كان في مقر الأمن؟ كان ذلك جوابًا غير متوقع.

 

‘هل ذهب كشاهد؟’

 

كنت على وشك سؤال إيريك عن ذلك.

 

لكن قبل أن أتمكن من التحدث، سأل إيريك الفارس أولاً.

 

“سمعت أن هناك انفجار قنبلة في ورشة ون فلاور. ما مدى الضرر؟”

 

“إنه شديد. احترقت الورشة بأكملها، وهناك ناجٍ واحد فقط، المساعدة.”

 

في اللحظة التي سمعت فيها كلمات الفارس، شعرت بضيق في صدري.

 

‘باراكيل …’

 

على الرغم من أنه تصرف بتحدٍ في البداية، فقد أصبح حليفي بعد أن عرفت بقدراته.

 

لكن التفكير في أن شخصًا ما سيفجر تلك الورشة … شعرت بساقيّ تتهاويان لا إراديًا.

 

بينما كنت أتأرجح قليلاً، أمسك إيريك بكتفي وقال، “لاندون، قل لتشيستر أن يذهب إلى مكان الحادث. وأنت، اشرح كل شيء بالتفصيل لقائد فرساني.”

 

عند أمره، أجاب الرجلان في وقت واحد، “نعم.”

 

بمجرد مغادرة فارس الأمن ولاندون، بقينا نحن الاثنين فقط.

 

‘باراكيل مات، والورشة اختفت. وساردين، الذي كان يدي اليمنى، ليس هنا معي الآن.’

 

ربما كان ثقل المشاكل المتعددة التي ضربتني دفعة واحدة؟ 

كانت رؤيتي تدور، وكان رأسي ينبض.

 

شعرت بالضياع حول كيفية التعامل مع هذا الموقف والخطوات التي يجب اتخاذها لحله.

 

لكنني لم أستطع الوقوف بضعف.

 

‘في النهاية، هذه مشكلة يجب أن أحلها. لن يحل أحد مشاكلي نيابة عني.’

 

تحملت الصداع، وسألت إيريك عما يجب أن يُعطى الأولوية.

 

“إذا كانت الناجية الوحيدة هي المساعدة، فإن صاحب الورشة مات …”

 

كان ذلك قبل أن أكمل حديثي.

 

“أنا أحمي صاحب الورشة والمساعدة. نظرًا لأنهم أهداف، أعتقد أنه من الأفضل عدم الكشف عن أنهم أحياء.”

 

في اللحظة التي سمعتُ فيها أن باراكيل بخير، تنفستُ الصعداء ولكنني امتلأت أيضًا بالشك.

 

“يعتقد فارس الأمن أن باراكيل مات، فكيف يمكنك حماية كليهما؟ ولماذا ساردين مع وحدة الأمن …؟”

 

“لقد فجّرتُ تلك القنبلة عن قصد.”

 

“ماذا؟”

 

“مؤخرًا، تلقيت معلومات من مخبريّ أن أفرادًا مشبوهين كانوا يتربصون حول ورشة ون فلاور. ومع ذلك، بما أن الأمر لم يكن واضحًا إذا كانوا مرتبطين بالورشة، تحركت بحذر مع ساردين، الذي يعرف الورشة جيدًا. كنا محظوظين فقط لمنع الكمين.”

 

“إذن ماذا عن الأسلحة في الورشة …”

 

“كلها سليمة.”

 

كنت عاجزة عن الكلام.

 

لم يكن باراكيل على قيد الحياة فحسب، بل كانت الأسلحة أيضًا آمنة.

 

‘حسنًا، ليس الوقت لأكون سعيدة بشكل مفرط.’

 

لمجرد أنني لم أفقد شيئًا لم يعني أنني يجب أن أحتفل.

 

كنت بحاجة إلى إيجاد دليل على أن راينهارت كان وراء هذا لدفنه داخل الإمبراطورية.

 

“هل كانت القنبلة نفسها كالأخيرة؟”

 

“نعم.”

