لماذا الأمير هو أمير ..
تراجعت دافني للخلف محاولة الهروب منه ، لكن سیلیستیان تقدم بنفس المقدار ليلاحق شفتيها من جديد ، لم تكن قبلة حقيقية بين لسانين تستكشفان بعضهما البعض بل مجرد قبلة طفولية كأنها تذوق بسيط ..
‘ما هذه الطفولية؟ هذا ليس لطيفاً على الإطلاق! ..’
استسلمت دافني لوابل القبل الذي لم يتوقف ،
بسبب فارق الطول بينهما ، كان عليها أن تميل رأسها للخلف بدرجة كبيرة ، ورغم ذلك لم تتوقف ذراعه القوية التي كانت تسند ظهرها ، بل كانت أكثر سخونة وصلابة ..
بينما كانت تتراجع للخلف تعثرت بكعبها في حافة السجادة وسقطت على الأريكة ، كان هذا منذ بضع دقائق فقط ، لكن حتى الآن لم تتوقف الأمور عند مجرد تلامس شفاههما ..
تحت ضغط حماسة سيليستيان ، شعرت دافني بالدوار وأمسكت بكتفيه بقوة ، عندما كانت تشعر بنقص الهواء ، كانت تضرب كتفه برفق ليميل أنفه العالي إلى الجهة الأخرى قليلاً ، أنفاسها اللاهثة كانت تبتلعها شفتيه ، وحتى اللعاب الذي لم تستطع ابتلاعه بالكامل كان يلتهمه بسعادة ..
كانت دافني التي مازحته في الحمام هي نفسها الآن ، ومن الواضح أنها كانت تتحكم في زمام الأمور حتى القبلة الثانية ، لكن الآن ، تحولت السيطرة بالكامل إليه ..
كان ضوء القمر الذي تسلل عبر النافذة الكبيرة خافتاً ، لكنه كان كافيًا لإظهار الوضع الصريح الذي كانت فيه دافني الآن ..
رداؤها الحريري ، الذي كان آخر درع لها ، كان قد انزلق بالفعل إلى مستوى الخصر ، خلف ظهرها لم يكن هناك سوى الأريكة الناعمة ، وبين ساقيها كانت تشعر بخصر الرجل الذي تحبه ، وفخذه المكسو بالقماش الحريري ..
‘هذا الرجل… يرتدي كل شيء بنفسه فقط ..’
أدركت دافني مدى سخافة محاولة تحليل الوضع الحالي ، فقررت إغلاق عينيها وترك عقلها ..
كان سيليستيان يواصل التهام شفتيها بجنون بينما كانت هي تحاول مواكبته ، لكن القبلات المستمرة أصبحت غير كافية بالنسبة لها ، وكأنها تفتقد شيئًا ما ..
شعرت بالبرد في معدتها المبللة ، فأخذت يده الكبيرة والدافئة ووضعتها هناك ، لكنه سرعان ما رفع يده ليعبر بأصابعه على الجرح القديم بجانب صدرها ، ثم عاد ليقبل شفتيها مجددا ويمتصها بالكامل …
كل مرة كانت يلامس فيها لسانه شفتيها ، كانت تشعر وكأن فقاعة هواء صغيرة تملأ فمها ، ورغم تنفسها اللاهث بعد كل عضة من شفتيه ، لم تستطع التخلص من شعور النقص …
‘هل شفتيه غير كافية ؟ ..’
رفعت يديها وأحاطت عنقه بذراعيها ، وهي تحاول التفكير فيما تحتاجه أكثر ..
‘ربما المزيد… المزيد من اللسان؟ ..’
في اللحظة التي كانت فيها على وشك أن تفقد عقلها بالكامل ، استعادت دافني وعيها قليلاً ..
أدركت أنه يجب أن تتوقف الآن ، فقامت بعض شفتيه السفلية بأسنانها ..
“.آه”
في تلك اللحظة فقط ، بدا أن سيليستيان استعاد وعيه قليلاً ، رغم ذلك ، لم يكن بينهما سوى بضعة سنتيمترات ..
