيف والمحب الذي كنت أتوق إليه.

 

لكن—

 

فجأة يقول إنه يريد قبول الاقتراح؟

 

انقلب موقفه كما لو كان يقلب كفه، وبدلاً من الشعور بالغضب، شعرت بالشك.

 

هل هناك دافع خفي وراء هذا؟

 

فجأة، ومض وجه داميان في ذهني، وشعرت بالقلق.

 

ماذا لو كان قد لاحظ شيئًا وكان يخطط لأخذ الطفل مني؟

 

ومع ذلك، أخفيت مشاعري وحدقت في إيريك، وسألت، “لماذا غيرت رأيك فجأة؟ قلت منذ قليل إنك ليس لديك نية للطلاق مني.”

 

عندها نظرت إلى إيريك بعيون متشككة.

 

“نعم، في الواقع، ما زلتُ لا أريد الطلاق.”

 

عند كلماته، عقدتُ حاجبي، مستعدة للرد.

 

“ومع ذلك، عند رؤية أن عزيمتك قوية، غيرت رأيي. أنا … لا أريد أن أثير كراهيتكِ.”

 

في اللحظة التي سمعت فيها ذلك، تصلب تعبيري.

 

لا يريد أن يثير كراهيتي؟

 

ماذا كان يعني بذلك؟ بينما كنت أفكر في هذا، واصل.

 

“لقد أهملت واجباتي كزوج، وكل المسؤولية تقع عليّ. لذا، إذا أردتِ الطلاق، سأحترم رغباتك.”

 

الآن استطعت فهم نواياه.

 

آه، كما توقعت.

 

خلال الأيام القليلة الماضية، كنت أفكر في موقفه المتغير.

 

ربما كان إيريك يملك بعض المشاعر تجاهي، مهما كانت صغيرة.

 

لكن هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا. إيريك لا يحبني على الإطلاق.

 

لو كان لديه أي مشاعر تجاهي، لما قبل اقتراحي أبدًا.

لكان واصل الاعتذار والتمسك بي.

 

كما تمسكت به، غير قادرة على تركه قبل عودتي.

ومع ذلك، قبل إيريك ذلك الاقتراح.

 

على السطح، تحدث كما لو كان يهتم بي ويحترمني، لكن السبب في عدم رغبته في إثارة كراهيتي كان بسيطًا.

 

من المحتمل أنه قلق من أن أحمل ضغينة وأنخرط في معركة تشهير ستلوث شرف عائلة الدوق.

 

في النهاية، كان لطفه تجاهي على الأرجح نابعًا من الشعور بالذنب ورغبة في تهدئتي لاستعادة سمعته.

 

حسنًا، هذا جيد. أخيرًا، أحصل على الطلاق الذي أردته من ذلك الرجل.

 

حتى وأنا أفكر في هذا، لم أشعر بالراحة أو السعادة.

 

بدلاً من ذلك، شعرت بشعور غريب وغير مريح، وكان صدري يشعر بضيق غريب.

 

بينما كنت أبحث عن السبب، خمنت السبب قريبًا.

 

آه، صحيح، راينهارت.

 

المشكلة هي أن راينهارت يريد طلاقنا حاليًا.

 

في اللحظة التي يحدث فيها الطلاق، سيكون ذلك وفقًا لرغباته.

 

لذلك، بدلاً من الطلاق فورًا، سيكون من الأكثر أمانًا الانتظار حتى يتم تحديد الإمبراطور القادم قبل المضي قدمًا في الطلاق.

 

ومع ذلك، لم أستطع جلب نفسي للإشارة إلى هذه الحقيقة لإيريك.

 

كشف نقاط ضعفي للآخرين هو في الأساس حفر قبري بنفسي.

 

إذا اقترحت تأخير الطلاق بالتحدث بالحقيقة، قد يظن إيريك أنني امرأة لا تستطيع فعل أي شيء بمفردها ويقلل من شأني.

 

غير راغبة في أن يعرف مشاعري الحقيقية، أجبرت نفسي على الابتسام وقلت، “نعم، لقد فكرتَ جيدًا.”