 

في تلك اللحظة، واصل إيريك الحديث.

 

“ومع ذلك، كانت هناك تفاصيل غريبة هذه المرة.”

 

“تفاصيل غريبة؟ ما هي؟”

 

“كان القائد يحمل وثيقة تكليف. وكان عليها ختم ولي العهد.”

 

“ماذا؟ فرانز؟”

 

كنت مقتنعة أن راينهارت كان وراء هذا طوال الوقت، لكنني ذهلت من هوية العقل المدبر غير المتوقعة.

 

‘هل يمكن أن يكون ختم ولي العهد مزيفًا؟’

 

لا، من المحتمل أنه حقيقي.

 

كان الختم الملكي معقدًا للغاية، وعندما يُختم، يُستخدم صبغة لامعة خاصة بالعائلة المالكة، مما يجعل من الواضح إذا كان مزيفًا.

 

لكن هذا لم يكن ما يهم.

 

ما كان مؤكدًا هو أن فرانز لم يكن جريئًا بما يكفي ليبتكر مثل هذه الخطة بمفرده.

 

‘عادةً، كان سيكون حذرًا بسبب الإمبراطور. لكن …’

 

في القصر، حذرني فرانز بتعبير واثق، مثل طفل لديه شيء يعتمد عليه.

 

‘لا بد أن أحدهم حرضه. لتلفيق الجرائم لفرانز.’

 

وكان ذلك الشخص سيستفيد أكثر إذا أخطأ فرانز.

 

في تلك اللحظة، تذكرتُ من اندفع خارج القصر.

 

‘صحيح، وشم العقرب للمرسول. لقد رأيته في قصر راينهارت من قبل.’

 

كان من الواضح أن راينهارت كان وراء هذا مرة أخرى.

 

كنتُ غاضبة، لكن كان هناك شيء أكثر إلحاحًا في متناول اليد.

 

“أفهم أنك حافظت على الورشة. لكن لماذا ساردين، الذي ذهب معك، مع وحدة الأمن …”

 

هل يبقى للتحقيق؟ أم أنه بحاجة إلى الإدلاء بشهادته؟

 

كنت على وشك سؤاله عن السبب.

 

لكن قبل أن أكمل جملتي، تحدث.

 

“لأنه جاسوس خائن.”

 

في لحظة، أصبح عقلي فارغًا.

 

عندما سمعتُ كلمة “خائن”، فكرت بشكل طبيعي في زينون.

 

لكن الخائن كان مساعدي الأكثر ثقة، ساردين؟

 

لم أستطع تصديق ذلك.

 

الشخص الذي خاطر بحياته لإنقاذي وطفلي قبل عودتي لا يمكن أن يكون خائنًا.

 

“… هو جاسوس؟ عما تتحدث؟ تكلم بوضوح.”

 

على الرغم من استفساراتي الملحة، تحدث إيريك بهدوء.

 

“المهاجمون في الموقع دعوا ساردين خائنًا. لستُ أنا فقط، بل سمع صاحب الورشة والمساعدة ذلك أيضًا.”

 

“إذن تتوقع مني أن أصدق أن ساردين جاسوس بناءً على ذلك فقط؟ لقد خدم بجانبي لفترة طويلة! لن يخونني!”

 

“هل أنتِ متأكدة حقًا أن ساردين لن يخونك؟”

 

جعلني صوته الحازم أرغب في الإيماء بالموافقة.

 

لكن في تلك اللحظة، تجمدت.

 

‘ماذا لو كان ساردين جاسوسًا حقًا …؟’

 

ساردين، الذي أنقذني قبل عودتي.

ساردين، الذي أصبح دعمي القوي بعد عودتي.

 

كان الوحيد الذي وثقت به واعتمدت عليه.

 

لكن ماذا لو خانني حقًا وانحاز إلى راينهارت؟

 

كان رأسي يؤلمني بالفعل، وشعرت أن العالم يدور أمام عينيّ.

 

“أنا …”

 

في خضم الدوار القوي، لويت وجهي دون وعي.