عيناه الخضراء الباهتة بدت مترنحة وهو ينظر إلى شفتي دافني المغطاة باللعاب ، قبل أن يقبلها مرة أخرى فجأة …
صدر صوت مبلل ومزعج بسبب اللعاب ، لكن بدا أن سيليستيان لم يكترث ، بينما كانت دافني وحدها وجهها يتحول إلى اللون الأحمر الساطع ..
”ظننت أنني في حلم ..”
صوته كان يحمل نبرة متكسرة ..
“افعليها مرة أخرى …”
تمتم سيليستيان عندما مالت دافني رأسها وكأنها تسأله عما يقصده ، عض شفتيها السفلى بقوة ثم ابتعد قليلاً ، شعرت دافني بألم مفاجئ في شفتيها ولم تستطع حتى الصراخ ، وضعت يدها على شفتيها الحارة وضربت كتفه برفق …
“دافني ..”
”….”
“دافني ، دافني…”
كانت تريد أن تسأله عن سبب مناداته المتكرر ، لكن صوتها كان يختنق داخل حنجرتها ..
“أريدكِ أن تستمري في إخباري أن هذا ليس
حلما …”
صوته المبتل قليلاً جعل قلبها يرتجف ، لم يكن أمام دافني خيار سوى أن تجذب عنقه بين ذراعيها لتقبله مرة أخرى ..
قبلة رقيقة … قبلة رقيقة أخرى ..
ترك لها سيليستيان الحرية هذه المرة ، وأغمض عينيه بهدوء ، أغمضت دافني عينيها بشدة ، ثم تذكرت صوته عندما طلب منها أن تفعلها مرة أخرى ..
كانت محتضنة في دفء حضنه العريض والثقيل مما منحها إحساسًا بالاستقرار ، لكنها شعرت بأن الوقت حان لتأخذ دورها بعد أن سيطر على الموقف من قبل …
“… أنت ثقيل ..”
تمتمت دافني بينما كانت شفاههما ما زالت متصلة ..
ابتسم سيليستيان بابتسامة خفيفة قبل أن يفتح عينيه ، انعكست عينيه الخضراوين تحت ضوء القمر ، وبدت وكأنها تلمع للحظة ..
انطلق أنين خافت من شفتيها ، استمر سيليستيان بتقبيل صدرها الأيسر ، ثم مرر شفتيه على الجرح الذي تركته الرصاصة ، لم يكن تعبيراً جنسياً بقدر ما كان تأكيدًا على أنها ما زالت حية ، شعرت دافني بتيار غريب يسري فيها ، مما جعلها تشهق بهدوء ..
بينما كانت تلتقط أنفاسها ، رفعها بين ذراعيه وأدارها ، في تلك اللحظة ، اختل توازنها قليلاً ، وشعرت بشعرها الذي فك من رباطه ينزلق على صدرها العاري …
تحت جسدها ، كان روب الحرير مفتوحًا ، مما كشف عن منحنيات جسدها ، همس سیلیستيان بصوت ناعم:
”افعلي ما تشائين الآن ..”
أخذ يدها اليمنى ، وقبل الإصبعين الأوسط والخنصر ، صدر صوت واضح عندما قبل إصبعها الخنصر ، وكأنه كان متعمدًا ..
نظرت دافني في عيني سيليستيان ، ثم وضعت يديها على صدره ، بينما كانت تلمس صدره ببطء ، شعرت بعضلاته البارزة تعترض طريق يديها كأنها عوائق صغيرة ..
عندما مرت بإصبعها الخنصر على ندبة تمتد بشكل مائل عبر صدره ارتجف جسده قليلاً ..
سیلیستیان تيريوسا المعروف بلقب “الشبح”، شاعت عنه شائعات غريبة تقول إنه بلا قلب ، لكن الحقيقة أنه كان دافئا بشكل مذهل ، وجسده منحوت بدقة وكأن فنانًا بارعا قام بتشكيله ..
كان جسده الممتد من عضلات البطن حتى طرف سرواله ، يبدو مثاليا بشكل لا يصدق ..
‘أنا الوحيدة في هذا العالم التي يمكنها لمس هذا الجسد …’
فكرت دافني ، مما جعل قلبها يمتلئ بمشاعر الفخر والرضا ، أصبحت عيناها تلمعان كأنهما عينا أفعى وجدت فريستها …
‘إنه ملكي… ملكي فقط ..’