 

في تلك اللحظة، تحدث.

 

“ومع ذلك، أود مناقشة ‘الشروط’ التي ذكرتِها لي آنذاك.”

 

شعرت فجأة بذكر الشروط بشيء من عدم الراحة، لكن في الوقت الحالي، كان الحوار هو الأولوية.

 

إذا لم يكن راضيًا، قد يغير رأيه.

 

لذا، فتحتُ فمي.

 

“حسنًا. كما ذكرت من قبل، أخطط لمساعدتك على استعادة سمعتك وضمان ألا تتحمل أي وصمة من طلاقنا.”

 

“نعم، أفترض أنك ستفعلين.”

 

جعلني رده اللامبالي أشعر بالقلق دون داع.

 

لذا، قررت إثارة شرط قد يجذب اهتمامه.

 

“أولاً، بخصوص والدتكَ …”

 

قبل أن أنتهي، تدخل صوته الحازم.

 

“لقد ارتكبت والدتي خطيئة لا تُغتفر ضدكِ. لذلك، سأترك مصيرها بالكامل لتقديرك.”

 

لا، هل من المقبول حقًا أن يكون قاسيًا جدًا على أم يهتم بها؟

 

كان موقفه قاسيًا تقريبًا تجاه السيدة الكبرى، لكن مع ذلك، كان مناسبًا لي أن يخرج بهذه الطريقة.

 

“حسنًا. إذن سأكون صريحة. أخطط لإخراج والدتكَ من السجن وإرسالها إلى دير.”

 

“إلى دير؟”

 

أومأتُ عند سؤاله.

 

“يمكنني دعم ادعاء السيدة الكبرى بأنها استخدمت الأعشاب لعلاج انقطاع الطمث بالشهادة بأنني لم أتناول الدواء. ومع ذلك، لا يمكنني تقديم دليل قاطع مثل دفتر الحسابات الذي يظهر إيداعًا كبيرًا للسائق أو رسائل تتآمر مع مادلين. لذلك، ستظل هناك تهم ضد السيدة الكبرى بالتآمر مع مادلين.”

 

على عكس ما قلته من قبل، كنت أذكر أنني لا أستطيع تبرئة السيدة الكبرى تمامًا من اتهاماتها.

 

ومع ذلك، استمع إيريك لي دون إثارة أي أسئلة.

 

يبدو أن ما قاله سابقًا لم يكن مجرد كلام فارغ.

 

شعرت بالراحة لأنه لم يبدُ أنه يحمل أي ضغينة، لذا واصلتُ التحدث.

 

“كما تعلم، يضع القانون الإمبراطوري الحالي أهمية على النية وراء الجريمة عند تحديد العقوبة لمحاولة القتل.”

 

عادةً، محاولة قتل أحد أفراد العائلة المالكة ستؤدي إلى السجن مدى الحياة، أو في الحالات الشديدة مع النية، عقوبة الإعدام.

 

لذلك، كنا بحاجة إلى إثبات أن السيدة الكبرى لم يكن لديها أي نية لارتكاب الجريمة.

 

“أخطط للجدال بأن السيدة الكبرى كانت غير مستقرة عقليًا كدليل على عدم وجود نية لديها.”

 

إذا تم قبول هذا الادعاء، وبالنظر إلى مكانتها النبيلة، فمن المحتمل أن تتجنب عقوبة الإعدام.

 

في تلك اللحظة، تحدث إيريك، الذي كان صامتًا، أخيرًا.

 

“كيف تخططين للجدال بأن والدتي كانت غير مستقرة عقليًا؟”

 

“هذا …”

 

في تلك اللحظة، توقفت العربة.

 

“لقد وصلنا.”

 

سمعت صوت السائق من الخارج وقلت، “سأخبرك قريبًا. ادخل.”

 

عند كلماتي، حاول إيريك فتح باب العربة.

 

في تلك اللحظة، ظهر سؤال في ذهني.

 

“بالمناسبة، لدي سؤال واحد—”

 

“نعم، تفضلي.”