عندها أمسكني إيريك.

 

“هل أنتِ بخير؟”

 

هل أبدو بخير بالنسبة لك؟

 

شعرت بموجة من العاطفة لكنني لم أستطع إظهارها.

 

أنا من وضعت الحدود معه أولاً، واصفة إياه بأنه غريب، وكل هذا حدث لأنني لم أستعد بشكل صحيح.

 

كان من الصواب أن أتحمل كل هذا بمفردي.

 

“أنا بخير … لذا اتركني.”

 

في تلك اللحظة، تحدث إيريك.

 

“ساردين سيكون بخير.”

 

“ماذا تقصد بذلك؟”

 

فوجئت بالكلمات غير المتوقعة وسألت، فأجاب إيريك بصراحة.

 

“هل تعرفين التهمة التي يواجهها ساردين حاليًا؟”

 

“ما التهمة؟”

 

“تهمة قتل صاحب الورشة.”

 

“ماذا؟ لكن باراكيل …”

 

كنت متأكدة أنه قال إنه لم يمت. 

ومع ذلك، الآن هناك تهم قتل ضده؟

 

عندما نظرت إلى إيريك بحيرة، أومأ.

 

“نعم، هو حاليًا مع فرسان الأمن بمحض إرادته. إنه هناك طوعًا لإخراج الجاني الحقيقي لهذا الحادث.”

 

لم أستطع ترك الأسئلة المتصاعدة دون إجابة.

 

“لماذا بحق السماء سيفعل ساردين …؟”

 

في تلك اللحظة، عدّل إيريك ياقة معطفي وقال، “سيتأخر. لا تقلقي بشأن أي شيء ونامي.”

 

“انتظر، إيريك، من فضلك اشرح بشكل صحيح …”

 

لكن قبل أن أستطيع سؤال أي شيء، اختفى فجأة من أمامي.

 

استرخت جبيني المجعد، وغمرني شعور غريب.

 

‘هل سبق لي أن حصلت على شيء دون أن أفعل شيئًا؟’

 

كانت المرة الأولى.

 

أن يتدخل شخص ما بنشاط نيابة عني دون أن أضطر إلى الكفاح أو السؤال أولاً.

 

‘لكن هل هذا جيد؟ هذه مشكلتي، بعد كل شيء …’

 

كان قلبي ينبض بشعور غريب. في تلك اللحظة—

 

“أمي!”

 

استدرت رأسي مفاجأة عند النداء المفاجئ؛ كان داميان قد دخل إلى الصالة.

 

“دامي، ما الذي أتى بك إلى هنا…؟”

 

“أنا متعب. أريد النوم! غني لي تهويدة!”

 

مع طلب الطفل المتذمر، تنهدت وقلت، “حسنًا، فهمت. لنذهب إلى غرفتك وننام.”

 

☪︎ ִ ࣪𖤐 𐦍 ☾𖤓 ☪︎ ִ ࣪𖤐 𐦍 ☾𖤓

 

في هذه الأثناء، كان راينهارت يستمع إلى تقرير مساعده عن الموقف.

 

“حقًا؟ إذن، لقد فجر الورشة كما هو مخطط؟”

 

“نعم.”

 

“ماذا حدث لكارون؟”

 

في الأصل، كانت الخطة أن يُغير المرؤوسون على الورشة وينسحبوا، وبعد ذلك سيفجر كارون، الرجل ذو وشم العقرب، القنبلة.

 

ومع ذلك، عاد اثنان من المرؤوسين فقط.

 

“تم احتجازه من قبل فرسان الأمن، لكنه كان فاقدًا للوعي على ما يبدو. يبدو أن صاحب الورشة قاوم بشدة.”

 

“ذلك الأحمق المزعج حتى النهاية.”

 

بسبب مقاومة الحشرة، خسر بشكل غير متوقع العديد من القطع في لعبة الشطرنج.

 

ومع ذلك، بما أن ختم الأمير وُجد في الموقع، فقد نجحت الخطة.