بعد أن انتهت من استكشافه ، اقتربت دافني مرة أخرى ، هذه المرة ، بدلاً من تقبيله بشفتيها ، لعقت شفتيه من الداخل بطرف لسانها ، حتى تلامس لسانها مع أسنانه المرتبة بعناية أثار شعورًا مذهلا لديها ..
بدأت تلعق شفتيه مثل قطة صغيرة تشرب الحليب الدافئ ، دافني التي كانت تسخر دائمًا من فكرة أن القبل “حلوة” قررت تغيير رأيها ..
“افتح فمك ..”
أمرت دافني بصوت جاد ، وابتسم سيليستيان مرة أخرى ، فتح شفتيه قليلاً ، واندفعت دافني لتقبيله بعمق ..
أصدرت القبلة أصواتا مبللة وكأنها تمتص قطعة حلوى وبينما كانت تلبي رغباته ، عضت شفته العلوية بقوة ..
أطلق تأوه خافت ، لكنها لم تبد وكأنها مؤلمة حقا ، لأن ضحكاته استمرت في الخروج ..
“أيها المنحرف…”
حتى الوقت الذي يُستهلك في فصل شفاههما كان ثمينا بالنسبة لها ، لذلك همست بينما كانت شفاههما متصلة ، ما جعل سيليستيان يضحك بخفة ويميل برأسه قليلاً ، بدا وكأنه يحاول تعديل شدة القبلة قائلاً: “اجعليها أقوى”. عضت دافني شفتيه بقوة مرة أخرى ، مما جعله يطلق أنينا خافتًا ، وبينما كانت تحاول تغيير وضعيتها لتصبح أكثر راحة ، شعرت فجأة بشيء تحت قماش الحرير يلامس فخذها ، فضغطت عليه لا إراديا ..
توقفت حركة سيليستيان فجأة ، ثم أطلق تنهيدة أعمق ، حاولت دافني أن تتظاهر بعدم معرفتها بما حدث ، فأمسكت وجنتيه بكلتا يديها وعمقت قبلتها …
لم تكن دافني غبية لتجهل ما الذي لامسته ، بل على العكس …
‘نعم ، إنه أمير ، بالطبع ، إنه الأمير ، لابد أن هذا من سمات الأمير ، ليس الأمر وكأنني لم أكن أعلم ، ولكن هذا… مبالغ فيه ..’
ارتجفت قليلًا ، وأغمضت عينيها بإحكام وواصلت القبلة بحماس أكبر ، أرادت أن تجعله يفقد أنفاسه لدرجة أن يُغمى عليه ، لأنه إن لم تفعل ، فستكون هي من ستفقد وعيها أو تجد نفسها تزحف على الأرض …
اليوم ، القبل فقط ، فقط هذا الحد …
كانت تردد هذا الأمر لنفسها كأنه دعاء ، غدًا عليها أن تحضر الحفلة عليها أن تترك انطباعا جيدا لدى الدوقة ، يجب أن تمشي بشكل طبيعي ، لأن ذلك كان هدفها الأساسي وواجبها في هذا المكان …
*. *. *
بعد أن استنفدت كل طاقتها من القبل ، أغمي على دافني دون أن تدرك متى …
“متى أعاد لي ملابسي؟”
عندما رفعت جسدها وجدت نفسها ترتدي قميص نومها الكامل بشكل مرتب ، وعندما استدارت ، رأت سیلیستیان تيريوسا مستلقيا بجانبها ، نائما بهدوء وعيناه مغلقتان …
شعرت بمزاج جيد لدرجة أنها توقعت أن يكون الطقس في هيربورن اليوم مثاليا دون الحاجة إلى قراءة النشرة الجوية ، دون أن تفكر في أي شيء آخر ، غادرت السرير بخطوات خفيفة واتجهت إلى الجناح المجاور للاستحمام …
… غير مكترثة بالصدمة التي قد يشعر بها الرجل عند استيقاظه ورؤية السرير الفارغ بجانبه ..
ترجمة ، فتافيت …
التعليقات لهذا الفصل " 94"