 

أومأت عند رده وهو يغلق الباب وواصلت التحدث.

 

“لقد ذكرتَ أنك تريد مناقشة الشروط مرة أخرى. هذا يعني أن لديك شيئًا لتقوله عن صفقتنا، وأود أن أعرف ما هو.”

 

في اللحظة التي قلت فيها ذلك ونظرت إلى إيريك، ارتعشت.

 

كان يبتسم.

ابتسامة بدت سعيدة حقًا.

 

ما الذي يحدث؟ ما الذي يخطط له …؟

 

في تلك اللحظة، عادت أفكار عن طفلي إليّ.

 

هل يمكن أن … يعرف عن هوية داميان ويحاول أخذ طفلي مني…؟

 

شددت قبضتي دون أن أدرك.

 

ثم تحدث إيريك.

 

“أود أن أقرر توقيت الطلاق.”

 

تصلب وجهي عند تلك الكلمات.

ذلك لأنني ظننت أنه إذا تركت التوقيت له، قد يطيله.

 

“هذا صعب …”

 

ومع ذلك، قبل أن أنتهي من جملتي، هز رأسه.

 

“ليس لدي نية لخرق وعدي. أنا فقط أعتقد أنه سيكون من الأفضل عدم الطلاق حتى يتم تأمين سلامتكِ بالكامل.”

 

كنت مذهولة من الكلمات غير المتوقعة، ثم فتحت فمي.

 

“انتظر، حتى لو كان كذلك، أن تقرر أنت التوقيت هو …”

 

كنت على وشك التساؤل عما إذا كان لديه دافع آخر، لكن—

 

“لذا من فضلكِ أخبريني عندما تشعرين أن التهديد ضدّكِ قد اختفى. سأمنح الطلاق كما ترغبين.”

 

عند تلك الكلمات، غرقت في التفكير للحظة.

 

مهما فكرت في الأمر، كانت الشروط التي اقترحها مفيدة لي، إن لم تكن ميزة.

 

على الأقل إذا كنت محمية بواسطة إيريك، يجب أن أكون آمنة.

 

مع الدعم القوي من عائلة دوق برانت، لن يكون هناك من يستطيع تهديدني أنا وطفلي بسهولة.

 

لكن هل هذا مقبول حقًا؟

 

حاليًا، كان راينهارت يستهدف الإمبراطور وكان يحاول الزواج مني للحصول على طريق أسهل.

 

ومع ذلك، إذا لم أتطلق، سيجد راينهارت طريقة لمهاجمة إيريك.

 

علاوة على ذلك، كانت علاقتي مع السيدة الكبرى محرجة؛ واقعيًا، سيكون من الأكثر ملاءمة له إذا تطلقنا مباشرة بعد اجتماع مجلس الدولة.

 

ومع ذلك، أصر على الشرط بأن أشعر بأنني “آمنة”.

 

هذا، مهما فكرت فيه، صفقة يخسر فيها إيريك كثيرًا …

 

ترددت، وأنا أشعر وكأنني أتحمل دينًا كبيرًا.

 

“كورنيليا، لا يجب أن تشعري بالعبء. أنا فقط أحاول أن أؤدي دور الزوج الذي لم أستطع أداءه قبل الطلاق.”

 

جعلني صوته الهادئ أتنهد.

 

صحيح، يمكنني سداد الدين لاحقًا.

 

أومأت.

 

“حسنًا. إذن سأتبع قيادتك بخصوص توقيت الطلاق.”

 

“جيد. لنناقش تفاصيل العقد بمجرد أن ندخل.”

 

كان عقد الطلاق غير مألوف بالنسبة لي، لكن على أي حال، كما قال، كان اتفاقًا صالحًا.

 

في تلك اللحظة، مد إيريك يده نحوي.

 

“من فضلكِ اعتني بي.”

 

ما زلت أرى يده المغطاة بالقفاز.

 

لكن ربما لأن لدي الآن طريق هروب من الطلاق؟

 

“و أنت كذلك.”

 

أخذت يده دون تردد.