 

‘هذا سيؤدي بالتأكيد إلى سقوط الأمير. علاوة على ذلك، تلك المرأة أيضًا …’

 

بينما تخيل راينهارت تصرف كورنيليا الخاضع، سخر.

 

“أوه، وتم القبض على شخص غير متوقع في الموقع.”

 

“من؟”

 

“ساردين. الجاسوس البربري الذي عيّنّاه للأميرة.”

 

“ماذا؟ لماذا هو هناك؟”

 

“حدث أنه زار الورشة ويبدو أنه تصادم مع رجالنا. المشكلة هي أنّ كارون تعرف عليه، مما أدى إلى كشف هويته.”

 

“وماذا؟”

 

“وفقًا للمرؤوسين، عندما كانوا لا يزالون هناك، كان ساردين يحاول حماية صاحب الورشة. لكن عندما أخرج كارون القنبلة، يبدو أن موقفه تغير.”

 

“تغير موقفه؟”

 

“نعم، يبدو أنه هاجم صاحب الورشة. نجت المساعدة بسبب تدخل فارس الأمن. بعد ذلك، فجر كارون القنبلة، مما أسفر عن مقتل صاحب الورشة، لكن تم القبض على ساردين أيضًا بتهمة التواطؤ في القتل لأنه هاجمه.”

 

“أوه؟”

 

بعد مغادرة إقليم كونت هيرد وفقدان الاتصال، أمر راينهارت بقتل طفل كورنيليا كلما سنحت الفرصة.

 

وإذا كان من الصعب الوصول إلى الطفل، أمر بقتل المقربين من كورنيليا.

 

ومع ذلك، لم تكن هناك أخبار حتى الآن، وكان راينهارت مقتنعًا بأن ساردين خانه.

 

لكن ما السبب؟

 

قتل ساردين صاحب الورشة بيديه.

 

‘لا بد أنه كان خائفًا من الكشف عنه.’

 

عندما قرر راينهارت استخدام ساردين لأول مرة، لم يستطع الوثوق بالبربري تمامًا.

 

ومع ذلك، كانت المشكلة أنه لم يستطع إيجاد طريقة للتلاعب به.

 

‘إنه أحمق لا يرحم؛ حتى شعبه أداروا ظهورهم له. لكن …’

 

متى بدأ الأمر؟

 

تغيرت نظرة ساردين تجاه كورنيليا.

 

نعم، كان ينظر إليها بخليط من الإعجاب والاحترام، كما لو كان عبدًا حقًا.

 

‘لذا حاولتُ اختباره بكشف أنه جاسوس لكورنيليا. لم أظن أبدًا أن ذلك سينجح فعلاً.’

 

كان ذلك يزعجه دائمًا.

 

كيف يجرؤ ذلك البيدق البسيط على النظر إليها بعيون كهذه؟

أراد التخلص منه بسرعة، لكنه كان قطعة مفيدة جدًا.

 

لذا انتظر. للحظة المناسبة للقضاء عليه.

والآن كانت اللحظة المثالية.

 

‘حان الوقت للتخلص منه.’

 

بحلول الآن، ستكون كورنيليا في يأس من موت الكيميائي.

 

وكانت هناك احتمالية كبيرة أنها لن تتمكن من قبول خيانة مساعدها الوحيد الموثوق.

 

ماذا لو اعترف ساردين بأنه جاسوس و لعن كورنيليا في مثل هذا الموقف؟

 

‘ستكون مدمرة بالتأكيد.’

 

كورنيليا، بأجنحتها المقصوصة، لن تجرؤ على رفض يد الخلاص التي سيمدّها.

 

لذا قرر أن يجعل ساردين يأخذ السم نفسه الذي أعطاه للسيدة الكبرى.

 

لكن كان لا يزال هناك شيء يحتاج إلى حله.

 

‘إذا استيقظ كارون وبدأ يهذي بأمور هراء، قد أكون في ورطة.’

 

“أعطِ ‘ذلك السم’ للبربري واقتل كارون”